سوريا الى اين؟ يقتلون انفسهم بأيديهم!!

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3548 - 2011 / 11 / 16 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يقتلون انفسهم بايديهم !!
تشكيل المجلس الوطني السوري خطوة قاتلة ؟؟
تشكل المجلس الوطني السوري بعد صعاب جمة ,وحينا فتحت تركيا ابوابها لاستقبال الاجتماعات التي اسفرت عن تشكيله ,ومنذ لحظة تشكيله وهو يطالب بتدخل الناتو لازاحة نظام الاسد ,وهو يلح ويصرخ ويكاد ينفجر وهو ينادي الرجعيات العربية في جامعة الدول العربية,وهو ينادي دول الخليج ,لتتدخل لاصدار طلب من جامعة الدول العربية للغرب الاستعماري ليأتي ويدمر سوريا بحجة تخليصها من بشار الاسد ,وقد يتبعها بتدمير لبنان بحجة تخليص لبنان من حزب الله.
لقد بدأت الجامعة العربية مسلسل خطواتها ضد سوريا بحجة عزل نظام الاسد "غير الديموقراطي" الذي يهاجم الجماهير المنتفضة بالنار والسلاح,ودفاعا عن الجماهير وذلك من اجل خلق مناخات مناسبة لدعوة الناتو لاحقا كما الحال في ليبيا .
هناك الكثير من المطبلين والمزمرين المستعدين لاستقبال حلف الناتو بالورود :-
-حصل هذا في العراق ,ودخل زلم امريكا والرجعيات العربية على ظهور الدبابات الاطلسية ,ولكن بعد دمار هائل في العراق ولا زال العراق يعاني من التدمير المتواصل على ايدي هذه القوى الرجعية .
-وحصل هذا في ليبيا وامام اعيننا حيث قتل في ليبيا عشرات الآلاف في الغارات التي نفذتها امريكا وحلفائها وبتشجيع واستحسان من الرجعيات العربية وخاصة دول الخليج.
-والآن يستعد عملاء امريكا لدخول سوريا بعد ان يدمرها الناتو ,ليقيموا حكما مقبولا من امريكا ويدور في فلكها.
ان نظام الاسد مثله مثل غيره يحجز التطور الاقتصادي والمجتعي ويلجم الحريات وهو يتحمل مسؤولية كبيرة عما وصلت اليه اوضاع سوريا ,تلك الاوضاع التي استدعت الثورة. ان بشار الاسد لم يستجب لمطالب الثورة في الوقت المناسب وما كان قادرا على اتخاذ القرارات الصائبة والاصلاحية في الوقت المناسب ولم يمارس ما من شأنه تطمين الجماهير الثائرة عليه والمطالبة بالاصلاحات .بل لجأ الى القوة الغاشمة والبطش ضد الجماهير .
لقد تولدت مفاعيل عدة من اهمها انتقال ظاهرة العنف الى حركة الجاهير في مواجهة النظام وتزايد انشقاقات الجيش وبوادر الحرب الاهلية الدمرة وكذلك الوجهة من حلف الناتو
هنا اصبحت سوريا في مأزق ...هنا وجدت الرجعيات العربية والعملاء الغربيين فرصتهم المؤاتية لركوب موجة الثورة وحمل شعاراتها ليس من اجل مصلحة غالبية الجماهير السورية وانما من اجل حرف الثورة عن مسارها وتحويلها الى انقلاب رجعي .هنا يتحمل الاسد ونظامه نصيبه من المسؤولية.
انما تصيدهم الطرف الآخر في لوحة الصراع ونجح في تحريك القوى الرجعية العربية الرسمية وغير الرسمية والقوى الرجعية المحلية المقيمة والمهاجرة والقوى المستفيدة من برامج دعم الNGOs وكل القوى المتعفنة وكل القوى التي سبق وان تضررت من نظام الاسد وعلى رأسها التيار الديني الجاهز للعمل وكل القابلين للتضليل,تظافر هؤلاء جميعا لركوب الحركة والسيطرة على مسارها واهدافها لتنتقل من الطالبة بمزيد من الحريات والاصلاحات واحداث نقلة نوعية في بنية الحكم الى المطالبة بتسليم سوريا للامبريالية الامريكية .
ان هذا ليس مجرد مزلقا تقع فيه قوى سياسية ,انه استيلاء على المسار الثوري السوري والسطوة عليه وتحويله بعد ان نجحوا في تشكيل المجلس الوطني الذي هو بدوره وبالاستناد الى الدعم الرجعي, سرق البريق من تشكيلات القيادة الاخرى,واعترفت به الدول العربية المتساوقة ,ليرفع عقيرته ويصرخ الصوت تلو الصوت مطالبا بالتدل الاجنبي الذي سيحصد الارواح والارزاق السورية ويقضي على مقدراتها العسكرية وغير العسكرية وعلى
تحالفاتها ودورها الاقليمي.
ان من نواقص حركة الربيع العربيي :-
القيادة الواعية الصلبة والتقدمية المعادية للرجعية العربية والاستعمار ,وقلة الخبرة والكفائة للشباب الذين تحركوا في البدايات والذين لم يتمسكوا بدور قيادي يمكنهم من صيانة مسار الثورة , وغياب التنظيم الثوري ,وغياب الوعي السياسي الذي من اول اولياته التمييز بين معسكر الاعداء وعلى رأسه امريكا والدول الامبريالية ,وتليه الرجعيات العربية التابعة للحلف الغربي وفي خدمتها وعلى رأسها السعودية ودول الخليج العربي والمغرب ومصر مبارك وما شابهها من الدول العربية ,ثم الاحزاب والقوى اليمينية المعادية للتقدم والديموقراطية والاشتراكية ومن ضمنها التيارات السلفية والاسلام السياسي المهيأ للمشاركة في الحكومات القادمة.
ومعسكر الاصدقاء: من الدول المساندة لقضايانا والمعادية مثلنا للامبريالية ,والقوى الؤيدة للتقدم والتحرروالديموقراطية والاشتراكية من شعوب الارض.
ان هذا التييز ضروري جدا كي ندرك ان اريكا لا تريد مساندة الجماهير العربية وانما تريد الاستيلاء على ثروات الاة وتقضي على مقدراتها

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات