أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - نهاية طاغية ، هل تفضي سقطة الذل لصحوة الضمائر ؟؟















المزيد.....

نهاية طاغية ، هل تفضي سقطة الذل لصحوة الضمائر ؟؟


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 3522 - 2011 / 10 / 21 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاية حقبة وبداية أخرى :
سيؤرخ يوم الخميس 20 أكتوبرضمن الأيام الحاسمة في تاريخ "ليبيا" والمنطقة المغاربية والعربية عموما ولم لا الدولية حتى ؟؟؟
ليس هينا أن تطوى صفحة 42 سنة مليئة بالدم والدمار والتخريب داخليا وخارجيا . لقد طبع القذافي تاريخ ليبيا والمنطقة المغاربية و الإفريقية بلون الدم والقلاقل والاضطرابات ....
حيث وظفت أموال النفط الباذخة في إشعال الفتن و التجزئة والتقسيم عوض المساعدة على التنمية والبناء ,,,,وبقيت ليبيا " خزان " الذهب الأسود " و العديد من الثروات النفيسة فضاء خاما بدون بنيات تحتية ولا تنمية وشعبها فريسة للتجهيل الممنهج والعزلة والتهميش .
تبديد للثروات المادية منها والمعنوية وتنكيل بكل من يفتح "فاه" مطالبا بالحد الأدنى من "الرفاه" المستحق كحق أساسي من حقوق المواطنة .
كان رد القذافي هو القتل الفردي وحتى الجماعي الذي لم يفلت منه حتى المساجين العزل وراء قضبانه الحديدية وهم يطالبون بحاجياتهم البسيطة جدا احتراما لكينونتهم البشرية .
الطغاة لا يعترفون لأي كان بالحق في المعارضة و النقاش فبالأحرى الاعتراف له بالحقوق الإنسانية المتعارف عليها كونيا ؟؟؟
الطغاة يعتبرون شعوبهم مجرد خدم غير مدفوعي الأجرة حتى، لتلبية حاجياتهم النرجسية
وحاجتهم الملحة في إثبات "ذواتهم المريضة بالتضخم " إلى أقصى حد ممكن .
ذات القذافي" عميد الطغاة" تجد امتدادها الرمزي في تسمية البلد الذي يحكمه : الجماهيرية العربية العظمى "
حيث عظمها لغويا كي تحتل مكانتها المفترضة ضمن البلدان العظمى بعظمة "جلادها " وناهب ثرواتها لا بالمنجزات المحققة على الأرض .
من لا يحب الحاكم ويجاهر بمعارضته "ليس له الحق في الحياة " هكذا أكدت وحيدته التي تختال من أموال ليبيا وسط تماثيل الذهب والأثاث الفاخر في قصورها المتعددة وهي تمارس زعامة نساء ليبيا بالوراثة فقط و تقرصن لقب "دكتورة" بنفوذ والدها ليس إلا.
أمام باب العزيزية الشهير .

