أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - طفلة من كربلاء تُسقط ( الثقة !) بالبرلمان العراقي !!














المزيد.....

طفلة من كربلاء تُسقط ( الثقة !) بالبرلمان العراقي !!


علي فهد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ( لسان العرب ) , الثقة ؛ مصدر قولك وَثِقَ به يثِقُ , وثاقةً وثِقَةً أتمنه ,وأنا واثِقٌ به وهو موثوقٌ به , وهي موثوقٍ بها , وهم موثوقٌ بهم .
تبارك ثائر , طفلة عراقية بعمر ( تسعة أعوام ) أنقذت النساء والأطفال في واقعة النخيب , بعد أن أخفت هاتفها النقال في حذائها حين جمع الأرهابيون الهواتف النقالة من ركاب الحافلة قبل أن يعدموا الرجال , وبذكائها هذا وفرت وسيلة أتصال فاعلة كانت السبب في أِنقاذ حياة غير المقتولين بعد وصول القوات الأمنية .
السياسيون على أعلى المستويات , دخلوا في سباقات ( الجر والعر ) اِنسجاماً مع مناهجهم الطائفية المعتمدة منذُ سقوط عصابة البعث , تهديد وتخندق طائفي ووعيد لايليق ( بعناوينهم الجديدة !) وكأنهم ليسوا من بلدٍ واحد , في واحدة من جولات الصراع الذي يتصورون أنه لازال مخفياً على الشعب وهم واهمون في ذلك , فالشعب كشف مستورهم في أكثر من واقعةٍ مشابهة وما أكثر وقائعهم .
جمعوا أوراقهم ( الصفراء ) كما في كل مرة , بأساليبٍ بدائية على طريقة تطييب الخواطر من خلال زياراتٍ تحتَ أعلام العشائر , بعيداً عن القانون ومحاسبة المقصرين وفحص التصريحات الرنانة لجاهزية القوات الأمنية وومهماتها في حماية المواطنين من العصابات الأرهابية والجهات الساندة لها والمتحكمة في خرائط تحركاتها المرتبطة بنتائج حواراتهم المعمدة بدماء الأبرياء .
لقد اِنكشفت عورات السياسيين أكثر من مرة وفي وقائع متتالية , لكن سقطتهم هذه المرة مختلفة عن سابقاتها , لأن فارستها هي طفلة عراقية عمرها بعمر سنوات مصائبنا بهم ,لأن ( تبارك ) طفلة كربلاء مولودةً في نفس عام توليهم للسلطة , أي أنها أبصرت النور تحت ظلال عدهم الجديد , يُفترض أنها محظوظة لأنها ولدت في زمن مابعد البعث المجرم , في زمن ( فرسان الديمقراطية ) المنتخبين بعد سقوط الدكتاتورية , وهي بهذه الولادة مفترض أن تعيش حياةً هانئة ورغيدة ومشرعة الأبواب بأتجاه مستقبل وردي !, لكن الذي حدث أنها تعرضت الى أِمتحانٍ قاسٍ لن تنساه طوال حياتها , حين أُقحمت بواقعة الدم في النخيب .
تبارك , تصرفت بذكاءٍ يفتقر له قادة البلد المشغولين بمحاصصاتهم القميئة , فأنقذت حياة النساء والأطفال حين وفرت لهم وسيلة أتصال من عمق الصحراء بمن يُفترض أنهم الساهرون على حماية المواطنين بأساليبهم وتجهيزاتهم وخططهم المصروف عليها مليارات الدولارات من ثروات الشعب , وهي بذلك كانت نافعة للناس أكثر بكثير من فرسان الفضائيات الذين عزف الشعب عن مسرحياتهم السياسية وتصرياتهم اليومية الفاقد للمصداقية والتزام الضمير.
تبارك قررت أن لاتسافر مرة ً أُخرى !, وهي بهذا التصريح( تتنازل!) عن حقها في أن تعيش حياة طبيعية حالها حال أقرانها , حياة يُفترض أنها مكفولة لها بنصوص الدستور العراقي الذي يعتمده البرلمان أساساً في تشريع القوانين ومراقبة الحكومة لحد سحب الثقة منها حين تفشل في تنفيذ واجباتها , واحد أهم واجبات الحكومة العراقية هو توفير الأمن لمواطنيها, وحين تُقرر هذه الطفلة عدم السفر مرة أُخرى , هذا يعني أنها لم تشعر بالأمان الذي هو مسؤولية الحكومة , لذلك يكون البرلمان في هذه الحالة متقاعساً عن تنفيذ واجباته في تشكيل حكومة لتحقيق الأمان للمواطن ,وتبارك في قرارها عدم السفر وعدم مغادرة البيت .
البرلمان لم يحرك ساكناً , والحكومة لم تعلن عن جهود ( الطفلة تبارك ) في واقعة النخيب , والى الآن تكون لوحة النخيب غير كاملة التفاصيل , وتكون آلامها وتبعاتها على أكتاف أهالي ضحاياها , وسيأخذ ملفها مكانة بين آلاف الملفات المركونة على الرفوف في دهاليز مظلمة محسوبة على المناطق الأكثر فقراً في برامج توزيع الكهرباء في العراق !.
فهل يحق للطفلة تبارك أن تطالب بأِسقاط الثقة بالبرلمان العراقي ؟ أم أن الدستور لايتضمن نصاً بذلك !؟



