أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - جوع شعبك يتبعك














المزيد.....

جوع شعبك يتبعك


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 08:47
المحور: كتابات ساخرة
    


أنابيش(7)
ما إن استتب الأمر للسلطان الجديد، حتى شرع في مطاردة أنصار العهد البائد، فأغلق جميع المؤسسات التي افتتحها السلطانُ البائد، وأقصى عمالها عن أعمالهم، وطلبهم بأن يقدموا طلبات عمل جديدة،لدائرة المخابرات التابعة للقصر السلطاني الجديد، ونتيجة لهذا النظام الجديد ازدهرت تجارات السمسرة في الخفاء، فاختفت السلع (الكمالية) كالسكر والدقيق والأرز!! تحركت الألسنة بعكس اتجاه السلطان الجديد، وشرعت في ذمِّ نظامه الوليد، فاجتمع السلطان بالحاشية وقرر أن يقطع دابر الفتنة، بخطة محكمة !!
فعادت أبواق السلطان تُردد التعليقات التالية عقب نشرات الأخبار السلطانية:
" إن الإمبريالية والكمبرودورية والرجعية والفاشية الاستعمارية السلطوية، ما تزال تعمل في الخفاء، ترعاها طغمة الإمبريالية العالمية، وما تزال تردد صباح مساء الشائعات وتختلق الافتراءات،عبر العملاء والمندسين والطابور الخامس، لذلك فإننا نحذركم، بأننا لن نتهاون في حق وطننا وسلطاننا "
وواصلت إذاعة السلطان:
أيها الشعبُ الكريم، إن السلطان يدعوكم جميعا لشد الحزام على البطون، ويعدكم بأنه قد اعتمد خطة خمسية وعشرية، بموجبها سيتمكن كل فرد من إيجاد رغيف الخبز والملح والدقيق والسكر والأرز والوقود بلا عناء،
وفي مساء يوم إذاعة هذا البيان أعلنت تلفزة السلطان ، عن وصول وفدٍ من جزيرة الميرلاند إلى السلطنة ، فاستضافهم السلطان بعد الاجتماع الأول على مائدة الخرفان المشوية، المحشوَّة بمكسرات تركية، وبهارات هندية، ومن ضمن ما حُشيت به الحملان والخرفان والقعدان، مجموعة من الطيور النادرة الملوكية، من فنلندا ودول بحر البلطيق. ومن المعروف أن الورود التي زيَّنتْ قاعة الطعام، وصلت ناضرةً نديِّةً قبل أقل من ساعة من هولندا في طائرة خاصة، ومعها مجموعة من المضيفات الجميلات الخبيرات بأنواع الطعام، ولهن خبرات أخرى يعرفها رجال السلطان !
أما عن أشقاء السلطان الثلاثة، فقد توزَّعوا ثروات وتجارات السلطنة بينهم بالعدل والقسطاس فالجاهل الأكبر احتكر الاستيراد والتصدير، أما الأخرق الأوسط، فقد احتكر شؤون النفط والوقود، أما المُدلل الأصغر فقد احتكر كل ما بينها من تجارات!
أما عن (حنان) الابنة الوحيدة للسلطان -حفظها الله- فقد بنَتْ قصرين منيفين، يطلان على النهر العظيم، وأعلنت عن إنشاء إحدى عشرة مؤسسة، منها خمسة لرعاية النساء، وستة لرعاية الأيتام والعجزة !

ونشرت صحيفة في بلاد البجعة الشقراء خبرا يقول:
اشترى السلطان مزرعة كبيرة في الريفيرا، وفندقا ضخما في بلجيكا، وعدة قصور ومنتجعات في بلاد طارق بن زياد وثلاث طائرات للسلطان، حربية جاهزة لهروب السلطان من بلده إلى بلاد الحِسان والحَان، والطائرة الثانية لنقل العائلة والحاشية ، أما الثالثة فهي لسهرات السلطان المسائية، في بلاد القِيان!
وعلَّق خبير ماكياج الإعلام في قصر السلطان على الخبر قائلا:
إن تعزيز منظومة القصور السلطانية في بلاد العالم، واقتناء العقارات والأملاك والطائرات وما في حكمها ضرورة وطنية، لبناء العلاقات مع دول العالم، وتعزيز الروابط الأسرية، ففي كل قصر عدة محظيات وخليلات، ليصبحَ سلطانُنا سلطانا عالميا، وليس حاكما لسلطنة عربية هزيلة!!
وقد لخّص كبير خدم السلطان آثار سياسة شد الحزام على البطون في تقرير سري خاص، فقال للسلطان:
لقد نجح مشروع شد الحزام، فقد انشغل الناسُ صباح مساء بالبحث عن الطعام، فلا حديث لهم إلا عن توفير الوقود والخبز والزيت، والسكر والأرز، وقد أمرتْ جيشنا التجاري أن يحجبوا البضائع، ولا يسوقوها إلا عبر منافذ السلطان، أو في سوق السلطنة السوداء، حتى يظل في يدنا اللجام، وختم الخادم الأكبر قائلا:
صدق قول المنصور :
جوِّعْ شعبك يتبعْك، وسمِّنْهُ يأكلْك!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمع النسائي في إسرائيل
- ثمن قتل الحاخام
- معاليه أدوميم في فلسطين المحتلة
- افتخار سوبر إجرام
- رسالة إسرائيل من مهرجان ضرب إيران
- المتنبي رائد الدراسات النفسية
- برافو للمفكر الصهيوني غولدستون
- قباقيب وحرق وسحل
- خطاب العرش السلطاني (6)
- وعاد الماشيح شاليت
- حروب الفايروسات الرقمية
- ثلاث صور لغلعاد شاليت
- أنشودة للقدس في عيد المظال
- شيفرة التراث الفلسطيني
- ألا نخجل؟!!
- رسالة لأبي مازن بمناسبة يوم الغفران
- اعتذارات للأسرى
- فلسطينيو 1948 في كتابين إسرائيليين
- تكنلوجيا السرقات الإعلامية
- الله يا نتنياهو يا دوغري!!


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - جوع شعبك يتبعك