|
حسنين هيكل أزمة في المنطق ..
هيبت بافي حلبجة
الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 17:29
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
في حوار أجرته صحيفة الأهرام المصرية معه أكد الصحفي والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل ، إن ما يحدث الآن في العالم العربي يتنافى مع تسميته بالربيع العربي ، إنما يندرج تحت خطة دولية في تغيير أقليمي ودولي وسياسي يتحرك بسرعة كاسحة على جبهة عريضة ويحدث آثاراُ عميقة محفوفة بالمخاطر . وأستطرد إن ما يشهده العالم العربي هو سايكس – بيكو جديد لتقسيمه وتقاسم موارده ومواقعه ضمن ثلاثة مشاريع . الأول هو غربي أوربي امريكي ، والثاني هو إيراني ، والثالث هو تركي ، بالإضافة إلى نصف مشروع أسرائيلي لأجهاض القضية الفلسطينية .. ويردف إن الثورات في طبيعتها ، ومن المفروض ألاتستند في مرتكزاتها على فغل يتم عن طريق – تسليم المفتاح – للقوى الخارجية التي ، هنا ، خططت وتآمرت على تقسيم المنطقة العربية ، قصد التحكم فيه بالمطلق وإلى الأبد وكي لاتعود هذه المنطقة خارجة عن إرادتها كما فعلت حين ولادة سايكس – بيكو ، لتلبي إحتياجاتها وتنفذ إرادة مصالحها ومشاريعها الخاصة ، ولتستبد بمقدرات وطاقات والمخزون العام الأحتياطي فيها .. ويسترسل إن ما نراه في هذه اللحظة هو مشروع قومي يتهاوى ، وبقاياه تجري إزاحته الآن ، ومشروعات أخرى تتسابق إلى الفراغ بعد أن أضاع ذلك المشروع – وهو يقصد المشروع القومي – مكانه وزمانه .. ويستكمل أنه توجد على الساحة وبالتحديد ثلاثة مشاريع ونصف . الأول غربي يبدو مصمماُ ولديه فعلاُ من أدوات الفعل وتأثيره ما يشجع طلابه . والثاني مشروع تركي يبدو طامحاُ . والثالث مشروع إيراني يؤذن من بعيد على أستحياء . ثم أخيراُ نصف مشروع أو شبح مشروع أسرائيلي يتسم بالغلاظة . وعن المشروع الإيراني أكد أنه محدود في إطاره لأسباب تصنعها الجغرافيا والتاريخ بالمسافات ، إلى جانب إنه ألان تحت الحصار ولايسعه إلا أن يلوذ بأستراتيجية الدفاع . وفيما يخص الشأن الليبي تحديدأ ركز على مفهوم جدير بالتنويه ، إذ أستردف نحن نعلم الآن إن نفط ليبيا قد جرى توزيع أمتيازاته على شركة توتال الفرنسية 30 بالمئة ، وشركة بريتش بتروليم البريطانية 20 بالمئة . ثم يستقفي إن –المقاومة- ( طبعاُ هو يقصد فلول معمر القذافي ) في ليبيا مستمرة وإن الذين يقاومون مع القذافي يفعلون ذلك بأنتمائهم إلى الوطن الليبي !! . هنا أجد نفسي مضطراُ أن أقدم للقارىء الكريم ملاحظات لامحيص عنها ، وإن أكشف النقاب ثم الحجاب عن حيثيات لازالت تؤرق منابع المنطق ومناهل الوجدان ، وتقيم حاجزأ بغيضاُ أمام العقل وأسبابه وأساليبه . الملاحظة الأولى : إن الصحفي محمد حسنين هيكل لايمكن أن يكون مفكراُ أو رجل علم ، إنما لديه تجربة رائدة في محتوى الصحافة وفي مراقبة الأحداث السياسية عن كثب في منطقة الشرق الأوسط منذ نعومة أظافره ، سيما في عهد جمال عبد الناصر وتجربته القومية الفاشلة وأنقلابه على الملك فاروق – ومن ثم على أحمد فؤاد - وعلى أصدقائه وزملائه الأنقلابيين وعلى رأسهم السيد محمد نجيب الذي يعد أول رئيس لجمهورية مصر ، ووضع – بضم الياء - هذا الأخير تحت الإقامة الجبرية وشطب أسمه من كل الكتب المدرسية والتاريخية ، حتى أن كان يضطر لغسل ملابسه بيده ، ولم يسمع المصريون به إلا بعد وفاته ، وبكتابه كنت رئيساُ لمصر ، لفترة أقل من سنة . الملاحظة الثانية : إن المقارنة بين ما يجري الآن وما جرى حين أتفاقية سايكس – بيكو