أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيبت بافي حلبجة - رؤية نقدية في المحنة السورية















المزيد.....

رؤية نقدية في المحنة السورية


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 14:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لايمكن أرغام السلطة السورية على الرحيل إلا بطرقتين ، الأولى هي رفع مستوى الأعتصامات إلى درجة العصيان المدني الشامل ، شريطة الحفاظ على سلمية الثورة . وهذه الطريقة لابد منها ولامناص إلا من أستعمالها حصرياُ ، لكي يحدث شلل شامل على كافة المستويات ، وستكون النتيجة أقوى وأشد سيما وإن تعاشقت بملامح الكارثة الأقتصادية ، الثانية هي التدخل البري للدول الأوربية ، وهذه لن تحدث أبداُ . سنوضح ذلك من خلال المفارقات التالية :
المفارقة الأولى : إن السلطة السياسية السورية قد قررت أن تحول مسألة الأحتجاجات إلى ظاهرة عنوانها حرب أهلية ، إلى معطى جوهره مقولة العنف والعنف المضاد ، إلى وقائعية مفترضة ، للقضاء على مفهوم سلمية الأحتجاجات ، لبلوغ مستوى من التدهور الأقتصادي الأجتماعي السياسي والعسكري لتبرير ما لايمكن تبريره ، مع العلم إنها – أي السلطة – قد أدركت أننا ، في الداخل وفي الخارج وفي العلاقات الدولية ، ندرك كلية الأدراك إنها تصطنع وتختلق كافة الطروحات الفاسدة في هذا المجال ، وأنها هي التي تقتل جنودها الذين يرفضون الأوامر العسكرية ، بل الأنكى من ذلك إنها تقتل جنودها الموالين لها وبعض عناصر شبيحتها ، وعناصر من أجهزتها الأمنية بقصد أقناع نفسها والمنتفعين بها ، ومحاولة إيهام الرأي المحلي والأقليمي والدولي ، بوجود حال عنف في الوضع السوري . كما أنها تسعى بالمطلق ، وهذا هو أخطر ما يمكن أن يحدث ، إلى خلق حالة من الرعب ومن مفهوم الطائفية ، بقتلها ، هي بنفسها ، عناصر من الطائفة العلوية الكريمة ، بل أكاد أن أجزم إنها ترغب أن يتسلح الشعب السوري ، وأن ينشق بعض عناصر الجيش بدباباته ، وأن يختلط الحابل بالنابل ، لكي تقتل هي من الجانبين ، جانبها ، وجانب الشعب . لأنها ، وحسب بعض مصادر صديقة في فرنسا ، لن تترك السلطة أبداُ ( وأكرر هي لن تترك السلطة بالسرمد ولا بالسردم ) ، وهي مستعدة ظاهرياُ – وللتمويه وللتمييع - للقيام بالمستحيل لتمكث وتلبث بالسلطة ، لكي تنجو فقط بجلدها . فعندما تطلب الحوار ، هي لاتقصده ، وكذلك الإصلاحات ، وكذلك مراسيم العفو وقانون الأحزاب ، وكل كلام يصدر منها هي لا تعنيه ، بل هي لاتدركه ، ولاتكترث به أصلاُ لأنها تعي غاية الوعي أنها تستطيع مسح وفسخ كل شيء بجرة نطق ..
المفارقة الثانية : إن الدول الغربية لاتستطيع تغيير السلطة السورية إلا تحت شرط مدحور وملغى وهو الألتجاء إلى القوات البرية ، التي بدونها تمسي عملية التغيير في منتهى الصعوبة . وتحقيق هذا الشرط ضمن المنظور المحسوس يوشك أن يدنو من حكم الأستحالة ، لما له من تداعيات سوسيولوجية في المنطقة العربية وفي مجتمعات الدول الأوربية ، ولما له من أنغلاقية مشؤومة لدى المثقف العربي ، ولما له من فرضيات قانونية ، ولما له من حيثيات أقتصادية على تلك الدول ، ولما له حساسية تعارضية ما بين القديم الزائل والجديد المتنامي . لهذه المسوغات مجتمعة ، ولغيرها من الأسباب ( مفهوم الوطنية البليدة ، العلاقة ما بين الغاية والوسيلة ) تقف الدول الغربية حائرة تماماُ ، سيما وهي لازالت تعاني من التجربة التاريخية المريرة في العراق ، وتحاول أن تتفادى أستنساخ معمر قذافي جديد وأن تتحاشى تجربة ليبيا المهيضة البائسة ....
