أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - ذكريات رجل محطم














المزيد.....

ذكريات رجل محطم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3532 - 2011 / 10 / 31 - 22:13
المحور: سيرة ذاتية
    


نشرت صديقتي(روان أحمد) منذ لحظات سؤالاً على الفيس بوك طلبت من خلاله أن يقترح عليها الأصدقاء كتابا عربيا لتترجمه من العربية إلى اللغة الانكليزية, وفي الحقيقة وفي الواقع لا أجد كتاباً يستحقُ الترجمة إلى اللغات الأخرى مثل كتاب قصة عذابي أو كما يسميها البعض قصة حياتي أو (ذكريات رجل محطم)واستغربت صديقتي اقتراحي عليها بأن أكون أنا هو الكتاب فقالت بكل تعجب(بجد يا جهاد!), وأنا على يقين من أنها إذا دخلت قلبي وحسي ومغارة علي بابا لوجدت جهاد وهو يحاول أن يضحكَ الضحكة الحقيقية ولوجدت رجلا يجامل نفسه كثيرا ويحزن كثيرا على مصير هذه الأمة التي يموتُ فيها الأحياء ويخرج فيها الأموات من قبورهم ليحكموا الأحياء ,علماً أنه بحاجة لمن يحزن عليه ولو للحظات بسيطة ,ولوجدت عيونا حمراء لا تستحق كل هذا الحزن العميق ولوجدت رجلا يقولُ لها(إن كنتِ ريحاً فقد لاقيت إعصارا) ولوجدت رجلا يقول لها أيضاً(أحببتُ الحياة كما أحببتُ أمي ولكنها عاملتني كزوجة أبي) ولوجدتْ رجلا فقد كبرياءه على باب امرأة عيناها مثل عيون الزرافات الجميلة من قبل أن ينتعش الكبرياء ويطلق خيوطه وينسجها كما ينسج العنكبوت بيته ولوجدت كثيرا من ألوان الطيف التي تبعث أشعتها في داخله وخارجه بعض الإحساس بالحياة الجميلة, ولوجدت (دايل كارنجي) وهو يقول لي(دع القلق وابدأ الحياة)ولوجدت أنسانا يموت في كل يوم مرة أو مرتين, ولوجدت أحزاني على شكل (ثالول) ينسخ نفسه إلى عدة أشكالٍ وأشكال, ولوجدت في حياتي كثيرا من الناس الذين يحاولون سرقة الابتسامة من على شفتيه ,ولوجدت إنسانا يتألم كثيرا ويبكي كثيرا ويحترق على البطيء مثل أي طبخة تستوي على نارِ فرنٍ هادئة وذلك كله ليزداد عذابه أكثر وخصوصا تألمه كلما اقترب من نار الحب ومن وهج الحقيقة ولوجدت أنسانا أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض بعد أن كانت السماء كارهة للفلسفة لآلاف السنين ولكن من أجل جهاد العلاونه فقط لا غير نزلت الفلسفة من السماء السابعة ‘إلى الأرض السابعة ومن أجلي أنا أحب الرب الفلسفة بل وعشقها عشقاً جنونيا, ولتاهت صديقتي روان حين تدخل مغارة الأشباح في داخلي أو إذا ما فتحت أبواب جهنم على مصراعيها أو إذا ما اكتشفت من هي المرأة التي أشعلت في داخلي نار جهنم وذهبت تاركة خطاها تضيع على شواطئ الخليج العربي , وستجد رجلا قتله كبريائه ورجلا كل جريمته أنه رجل له ذوق رفيع في كل شيء وستموت من الخوف ومن الرعب وستموت من الرعب أكثر إذا ما دخلت إلى أعماقي, وستموت من الضحك حين تدخل في داخل نفسي, وستهلك من شدة التعب وهي تركض خلفي على عدد المهن اليدوية التي أبدعتُ فيها لكي أأكل الخبز في وطن لا تطعمه به ثقافته مهما كبر حجمها لا لحماً ولا دجاجا ولا قمحا ولا شعيرا ولا عدْساً ولا أرزا ً,فأنا لوحدي عبارة عن مكتبة متنقلة أو سفينة تواجه في عرض البحر إعصارا شديدا ,وأنا عبارة عن قصة الإنسان الذي تسلقت على خدوده الدمعات ثم انحدرت إلى شفتيه كما تنحدر مياه جبل الشيخ إلى غور الأردن مشكلة نهر الأردن مع ثلاث بحيرات ٍ من الثلوج الذائبة صيفاً من حرارة الشمس ولوجدت أنسانا فقد آخر معاقله وسكن الكهوف وفي النهاية ما زال يحاول أن يستجمع كل قواه العاطفية ليكون أنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى, وأنا على اليقين التام بأنك يا روان ستشعرين بي أو بهذا الكائن الذي هضم كل الحضارات وتمثلها في داخله وأعماقه ,كان اقتراحي عليها أن أكون أنا نفسي ذلك الكتاب أو ذلك العنوان أو ذلك الإنسان أو ذلك المشتبه الوحيد به الذي تحومُ حوله كل الشكوك وكل التكهنات وكل الشبهات ,ذلك الإنسان الذي يحاول أن يعرف الحقيقة عن كل شيء ,وأنا الذي أفنى زهرة شبابه وهو يقرأ كل يوم من ساعةٍ إلى ساعتين وأنا أبلغ من العمر 40 عاما, علماً أنني وأنا في سن الخامسة والعشرين كنت بجد أقرأ كل يوم 11 إحدى عشر ساعة متواصلة من القراءة حول منطقة الشرق الأدنى أو حول حوض البحر الأبيض المتوسط.

