أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - جولات نقدية...من الشارع السليماني!















المزيد.....

جولات نقدية...من الشارع السليماني!


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 04:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن أول درس تلقيناه بشعبة السوسيولوجيا،وأول كلمة فيه هي أن السوسيولوجيا هي دراسة للمظهر،ودراسة للأحداث،بمعنى آخر،يتوجب على المرء أو الطالب أن ينظر إلى ماهو موجود،وأن يعاين،وأن يتابع،ويترصد،وأن يستخدم العين والأذن والحس والشم،وجميع ما يتاح له ليسائل الواقع،قصد فهمه واستعابه،ثم نقده،تلك هي مهمة السوسيولوجيا باعتبارها تخصصا علميا يأخذ على عاتقه فهم الكيفية التي تؤطر الحياة الجماعية من خلال الإحتكاكات والتفاعلات والإصطدامات التي توجد بين الفاعلين والأفراد،غير أن هذا الفهم لابد أن يكون مستقلا،وغير خاضع لأية وصاية من أي طرف سواء كانت الذات أو سلطة قهرية مجتمعية،كذلك يتوجب أن يكون بعيدا عن تأويلات هاتين الجهتين،ثم ينبغي أن يكون بعيدا عن إحالة للمطلق،وأن يكون واقعيا-ملموسا ومستوعبا لمنطق الممارسات المراد فحصها وتشخيصها ونقدها،ولكي نموضع الممارسات ونتموضع معها نحن كذلك،فنقول إن هذه الدراسة التي نحن بصددها هي حصيلة تماه وتجربة بين ذات وموضوع،وهي تجربة تقول،لايمكن للموضوعية أن تتحقق إلا بشرطية تجربة ذاتية يكون موضوعها موضوعا،ولايمكن للموضوعية أن تتحقق إلا بشرطية موضوعية تكون ذاتها ذاتا،ذلك هو هدفنا الذي نحاول أن نبرزه في هذه التجربة الكتابية المتواضعة،وفي تلك التجربة الواقعية المتواضعة،ولتحقيق هذا الغرض ارتأينا المرور من مجموعة من الأشواط والمراحل والجولات،وذلك لنحاول قدر الإمكان تشخيص ووصف ونقد ماهو موصوف،وكشف التناقضات التي يقوم عليها ويتأسس عبرها.