المفارقة الثالثة : إن أيران لن تنفك عن السلطة السورية إلا مرغمة ، إلا إذا أنتهى المشروع الفارسي القومي وأبطل ، وهذا لن يحدث بالمطلق لسبب بسيط يتقوت من تاريخانية الدولة الفارسية ، كما أنه لايتبدر أي أرغام دولي بخصوص أيران ، ولاتتبدر أي قوة دولية قادرة أصلاُ على أرغامها . لأن كافة المحاولات الأوربية ، حتى هذه اللحظة ، عاقرة ثم عبثية وكأنها تستند في آدائها على محتوى معكوس مغالط لإدراك طبيعة السلطة في أيران التي تدرك جيداُ مقومات مشروعها ، علل قوتها في المنطقة ، ونقاط الضعف لدى الأطراف الأخرى ، وتدري ذروة الدراية إن على كفتي الميزان في الشرق الأوسط مشروعان متناقضان متناحران أحدهما يتقوى إذا ما وهن الآخر ، الأول هو المشرع الفارسي القومي ، والثاني هو مشروع دولة محمد ( ص ) ، أما المشاريع الأخرى ( العربية ، الكردية ، التركية ، الأفغانية ، الباكستانية ) فهي جغرافية ليس إلا . لذلك هي مصرة أيما أصرار أن تدعم السلطة السورية ليس فقط بالمسألة الألكترونية ، ونظام الشبيحة ، و5,8 مليار دولار ، بل هي تعمل المستحيل أن تبقي القذافي في ليبيا ، وهي كانت مستعدة لدعم علي عبد الله صالح رغم التناقضات التاريخية المخيفة لولا ذاك الصاروخ القدري ، وهي مستعدة لشراء الفيتو الروسي إذا ما لزم الأمر ، للحفاظ على السلطة السورية لأنها بوابتها ومهجعها في الشرق الأوسط الخاص ..
المفارقة الرابعة : إن المعارضة السياسية السورية ، العربية ، الكردية ، الأسلامية ، الآشورية ، لازالت تعاني من إشكالية التفكير بالذهنية القديمة ، وتعالج المحنة من خلال نفس النفس البائدة وعلى ضوء مسطحات سياسية ما برحت تقليدية لاروح ولا حداثة في أضلعها . فتلك المعارضة السياسية تعالج محتوى – الحرية ، الديمقراطية ، العدالة الأجتماعية – بنفس العقلية التي تعالج بها السلطة السورية محتوى – القمع ، القهر ، الأستبداد – لكن على مستوى مغاير ومتباين في المعنى ، في الوقائع ، وفي الحدود . أضف إلى ذلك إن هذه المعارضة ، التي لاتمايز كثيراُ ما بين الوطني والقومي ، ولا بين مهام التغيير ومن ثم نتائجه ، مسورة بهالة السياسي ، وبضمون السياسي ، وبتركيبة السياسي ، وهي غير قادرة على التمايز ما بين المشروع السياسي الشامل الموحد و الرؤيا السياسية كمصلحة حزبية كمصلحة جهوية ، وهذه هي أكبر معضلة أشكالية لدى الكل ، سيما لدى المؤدلج الأسلامي الذي ، رغم أننا من الزاوية الفكرية على الطرف النقيض له ، نعترف أنه الجهة الأقوى في المعادلة المحلية والأقليمية ، ولذا لو أدرك حيثيات الواقع الجديد وأستقرأ الفرضيات كما يقتضي الظرف التاريخي ، لكان من الممكن أن يلعب دوراُ أكثر فعالية ، أكثر تأثيراُ .
المفارقة الخامسة : إن أداء المعارضة الكردية مابرح في مستوى دون الحد المطلوب المناسب والموازي لطبيعة المرحلة في تغيير السلطة والنظام تحديداُ ، ولازالت الأحزاب الكردية تهاجر ذاتها بذاتها كمن أصابه دوار البحر ، فلاهو قادر للرسو في المرساة ، ولاهو قادر للتخلص من شدة الدوار . لكن ينبغي على الأحزاب الكردية أن تدرك امراُ في غاية الخطورة ، إن مرحلة ما قبل 15 آذار ، أنتهت ، وأنتهت بكل منطلقاتها ومقوماتها ولغتها وأحابيلها .
المفارقة السادسة : لم يلبث أمام الشباب المعتصم سوى أمر واحد وحيد ، وهو التعاشق ما بين حجم التظاهرات ومحتوى العصيان المدني لشلل سيطرة السلطة السورية على مقاليد الأمور ، وأظهار ضعفها ووهنها ، كي يتسنى للشعب التظاهر بصورة أقوى وأشد ، بعيدأ عن بعض هواجس الخوف أو القلق . زد على ذلك إن المعضلة الأقتصادية قد دنت من معطيات الكارثة ، وسوف تعمم شروطها الخاصة السلبية على قدرة السلطة السورية



