أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - عن موت المبدعين وقلة المشاركة في جنازاتهم ..!














المزيد.....

عن موت المبدعين وقلة المشاركة في جنازاتهم ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3550 - 2011 / 11 / 18 - 13:44
المحور: الادب والفن
    



من المؤلم والمؤسف حقاً ،ان موت المبدعين والمثقفين في مجتمعنا العربي لا يثير الشجن والاسى في مساحات الثقافة ولدى الجمهور العريض الواسع . فالمثقفون والمبدعون لدينا ، نحن ابناء الشعب العربي ، يموتون كالايتام ، وجنازاتهم متواضعة جداً ، والمشاركة فيها ضئيلة لا تليق بمكانتهم الثقافية والاكاديمية والطليعية الريادية ، وتختلف تماماً عن جنازات الاثرياء واصحاب المراكز والنفوذ والمواقع القيادية.
فبالامس القريب مات الفنان والمخرج الفلسطيني فرانسوا ابو سالم منتحراً في رام اللـه ، ولم يسر في موكبه الجائزي سوى اعداد قليلة من المعارف والاصدقاء لا يتجاوزون المائة والخمسين شخصاً ، وفي اليوم نفسه شيع جثمان الشاعر الفلسطيني الكبير عاشق صفورية طه محمد علي ، وكانت جنازته متواضعة نسبياً لا تليق بحجمه ومكانته .
وعندما رحل الناقد الفلسطيني العظيم احسان عباس ، ابن قرية عين غزال المهجرة ، وصاحب الاعمال والابحاث والدراسات الادبية ذات القيمة العالمية ، افادتنا في حينه الانباء من عمان ، حيث دفن، ان عدد الذين ساروا في جنازته وشيعوه الى مثواه الاخير اقل من عدد الكتب التي وضعها والفها..!
وكان احسان عباس قد قال بالم شديد في كتابه المرجعي عن صاحب "انشودة المطر" الشاعر العراقي بدر شاكر السياب ان الذين شيعوا السياب لم يتجاوز عددهم الستة وكان هو سابعهم ..!. ولا اريد ان اواصل ذكر الاسماء ، فهنالك الكثير من الحقائق والامثلة عن ضعف حجم المشاركة الجماهيرية في جنازات الشعراء والمتثاقفين . ولا ريب ان هذا الامر هو شهادة ساطعة على البؤس الثقافي والفقر الحضاري والحالة الشيزوفرينية ، التي تعيشها مجتمعاتنا العربية دون استثناء.
ان المجتمعات الانسانية المتحضرة والمتمدنة ، التي تعي دور ومسؤولية الكلمة وتقدر رسالة الادب والثقافة ، تجل وتحترم مبدعيها ومثقفيها، وتمنحهم شهادات واوسمة التقدير وجوائز الابداع ، وتكرمهم في حياتهم ، وتحيي ذكراهم بعد موتهم ، وتعيد نشر كتبهم حفاظاً على تراثهم الادبي والابداعي ، وتطلق اسماءهم على الشوارع العامة والمدارس والمؤسسات التعليمية والتربوية ، وتخصص جوائز ادبية باسمائهم . ولكن في مجتماتنا العربية لا تقدير، لا للثقافة ولا للمثقفين اصحاب المواقف الحاملين قيم الابداع ، وانما التقدير هو لمن اكثر مالاً وثراءً وجاهاً ، ولاصحاب القصور والبنايات الفخمة والسيارات الفارهة ، آخر موديل. كذلك فان المبدع يموت وهو عليل وسقيم دون ان تلتفت اليه المؤسسة الثقافية والجهة المسؤولة ويظل دون علاج لفقر الحال وقصر اليد ، كما حصل في الآونة الاخيرة مع الشاعر العراقي سلام الناصر ، هذا المثقف الديمقراطي الملتزم ، الذي كان يعاني من امراض القلب ، وكان بالامكان انقاذ حياته ، ولكن عدم اهتمام الجهات والدوائر المسؤولة في العراق ادى الى وفاته ، فقضى مكلوماً معذباً كسير الخاطر والفؤاد . وايضاً قبله الشاعر رحيم الغالبي ، احد اعلام الادب والثقافة في العراق ، الذي مشى على جسر الجمر والرماد ، وظل طوال حياته وفياً لقضيته الوطنية والانسانية، ومدافعاً عن حقوق الفقراء والمظلومين والمسحوقين ، وخدم بفكره وروحه وكلمته وشعره ونضاله بلده العراق ، ارضاً وشعباً ووطناً ، وقد عانى من حروق نتيجة حريق مات بسببها ، فلم تلتفت اليه المؤسسة في العراق ولم تفعل شيئاً لمساعدته وانقاذ حياته، وسواهما من عشاق القلم والكلمة .
والسؤال الذي يقض المضاجع : الى متى سيظل المبدع والمتثاقف في مجتمعنا دون اهتمام وتقدير والتفاته ؟!هل يتغير هذا الحال ، ام ان لا كرامة لنبي في وطنه..؟!.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي مغاير حول واقع اليسار الفلسطيني ومستقبله
- عادل الهاشمي رائد النقد الموسيقي والغنائي العراقي
- صفحة مطوية من تاريخ كفاح الجماهير العربية الفلسطينية في الدا ...
- رحيل الباحث في التراث الفلسطيني عبد العزيز ابو هدبا
- مجلة -الاصلاح- الثقافية الفلسطينية تستحضر ذكرى الشاعر الراحل ...
- في وداع الشاعر الكفرساوي الدكتور سليم مخولي
- الراحل احمد حمروش كاتباً ومناضلاً ..!
- تأملات في سيرة ومواقف الراحل انيس منصور
- هنيئاً لشعب فلسطين بهذا الانجاز السياسي والتاريخي
- الاصلاح تنعى صديق ورفيق المجلة الطبيب د. حسن عبد الحميد متان ...
- اهداف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة
- ذكرى مجزرة كفر قاسم - لا نسيان ولا غفران
- مقتل القذافي ومستقبل ليبيا المنظور..!!
- حول الفيلم الوثائقي الفلسطيني -هاي بلادي وهاي الدار -
- مع الدكتور نبيه القاسم في كتابه :-مواقف ومواجهات في حال الحر ...
- الاصلاح تنعى صديق المجلة الرفيق فؤاد ابراهيم حسن من المشهد
- عن دار -الاماني- للطباعة والنشر : صدور ديوان -النكبة والمسير ...
- العنف ..هذا الوباء الاجتماعي الخطير ..!!
- لمسة وفاء وتحية للكاتبة والاعلامية الفلسطينية اسماء الغول
- فجرهم يطل من خلف الجدران


المزيد.....




- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - عن موت المبدعين وقلة المشاركة في جنازاتهم ..!