في حدود الساعة الثامنة والربع صباحا،أتى عندي الرفيق يونس،ونادى علي،بينما أنا كنت نائما،فاستيقظت دون أن أتناول الفطور،وذهبت معه،رغم أن رغبتي كانت قوية في الأكل،فكبحتها،وذلك استجابة لرغبة أقوى منها،وهي تبادل القليل من النقاش السياسي وشم الكثير من العبق السوسيولوجي ،انطلقنا نتكلم في قضايا السوسيولوجيا بوجه عام،والسوسيولوجيا المغربية على وجه التحدي،وخصوصا أن السياق الذي يتحكم في كلامي في تلك الفترة هو اقتنائي و قراءتي لكتاب السوسيولوجي المغربي "نور الدين الزاهي" الذي يحمل عنوان" المدخل لعلم الإجتماع المغربي" ،وفي الطريق حاولت أن أمررللرفيق يونس قيمة ما اكتشفته داخل الكتاب وخارجه،وهذه القيمة هي رغبة الكتاب وصاحبه في إبراز وتقعيد الصوت السوسيولوجي داخل هذه البلاد،بعد زمن سمي بزمن "الإنحدار"،فيه عانت السوسيولوجيا من التكالبات والإقصاءات والمطاردات،وتبيان المكانة الحقيقية والدور الفعلي للمقعدين (فتح الميم)،والذين تم تغافلهم وتهميشهم من قبل السلطات المتحكمة في البلد في تلك الفترة،وبعد هذه المرحلة إنشرح قلب الرفيق يونس،ووعدته بأنني سأمنحه هذا الكتاب لكي يطالع عليه،ويفهم محتوياته وخطوطه العامة والخاصة،سرنا في طريقنا نتكلم عن قضايا متعددة منها الرأسمالية وما تعرفه من أزمة في هذه الآونة،والإشتراكية،والإسلام السياسي،وإذا بنا كنا نتكلم عن الرأسمالية ووحشيتها نحو البيئة،وجدنا ثلاثة طيور مقتولة،وبعدها وجدنا خمسة قطط بدورها مقتولة بالقرب من نهاية الشارع الرئيسي المتوجه نحو مدينة بوزنيقة،ومن خلال الملاحظة العينية،تبين أنها مقتولة وعليها آثار خارجية لفعل ("إنساني") حيوان،وماكان لهذه الظاهرة أن تثيرنا لو لم نكن نتكلم عن قضايا الرأسمالية نحو البيئة،ولو أنني لم أسجل خبرة أخرى سجلتها لأربعة قطط(أخرى) مقتولة بالحي الإداري بمدينة بنسليمان(الحي الذي أسكن فيه) في اليوم الذي سبق هذا اليوم(الذي كتبت فيه هذه المقالة)،وقال لي يونس بدعابة "واضح أنك تريد أن أن تساهم في تأسيس مدرسة(فكرية) سوسيولوجية بيئية بالمغرب"،لم أرد عليه،وسرت أتحسس جيبي لأبحث عن هاتفي،لكنني لم أعثر عليه وتركته بالمنزل،وتأسفت لأنه تعذر علي أن أرصد هذه الظاهرة،والتي بطلها هو" الإنسان"،والذي يجدر بي أن أسميه بالإنسان الكارثي النزعة،وفي الوقت نفسه هو إنسان سادي لا يمكن يعيش ويعايش مرضه السادي إلا من تدمير الآخر،والتلذذ بتعذيبه،والضحك على معاناته،والتصغير من شأنه،والحط من مواطنته ووجوده،تلك هي حقيقة الإنسان السادي النزعة الذي يضخم من ذاته في نظرته إلى ذاته ،وفي تعامله مع الآخر(الطبيعة –الحيوان-الإنسان..)،لكنه ينسى أنه بتدميره للآخر،لا يمكن أن يتموجد إلا من ذات مدمرة،وتقاوم من أجل تدمير الآخر،وذلك استجابة لضعوطات السادية المرضية الآتية من الإنسان السادي-الكارثي النزعة المنتمي إلى مؤسسات سادية،وهذه المؤسسات هي المؤسسات الأبوية-الرأسمالية التي سنحاول أن نبرز كارثيتها وساديتها المرضية،وخروقاتها المعادية لمأسسة المواطنة التي تؤمن بحق وواجب الفرد في إطار القانون،ولكي ننتقل من العام إلى الخاص،من التجريد إلى التحديد ،وجب تحديد هوية المؤسسة(المدرسة كنموذج)التي نحن بصدد دراسة سيرورة من سيروراتها التفاعلية المتعددة التي يقوم بها فاعلوها بين ذواتهم ومع وسطهم و فيما بينهم من جهة،وسيرورة تفاعلهم مع الآخرين-الزبناء(الطلبة والتلاميذ)،وتفاعل هؤلاء الآخرين فيما بينهم ومع الوسط من جهة ثانية،( تفاعل التلاميذ القرويين مع مؤسسة المدرسة المدينية ،وهده فرصة لمعرفة بعض الممارسات السادية التي تطالهم،ولفهم علاقتهم بذواتهم ومع بعضهم،وبالأساتذة وبالتلاميذ المدينيين) .

