مصر بعد الثورة -٢

ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)

الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يعوّل المجلس العسكري على عامل الزمن ، وذاكرة المصريين الضعيفة ، وعواطفهم الجيّاشة ، ومشاعرهم الدينية .. فى القضاء على ثورة ٢٥ يناير!!
دليلى على ذلك سماح المجلس العسكري لملك البحرين بزيارة مبارك وهو ما كان مستحيلا قبل شهور
والسماح لمدير مخابراته عمر سليمان بالسفر للسعودية بحجة آداء الفريضة بينما هناك اهداف لا أخرى من الزيارة لا تخفى على احد!!
وتأجيل محاكمته شهرين مرة واحدة لحسم طلب رد القاضى الذى يحاكمه!!

الامور بدأت تهدأ وزخم الثورة بدأ يتلاشى .. والدليل أن موضوع دم الشهداء لم يعد مطروحا كما كان بسبب انخراط الناس فى سباق الانتخابات البرلمانية
التى سيعقبها تشكيل لجنة لصياغة الدستور الجديد والمتوقع ان تستغرق ستة اشهر ، وبعدها الاستفتاء عليه
هذا لو سارت الأمور بلا منغصات بشأن المادة الثانية التى تنص على ان الشريعة الاسلامية مصدرا اساسيا للتشريع .. وانا ضد ان يكون للدين ذكر فى الدستور
بعدها تأتى الانتخابات الرئاسية وهنا سوف تتفرق القبائل بين المرشحين بطبيعة الحال على اعتبار انها المرة الاولى التى يمارس فيها المصريون الديمقراطية فى حياتهم
وأعتقد انه لن يتم الانتهاء من الانتخابات الرئاسية قبل منتصف2013 فى احسن الحالات
وهنا تأتى الاسئلة..
هل ستبقى ذاكرة المصريين حية وعلى ذات الدرجة من الحرارة للمطالبة بمحاكمة مبارك وعصابته بعد سنتين من الان ؟
لا أظن ، ستترواح الآراء بين .. عفا الله عما سلف ، الرجل طاعن فى السن ومريض ، ارحموا عزيز قوم ذل ، لقد شارك فى اكتوبر ، جل من لا يخطىء !!
وفى افضل الحالات .. يجيب الفلوس مقابل الافراج عنه هو واولاده !!
بالطبع لا ننسى الضغوط العربية بسبب العلاقات المالية الوثيقة بين مبارك ورؤوس هذه الانظمة !!

يا سادة من يدرس تاريخ الثورات يعلم جيدا أن أهم عامل فيها هو الحسم والسرعة
اذا كان رأس نظام مبارك قد رحل فالنظام كله باقى ، والمجلس العسكري هم رجال مبارك الذين شاركوه فساده السياسيى والاقتصادي على مدار ثلاثون عاما!!
انهم لم يجرؤوا حتى اللحظة على ايداعه سجن طره !!
سيذكر التاريخ عن ٢٥ يناير انها كانت هوجة وليست ثورة .. فما الذى غيّرته الثورة بالله عليكم ؟
بينى وبينكم الايام (اذا كان العمر كريم معنا) لتروا ماذا سيكتب المؤرخون عن هذه الثورة؟
الحل من وجهة نظرى .. ثورة جديدة فى ٢٥ يناير القادم يتم التجهيز لها من الان
تكنس المجلس العسكري الى مزبلة التاريخ وتحيي الثورة من جديد على قواعد واهداف محددة

#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)       Ibrahim_Elgendy#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات