أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دهام حسن - عن (الثورة) و(الثورة المضادة)















المزيد.....

عن (الثورة) و(الثورة المضادة)


دهام حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 21:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة هي انقلاب جذري في حياة المجتمع، وتحطيم تام وناجز للنظام القديم بعد أن فات أوانه، وترسيخ لأسس ومبادئ تقدمية جديدة، والبدء ببناء مؤسسات اجتماعية حديثة، الثورة هي طفرة في التطور الاجتماعي، تشمل طائفة من التحولات الحاسمة في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمجتمع،علينا التنبه هنا، أنه ليس كل إطاحة بالسلطة هي ثورة، فالثورة هي تحطيم لآلة الدولة القديمة، وتطوير لآلية الديمقراطية وأشكالها، فلا مجال لعلاقات طبيعية بين سائر الأحزاب الوطنية بدون ديمقراطية، ولا ننسى أن شعار الثورة الفرنسية كان (الحرية، الإخاء، المساواة) إن تجاوز ذلك التناقض الثنائي بين الطابع الاجتماعي للإنتاج، والشكل الرأسمالي للتملك، تنجم عنه ما تفسره المدرسة الكلاسيكية الماركسية عن طابع الثورات في المجتمعات الطبقية، حيث تغدو المؤسسات القائمة في أشكال علاقاتها كابحا للقوى المنتجة المتطلعة دائما وأبدا إلى أمام..

فالثورة بهذا المعنى مستحيلة دون أزمة وطنية عامة تشمل المستثمَرين والمستثمِرين معا، والثورة لا بد لها أن تلجأ إلى العنف لإسقاط النظام القائم بالقوة، مع تذكيرنا بمواقف لآخرين عن الثورة السلمية لاحقا هذا الموقف جاء تداوله فيما بعد.. الثورة تعني على المستوى السياسي انتقال السلطة من طبقة معينة، أو حلف طبقي معين إلى طبقة أخرى، أو حلف طبقي آخر، والثورة هي محصلة لصراع طبقي داخل مجتمع معين، إن أي مجتمع في مرحلة ما من مراحل التاريخ لا بد له أن يشهد تناقضا بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج، وتكون الثورة بالتالي هي الطريق الناجح لحل تلك التناقضات

يتوقف طابع الثورة على طبيعة قواها المحركة وعلى الظروف الوطنية والدولية المحيطة، كما أن الثورة تأتي ولادتها نتيجة التصادم بين الطبقات وسائر الفئات الاجتماعية، والأحزاب السياسية المختلفة في الصراع على السلطة، الثورة بحاجة إلى وضع ثوري، أي حالة ثورية، حيث ترفض الجماهير المحكومة أن تعيش وفقا لإرادة وإدارة الأنظمة القديمة، وبالمقابل فالطبقات الحاكمة لم تعد هي نفسها قادرة أن تحكم كالسابق، والإدارة بالطرق القديمة، ومجموع هذه العوامل والتغيرات الموضوعية يهيئ وضعا ثوريا، فيطرأ نهوض عارم على الفعالية الاجتماعية السياسية، نكون بهذا أمام حالة ثورية، بيد أن الانتقال إلى الثورة يتوقف على العامل الذاتي..
ترى هل في وسع الفئات الاجتماعية الثائرة، والطبقات الاجتماعية، والأحزاب السياسية، القيام بتحركات ثورية، والنهوض بالشعب.؟!

إن الضرورة التاريخية للثورات تأتي عند عجز سائر القوى الإطاحة بالطبقة السائدة، وتغيير النظام بالوسائل السلمية التنافسية، وبالانتخابات، أجل هكذا حالات ومثل هذه الظروف لا بد لها أن تنجب الثورة، فأية أرض يعيش عليها بشر، هي مهد لثورة ما حتما، الثورة لا يأتي أو يتحقق وفق مخطط برأس أحد ما، فغالبية الثورات إن لم يكن جميعها، لا يمكن التنبؤ بتاريخ اندلاعها،ألم تكن الثورات العربية (الربيع العربي) في العام /2011/م كانت مفاجأة لنا جميعا، فلم يتوقعها أحد منا.. أما التغيير فعادة يحدثه الشعب من خلال أدواته، كالقوات المسلحة، الحركة الشعبية، حركة المقاومة والانتفاض ضد الظلم، وهذه الأدوات هي عدة الثورات في بعض المحطات، بل هي الثورة بعينها..