وهنالك ملحوظة لاحظتها عن نفسي وهي أن كل أصدقائي ومعارفي جميعهم من الألف إلى الياء يقولون عني بأنني إنسان في كل يوم يكتشفون في داخلي شيئا جديدا وهذا معناه أن حياتي مثل حياة براري روسيا المتعددة المناخات, وصدقوني حتى أنا نفسي يوميا أكتشف في كل يوم أنسانا جديدا في داخلي أو تصرفات جديدة تصدر عني فلا أكاد أعرف طعم النوم أو الراحة ولا أكادُ أرسو على بر لأرتاح قليلاً في الوقت الذي تلقي به كل السفن مراسيها على الخليج العربي أو خليج العقبة أو تل أبيب ولا أكاد أن أغفو حتى تستيقظ عينايا على شيءٍ جديد في داخلي وفي أعماقي كأنني رواية(رجل لا ينام) أو رجل يستحق العذاب, فأحيانا أكتشف في نفسي سحر الكتابة وأحيانا سحر الكآبة وأحيانا أسب وأشتم في اليوم الذي ولدت به أو اسب واشتم في اليوم الذي تعرفت به على الكتابة أو على الكآبة حين لا أجدُ فرقا بين هذي وبين تلك, هكذا أنا محبٌ للكتابة وللقراءة رغم أنني أخسر في كل يوم خسارة كبيرة جراء القراءة والكتابة وفي الوقت الذي يشبع فيه الناس من ذبحي وأكلي مع لحمي ودمي وفي الوقت الذي أموت به عطشاً,نعم, أنا في ذلك الوقت يرتوي من دمي و من دموع عيوني الثكلى والعطشى, ومن شفاهي تمتزجُ الألوان ومن ناري تحترقُ الغابات ومن بريق عينيّ تلمع مياه الخليج العربي ومن عرقي ودموعي وكفاحي تتشكل الجداول والسيول الجارفة في بطون الوديان , ومن كافة تفاصيل حياتي يكتمل المشهد الثقافي المحزن والأليم وتنزل الستارة على رجل من القرن الواحد والعشرين يعيش في بيئة من العصور الوسطى , ومن أشواقي تلمع أسناني البيضاء لمعان الذهب لمعان الذهب مرور دموعي وأنا أستحق بأن يترجم عني كتابا للانكليزية يضحك عليه القراء ويهزمون من خلاله الملل في داخلهم ويتأسفون على شبابه بدل أن يجلس المواطن الإنكليزي وهو يتمدد بمللٍ شديد على الكنبة شابكا أصابع يديه ببعضهما خلف رأسه.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج الضمد
- تشبيه الرجل بالمرأة
- قرقوش شخصيه مخصيه
- الحشرات أفضل من الإنسان
- اخترنا لكم :-مجلس العدل لتوفيق الحكيم-
- حلاوة الإيمان
- الفقراء لا يستهلكون الطاقة
- الدفء والحنان
- مشكلة بسيطة
- بطلان النظام التكنوقراطي
- قصة يابانية
- في داخلي إنسان
- أوراق فاسدة
- أنا إنسان فضولي
- كنتُ أظنْ
- حقيقية وغير حقيقية
- نظام الخوف يحكمنا
- رد وفاء سلطان على رسالتي لها
- شخصية كاسيوس
- الحجم الطبيعي


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - ذكريات رجل محطم