أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - قصة يابانية















المزيد.....

قصة يابانية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3523 - 2011 / 10 / 22 - 12:42
المحور: كتابات ساخرة
    


الأسطول الأمريكي يرسو على شواطئ اليابان مُنهكاً من التعب إبان الحرب العالمية الأولى,الأسطول الأمريكي يفاوض اليابانيين على مد البحرية الأمريكية بالماء وبالغذاء وبالإسعافات الأولية,والصفقة مربحة جدا لصالح البحرية الأمريكية والتنين الصيني ما زال مغمض العينين, والحصان العربي الماءُ يسيلُ من بين أرجله دون أن يدري بالموضوع,وما زال الحصان العربي كسولا يفضل الأكل الجاهز على أن يقطع أي ميل مربع في صحراء الربع الخالي والمناورة غير مستعدين لها وجِمال وإبل ونوق وخيول الثورة العربية الكبرى متعبة لا تقدر على النهوض وبعض اللصوص العرب يسرقون قوافل الحُجاج ثم يأخذون ثمن حمايتها والسلطان عبد الحميد يدفع الثمن من رسوم الحج, والثورة على الجانب الآخر تشتعل في المواقع الباردة بعد أن ارتفعت حرارتها جراء نشاط البحرية الأمريكية قُبالة السواحل اليابانية.


الأسطول الأمريكي يحضر معه في المرة الثانية هدايا عظيمة من الشعب الأمريكي إلى الشعب الياباني وهذه المرة الصفقة غير مربحة بالنسبة للبحرية الأمريكية وليست كمثيلتها الأولى, والدُب القُطبي ما زال في سباته الشتوي,اليابانيون يستغربون ومندهشون كونهم لأول مرة يرون فيها مدافع على السفن وسفناً بحرية, النخبة المثقفة اليابانية تعقد اجتماعا على العلانية لبحث أسباب تخلف اليابان الصناعي والاجتماعي والسبب ما زال مجهولا بالنسبة لهم, اليابانيون لم يقعوا فريسة الحيرة بين الأصالة والمعاصرة, اليابانيون نزعوا عن أعينهم الغِشاوة, اليابانيون قرروا أن يلحقوا بأمريكيا وأوروبا علميا وثقافيا, اليابانيون أمام خيارين,اليابانيون:إما ذابح أو مذبوح,اليابانيون: إما أن يرسلوا بعثات علمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا لإكتشاف سر مغارة علي بابا التي دفن فيها كُتبه العلمية,وإما...وأو..وإما..وأو...إلخ .