بمجرد ما تركنا الحيوانات المقتولة،اخترقنا حديقة"لالة مريم"،واخترقنا المنازل التي توجد وسطها التي تساءلنا عن شرعية وجودها في فضاء عام ! ولاحظنا كتابة مكتوبة بخط واضح على جدران إحدى المنازل"تبا لكم أيها العرب"،وتساءلنا عن وقت كتابتها،هل أثناء الثورة العربية أم قبلها،لأن معرفة هذه النقطة ستجعلنا نعرف هوية الذي كتبها،وبعده الإجتماعي،لأن هناك مصلحة طبقية-اجتماعية للذي كتبها،بعدها تراءت لنا الحديقة،وكأنها أشبه بالسفانا العشبية في فصل خريفي قاحل،تساقط للأوراق،أعواد مكسرة،أعشاب شوكية ،وتداخل للأعشاب فيما بينها،فباستثناء الممرين اللذين يعبرانها،من وإلى حي"لالة مريم"،فالمسالك تبدو وعرة،خصوصا في هذا الفصل حيث الأمطار لم تتساقط بعدمن أجل فك الترابط بين الأعشاب الشوكية السفانية،وكذلك الحمير والبغال التي يتركها أصحابها ترعى(أصحاب الكرارس..)،يظهر أنها غائبة عن التقاط هذه الحشائش الثمينة،أيضا الأغنام،ولكن هل بوسع الأغنام القيام بذلك؟!وإذا لم يكن بوسعها،فبوسع أستاذة تدرس بإعدادية زياد، والتي تدعي أنها مدينية فكرا وممارسة (أن تعاين الحمير،ولم لا البغال!،هه،هه وهي تصول وتجول داخل الحديقة،وبالقرب من فيلتها،وبإمكان أطفالها (التي تدعي أنهم لم يروا الحمير في حياتهم،وأنهم يخافوها)أن يروها فهي لا تعض،ولا تركل،أووه كم هي لطيفة) التي تتهكم على التلاميذ القرويين بانتمائهم إلى مجتمع الحمير،حيث(تزعم) التخلف والأمية والسذاجة،و"الخنز"،و"القلاوي"(هذا ما صرح به تلميذ قروي لي،وأنا أتحاور معه،إذ قال لي :"كاين القلاوي ماكينش الخنز،بنت القحبة هاذيك ماشي أستاذة")،غير أنها تتناقض مع ذاتها وتقول أنها يعجبها ركوبهم،لكن لم نسأل نظرة الحمار في هذه النقطة ما إن كانت تعجبه(الأستاذة) ولا في إطار سوسيولوجية تنتقد مركزية الإنسان،لكن بالعودة إلى النقطة المعالجة يمكن أن نستشف منها الإنتهازية والإزدواجية والسادية والتهكمية التي تعتري النظرة المدينية ،وخاصة الطبقة الوسطى وأشباه الطبقة الوسطى،والتي تحلم أن تكون طبقة وسطى ،وصنف الأساتذة على وجه التحديد،وخاصة في مدينة لم تتخلص من إرث ومركزية العالم القروي،فبعض منهم ينشر العنصرية الأبارتيدية (وقد عاينت ذلك بأم عيني حينما كنت أدرس بمدرسة إبتدائية بالعالم القروي) داخل المدارس وخارجها(وقد عانيت من العنصرية المدينية في الإعدادية وفي ساحتها وفي المؤسسة الداخلية،وفي خارجها وهذا ليس نابعا من تجربتي الخاصة فقط،وإنما من ملاحظاتي،ومن حواراتي،ومع أجيال تلاميذية متعددة من العالمين القروي و الحضري،وتكلموا بإسهاب شديد عن العنصرية التي تعرضوا لها،والتي مارسوها على غيرهم(التلاميذ المدينيون) وعلى أمثالهم،وأود أن أشير هنا أن هناك من القرويين من مورس عليه العنف والعنصرية،ونتيجة هذا ، أصبح هو يمارس العنصرية على أمثاله من القرويين،ويبخس ذاته في مقابل المديني،وهناك من نزع جلده عن النزعة القروية وأصبح يدعي المدينية،ويدعي أنه يسكن فيها،وله إرث طويل وعائلة وانتماء اجتماعي..،أمام التلاميذ المدينيين والأساتذة(إنه العيش في اللانتماء))،بما أننا نتكلم عن السادية واللامواطنة،لابد أن نبرز تصريحات مجموعة من التلاميذ القرويين(لنا عودة إلى هذا الموضوع في المستقبل)وغير القرويين ،عن بعض الأساتذة الذين يمارسون ساديتهم العنصرية على التلاميذ القرويين،حينما يسير جيئة وإيابا وهو"يتفلعص" عليهم،بزعمه أن المدينة هي الحضارة،والتقدم والجمال والتنوير..، في حين أن البادية هي "العروبية"(وأتذكر كم كانت هذه الكلمة تزعزع أنطلوجيتي وضميري الوجودي حينما أسمعها من بعض الأساتذة العنصريين ويعض التلاميذ المدينيين العنصريين داخل وخارج إعدادية زياد،كنت من خلالها أحس بالنقص والدونية والتبخيس ..)،والتخلف و"الكلاخ"،والوسخ والحيوانية،وتلك الأستاذة التي ذكرت فيما قبل،وبمجرد ما تجلس على الكرسي حتى تشرع في سرد حياتها الفاسية ،حياة البذخ والثراء كما تزعم ،وأنها لم تر الحيوانات في حياتها،كما تضرب المعاني التي ملؤها العنف الرمزي صوب التلاميذ القرويين والتلميذات القرويات ،وتدعي أنهم ينتمون إلى عالم القذارة،ورائحة الحيوانات ورائحة التبول و"الخرا" و"الخنز"،وتزعم أن التلاميذ الذكور فيهم رائحة المني ورائحة النعاج والحمير والماعز والبهائم،بينما الإناث فيهم رائحة الحيض،وحسب الشهادات التي استقيناها من عين المكان من بعض التلاميذ القرويين الذين عانوا من هذه العنصرية ،أن أستاذة كانت لا تكتف بممارسة العنصرية الرمزية،بل مارست عنصريتها الفيزيقية ،والتي تمثلت في "الشمان"،شم الملابس والأجساد،وحتى المؤخرات،و"البزازل"(وهناك من التلميذات القرويات من أحست أن "بزازلها قد اقتلعت من جراء "الجران" العنيف)،وحسب تلميذ مديني(كان ومازال يمارس العنصرية على القرويين والقرويات وخاصة التلميذات) أن نفس الأستاذة كانت تفحص القسم من رائحة القرويين يقول هذا المديني العنصري:"بمجرد ماكانت تدخل الأستاذة إلى القسم حتى تبدأ في الفحص"التقلاب" و"التبقشيش"،وكانت تمارس ذلك بنوع من الدهاء،فتبدأ من تلميذ مديني أو تلميذة مدينية وتشمه(ا) بسرعة ثم تقول:"آآآه على رائحة العطور رائحة الصباح الجميل،بعد هذا ،تتجه مباشرة إلى أولئك القرويين الذين يجلسون في الصفوف الخلفية،وتقترب من واحد منهم وتقول"أه أشم هنا رائحة التبول(للإشارة هي أستاذة اللغة العربية)،وتنتقل إلى الآخر وتقول:ربما هنا رائحة الحمير"،ثم يضيف المديني ولا يعرف أنني طالب قروي:"مكتحملش العوابة" العروبي(القروي)".