تدعو إلى التعجب والأشمئزاز والأستغراب . والأمر لايحتاج حتى إلى النظرة البسيطة لكن لامناص من أن نذكر فقط بعض المفارقات ، منها ، أليست هي الشعوب العربية التي تعبر عن إرادتها في التغيير . أليست هي الشعوب العربية كلها قاطبة التي تهدر بصوت مارد كفى . أليست هي الشعوب العربية التي تثور ضد الظلم والأستبداد والقمع . أليست هي الشعوب العربية التي تطالب بالديمقراطية والحرية والعدالة الأجتماعية والمساواة . أليسوا هم حكام العرب الذين لفرط تمسكهم بأرجل الكرسي ولفرط قتلهم لأبناء شعوبهم يستدعون دخول الأجنبي . ثم هل تدخل الأجنبي في مصر وتونس – وسوريا حتى الآن - . وعلى قاعدة باطلة من إن الفرضية صحيحة ، فهل تدخل الناتو في ليبيا يلغي مفهوم الربيع العربي في مصر وتونس وسوريا . ثم أليست الثورة في سوريا حتى هذه اللحظة سلمية أطلاقاُ ، فلماذا لايرضخ بشار – صاحب المقاومة والمشروع القومي الكبير والمكافح ضد سايكس بيكو جديدة – لإرادة شعبه ، نقول لشعبه يا سيد محمد حسنين هيكل ، ولماذا هو يقتل يوميا مثل وجبة غذاء ما يربو عن عشرين شهيداُ . ثم ياترى هل الوطنية ، حسب رأيك يا هيكل ، أن تبقى سوريا لحافظ ثم بشار ثم حافظ ثم بشار . الملاحظة الثالثة : ثم ما هو هذا المشروع القومي الذي تهاوى ، وبالمناسبة لماذا تهاوى ، هل تهاوى لأنه كان رائعاُ وتاريخياُ ووحدوياُ – أمة عربية واحدة ، ذات رسالة خالدة – وديمقراطياُ ومحرراُ لفلسطين . هل تعلم يا سيد محمد حسنين هيكل إن هذا المشروع العربي الذي تهاوى ، تاجر بالقضية الفلسطينية ، طمر الآلاف في صحراء سيناء ، وقتل الآلاف في سوريا والعراق وليبيا والسودان والجزائر ولبنان . هل تعلم يا سيد محمد حسنين هيكل إن هذا المشروع القومي كان ذليلاُ خنوعاُ أمام إرادة الأجنبي ، وقاتلآ مجرماُ إزاء إرادة أبناء شعبه . وما الذي جرى في ليبيا لمدار أثنين وأربعين عامأ ، وكذلك في سوريا والعراق وغيرها ، هل سألت نفسك فقط هذا السؤال ، أنا على ثقة إنك ما تجاسرت ولن تتجاسر على طرح هذا السؤال لنفسك . الملاحظة الرابعة : إذا كانت شركة توتال الفرنسية ، وبريتش بتروليم البريطانية قد حاصصت البترول الليبي فهل لديك أيها السيد الكريم شركات بديلة أكثر رحمة أو أقل شراسة ، وهل لدى حكام سوريا واليمن والجزائر والسودان والعراق ومصر سابقاُ وكذلك تونس سوى شركات النهب والسرقة والقتل والأجرام . هذه هي المفارقة ايها السيد ، هم لديهم العلم والمعرفة والتخطيط والاختراعات ، ونحن ، والحمد لله ، لدينا كل الجرائم الأنسانية ، كل الجهل ، كل المؤامرات الدنيئة . هم لديهم أسباب الحياة ونحن لدينا أسباب الموت . الملاحظة الخامسة : وإذا كانت هذه الشركات – وعلى فرضية أن ما تقوله صحيح – تنهب الثروة البترولية ، فهي على الأقل تقدم خدمات للشعب ، فلاأنت ولا أنا قادران على تنفيذ تلك الخدمات أو حتى التقرب منها . ثم ينبغي ألا يغيب عن ناظريك ، من جهة أخرى ، من يقوم بنهب بثروة ليبيا لقاء لاشىء ، بل بالعكس لقاء القمع والقتل ، سأعطيك مثالين ، أحدهما من ليبيا والآخر من سوريا ، من ليبيا لقد قمت بجهد دماغي بسيط ووددت أن أعرف المصروف العادي لعائلة معمر القذافي في المتوسط العمري حتى الآن . مصروف كل شخص 4 ملايين بالشهر ، وضربت ذلك بعدد الأشهر 12 ، ثم أخذت متوسط السنوات ب 30 سنة فقط ، ثم ضربت بعدد الأشخاص وهم 10 ، فهل تعلم ماذا كانت النتيجة وهي المصروف العادي فقط : 14مليار و400 مليون دولار . ومن سوريا ، هل تعلم إن كل شخص شبيحي يأخذ لقاء قتله للشعب 100 دولار يومياُ كمكافأة ، ويأخذ 200 دولار في يوم الجمعة لأن عمليات القتل أكثر وبحاجة إلى جهد أكبر !! الملاحظة السادسة : إذا كانت الدول الغربية تسعى إلى تقسيم المنطقة وتقاسم الموارد والثروات ، فينبغي أن نقارن الحال السابقة بالحال المستقبلية ، ياترى أيهما أربح لتلك الدول ، أنتقال السلطة إلى يد الشعب أم بقاء السلطة بيد بشار والقذافي وعلي عبد الله الصالح !! أليس هؤلاء الرؤساء كانوا مستعدون أن يبيعوا اليابس والأخضر ، الجامد والحي لتلك الدول لقاء ، فقط لقاء ، بقائهم في الحكم ، أليس بشار الآن مستعد أن يمنح كل سوريا مجاناُ لتلك الدول لقاء بقائه في الحكم . ثم ياسيدي لمذا تتجشم تلك الدول مشقة إزاحة هؤلاء المستبدين إذا كانت تستفيد في فترة بقائهم أكثر بكثير في فترة ما بعدهم !!. الملاحظة السابعة : ثم كيف أتفق أن تكون هنالك مؤامرة مشتركة ما بين الغرب وأمريكيا وتركيا وإيران وأسرائيل !! ألا يعيب ذلك قدرتنا على التحليل ، وكأننا نجمع ما بين أطراف متعارضة من الناحية المزاجية فقط أو من الناحية التحليلية غير المعتمدة على المنطق السياسي ، أو حتى على المنطق السليم الأولي . من هنا ندرك إن ما تفضل به السيد محمد حسنين هيكل ليس إلا خطاب لاخطاب فيه ، تحليل لاتحليل فيه ، إنما مجرد تلصيقات لأوراق ممزقة ، ضائعة .. [email protected]
#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو تصور فلسفي جديد للكون
-
حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية القومية الكردية وحقوق الأ
...
-
مشعل التمو يطيح ببشار
-
المتغيرات والعقل المستقيل
-
نداء استغاثة إلى سعادة الأمين العام للأمم المتحدة : السيد با
...
-
المجلس الوطني الموسع ... أنتقادات بنيوية
-
ثلاثة مقاربات والجحيم السوري
-
رؤية في حال المنطقة العربية
-
مابين ... أدونيس وأبو شاور
-
أبو شاور .. وبئس البؤس البائس
-
رؤية نقدية في المحنة السورية
-
الثورة ... ونهاية السلطة السورية
-
عارف دليلة ... والإشكالية المعرفية
-
سكان مخيم أشرف ... مابين العراق وأيران
-
الثورة .. وقانون الأحزاب والعفو العام في سوريا
-
مبروك ل( الشيوعيين ) السوريين الخزي والعار
-
النداء الأخير إلى الأحزاب الكردية ( في سوريا )
-
أدونيس ... ومنطق البؤس
-
الثورة ... وإشكالية المثقف
-
رسالة إلى مؤتمرأنطاليا
المزيد.....
-
بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات
...
-
الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م
...
-
-أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
-
عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
-
هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
-
لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي
...
-
اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
-
ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من
...
-
Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
-
-غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها
...
المزيد.....
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
-
حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2)
/ جوزيف ضاهر
-
بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول
/ محمد شيخ أحمد
-
تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج
...
/ محمد شيخ أحمد
-
في المنفى، وفي الوطن والعالم، والكتابة
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|