أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العبثية القاتلة في سلوك المالكي وحزب الدعوة الإسلامية في العراق














المزيد.....

العبثية القاتلة في سلوك المالكي وحزب الدعوة الإسلامية في العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3557 - 2011 / 11 / 25 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمر يوماً على العراق دون دماء تسيل على أرضه الطيبة ابتداءً من البصرة ومروراً ببقية مدن الجنوب والوسط, ومنها بغداد, وبقية مدن غرب بغداد حتى الموصل. والقوى الإرهابية تختار على راحتها المدن التي تريد ممارسة القتل فيها. فيوم أمس اختارت هذه القوى الشريرة مدينة البصرة لتنزل بأهلها الطيبين 19 قتيلاً وأكثر من 60 جريحاً ومعوقاً.
ولا يمر يوماً على العراق دون شكوى الناس من هذا الإرهاب وذاك الفساد السائد ومن انقطاع التيار الكهربائي ومن إجراءات جديدة ضد المرأة والمزيد من التضييق على حرية الإنسان العراقي وحياته. وهكذا هو الأمر مع البطالة الواسعة والفقر الموجع لكرامة الإنسان, وكذلك مع ظاهرة التمييز ضد أتباع الديانات والمذاهب الدينية من جانب الحكومة ومن جانب هذا الفريق السياسي الطائفي أو ذاك. وعملية التنمية متوقفة فعلياً, إذ أصبحت المهمة هي الاستيراد وإشباع السوق بالسلع المستوردة بدلاً من التنمية الصناعية والزراعية لامتصاص البطالة وتوفير السلع وتنويع الدخل القومي, فأموال النفط تصرف لإبقاء الاقتصاد العراقي متخلفاً وتابعاً أو مكشوفاً بالكامل على الخارج.
كل هذا يحصل والحكومة العراقية ورئيسها المالكي والحزب الحاكم فيها, حزب الدعوة الإسلامية, يصول ويجول لا ليواجه تلك المشكلات الكبيرة والمعقدة, بل ليعزز مواقعه الحزبية في الدولة العراقية, في الجيش وقوات الشرطة وفي أجهزة الإدارة, ليبقى في الحكم بالرغم من الوقائع المرة التي تواجه البلاد والتي تتطلب إعادة النظر بكل شيء بما فيه إجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة جديدة ووضع قوى واعية ومتخصصة على رأس الوزارات...الخ.
الحكومة بكل مكوناتها لاهية تماماً بأوضاع صراعاتها الداخلية ومصالحها المنفردة, في حين أن القوى الإقليمية تخوض صراعاتها على الساحة السياسية العراقية وعلى أكتاف الشعب العراقي بكل مكوناته ومن خلال الأحزاب الحاكمة. وإذا كانت إيران تلعب دورها السياسي الكبير وتأثيرها المباشر على السياسات والمواقف العراقية من خلال قواها الخاصة المنتشرة في العراق وفي أجهزة الدولة أولاً, ومن خلال القوى والأحزاب الإسلامية السياسية التي تساند وجودها ودورها في العراق ثانياً, فإن المملكة السعودية وبعض دول الخليج تجد في قوى إسلامية أخرى وقومية عربية يمينية وبعثية يشارك بعضها في الحكم تحت واجهات أخرى سنداً لها في العراق وساعيةً لدعمها. ومثل هذا الصراع يزيد في مشكلات العراق ويعقد الوصول إلى حلول عملية, خاصة وأن حكومة إقليم كردستان العراق منشغلة بترتيب علاقاتها مع كل من إيران وتركيا بصورة منفردة من جهة, ومنشغلة بالمشكلات التي لا تمت لغياب الديمقراطية في الحياة السياسية العراقية من جهة أخرى, ولا تساهم في معالجة المشكلات المعقدة التي يواجهها المجتمع العراقي.
