أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى مجدي الجمال - عندما تكونت جبهة التروتسكي والإخواني















المزيد.....

عندما تكونت جبهة التروتسكي والإخواني


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 3492 - 2011 / 9 / 20 - 20:56
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


(استرجاع بهدف إنعاش فضيلة النقد الذاتي)
مصطفى مجدي الجمال

كاتب هذه السطور لم يقبل أبدًا الدور الذي لعبه بعض الكتاب والنشطاء اليساريين في مصر لصالح نظام مبارك في صراعه مع الإخوان.. وأقصى ما دعا إليه هو ضرورة التفرقة على أساس الانتماء الطبقي بين الفصائل الإسلامية السياسية المختلفة، وداخل كل فصيل بين القيادة والقاعدة.
وبالطبع كنت وسأظل أرى أن ملايين المواطنين الذين كانوا أجدر بالالتحاق بصفوف الحركات الوطنية الديمقراطية، ومن بينها اليسار المصري طبعًا، قد ضلوا الطريق نتيجة لظروف وملابسات ذاتية وموضوعية، وملابسات داخلية وإقليمية وعالمية معقدة، قد ساروا وراء فصائل الإسلام السياسي بتنويعاته المختلفة.
ومن المؤكد أن من الواجب الدائم استعادة تلك الجماهير العريضة لمواقعها الطبيعية.. إلا أن هذا لم يجعلني أبدًا أوافق على ما ذهب إليه البعض من الرفاق المتأثرين بالكتابات التروتسكية حيث أقاموا جبهة مع الإخوان المسلمين ضد نظام مبارك. وبالطبع كان هذا خطأ كبيرًا يتجاهل الأسس التي يجب أن تقوم عليها الجبهات التي يدخلها اليسار.
أظن أن البداية كانت في كتابات كريس هرمن وبعض الشخصيات المؤمنة بوحدة التحليل العالمية فقط، أي تنظر للصراع على مستوى النضال ضد الإمبريالية العالمية فقط.. ومن ثم ترحب بالتحالف مع كل من يقف ضد هذه الإمبريالية.. سواء كان القذافي مثلاً أم الإخوان..
وأظن أنه تحت تأثير هذه الرؤية عقد قادة تنظيم يساري في مصر جبهتهم مع الإخوان المسلمين.. ربما يكون البعض منهم الآن قد أدرك مدى الخطأ الذي وقعوا فيه.. حيث أخطأوا في تحليل الواقع الملموس وابتذلوا شعار الجبهة.. ولم يجنوا شيئًا مما أقدموا عليه سوى تجربة مذلة ..
وليس المطلوب الآن هو تعليق الجرس في رقبة القط أو تسجيل نقاط سياسية أو حزبية.. وإنما المطلوب هو تعلم الدرس ثم تقديم النقد الذاتي الواجب.. نعم النقد الذاتي.. تلك الفضيلة/ الفريضة الغائبة عند الجميع.. فمن خلال النقد الذاتي سنعرف لماذا أخطأنا، وما هي الآلية التي أوقعتنا في الخطأ.. وبالمرة من حق مئات الألوف من الشباب الذين يدخلون حلبة العمل السياسي للمرة الأولى في حياتهم أن يطلعوا على التاريخ الحقيقي للتيارات السياسية الموجودة في الساحة.. ومن ثم يمكنهم التمييز بين المواقف الثورية السليمة والمواقف التي تجري وراء المكاسب الجزئية و"الشعبوية" الصغيرة على حساب المبادئ..
حينما عقد الاشتراكيون الثوريون (هكذا يسمون تنظيمهم الذي أعترف له بكثير من التضحيات والفعاليات) جبهتم مع الإخوان، أشفعوا ذلك بتحليلات نظرية متعالية..
فكتب سامح نجيب:
"لقد ارتكب اليسار المصري أخطاء فادحة في تحليله وتعامله مع جماعة الإخوان المسلمين. فقد اتخذ موقفًا يعتبرها حركة رجعية ظلامية تعادي الحداثة والديمقراطية. ووفق هذا التحليل فهي حركة معادية للجماهير وتخدم بشكل مباشر وكامل مصالح أكثر قطاعات البرجوازية رجعية ويمينية. وكان الاستنتاج العملي لهذا التحليل هو ضرورة محاربة هذه الحركة ومنع وصولها للسلطة.." (انظر كتاب: الإخوان المسلمون: رؤية اشتراكية- دار مدبولي، القاهرة، 2006).
وبلغ التحالف الجبهوي حد أن يقف ممثل الاشتراكيين الثوريين في مؤتمر "للجبهة" الميمونة ويرسل تحياته القلبية "للمناضل خيرت الشاطر ورفاقه".. على حد تعبيره.. وهم من هم !! قمم وأباطرة المال الإسلامي.. راجع:
http://www.youtube.com/watch?v=P83U0SLS2hU
وقتها تألمت للخطأ الذي يجعل بعض اليساريين يتصورون أن بإمكان تحالف ف/ ف (أي تحالف الفأر والفيل) أن يتوج باقتياد الفأر للفيل.. وجاءت النتيجة كما هو متوقع..