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة ... ونهاية السلطة السورية
- عارف دليلة ... والإشكالية المعرفية
- سكان مخيم أشرف ... مابين العراق وأيران
- الثورة .. وقانون الأحزاب والعفو العام في سوريا
- مبروك ل( الشيوعيين ) السوريين الخزي والعار
- النداء الأخير إلى الأحزاب الكردية ( في سوريا )
- أدونيس ... ومنطق البؤس
- الثورة ... وإشكالية المثقف
- رسالة إلى مؤتمرأنطاليا
- الثورة ... ومفهوم الشباب ( الحالة السورية )
- الثورة ... ومفهوم المصالحة الفلسطينية
- الثورة .. ومفاهيم أولية مابعد الثورة
- الثورة ... ومفهوم الدولة وممارساتها
- الثورة ...ومضمون التغيير ( النظام لا السلطة )
- الثورة ... رؤية أبستمولوجية ( النقطة البنيوية )
- سوريا ... مابين الإنتفاضة والثورة البنيوية
- الثورة ... ما بين الإدراك والتدارك
- رؤية معرفية في واقع لامعرفي ( سياسة الطفل )
- برهان غليون والخطاب المتهافت
- الكورد والعرب وجدلية الزمن ( مفهوم الثورة )


المزيد.....




- رجل يعتدي بوحشية على طفل أفغاني ويطرحه أرضًا في مطار موسكو
- توقيف طبيب نفسي مغربي بشبهة الاعتداء الجنسي على مريضاته وتصو ...
- كيف يقضي طيارو المقاتلة B2 عشرات الساعات داخل قمرة القيادة؟ ...
- ماذا نعرف عن صناعة كسوة الكعبة؟
- وزير الدفاع الأميركي: تسريب التقرير الاستخباراتي هدفه التشكي ...
- مستذكرًا تجربة الاتحاد السوفيتي.. وزير بولندي: هكذا يمكن إسق ...
- قتلى وجرحى ودمار واسع خلفته غارة إسرائيلية على مخيم الشاطئ ب ...
- شرق ألمانيا: تطرف الشباب أو حين تصبح -تحية هتلر- عرفا مدرسيا ...
- مرسيدس تختبر أقوى سيارة كهربائية فائقة السرعة!
- القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي وعائلات قتلى كمين سابق يشعرون ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيبت بافي حلبجة - رؤية نقدية في المحنة السورية