إن إعادة ترتيب الأوضاع في العراق قبل خروج القوات الأمريكية مسألة ضرورية لتجنيب البلاد السقوط بمستنقع النزاع الطائفي المقيت, الذي كما يبدو للمتتبع, تحضَّر له عدة أطراف, سواء أكانت مشاركة في الحكم أم من خارجه. ومن أجل تجنب هذا الاحتمال الوارد الذي لا يمكن إنكار احتمال وقوعه ومخاطره, يتطلب الأمر عقد مؤتمر وطني وشعبي واسع لكل القوى السياسية العراقية المشاركة في العملية السياسية, وليس تلك التي ما تزال ترفع السلاح أو تمارس الإرهاب بصيغ مختلفة بهدف الوصول إلى تحديد مجموعة من المبادئ وقواعد العمل الوطني التي تلتزم بها كل القوى السياسية العراقية, سواء أكانت مشاركة في الحكم أم خارجه, وتحديد برنامج عمل وطني تنفذه حكومة وطنية تلتزم بما يتفق عليه في هذا المؤتمر. إنه مؤتمر للإنقاذ الوطني وحكومة إنقاذ وطني.
إن السلوك الراهن لحكومة المالكي يجسد عبثية قاتلة مستهينة بكل المخاطر التي تحيط بالعراق وشعبه وكافة مكوناته وتساهم في تشديدها, شاءت ذلك أم أبت. إنها حكومة وضعت الدستور جانباً وهي تمارس سياسة بعيدة كل البعد عما نص عليه الدستور. وليس أدل على ذلك عدم وجود نساء في مجلس الوزراء على وفق المادة الدستورية التي قررت أن تكون حصة النساء 25% من حقائب مجلس الوزراء.
إن الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني واسع ليس ترفاً سياسياً ولا رغبة ذاتية, بل هي التعبير الأكثر انسجاماً مع حاجة العراق الراهنة بسبب إصرار القوى السياسية الحاكمة على تشديد الصراع السياسي في ما بينها وإيصاله إلى نزاع سياسي يخرج عن إطار الأساليب السلمية ويغرق العراق ببحر من الدماء, خاصة وإن بنية القوات المسلحة أو وعي المواطنة فيه, محكوم بمشكلات المجتمع وتركيبة المجتمع التي تنشطت فيه الطائفية السياسية والتمييز الديني والطائفي.
إن تشكيل حكومة إنقاذ وطني سيضعف الوجهة الفردية ويحد من التحولات الجارية في الحكم صوب الاستبداد ويعيد الأمور إلى نصابها بهذا القدر أو ذاك قبل أن يتحول إلى اللاعودة إلى مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول الغيث قطر ثم ينهمر المطر: سياسة علي الأديب إزاء المرأة ن ...
- رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد عمار الحكيم
- الشعب السوري يخوض معركته ضد الدولة البوليسية
- المهمات التي تواجه قوى اليسار في الدول العربية في المرحلة ال ...
- صواب رأي خالد القشطيني 100%
- هل اكتشاف مؤامرة بعثية ينهي التآمر في العراق؟
- هل نموذج أردوغان للدولة الإسلامية يمشي على قدم واحدة؟
- تحية إلى مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في العراق
- ألا تغذي مصادرة الإرادة والحريات العامة الحقد والكراهية والر ...
- تحية حب وابتهاج للشعب الليبي, هل سيكون مصير بشار الأسد مثل م ...
- مهمات كبيرة تواجه مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في الع ...
- ثورة مصر الحرة تتعرض لمحاولة اغتيال جديدة!
- الأفضل قيام الدولة الوطنية المستقلة على أساس المواطنة الحرة ...
- الاحتجاجات والانتفاضات في الدول العربية تواجه مخاطر امتصاص ز ...
- نداء استغاثة عاجل: إلى متى سيستمر النظام السوري بارتكاب جرائ ...
- الاحتجاجات والانتفاضات في الدول العربية تواجه مخاطر امتصاص ز ...
- الاحتجاجات والانتفاضات في الدول العربية تواجه مخاطر امتصاص ز ...
- رسالة مفتوحة إلى الصديق الفاضل الشيخ صباح الساعدي المحترم
- المالكي وطريقته الفجة بالاستهانة بأرواح الناس ضحايا النخيب!
- هل يرقص المالكي على فوهة بركان ؟


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العبثية القاتلة في سلوك المالكي وحزب الدعوة الإسلامية في العراق