وقتها كتب شريف يونس في الحوار المتمدن يقول: "إن الإخوان، بحثُا عن شرعية غير مشروطة تتيح لهم تنفيذ برنامج أبعد ما يكون عن الديمقراطية، يحاولون الحصول على تمثيل رمزي لقوى هامشية تبعد عنهم تهمة الطائفية والعزلة عن بقية تيارات المجتمع المدني" (انظر مقالته بالحوار المتمدن بتاريخ 16/7/2005).
ويحكي الكاتب في المقالة نفسها واقعة تبين كيف أن الإخوان كانوا يبحثون فقط عن وردة حمراء يضعونها في "عروة الجاكت".. فتعاملوا مع حليفهم "الاشتراكي الثوري" بمنتهى الفجاجة وقلة الذوق.. كتب عن المعاملة التي تلقاها المناضل كمال خليل في أحد المؤتمرات "الجبهوية": "شهد الجمهور تجاهلاً واحتقارًا متعمدًا من قبل نائب مرشد الإخوان لممثل الاشتراكيين الثوريين على منصة التحالف في نقابة الصحفيين، الذي وصل إلى منحه الكلمة بعد القاعة، ومقاطعته ومنعه من إكمالها، دون أن يبدي أي رد فعل"!! وبالطبع يبدو أن هذا هو الانضباط التحالفي والجبهوي..
أما الصديق المناضل رمضان متولي.. وهو واحد ممن تربى على يديه العشرات والعشرات في هذا التيار عند بداياته الأولى فقد كتب:"الاشتراكيون الثوريون لم يكونوا أبدًا ضد التحالف (أو تذيل) الإخوان المسلمين منذ مظاهرات دعم الانتفاضة الفلسطينية، بل كانوا يهرولون وراء ذلك، ولم يكن الإخوان يلتفتون لهم (وهذا أمر طبيعي، فالإخوان بحكم حجمهم وتأثيرهم لا يرون الاشتراكيين الثوريين إلا باستخدام الميكروسكوب) وبالطبع كانت رغبتهم في الارتباط بذيل الإخوان أقوى من أي ضرورة في الحفاظ على استقلال الخطاب" (انظر مقالته في الحوار المتمدن بتاريخ 17/7/2005).
قد أختلف بالطبع مع اللهجة التي كتب بها الكاتبان السابقان، ولكنها تعكس الصدمة التي لحقت بهما من تصرفات رفاق قريبين جدًا منهم..
المهم قد يسألني سائل.. وماذا بعد.. وما الهدف من هذا؟
أقول أولاً بضرورة إحياء الذاكرة التاريخية وتعريف الشباب بالماضي السياسي لكل تيار.. وهذا حق معرفي ونضالي محض لا يمكن أن يكون هناك خلاف عليه..
وأقول ثانيًا بضرورة تعلم الدروس من التجارب السابقة مع وضعها بالطبع في سياقها..
وأقول ثالثًا بضرورة مطالبة كل فصيل يساري بالمبادرة بتقديم النقد الذاتي عن أخطائه، أو على الأقل يبرر لنا استمراره في ارتكابها..
وأقول أخيرًا بأن كل من يتصدي لنقد الآخرين على كل صغيرة وكبيرة أن يتحلى بالفضيلة نفسه تجاه ذاته، وألا يستقوى بـ"فضيلة" النسيان والتسامح عند عموم المصريين.. وكلي ثقة في أن الأجيال الجديدة من المناضلين الذي صهرتهم ثورة 25 يناير وما بعدها قد تعلموا الكثير من الدروس من جراء التعامل في شعارات ومواقف تكتيكية متسرعة ونزقة ألحقت بالثورة من الأضرار أكثر مما أفادت..
وأتمنى ألا أعود لهذا الموضوع مرة أخرى.. إلا إذا تناسخت التجربة..



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار والمال.. من يقهر الآخر ؟!
- عندما تتناقض حرية الرأي مع حرمة الوطن
- كيف كنا نتساءل عن أزمة الديمقراطية المصرية قبل ثلاثة أعوام؟
- وطني وصباي وعبد الناصر !!
- تقدير موقف للثورة المصرية ومبادرة للحزب الاشتراكي
- فيروس الانقسامية في اليسار المصري
- الفطام الذي طال انتظاره
- المال السياسي
- الإخوان وأمريكا .. الغزل الماجن
- الديمقراطية .. والمدرب الأجنبي !!
- إنقاذ الثورات العربية من الاختراق
- ترجمة أفريقيا
- إصلاح الشرطة يبدأ من -كشف الهيئة-
- ميلاد الاشتراكي المصري.. والسماء تتسع لأكثر من قمر!!!
- الجبهة في بلاد العرب (محاولة في تنظير الواقع)
- عودة الدكتور -بهيج-
- الاشتراكي والعربي .. منظور مصري
- حوار مع كريم مروة
- جوهر الديمقراطية الضائع
- صناعة المشاهير في خدمة الثورة المضادة


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى مجدي الجمال - عندما تكونت جبهة التروتسكي والإخواني