ذات الطغاة تتمطط رمزيا لتتحول لأيقونة ذات طابع قدسي ولو على الورق ,
هكذا فرض زبانيته على الثوار "الركوع لصورة معمر و إلا أدخلوا الرصاصة في رؤوسهم,"
نفس الآلية شاهدناها في سوريا حيث يفرض جنوده على المتظاهرين تحوير شهادة الإسلام
"لا إله إلا بشار" , كاعتداء سافر على قدسية الخالق الأوحد ، فمن يركع لغير الله دخل خانة الكفر حسب تعاليم الإسلام الذي يحكمون باسمه حتى .
أتذكر ردة فعل سائق الطاكسي وهو يتأمل "الورقة النقدية المنكمشة جدا وهو يحتج على "صورة الحسن الثاني التي تبهدلت من هذا الانكماش بخوف ووجل إذا ما ضبط بهذه الجنحة الغريبة ؟؟
ابتلعت لساني على مضض كي لا أدخل معه نقاشات بيزنطية وأنا في سن المراهقة لا زلت أتلمس طريق "التمرد" السياسي . لازلت أحتفظ بهذه الذكرى "الغالية " جدا كدليل على مساحات الترهيب داخل النسيج الاجتماعي .
يدخل طقس الركوع للحاكم نفس الوظيفية التنشيئية سياسيا ,حيث يتم التطبيع مع هذه العلاقة التعاقدية بشروط تضمن علو جانب على حساب إذلال الجانب الثاني وقبول المكانة التي تعبر عن هذا اللاتوازن في جميع مجالات الحياة .
,,,يأخذ طقس "الركوع " للحاكم مكانة حاسمة في إعلان "البيعة "وتأكيدها سنويا من طرف خدام "المخزن المغربي الأوفياء " كل سنة ضمن احتفالات مهيبة بطقوسها القروسطية المهينة حد الإذلال لكبار المسؤولين ومن خلالهم الشعب الذي يمارسون ذات طقس غريب باسمه .ومن يرجع للوثائق المصورة لذات طقس في التاريخ المغربي القريب جدا سيفاجأ "بنوعية الركوع " امام السلطان و ايادي أحد "عبيده" تضغط على جسد الراكع في اتجاه الأرض .
طقس البيعة هذا كان يأخذ شكل سجود وتحول قليلا مع تواتر الزمن ليصبح مجرد "ركوع "
ولأهمية هكذا إجراء في سلم التباهي المخزني سجل تاريخ 2011 احتجاج عمدة أكدير الاتحادي" الحداثي" احتجاجه الشهير " على إقصائه من ممارسة هذا الإجراء المخزني الذي يعطي "علية القوم" حق التميز على باقي "سواد الأمة " ؟؟؟؟
اللهم بارك هذا التطور الجبار في ترسانة الطقوس البيعوية للمخزن العتيق وهو يقيم زواجا عرفيا مع ترسانة حكم ذات تمظهرات حداثية من أجل إثبات مشروعية التاريخ ومعه
مشروعية "الجغرافيا " القريبة جدا من أوروبا التي تفرض شروطها الحداثية الشكلية مقابل واجب الحماية والاستفادة من مغرب تكفي شواطئه الممتدة على جهتين وآلاف الكلمترات ومناجم المعادن النفيسة والزراعات الخصبة لإعالة شعب يعاني ثلثه من حالة الفقر المذقع والبقية لا تفلح أغلبيتها في ضمان حاجياتها في الحد الأدنى من الرفاه ذي الطابع المعتدل المتعارف عليه أمميا .
الطغيان أشكال وألوان ودرجات .....يتمظهر حسب الشروط الداخلية لكل مجتمع وبلد لكنه حتما ذي روافد مشتركة و أهداف مشتركة تتلخص في الاستحواذ على الثروات والسلط والخيرات والثقافة والتاريخ والجغرافيا ومن أجل ذلك يغدو كل شيء مباح : اضطهاد شعب بأكمله ...والإبقاء على كل الصفات التي تسهل خنوعه واستسلامه على شكل ضحية وديعة تتسابق على تقديم "الولاء" وتتهافت على جمع الفضلات والفتات تحت "الموائد " ككل القطط الضالة والجوعانة .
والخلاصة هي اجتثات الكرامة وتحويل المواطن لمجرد هيكل بشري بدون روح .
نهاية مذلة لكبير الطغاة :
هناك مثل مغربي شعبي يقول "باش قتلتي باش تموت" بنفس الكيفية التي كنت تقتل بها ستموت ، هكذا كان مصير القذافي وقبله صدام مع اختلاف في الحيثيات ،لكن حكمة التاريخ تقول بأن " هؤلاء تكون نهايتهم في الغالب في حجم قسوتهم وشططهم وظلمهم وتعذيبهم للناس بدون موجب حق .
اللهم لا شماتة في الموت ، ولا في شكله وحيثياته . شخصيا كنت أتمنى أن يترفع الثوار عن هكذا "وحشية في التعامل مع جلادهم الأكبر كي يعلنوا عن القيم البديلة التي ثاروا من أجلها وقدموا أغلى التضحيات .
لعله كان من الأجدى أن يقدم القذافي لمحاكمة "عادلة " يحاكم من خلالها نظام جائر ويفصح عن أسراره اللامتناهية خدمة للتاريخ الليبي والإنساني عموما .
لم يكن الثوار في مستوى هذا الرهان ولربما كانت هناك تعليمات تسعى لطي هذه الصفحة بدون فضح ولا محاسبات قد تجر ما لا يراد فضحه ؟؟؟