واضح أنها إنسانة سادية تقوم على تضحيم ذاتها،وعلى إعطاء الذات كل القيمة،ونزع من الآخر كل القيمة،وتستغل وضعيتها الإجتماعية والقانونية والمهنية والمعرفية لممارسة عنصريتها السادية بنوع من التسلط ،تسلط ينبني على ممارسة العنف المادي والرمزي(وما أخطره) والمجالي،والتنقيص من شأن الآخر كإنسان أو تلميذ أو مواطن ..،ويصل إلى حد أن التلميذ القروي المنفتح لأول مرة على عالم المدينة،قد يرى ممارسات كهذه(لا من طرف الأستاذ العنصري،ولا من طرف التلاميذ العنصريين)(وأود أن أشير هنا أن هناك من القرويين من أصبحوا أساتذة يمارسون نفس العنصرية على القرويين،ولم يدخروا جهدا في فهم الآليات التي تتحكم بوضعية العالم القروي)،يمارس عنصريته على ذاته ومجتمعه ويبخسهما ويعتبرهما هما السبب وراء تخلفه ،فينزع نحو الهجرة،هجرة العقل والذات(المرجو العودة إلى أبحاث بول باسكون)،وهذا نوع من الإيديولوجيا التوهيمية التي سعت إليها المدرسة المدينية في تضليل التلميذ القروي في فهم ذاته كما هي،وفي فهم محيطه السياسي والجغرافي والإقتصادي والإجتماعي،وفهم العامل الرئيسي وراء تحول مركز المغرب من القرية إلى المدينة،والتهميش الذي طال جماهير العالم القروي،وتفكك مشاريع التنمية،حراسة العالم القروي بثكنة من المقدمين والشيوخ والخلفاء،والقياد،و"البركاكة"،واستفادة النخب الجديدة من مدخرات العالم القروي وموارده،وعدم رد الأراضي التي انتزعت من الريفيين بموجب ظهير 1914 إلى أصحابها،والمشاكل العقارية المتعلقة باستفادة بعض الجهات من أراضي الكيش والأحباس والأوقاف،ومشكل تفتيت ملكية الأرض والنمو الديمغرافي،والهدر المدرسي،والأمية(الأبجدية،الثقافية)،المرأة القروية والفتاة القروية،والتفتيت وإعادة التقسيم والترحيل التي قام بها المستعمر والسلطة بعد الإستقلال للدواوير والقبائل،والإتيان بنخب غريبة عن الدوار للترشح باسمه في الإنتخابات،وتهميش الأحزاب للعالم القروي،وابتزاز القرويين في المحاكم وأمام الإدارات....كلها مشاكل لم تتكلم عنها المدرسة المدينية رغم أنها استوطنت في قلب القرية وظلت بعيدة بأساتذتها،ومديرها،ومقرراتها،وبرنامجها الزمني،ومناهجها "التعليمية" ،وبيداغوجياتها،وحتى حارسها عن المشاكل الحقيقية للعالم القروي.

