أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - الحكيم الذي لا تكفيه الإشارة















المزيد.....

الحكيم الذي لا تكفيه الإشارة


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 17:29
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


النتيجة الكارثية كانت متوقعة منذ البداية.
لقاءٌ بين سائحٍ كلداني (جاء يصفي حساباً يرجع تاريخه الى عهد نبوخدنصر والسبي البابلي) ودليل سواحٍ اسرائيلي يثير الشكوك ("لبق وذكي ومرن . . . خريج جامعة ويتكلم الأنكليزية والعبرية")، هو وصفة جاهزة لانفجار كارثي. على كل حال يمكن اتهام الحكيم البابلي بكل شيء عدا أنه لم يشم رائحة الخطر المحدق ("نفى أنه يتكلم العربية ، لكننا لم نصدقه") وبأنه لم يفعل شيئاً لمنع وقوع الكارثة "فالحذر يقيك الضرر".
" قررنا أن نتكلم بيننا بلغتنا الكلدانية" - يكشف لنا الحكيم البابلي عن خططه التكتيكية.
هذه طبعاً كانت غلطة كبيرة. كيف لم يخطر ببال الحكيم الكلداني ان"الثعلب العتيق" (الذي "كان يلف ويدور ويُراوغ") يجيد اللغة الكلدانية أيضاً؟
ثم جاء المرض ("رشح ، حمى ، قحة ، بلاعيم") ومن كل مدن العالم اختار الحكيم البابلي مدينة حيفا لتكون ضحية عجزه عن مقارعة "خريج الجامعة الذي يتكلم الأنكليزية والعبرية والعربية".
"حيفا هي مدينة أشباح" - قال منتقماً.
لم يرو لنا ابن بطوطة المعاصر كم من الزمان مكثت القافلة في حيفا وأية أماكنٍ زارها هناك قبل أن يتوصل الى هذه النتيجة المحزنة. نحن نعرف مثلاً إن ثلاثة أيام في اسطنبول كانت كافية لكي يجزم بأن الأتراك "شعب شبعان جنسياً ، ولا تنهشه مخالب الحرمان والكبت الجنسي كغالبية شعوب الشرق الأوسط". (لا نحرجه أمام القراء ونسأله كيف اكتشف ذلك. نحن لا نعرف أيضاً إذا كان "الشبع الجنسي"، تجاه الجنس الآخر، قد قيل من باب المديح أو الهجاء، على ضوء الشائعات الخبيثة التي تدور في بعض المحافل عن الميول الجنسية للترك).

ما يهمني هنا هو بلدتي حيفا. والحكيم البابلي وجد فيها ما لم أجده أنا خلال عشرات السنين. هل رست الباخرة التي أقلت الحكيم البابلي في ميناء حيفا حقاً أم خيل له ذلك فقط؟
" صادف يوم وصولنا لإسرائيل السبت ، لِذا كانت كل مدينة حيفا مغلقة وكأننا في مدينة أشباح ، وإستغربنا كيف يُمكن لمدينة سياحية أن تغلق كل محالها ومطاعمها ومعالم حياتها اليومية بهذه الصورة ولمجرد أنه يوم عطلتها الأسبوعية الدينية المقدسة جداً على ما يبدو !!، وهذا لوحده قال لنا بأن كل من صدق إدعاء أن إسرائيل دولة شبه علمانية هو ساذج وواهم ، فاليهود وكما توضح لنا لاحقاً متدينين ومُلتزمين بالقشور الدينية ( التابو ) مجموعة الخرافات والمقدسات والمحرمات بدرجة ليست بأقل من المسلمين وتعصبهم."

هذا أمرً مؤسف له والخاسر الوحيد كان الحكيم البابلي نفسه.
لو ابتعدت، عزيزي الحكيم، بضعة أمتارٍ فقط من ميناء حيفا (إن كانت الباخرة قد رست حقاً في ميناء حيفا) لكان يمكنك ان تتجول في سوق البلدة التحتية المكتظ، يوم السبت بصورةٍ خاصة، ب"اشباحٍ" حية تبيع وتشتري (وليس لك ما تخشاه. البائعون العرب هنا هم ليسوا بنفس "شطارة" البائعين الأتراك الذين التقيت بهم في اسواق اسطنبول). كان يمكنك، على الأقل، أن تمتع نفسك بقطعةٍ من "البيته"، رغيف من الخبز الحار (من التنور مباشرة) لا تستغني عنه، صباح يوم السبت، عائلة يهودية واحدة.
كان يمكنك أيضاً (لولا الوعكة المرضية اللعينة) أن تطلب من "الثعلب العتيق" أن يعلو بكم الى "الكرمل". هناك كنت تستطيع أن تجد الجواب ليس فقط على السؤال (من تأليف الموسوي): "أي بيتٍ فلسطيني تحتل يا يعقوب؟"، بل كنت أيضاً تجد الجواب على سؤال أهم هو: هل اسرائيل هي دولة علمانية (أو شبه علمانية - على حد تعبيرك) أم دولة دينية؟ والجواب كنت ستجده في عشرات المقاهي والنوادي ودور السينما والملاعب المليئة ب"أشباحٍ" حية لا تعرف ان يوم الراحة الأسبوعي هو فريضة دينية (ربما لأن الحكيم البابلي لم يخبرهم بذلك بعد).