أما عن الثورة المضادة، فهي تعبير عن أفكار وقوى ومصالح تتعارض مع التقدم، ومع الطبقات والفئات الاجتماعية التي تحملها، وعادة ما تضم الثورة المضادة فضلا عن بقايا عهد النظام القديم، تضم الإسلاميين، والمؤسسة العسكرية، لكن الثورة محكوم عليها بالفشل، من حيث انسداد الآفاق التاريخية أمامها، ولأنها عملية اجتماعية ناكصة، هي رد فعل على الثورة الاجتماعية، وتهدف إلى صيانة أو بعث النظام الاجتماعي الذي ولى زمانه، الثورة المضادة مرافقة لكل ثورة اجتماعية تقدمية، فالثورات الاجتماعية بحكم تطورها ذاته تنجب الثورات المضادة، وقد تتغلب الثورة المضادة على الثورة الاجتماعية، فتنمى الأخيرة بالفشل، تتوسل الثورة المضادة أشكالا من الممارسات، بدءا من الأعمال الهدامة، إلى الأعمال المسلحة، فالحروب الأهلية، حبك المؤامرات، وانتهاء بالتخريب والإلهاء والغدر.. والثورة المضادة تعتمد قاعدتها على الطبقات الاستغلالية التي تفقد السلطة والمداخيل والامتيازات..

من أهم وأشهر الثورات في التاريخ قديما وحديثا، ثورة العبيد التي ارتبطت باسم قائد الثورة سبارتاكوس ضد الإمبراطورية الرومانية في حوالي سنة -73- قبل الميلاد، فهي تعد ثورة العبيد ضد السادة، أي تحرير الأرقاء منهم، لكنها أخيرا منيت بالإخفاق، وأيضا من الثورات التاريخية التي حظيت بشهرة عالمية هي ثورة 1789 الفرنسية، وكانت بقيادة البرجوازية ضد الإقطاع ومن خلفه الكنيسة فهي أيضا فقدت كثيرا من قوتها وبريقها، وأخيرا ثورة أكتوبر الاشتراكية، الثورة البروليتارية ضد النظام الرأسمالي في روسيا عام 1917 والتي شهدنا صور تداعيها في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي..

ما يشهده العالم العربي اليوم من حراك جماهيري، سيقف عندها الدارسون مطولا، وسيكون محط اهتمام ودراسة حتى بعد عشرات السنين، وسيغدو مرجعا للعاملين في الحقول الاجتماعية والسياسية، فما سمي بالربيع العربي يبقى مادة دسمة، ومعلما بارزا من معالم التاريخ العربي ولن يطويه البعد الزمني، وهي باعتقادي ثورة لا تقل أهمية عن الثورات التي أتينا عليها، وإن تفردت بطابعها الخاص، رغم هذا التفرد والخصوصية لا بد أن تكون ثمة نقاط التقاء مع الثورات الأخرى، علينا أن نقف عندها بالدراسة كظاهرة نحن جميعا بحاجة إلى دراستها والاستفادة منها باكتساب الدروس والجدوى، لكن يبقى الخلاف قائما بسبب الخلفية المعرفية والأيديولوجية والمنبت الطبقي والاجتماعي لكل منا..!
=================
المصادر
- القاموس السياسي - المعجم الفلسفي المختصر
- معجم الشيوعية العلمية - دفاتري دهام حسن
- شبكة الأنترنيت
* اقتصرت مهمتي فقط الجمع والتنسيق والصياغة ليس إلا..والمادة ترسل للنشر
للفائدة، لكن تبقى "الثورة" كمصطلح سياسي بحاجة إلى إفاضة وإيضاح أكثر



#دهام_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البارتي والدكتور عبد الحكيم بشار مرمى السهام للأسف..!
- زهر الياسمين..!
- الحقوق القومية للكورد السوريين.. كيف السبيل إليها..!
- عرس ليلى..!
- قراءة في الواقع السوري...ما بين السلطة والمعارضة
- مواقف مسؤولة في ضوء المستجدات على الساحة السورية..!
- الحبُّ خرافة ٌ
- المعارضة السورية.. لقاء فندق سمير أميس ورهان الخاسرين..!
- أحبك دعد..
- هو .. هو ..!
- الإصلاح والتغيير في العالم العربي..!
- سريري المهجور..!
- عرس في مدار القمر..!
- تكتب لي مراهقة..!
- ظاهرة الفكر التكفيري..!
- يا خيالي..!
- يا صديقي ..!
- سهران وحدي ..!
- سيدتي لا تزعلي ..!
- سيادة العقل الأوربي الأمريكي تاريخيا..!


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دهام حسن - عن (الثورة) و(الثورة المضادة)