دعوة لحفلات العزاء المسبقة .
أتساءل الآن مع سقوط ملك ملوك الطغاة شر سقطة ماالذي يفكر فيه الباقي و معاونوهم الكبار ؟؟؟ لا شك أن درجة التوجس قد ارتفعت وأول شيء يتهافتون لحمايته هو المال والذهب باعتبارهم عبيدا للمال ومن أجله استعبدوا شعوبا بأكملها ؟؟؟؟
من منهم يجرؤ هنا والآن على تقديم "العزاء " لعائلة " الفقيد "صديقهم الغالي ورفيق درب حكمهم الطويل الأمد ؟؟؟؟
هل يعرف هؤلاء قيما من نوع "الوفاء "؟؟ و"التضامن المعنوي ؟؟؟ هل يجرؤ "صالح مثلا على مواساة "صفية " علنيا وهو الذي بعث بمبعوثه طلبا للنصح والمعونة في مواجهة ثوار اليمن الأشداء وطبق وصفة القذافي في الصمود أمام طوفان الثورة ؟؟
انتصرت عليك يا "صالح" "توكل كرمان " بجائزة نوبل للحرية " وبانتصارها يؤذن الغرب بتغيير نظرته للعرب من خلال الاعتراف بنسائهن الجريئات حتى ولو كن محجبات ويفسحون المجال للاعتراف بخصوصيتهم الثقافية إذا ما انصهرت مع القيم الكونية المتعارف عليها .
أما أنت أيها الأسد الجريح فلقد كسر عليك الشعب السوري طوق استئسادك وقدم أغلى قرابين اللاعودة فما عليك إلا أن تبادر إلى إقامة "حفلات العزاء المسبقة قبل أن يتنكر لك أقرانك مثلما فعلوا مع ملك ملوك الطغاة .
ماذا لو عمل الطغاة الأكثر توجسا لهكذا مصير على تكريم جثتهم النتنة وهم في الحياة ويبادروا إلى تقديم آيات التكريم والمواساة مع بعضهم البعض ومعها دموع التماسيح ليطمئنوا علما أن جثتهم قد تلقى نفس مصير رئيسهم في الظلم والطغيان ؟؟؟؟