بالعودة إلى تلك الأستاذة(نموذج للعنصريين)،وأقول إذا كانت فاسية،فلتذهب إلى فاس القديمة بشوراعها الضيقة،ولتنظر إلى الحمير وهي تسير جيئة وإيابا،منها الحمار "الشخم"،والأبيض والأسود والأحمر،ولم لا حتى الأزرق،واضح أنها تنتمي إلى البورجوازية الفاسية المحافظة التي تنزع من النساء حقوقهن،ولاتسمح لهن حتى بالخروج،وإذا كان يسمح لها زوجها بالخروج أقول لها :"بإمكانك أن تزوري الريف السليماني،فالمرأة القروية يحق لها الخروج والتسوق والتجول،وما إلى ذلك،وهن أمهات من تتعنصرين عليهم وعليهن"،ليس العالم القروي مرتع التخلف كما تزعمين هو مرتع العلم والمعرفة والجهاد والنضال ضد الغزاة،ليكن في علمها أن الثورة المسلحة ضد الكولونيالية الأجنبية من قادها؟ قادها القرويون،وليس المدينيون،فالكثير منهم تواطأ مع الإستعمار الفرنسي،وليكن في علمها كذلك أن الثورات التاريخية التي حررت الإنسان من العبودية والظلم ،وأنارت حقوقه من كرامة وعدالة،وحرية،وديمقراطية،ومساواة ،انطلقت من الريف،من القرية،وعلى سبيل المثال الثورة الفرنسية،والروسية والصينية،والكوبية... ،إن ممارسات كهذه تنم عن عقلية وطبقة في المغرب لازالت تفكر خارج التاريخ،وأنا سادية وعنصرية،ولا تؤمن بالمواطنة لكل المغاربة،ولازالت تؤمن بمنطق السلالة والدين والجاه والإنتماء والنسب والنفوذ،ولكن مسألة كهذه أصبحت متجاوزة في إطار الحراك المجتمعي الذي تقوده الجماهير الكادحة،منها جمهور العالم القروي التواق إلى التغيير،وإذا كانت تلك الممارسات تنم عن شيء،فإنما تنم على التبخيس ونشر الدونية في صفوف التلاميذ القرويين،والتعظيم من الأستاذ والنظر إليه كأنه هالة،وعدم النظر إلى التلميذ القروي وكأنه مواطن أو إنسان (لابد أن أشدد على رواية استقيناها من إحدى المدارس القروية التي تفيد أن أستاذة حينما تريد أن تتبول،تتبول في سطل داخل القسم،وترغم التلاميذ على غلق عيونهم وآذانهم،وكل من وجدته فاتحا عينه تبرحه ضربا،وتطلب من التلاميذ عدم إخبار أي أحد بذلك،هيهات عليها)،تلك هي حقيقة السادية والعنصرية واللامواطنة.

عبد الله عنتار-طالب بشعبة السوسيولوجيا



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات طفل قروي كرزازي (1)
- إكتشاف الحب-جبران خليل جبران-تعريب:عبد الله عنتار ‏‏
- دعوة للنضال من أجل الحرية والإنسانية
- أبو العلاء المعري-إحترام الحياة-تعريب :عبد الله عنتار
- النظرة الأطفالية في المجتمع الكرزازي:(تعبير عن الوجود و مواق ...
- مامعنى الإنفعال؟- فريدريك نيتشه- تعريب:عبد الله عنتار
- عظمة الإنسان - بليز باسكال-تعريب:عبد الله عنتار
- النظرة الأطفالية في المجتمع الكرزازي:(تعبير عن الوجود و مواق ...
- دوارنا بين الماضي والحاضر٬ رصد لموارده الطبيعية والبشر ...
- أرضي-حياتي
- دراسة وصفية:الفضاء العام (الحديقة العمومية-نموذجا)-حديقة الح ...
- عنفوان تحت الرماد
- متى تنهض المرأة الكرزازية؟*
- آيروستي
- الإسلام و قيود التاريخ(1)
- سقطت الكفاءة وانتصرت الإنتهازية والتملقية
- مدينة خضراء التي قيل أنها مدينة خضراء؟!!!!
- الثورة المنسية
- أية تنشئة نريدها لمغرب اليوم؟
- نقد الإنتخابات المحلية(1)


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - جولات نقدية...من الشارع السليماني!