اليابانيون أمام الخيار الآخر,فما هو؟. اليابانيون يقررون استدعاء الخبراء -بكامل خبراتهم- الأوروبيين والأمريكيين إلى طوكيو, البعض منهم يقول:نريد استيراد التكنولوجيا كما نستورد المعلبات الغذائية,اليابانيون يقررون القرار النهائي, اليابانيون يعترفون بأنهم جهلة ومتخلفون ويستحق كل متخلف الضرب على رأسه حتى يصحو من سكرته, اليابانيون يزيحون العُصابة التي كانت مربوطة على عيونهم ,اليابان تُرسلُ بعثة علمية متكونة من 11عالما إلى أوروبا وأمريكيا بنفس الوقت,سنتان مضت على البعثة اليابانية , المبعوثون اليابانيون يعودون إلى أرض الوطن سالمين غانمين وما زال التنين الصيني في مخبئه, الحكومة اليابانية تسأل البعثة ماذا شاهدتم؟ وماذا فعلتم؟ وما هو الذي تعلمتموه؟:ما هي هذه الأسئلة؟:ماذا شاهدتم وماذا عرفتم وكأنهم طلاب صف في الابتدائية ذهبوا في نزهة إلى المختبر الموجود في المدرسة؟اليابانيون يكررون السؤال مرة أخرى ما هو الذي تنصحونا به؟ الصحف اليابانية تتناقل الأنباء,والأنباء ليست سرية وكلها مفرحة ومنعشة للقلب, الأنباء تتحدث عن البعثة العلمية ومخرجاتها في عامين كما تتحدث الحكايات الشعبية عن حسن الشاطر أو ألف ليلة وليلة أو كأنها تتحدث عن الرحلات الجنونية إلى العوالم الأخرى, الصحف اليابانية تنشر التقارير, الخبراء يدلون بتصريحاتهم بكل شجاعة, المبعوثون مسحورون بما سحرتهم به أوروبا وأمريكيا, الخبراء يطالبون بالتغيير وبالتطوير وبالهدم من أجل إعادة بناء اليابان حجرا حجراً, أولا: نريد أن تبني لنا انجلترا سككا حديدية لتمشي عليها القيطارات,ثانيا وهو الأهم: وبكل قوة قلب: نريد من فرنسا خبراء يكتبوا لنا دستورا مدنيا نعرف به حدودنا الجغرافية وحقوقنا المدنية, التصريحات ترتفع وتيرتها إلى الحد الأعلى ,الصحف تنشر هذا التصريح:نريد من إيطاليا أن يعلمونا الفن والموسيقا,وبالمانشيت العريض أو كما يقولون بالقلم العريض :نريد هندسة طبية وإصلاح النظام الطبي وبالذات نريده من ألمانيا مع فن بناء المستشفيات والنظام الطبي, وأخيرا يدلي الخبراء بآخر التصريحات الخطيرة جدا:نريد من الأمريكان أن يبنوا لنا نظاما تعليميا وأن يصلحوا لنا بالكامل النظام التعليمي وبناء المدارس فقط لا غير, الفضيحة تنتشر رائحتها في روسيا وإيطاليا والصين والاستغراب العام قد عمّ الشوارع واتهمت اليابان بالتخلي عن أصالتها من أجل كومة حديد ولوحات فنية وحبوب من أقرب صيدلية ,اليابان تخرج من الكهف المظلم منتصرة ليدخله العرب من جديد فليس من اللائق بالعرب أن يتركوا الكهف فارغاً من السُكان,وبعد عشرين سنة على هذه القصة كانت اليابان قد دخلت الحرب العالمية الثانية وأغرقت الأسطول الروسي البحري في قاع المحيط,ومن ثم ضربَ الطيران الحربي الياباني أعظم ضربة للبوارج الأمريكية في عملية انتحارية قادها أول انتحاريين في التاريخ وتلك العملية كانت وما زالت تعرف تحت اسم(عملية هاربر الانتحارية),والمعركة الكبرى التي انتصر فيها اليابانيون ما زالت إلى اليوم حاضرة حيث نجد في كل منزل بالعالم إما تلفازا وإما كمرة من صناعة اليابان أي أن في كل منزل في العالم تجدُ جهازا كهربائيا من صنع اليابان أو حتى سيارة ومعدل ميزانية شركة مازدا أكثر من 10دول مجتمعة هذا عدى الشركات الأخرى والتي لا داعي لذكرها, والعرب ما زالوا إلى اليوم أمام خيارين:إما أن يذهب شباب الخليج إلى روسيا لينفق نقوده على الروسيات وخصوصا في( كييف)وإما أن يأتوا بالروسيات إلى الخليج العربي من أجل تدليك الأعضاء البارزة والمنتشية وسمعتُ عن امرأة روسية في الخليج أنها قالت(أتمنى أن ألبس ملابسي الداخلية ساعة كاملة دون أن أخلعها), والطهطاوي عاصر تلك النخبة وشاهدهم في باريس وبعد أن عاد من بعثته اليابانية طالب بسيارة رش ترش الشوارع بدل العربة التي يجرها الحصان, والسفير الإسرائيلي في القاهرة يسأل أنيس منصور بعد أكثر من نصف قرنٍ وأكثر على نهضة اليابان هذا السؤال:حين يرسل أي سفير إسرائيلي تقريرا غير مفهومٍ لوزارة الخارجية الإسرائيلية فورا ترسل وزارة الخارجية إليه لجنة للبحث:هل هو مثلا يسكر ويشرب الحشيشة؟ ,أنيس منصور يرد عليه:طيب وإيه المعنى!!, فيرد السفير الإسرائيلي قائلا: صحف المعارضة في مصر تؤيد الحكومة, والقومية تهاجم الحكومة,والوزير يقول كلاما, والنخبة المثقفة تقول كلاما,فما هو معنى ذلك؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في داخلي إنسان
- أوراق فاسدة
- أنا إنسان فضولي
- كنتُ أظنْ
- حقيقية وغير حقيقية
- نظام الخوف يحكمنا
- رد وفاء سلطان على رسالتي لها
- شخصية كاسيوس
- الحجم الطبيعي
- من هي البطلة؟
- الحشيشه الأصليه
- امرأة من سفر الأمثال
- مشكلتي مع الكتابة
- رواية العقل الباطن1
- السلطة فالمال فالمرأة
- ابن الرومي الحظ السيئ
- إلى الدكتورة وفاء سلطان2
- سرقنا الوقت
- الأنبياء وهم أم حقيقة؟
- قطرات الندى


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - قصة يابانية