#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعاً وانغاري ماثاي .. وداعاً أيتها الباسلة
- الجيش المريكي ( يُبَخٍر ) حلبجة بخردل صدام !!!
- أغلى حفل شاي في السماوة !!
- كُتلة حسن العلوي ( بيضاء!) ..اِنما الأعمال بالألوان !!
- نداء الى هيئة تحرير الحوار المتمدن
- الشعب يدفع تكاليف الهروب !!
- شوربة قطر !!
- داود أُوغلوا : أِذا لم تقتلوا أخوانكم ..نحنُ نقتلهم بأموالكم ...
- أنا وجاري الألماني في كوكبٍ واحد !!
- وزير التخطيط يساهم في حزورات رمضان !!
- حزورات رمضان ... وزارة الصناعة (تخطط !) لتصنيع سيارات عراقية ...
- دعوة
- المَساطِر!!
- أكبر ثلاثة أحزاب سريًة في العراق !!
- الناصرية تودٍع أِبنها .... اِغفاءة أخيرة في حضنٍ فسيح !!
- أحدث الأِجتهادات ( القانونية ) .. الوزراء المرشًقون يستحقون ...
- العراق..بين ترشيق الحكومة وترشيق الرفاق !!
- نداء الى أهلنا في الشطرة ( اِشتلوا نخلة رحيم الغالبي ) وفاءا ...
- مكاسبُ الشعب وكاسبُ أحزاب السلطة في العراق !
- ملاحظة للرئيس بشار الأسد ( خُذها فبل أن تُحسَب عليك !!)


المزيد.....




- ما هي الامتيازات التي حصلت عليها السلطة الفلسطينية بعد قرار ...
- بقيمة 400 مليون دولار.. واشنطن تعتزم الإعلان عن حزمة مساعدات ...
- البنتاغون يوعز إلى جميع الأفراد العسكريين الأمريكيين بمغادرة ...
- مصر.. نجيب ساويرس يرد على تدوينة أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- الإمارات.. تأجيل جلسة الحكم في قضية -تنظيم العدالة والكرامة ...
- وسائل إعلام: فرنسا زودت أوكرانيا بصواريخ -SCALP- هي في نهاية ...
- مدفيديف يصف كاميرون بالبريطاني -الموحل ذي الوجهين-
- ناشطتان بيئيتان تهاجمان تحاولان إتلاف نسخة من -ماغنا كارتا- ...
- -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال ...
- معجم الانتخابات الأوروبية ومصطلحاتها الأكثر شيوعا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فهد ياسين - طفلة من كربلاء تُسقط ( الثقة !) بالبرلمان العراقي !!