أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى















المزيد.....

الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 09:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفاتيكان ...
ذلك التاريخ البابوى، الممزوج بالخيانة والنفوذ والجشع والقتل تحت راية المسيح، خلال ألفى عام من ظهور أكبر طائفة دينية فى العالم، أثبت باباوات كثيرون أنهم لا يصلحون مندوبون للرب على الأرض، مئات السنين يحكمون العالم من روما بطرق بعيدة للغاية عن تعاليم المسيحية، والبابا هو سيد الفاتيكان، أكبر مؤسسة مليئة بالغموض على وجه الأرض.
ماذا كان يحدث وراء كواليس التاريخ ؟
كيف استطاعت الديانة المسيحية الصعود من الدولة الرومانية إلى دين عالمى ؟
يسوع الناصرى، من أجل غفران الخطايا، ضحى بحياته وأضطُهد وأُهين ومات على الصليب، حقيقة أم أسطورة ؟
وصايا النجار من مدينة الخليل، هى تحاشى العنف وحب الجار والإنسانية والتسامح، ولكن تاريخ المسيحية ملىء بالعنف والحقد والتعصب والكراهية.
يسوع كان مختلف التفكير، ولهذا اضطُهد وقُتل، والحكم الكنسي السلطوى ورغبته الشمولية خلف ضحايا لا حصر لها.
يسوع عاش حياة متواضعة كان لا يملك جيشاً ولا أسلحة، رسالته كانت المحبة والسلام، والكنيسة قادت حروب دينية باسمه ولم تسمح لأحد بالاعتراض ومن اعترض استخدمت التعذيب والقتل والتآمر، ومن أجل أن تكون الديانة المسيحية ديانة عالمية أباحت الكنيسة كل الوسائل.
كيف حدث هذا ؟
ما هى الأسباب التي أدت إلى الرجوع عن تعاليم المسيح ؟
هل تعلمت الكنيسة من ماضيها ؟
الإجابات موجودة فى المدينة المقدسة، مخبئة وراء جدران الفاتيكان، معقل القوة الكاثوليكية، كنيسة القديس بطرس، ذلك الصرح الهائل، فخر الديانة المسيحية.

منذ القرن الرابع عشر الميلادى والكنيسة الفنية المزخرفة مقر البابوية ومذبحها بمظلته البرونزية الذى يمتد أمامه مباشرة مدخل قبر القديس بطرس، يسكن الأب المقدس " البابا " قصراً منيفا مؤلف من ألف وأربعمائة حجرة، وسيداً لأكثر من أربعة ألاف أسقف، حكم الباباوات يمتد لأكثر من ألف وسبعمائة عاما مضت ولكن قلة منهم فقط التي عملت بالتعاليم.
نشأة الديانة المسيحية نفسها استندت على أسطورة، وهى انه بعد 60 عاما من ميلاد المسيح، كون المسيحيين الأوائل أنفسهم فى الخفاء، فقد كانت الدولة الرومانية تلاحقهم بلا رحمة، فديانتهم غريبة وترى على أنها خرافة ممنوعة، وكان بإمكانهم العبادة فى الخفاء فقط، وفى هذا الزمان فى روما، تواجد تلميذ يسوع الحقيقى، بطرس الصخرة، أول أسقف للكنيسة الكاثوليكية، ومن المدهش أن اسمه لم يظهر فى أى سجل إدارى للدولة الرومانية القديمة، حتى الأناجيل نفسها لا تصفه على أية حال بأنه رجل يصلح للحكم أو للقيادة ، بل بكونه رجل ضعيف الإيمان!
هل كان حقا بطرس فى روما ؟
هل قاد فصائل التمرد للمسيحيين الأوائل ؟
اذا كان بطرس فعلا فى روما، وتواجد مع هؤلاء المسيحيين الأوائل وعمل معهم، لا نستطيع القول بأنه قدم نفسه كزعيم روحى، لقد كان صيادا، وكان لا يعرف شيئا، هناك كان التحدث باللاتينية، وهو كان لا يتحدث كلمة لاتينية واحدة، واذا كان قد قدم نفسه ليصبح أول بابا، وعلمه بأن هذا سوف يصير شيئا عظيماً، كل هذا هراء، والكنيسة تعيش من مثل تلك الأساطير والإيمان بها.
حريق روما 19 يوليو عام 64 للميلاد، إحدى هذه الأساطير، لهيب نار زاحف دمر جزءًا كبيراً من المدينة، شائعات قالت بأن القيصر نيرون هو من أشعل بنفسه هذا الحريق، أما الحقيقة فهى أن نيرون كان على بعد 50 كيلومترا فى مدينة انسيوم مسقط رأسه.
والطائفة المسيحية وبطرس فى مأزق، وتحت تأثير مستشاريه ، جاء نيرون بضربة ضد المسيحيين وحدثت مذابح شنيعة واعتقالات ومحاكمات صورية وأحكام بالإعدام والتهمة هى إشعال حريق، وطبقا لرأى التاريخ الكاثوليكى تم أيضا اعتقال بطرس على يد الحاكم نيرون والموت ينتظره، مثل معلمه، وينبغى أن تكون نهاية بطرس على الصليب ولكن الحوارى صنع معجزة طبقا للأسطورة وحول رأسه إلى الأسفل على الصليب وفى نفس الليلة أخذه أتباعه من على الصليب ووضعوه فى جدار بالقرب من سيرك مكسيموس وهو المكان الذى توجد فيه قبة كاتدرائية بطرس، والعبارة التاريخية التى من المفروض أن يسوع قالها لبطرس " أنت بطرس وعلى هذه الصخرة سوف أبنى كنيستي ". هل تحققت نبوءة يسوع فى النهاية بهذة الطريقة المروعة ؟
ووقوع بطرس المسكين وأتباعه فى يد أسوأ قيصر رومانى وهو نيرون, كل هذا مختلق، فلا توجد هناك اى ادلة حقيقية، وواحدُ منهم والمتحدث باسمهم أو الذى يقودهم أو كبير القساوسة أو كيفما يطلقون عليه يزعم بأن بطرس تم صلبه ورأسه إلى إلاسفل محض خرافة خالصة، بل والأعجب عندما يقول الباباوات إن بطرس موجود هنا بالضبط فى المكان الذى يوجد به الفاتيكان اليوم طبعا وهناك تحت كنيسة بطرس نحتاج فقط إلى الحفر لنجد عظام هذا الصياد الذى أتى من الجليل.

فى خلال مئتى عام بعد موت بطرس ازداد تعداد الطائفة المسيحية بقوة ولكنهم كانوا لا يستطيعون ممارسة عبادتهم بحرية بعد ، وفى 28 أكتوبر عام 312 ميلادية ظهر رجل على مسرح الأحداث ذو أهمية كبرى للديانة المسيحية " قسطنطين" مرشح التاج القيصرى ، وعدوه ماكسيتيوس يتفوق عليه بعدد فيالقه ولكن قبل بدء المعركة بيوم ظهرت لقسطنطين رؤية كما تقول الخرافة؛ فعندما كان يصلى لإله الشمس " زال " من أجل مساعدته فجأة رأى علامة الصليب مضيئة امامه وصوت قال له بهذا الرمز ستنتصر، قسطنطين تمسك بها كمن يتمسك بقشة وأعطى لجنوده الأوامر بتغيير علامة الصقر إلى علامة الصليب وزيادة فى الدهاء علم قسطنطين إن فى الطرفين جنودا اعتنقوا المسيحية وظهور الصليب سوف يضعف من قوة العدو، وعند جسر " ملفيا " شمال روما دارت المعركة الفاصلة والقوات التي تحت راية المخلص انتصرت وقسطنطين حضر لخصمه هزيمة وإبادة جماعية، هل هذه علامة إلهية ؟ قوات ماكسينتيوس كانت تقاتل وظهرها لنهر التايبر وليس بامكانهم الإنسحاب، إنه خطأ استراتيجى فادح والذى استغله قسطنطين العسكرى المتمرس بدون رحمة، ومازالت الكنيسة الكاثوليكية تتباهى بهذا النصر الدموى وتسميه الفتح القسطنطينى، فهو الذى ساعد على انتشار المسيحية بالسيف ، إنه البداية لحلف مدمر بين العرش والكنيسة ، وبعد أشهر سمح قسطنطين بحرية العبادة للمسيحيين والديانات الأخرى، كما أمر باتخاذ الاحد عطلة للعبادة والصليب رمزاً للمسيحية، وأصبح أخيرا باستطاعة المسيحيين أن يتركوا عبادتهم فى الخفاء ويمارسونها فى العلن.
هل قسطنطين هو المؤسس الحقيقى للمسيحية ؟ ولماذا فعل ذلك ؟
يتبع ...



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله .. وفى رواية ... الشيطان
- الله .. لحسن الحظ ... لم يعرف اليابان
- الله ... أكبر كاذب فى تاريخ الشرق
- لعنة اللاوعى
- الله ... بعيدا عن الأنبياء والفقهاء والوسطاء
- إما أن الله أحمق ... أو أن محمدا ميكيافيللى
- الله ... أحمق كذبة عبر التاريخ
- لا شىء مراوغ ... أكثر من حقيقة واضحة
- عزازيل - سيرة ذاتية 1
- محمد يحكم من قبره
- حب الموت وكراهية الدنيا
- مناعة شرسة أم قناعة شرسة
- لعنة الله
- المرأة مقدسة والجنس ليس غول
- إعادة قراءة للدين والحياة


المزيد.....




- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى