أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - العرض المسرحي المصري بين مأزق التحصن بالهوية ولهاث اللحاق بركب العولمةة















المزيد.....

العرض المسرحي المصري بين مأزق التحصن بالهوية ولهاث اللحاق بركب العولمةة


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3492 - 2011 / 9 / 20 - 02:20
المحور: الادب والفن
    



يرتبط المسرح بالمكان وبثقافة العصر وبثقافة المجتمع الذي ينتجه في حالة من التشابك المتفاعل تأثراً وتأثيراً ذلك أن المسرح ظاهرة اجتماعية وحضارية فعلاً عبر التلقي الحاضر في آن واحد .. حيث تكون لحظة الإرسال هي نفسها لحظة الاستقبال والتلقي.
ولأن كل تغير في المركّب الثقافي والاجتماعي والحضاري في عالمنا يؤثر إيجاباً أو سلباً على عملية الإبداع إرسالاً واستقبالاً ، لذلك تلاحظ لنا عند إعادة إحدى الفرق المسرحية لعرض مسرحي سبق إنتاجه بإبداع إخراجي وأدائي في ستينيات القرن العشرين أو سبعينياته ، وذلك برؤية إخراجية جديدة في واقعنا المعيش حالياً (بداية القرن الحادي والعشرين) مع اختلاف معطيات الإبداع والتلقي على المستوى الجماهيري وعلى المستوى النقدي اختلافاً واضحاً في أسلوب العرض وفي إنجازه الثقافي والجمالي. ومع انحسار مساحات الحضور الجماهيري ومساحات النقد غير المتطفل على الإبداع (النقد النفسي والاجتماعي والماركسي والدوجماطيقي العقيدي) . لذلك تلاحظ لنا في مجال العروض المسرحية المعاد إنتاجها سواء بإبداع مخرجها الأول وممثليها أنفسهم ، أو بإبداع مخرج آخر أن معطيات العرض للمسرحية نفسها تتغير تبعاً للتغيرات المتعددة في فكر المبدع (المخرج) نفسه ثقافة ، وتأملاً ومثابرة على آليات تحليل الأحداث والأداء ، تبعاً لما استجد من مؤثرات عالمية ومحلية أدت إلى الثورة التكنولوجية والانفتاح الاتصالي العولمي بإمكاناته ووسائطه المتعددة .
ومن العروض المسرحية التي أعيد إنتاجها مؤخراً :
• عرض (يا طالع الشجرة) بإخراج سعد أردش الذي أخرجها مرتين ، الأولى في الستينيات والثانية في الثمانينيات.
• عرض (رجل في القلعة) إنتاج المسرح القومي بطولة يوسف شعبان وهو الذي أخرجه سعد أردش في الثمانينيات للمرة الأولى وأخرجه ناصر عبد المنعم لفرقة (مسرح الغد) عام 2006 بطولة توفيق عبد الحميد وأشرف طلبة.
• عرض (حكاية كل يوم) الذي كتبه بديع خيري ونجيب الريحاني بإخراج الريحاني في الثلث الأول من القرن العشرين وأخرجه محمد صبحي تحت عنوان (لعبة الست) عام 2000 لفرقة ستوديو المسرح .
• عرض (جواز على ورقة طلاق) لألفريد فرج والذي أخرجه عبد الرحيم الزرقاني بطولة كرم مطاوع وسهير المرشدي في أواخر الستينيات وأخرجه أحمد عبد الحليم للمسرح الحديث أيضاً ولكن عام 2005 بطولة هشام عبد الحميد وسامي مغاوري ووفاء عامر وعلي حسنين .
• عرض الليلة الكبيرة الذي صمم لمسرح العرائس وعرض بإخراج صلاح السقا وأعيد عرضه بفن الباليه على مسرح الأوبرا بإخراج د.عبد المنعم كامل .
وهذا المبحث، يعد وقفة تحليلية نقدية للمعطيات الثقافية للعروض المسرحية التي أعيد إنتاجها من بين تلك العروض كلها أو بعضها بما يكشف عن طبيعة التأثير والتأثر الثقافي على عملية العرض (إرسالاً واستقبالاً) ما بين المكونات الوجدانية والمكونات الإدراكية الحاضرة التفاعل في العرض وتلقيه وصولاً إلى مدى الثبات على الهوية الثقافية القومية ومدى ما طرأ عليها من تغير إيجابي يساير روح التيارات العولمية دون أن يقتلع الهوية القومية وثقافة الثوابت أو تصدع سلبي أحدث شروخاً في جدار تلك الهوية وخلخل ثوابتها في اتجاه تخليصها من الرسوبيات الثقافية المعوقة لحركة التدفق الدافع إلى التغير والتطور .