نشفق عليكم من هذا الركام من القسوة الذي يغطي مساحات حكمكم الظالم وحتما سيرجع إليكم مثنى وثلاث وسيلف جثتكم و أرواحكم الشريرة بشاعة بمستوى مقابركم الجماعية وعدد معتقليكم ظلما واستبدادا وبمستوى تفقيركم للملايين ونهبكم للثروات وتبديدكم للمال العام وتسامحكم مع الظلم والشطط في المؤسسات والإدارات و بمستوى انتشار الفساد والرشوة في وزاراتكم و بحجم كذبكم وخداعكم و حيلكم التي لا تحصى وبعدد المقصيين من سياساتكم اللاشعبية وعدد أطفال الشوارع والمتسولين و المرضى بدون علاج والمشردين بدون مأوى والعاطلين عن العمل والمظلومين في ترقياتهم و عرق عملهم و البائتين بدون طعام نتيجة لجشعكم وجشع معاونيكم و كل المقصيين من "رحمة وطن اجثتت منه "حقوق المواطنة " وتحولت لأرقام خيالية في حسابات " اولي الأمر الخفية منها والمعلنة ....التي ما فتيء حماتكم بالأمس القريب يسربونها لنا نكاية في صلاحياتكم المنتهية و تـأجيجا للسخظ الشعبي ضدكم .
ورد الأمور إلى نصابها و إلا انتظروا الدور فالربيع العربي سيجرف كل الطحالب ,إلى مزبلة التاريخ .
و لا تنسوا أن تسحبوا صفة "المغفور له " التي ما فتئتم تنسبونها لموتاكم ذوي "العيار الثقيل " وكأن الله جل جلاله كلفكم بإخبارنا بعفوه التام عن "موتاكم " في الحياة الأخرى كأحد تجليات ثقافة الاستبداد التي تسعى لتملك ما لا يتملك أصلا والدخول في اختصاصات الذات الإلهية .
نهايات الذل والعار التي بدأت تعلن عن هشاشة الطغاة مهما تجبروا بجيوشهم وجواسيسهم و مشايخهم وعتادهم وسلاحهم وثرواتهم ومشعوذيهم ونخبهم الداعرة وعبيدهم الطوعيين و المكرهين تدجينا أو مصلحة وطمعا دليل صارخ على أن لكل شيء نهاية مهما بدا أبديا .
اللهم لا شماتة وهييء لنا نهاية كريمة لأيامنا العابرة في حياة "عابرة " فهل يعتبر المعتبرون ؟


عائشة التاج , المغرب 2011



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي ما بين الدفع التحرري و الدفع التدميري
- ولادات في -خلاء- المستشفيات بالمغرب
- حرق الذات ....اليأس الصارخ
- فاجعة تحطم الطائرة العسكرية المغربية .مهنة الجندية ما بين ال ...
- التسويق البلطجي للدستور المعدل أسلوب يسيء للهدف
- الحكرة أحد تجليات الاستبداد
- كرامة الطبيب جزء لا يتجزأ من كرامة الشعب .
- الإرهاب طامة اخلاقية بامتياز
- عنف السياسة و نعومة المشاعر
- الأزمة الإنسانية للنازحين على الحدود التونسية ، المغاربة وال ...
- أنظمة الضبط المحلية وعولمة القيم .
- كيف تنتعش الدكتاتوريات العربية ؟
- إرهاب الدولة في ميدان التحرير
- ثورة تونس ،هل هي بداية انفطارحبات العقد الصدئة ؟
- نحن والزمن ،ساكنان لا يلتقيان .
- محطات حاسمة في حياة إبراهام السرفاتي وعمران المالح .العشق ال ...
- رحيل أهرام من المفكرين العرب : فجيعة، رهبة ، وتأمل.
- هل يأفل نجم المفكرين من نوع نصر حامد أبو زيد ؟
- جنوح علية القوم والعدالة الموقوفة التنفيذ
- الكتابة فعل وجودي بامتياز


المزيد.....




- أصابه بحالة خطيرة.. الشرطة الأسترالية تقتل مراهقًا بالرصاص ل ...
- زاخاروفا تصف كلمات زيلينسكي حول -شيفرون على كتف الرب- بـ -ال ...
- -هو متعجرف ويجب طرده-.. الإعلام الإسرائيلي يكشف عن مشادة كلا ...
- نتانياهو: الحكومة قررت إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...
- لوزانسكي: أوكرانيا مادة استهلاكية تستخدمها واشنطن للحفاظ على ...
- مشاهد توثق الأضرار الناجمة عن قصف -كتائب القسام- للقوات الإس ...
- الحكومة المصرية تكشف موعد عودة تخفيف أحمال الكهرباء
- ضابط أوكراني يدلي للغارديان بتصريحات غير متوقعة عن الصراع مع ...
- ثاني زلزال يضرب إنغوشيا جنوب روسيا خلال 24 ساعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائشة التاج - نهاية طاغية ، هل تفضي سقطة الذل لصحوة الضمائر ؟؟