وعلى خلاف أشباح حيفا، في القدس العربية والناصرة التقى الحكيم البابلي بإناسٍ حقيقيين، من لحمٍ ودم، واصطدم بالواقع.
في القدس: "إن أصواتنا لم تكن السبب في قلة أدبه بل مسيحيتنا".
وفي الناصرة: "ترجمة آية قرآنية إلى اللغة الإنكليزية لمجرد التحرش والطعن بالسائح الأجنبي المسيحي ومحاولة إهانته".
مؤامرة صهيونية - حاول خالد أبو شرخ أن يخفف من وقع الصدمة.
لكن الحكيم البابلي، خريج أسواق اسطنبول، لم يشتر البضاعة الفاسدة.

* * *
"المراوغ":
"اعتقد انكم تعرفون يعقوب ابراهامي جيدا فهو مراوغ" - وشى في حينه خالد أبو شرخ بكاتب هذه السطور لدى قراء "الحوار المتمدن".
(بعد ذلك ببضعة أيام توصل فيصل البيطار الى نتيجة مشابهة: "ان ابراهامي هو انسان مراوغ وكذاب وعدو لدود للشعب العربي الفلسطيني.")

راجعنا معجم اللغة العربية:
راوغَ يُراوغ ، مُراوَغةً ، فهو مُراوِغ ، والمفعول مُراوَغ.
راوغ فلانًا : حاوره وداوره وخادعه. يقال مثلاً: "راوغ خصمَه" و-" راوغ اللِّصُّ ضابطَ الشرطة".

لماذا يعتقد خالد أبو شرخ أن يعقوب ابراهامي مراوغ؟
في النقاش الذي دار حول مقال نشره خالد أبو شرخ تحت عنوان: "لماذا نرفض يهودية إسرائيل" كتبت ان القوى التقدمية واليسارية في اسرائيل لا تستخدم عبارة "يهودية الدولة" بل تفضل استخدام عبارة : "اسرائيل دولة يهودية وديمقراطية". قلت أيضاً ان موقف القوى التقدمية واليسارية في اسرائيل هو أن اسرائيل هي "دولة يهودية ودولة كل مواطنيها".
القارئ سهيل رجب سألني إذا كنت لا أرى تناقضاً بين "دولة يهودية" و"دولة كل مواطنيها".
جوابي كان كما يلي: نعم هناك تناقض. لكن الحياة مليئة بالتناقضات وكل الحكمة هي كيف نحل التناقضات لا كيف نتهرب منها.
اسرائيل هي دولة يهودية بمعني انها تمثل حق الشعب اليهودي في تقرير مصيره بنفسه وإقامة دولته المستقلة.
القوى التقدمية والديمقراطية في اسرائيل تعمل من أجل ان تكون اسرائيل دولة ديمقراطية، أي دولة يتمتع فيها كل المواطنين بحقوق متساوية، بصرف النظر عن قوميتهم أو دينهم أو جنسهم. (دولة يحكم فيها قاضٍ عربي على رئيس دولة يهودي سابق بالسجن سبع سنوات). بهذا المعنى اسرائيل هي دولة كل مواطنيها.
هذا هو الحل الذي تقترحه القوى التقدمية واليسارية في اسرائيل للتناقض القائم بين مفهوم "الدولة اليهودية" ومفهوم "دولة كل مواطنيها".
هناك إذن تناقض وهناك أيضاً حلً تقدمي لهذا التناقض.

وعلى هذا الجواب أطلق خالد أبو شرخ على كاتب هذه السطور لقب "المراوغ".
قولوا من الآن: راوغ الكاتب قرّاءه = قال لهم الحقيقة.
(أما فيصل البيطار فليس واضحاً بالضبط لماذا أطلق عليّ لقب "المراوغ". ولذلك لا أستطيع الدفاع عن نفسي).
* * *
"السرقة الأدبية"
المزحة التالية كلفتني غالياُ (إسألوا الزميل علي عجيل منهل عن التفاصيل) لذلك لم أشأ أن تذهب أدراج الرياح.

فؤاد النمري (7/11/2011): "الشيوعي الذي يواصل الحديث القديم ويناضل بالأسلحة القديمة إنما يضيع وقته الثمين".

كاتب هذه السطور (28/5/2011): "إنه يحارب معارك القرن الحادي والعشرين بمدافع القرن التاسع عشر".

والسؤال الى القراء هو: من "سرق" ممّن؟ وما هو الأجمل: ألأصل أم النقل؟

















#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتلناهم وقتلونا
- إنتصار الأمهات
- لماذا ابتسمت أحلام التميمي؟
- שנה טובה! (سنة طيب ...
- ديالكتيكهم وديالكتيكنا - ستالينيتهم وماركسيتنا-2
- غوغاء لا حثالات ولا ثوار يقتحمون الباستيل
- إخفضوا رؤوسكم أنتم مصريون!
- ديالكتيكهم وديالكتيكنا - ستالينيتهم وماركسيتنا-1
- خطوة الى الوراء
- أي بيت فلسطيني تحتل يا يعقوب؟
- الخدعة الكبرى : نظرية التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي
- أنا إرهابي فخور
- كلنا رائد صلاح؟!
- خواطر وأفكار من وحي سالونيكي
- إنهيار نظرية المؤامرة الصهيونية
- حسقيل قوجمان يرسخ ولا يشك
- عودة الى خرافة الأشتراكية العلمية
- وطن لشعبين - يعقوب ابراهامي يرد على عماد عامل
- الرجل الذي يحارب بمدافع القرن ال-19
- أنا، أميل حبيبي وجورج حزبون


المزيد.....




- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
- إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
- سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
- مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ ...
- الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول ...
- حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS- ...
- البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - الحكيم الذي لا تكفيه الإشارة