• أولاً : عرض مسرحية (رجل القلعة) بين ثقافة جيلين : يتعرض النص للوثة العقلية التي أصابت محمد علي باشا بعد التوسعات والإنجازات المدنية التي حققها ، في ظل سياسته وأسلوب حكمه الذي تعارض مع ما كان يأمله السيد عمر مكرم زعيم الوطنيين الذي عقد معه اتفاقاً على أن يكون الحكم شورى بين المجلس الوطني للأعيان وبينه ، وقد أدت تلك اللوثة التي أصابته كرد فعل في صحوة ضمير متأخرة على ما سببه للسيد عمر مكرم من معاناة انتهت بوفاته .
والمسرحية تكشف عن محاولات حاشية (محمد علي) وبخاصة مستشاره أو حاجبه ( ديوان) في التحايل لمعالجة الحالة النفسية الحادة التي أصابت الباشا (محمد على) نفسه، لإعادة التوازن النفسي إليه في عمره المتأخر ، حيث استعانوا بابن (السيد عمر مكرم) وكان يشبه والده ، ليرتدي زي والده الذي كان قد توفي فسببت وفاته للباشا بتلك الحالة التي أصابته ، ويتقابل وجها لوجه مع الباشا محمد على ، ويحادثه ، معاتبا ، ومجادلا ، عل ذلك الأمر يخفف وطء الحالة النفسية الشديدة التي ألمت بالباشا ، إذ قد يريحه التوهم بأن ( السيد عمر مكرم) مازال يعيش ، وأنه لم يمت حسرة على ما كان منه ، وما كان من (محمد على) في مقابل ما قدم به محمد على ، على نفسه ؛ إذ ولاّه حاكما على مصر ، في الوقت الذي كان شعب مصر كله وراءه.
المسرحية إذن تعيد عرض العلاقة بين الرجلين بدءاً من صراع الأعيان مع الوالي التركي السابق ( خورشيد باشا) لـ (محمد علي) ونجاحهم في عزله وتنصيب (محمد علي) بدفع من ( السيد عمر مكرم) والياً على مصر رغماً عن الباب العالي في اسطنبول.
يدور الصراع في بنية الحدث الدرامي على طريقة المسرح داخل المسرح اتصالاً بين الحاضر والماضي، متمثلا في مواقف المواجهات بين أعضاء مجلس الأشراف أو الأعيان حول الموالاة للشعب والعمل على عزل الوالى التركي أو التفاوض معه ، حيث يدور الحوار بين الطرفين على هيئة المناقشات المعارضة أو المؤيدة لذلك الوالى ، انتهاء بتمكن مجلس الأشراف من عزله ، وإرغام الباب العالى على تعيين الجندي الألباني محمد على واليا على مصر لا منه. فضلا عن المستوى الصراعى الأساسي بين الرجلين ( محمد على والسيد عمر مكرم) فيما بين حالات التوافق وحالات التعارض؛ انتهاء بتحدي (الوالي محمد علي باشا) للسيد عمر مكرم في تصوراته المستقبلية للنهوض بمصر وتحديثها ، حيث رأى أن تحقيق ذلك لا يتم عن طريق ثقافة الشورى التي يريد السيد عمر مكرم تسييدها في نظام الحكم وإنما يتحقق في ظل حكم أمور البلاد بيد واحدة قوية وقرار فردي متنور . وهنا يسير الحدث في خط صراعي بين ثقافتين : ثقافة الشورى وجماعية صنع القرار وثقافة الانفراد بالقرار . ومع أن محمد علي المولود في (قوّله) الألبانية التي تداخلت ثقافتها ما بين الشرق الإسلامي والغرب الإسلامي وثقافة المصريين الإسلامية المتداخلة مع ثقافات دينية متعددة ومركبة منها الفرعوني ومنها المسيحي إلاّ أن ثقافة مجلس الأعيان والحرفيين هي ثقافة الشورى ، تلك التي مكّنت المصريين من التوحد خلف أعيانهم بقيادة نقيبهم السيد عمر مكرم ، ومن ثم تمكن بالدعم الشعبي الذي وقف وراءه من عزل الوالي التركي خورشيد باشا) وتعيين أو دعم تنصيب بديل تركي آخر له، لم يكن مفروضا من الخارج على مصر.أي أننا أمام ثقافتين متعارضتين : ثقافة الرأي الواحدى وثقافة الرأي والرأي الآخر . على أن ما يلفت النظر في مسيرة الثقافة السياسية في شؤون الحكم في مصر هو ميل المصريين إلى الدفع بزعيم أو قيادة أجنبية لتسوس أمور بلادهم ، فما يثير الحيرة أن السيد عمر مكرم نفسه هو زعيم ذو عزم وإرادة من حديد. لم يزكي نفسه ولم يزكه الآخرون وهو كفء لقيادة البلاد ، في حين يرشح منفردا شخصا أجنبياً وينصبه حاكما على البلاد ، زاعما أنه سيكون بمثابة ضمير الأمة الذي يقف موقف المراقب لذلك الحاكم الذي نصبه على رأس مصر ، وهو ( محمد على الكبير) .
ولا شك أن عودة إنتاج مسرحية كتلك ، وهي التي تعيد طرح قضية الممارسة شبه الديموقراطية ، المتمثلة في فكرة الشورى ، وهي الفكرة التي حاول ( السيد عمر مكرم) استعادتها في نظام الحكم في مصر مع بدء حكم محمد على ، واليا عليها - أي في القرن التاسع عشر – ولم ينجح . هي إعادة وإن تمت بوعي من المخرج وجهة الإنتاج ، أو تمت عفو الخاطر ، بدفع من الحس القومي والوطني المتشوف ، للمشاركة في مناقشة القرارات المصيرية التي تضعها الدولة العصرية في القرن الحادي والعشرين ، والتي تضيق عليه حياته وتلحق الضرر البالغ بمصر ، إذ وجد من بين ريبرتوار نصوصنا المسرحية ، ما يعيد طرح تلك القضية ، قضية الرأي والرأي الآخر ، حول تبادل السلطة ، أو المشاركة في صنع القرار المصيري للبلاد ، يعيد طرحها من جديد ، رغبة في تبني الناس في مصر لها ، في هذا الوقت الذي نحن في أشد الحاجة لتجسد الممارسة الديموقراطية ، حتى وإن كان بالقدر الذي طالب به ( السيد عمر مكرم) في القرن التاسع عشر. لكن .. هل تمكن هذا العرض من لفت نظر الرأي العام في مصر نحو الضغط على النظام الحاكم في مصر من أجل التفكير– مجرد التفكير– في فكرة تداول السلطة ؟!ا
كان هذا العرض ، نفسه ، شكلا من أشكال محاولة التحصن بالهوية ، ومحاولة لاهثة وراء ركب العولمة . وهي محاولة لم تدفع الجمهور إلى مجرد التفكير في المسألتين ، مسألة الهوية ، ومسألة العولمة ، لأن التفكير في توفير الاحتياجات الضرورية البسيطة لإنسان يعيش في القرون الوسطي ، القرن الحادي والعشرين، هي التي تشغله.
ثانيا: عرض الملك لير وفكرة تداول السلطات : اتسءل .. هل كان موقف الملك لير من قضية تقسيم مملكتهعلى بناته موقفا نبيلا أم كان موقفا بتسم بالرعونة ؟ هو رأس النظام الإقطاعي وواجبه القومب والوطني والطبقي أن يحافظ على بقاء النظام السياسي والاقنصادي والاجتماعي الذي جلس على قمته ؛ فهل من المعقول أو المقبول أن يهدم نظام ملكة ، بتقسيمه طوعا دون أن يطلب منه أحد ذلك الأمر الجلل في عرف شكسبير شاعر النظام الملكي الاقطاعي في العصر الاليزابيثي (1564-1616 م ) الذي رأى فيه مأساة دراماتيكية ؛ على عكس رؤية بريخت للأمر ، الذي رأى أن عمل لير ليس مأساة على الإطلاق ، لأنه أسهم في التسريع بهدم مرحلة تاريخية من مراحل التطور التاريخي الاقتصادي لأنظمة الحكم تمهيد لحلول نظام أرقى هو النظام الرأسمالس . مع أن نظام حكم بنتيه ( الكبرى جونريل والوسطى ريجن) لم يختلف عن حكم لير ، إذ ظل حكما ملكيا إقطاعيا أشد ضراوة وغباء من حكم لير نفسه ؛ الأمر الذي ينتهي بقضاء كل منهما على الأخرى بعد ممارسات الخيانة الزوجية مع إدموند الإبن غير الشرعي للمستشار الملكي السابق للير ( جولستر) . والسؤال المحير عند النظرة المقاربة لموقف لير ولموقف السيد عمر مكرم من الحكم ، هل كان كل منهما في تركه كرسي الحكم ، لير لبنتيه والسيدعمر مكرم لمحمد على باشا ، فعلا نبيلا أم يتسم بالرعونة ؟ ذلك هو السؤال الذي مازال ينتظر الإجابة .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهار اليقظة في المسرحية العربية
- ثمار الثورة في حجر إخوان السلف
- أموال مبارك في بنوك تل أبيب بتوصية من بوش الأب
- حوار المواطنة
- الحقيقة ضالة الباحث
- عرس الدم من لوركا إلى ميدان التحرير
- تحليل دور ( الجارة في مسرحية : الزفاف الدامي ) للوركا
- تحليل دور مسرحي (أنتيجوني)
- مفاهيمية بيكاسو ودراما التشكيل المسرحي بالكلمات
- حيرة الكاتب المسرحي
- عروض مسرحية عربية - قراءة نقدية -
- إشكالية الأداء في المسرح الشعري بين التمثيل والغناء
- حسن عبد السلام مخرجا مسرحيا
- الرفيق الخيالي ومسرح الطفل في عصر العولمة
- على هامش ثورة التحرير
- هوامش التحرير - دردشة سياسية -
- سينوجرافيا المسرح (1) بين التمحل والتأصيل المنهجي
- وماذا بعد
- دردشة سياسية على الطريقة المصرية
- ما قبل الإسكندر


المزيد.....




- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - العرض المسرحي المصري بين مأزق التحصن بالهوية ولهاث اللحاق بركب العولمةة