أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - سيكولوجيا الفرهود بين بغداد وطرابلس














المزيد.....

سيكولوجيا الفرهود بين بغداد وطرابلس


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 11:14
المحور: المجتمع المدني
    


لماذا شهدت بغداد حوادث نهب وفرهود مروّعة حين اطيح بصدام ونظامه، ولم تحدث مثلها في طرابلس حين اطيح بالقذافي ونظامه، برغم ان كليهما طاغيتان، وكلاهما حكم اربعة عقود؟.
السبب الأول، هو ان التدخل الاجنبي في ليبيا ساعد على اسقاط نظام القذافي وابقى على الدولة، فيما كان هذا التدخل هو الذي اسقط نظام صدام واسقط الدولة ايضا. وان الثوار في ليبيا هم الذين اقتحموا طرابلس باسلحتهم وبدبابات النظام وهم الذين حطموا تمثال القذافي، فيما الامريكان هم الذين دخلوا بغداد بدباباتهم الامريكية بعد ان احرقوا الدبابات العراقية وهم الذين لفّوا رأس تمثال صدام بعلم امريكا واطاحوا به ارضا في ساحة الفردوس بقلب بغداد.
وبين هذا وذاك فرق سيكولوجي كبير هو ان الوطن حين يغزى من اجنبي ويطيح بالدولة، وليس بالنظام فقط، فأن الناس المحرومة تعطي لنفسها المبرر والحق بنهب وطنها الذي يرون انه سينهب من قبل اجنبي..جبار..قوي، فيما الناس في الوطن الذي يقوم الثوار انفسهم باسقاط الطاغية ونظامه، لاتجرؤ.. خجلا او خوفا من حساب آني او مستقبلي، بالتجاوز على ممتلكات الدولة والناس، باستثناء المجرمين ومحترفي السرقة..وحتى هذه لم تحصل في طرابلس..لسبب آخر، هو ان قوى المعارضة السياسية حين تتوحد، وتقوم هي بفعل الثورة،فأنها تخشى أن تفقد هويتها الوطنية وصفتها الاخلاقية وهيبتها الاعتبارية حين تقوم بعض فصائلها او تسمح او لا تستطيع ان تسيطر على محاولات نهب المال العام والخاص، بعكس ما حصل في بغداد، لأن قوى المعارضة السياسية ما كانت صاحبة قرار، ولأن الامريكان (المحررين الغزاة) حموا المؤسسات العراقية التي تخص مصالحهم (القصر الجمهوري ووزارة النفط تحديدا) وتركوا حتى مصارف الدولة للنهب والسرقة العلنية..لتثبت امريكا للعالم بأدلة مادية عبر القنوات الفضائية بأن النظام في العراق انهار، وانه قبيح احتكر الثروة لنفسه وترك الناس في ثالث اغنى بلد نفطي،فقراء ينهبون حتى المهملات التي لا قيمة لها.
وسبب سيكولوجي آخر هو ان بغداد تعرضت الى اكثر من عشرين مرّة لنهب وفرهود واحراق مؤسسات، اكثرها بشاعة في نيسان 2003و آذار 1991،نجم عنها اقتران شرطي بين النهب واسقاط النظام، جرى تشفيره في العقل الجمعي للعراقيين، فيما لم يحصل مثل هذا في طرابلس اثناء حكم القذافي.
على ان العامل السيكولوجي الأهم هو ان الانتماء للوطن لدى الشعوب العربية، اضعفه حكّامها، لا سيما صدام الذي ساوى شخصه بالعراق والقذافي الذي عدّ نفسه ملك الملوك وخليفة عبد الناصر وغيفارا، فيحصل حين يطاح بهؤلاء الحكّام انهيار الانتماء القسري لهم، فينهب الناس ما حرموا منه او ما عدّوه حقا لهم سلّبه منهم حكّام انفقوه في ترف سفيه،ولا يدركون انهم ينهبون الوطن لأن انتماؤهم له كان معدوما..ولأن الوطن الذي لا يحترم فيه المواطن ولا تتحقق فيه عدالة توزيع ثرواته على أبنائه،فأنه أما أن يهجره الى مكان يشعر فيه بآدميته،أو ينهبه حين يطاح بطغاته.
لقد التقط الاجنبي العبره وتفادى في ليبيا كارثة ما وقع في العراق.فهل يلتقطها اهل الوطن انفسهم؟.
الجواب. نعم..شرط ان تعود ثروات شعوبنا لشعوبنا،ويتخلص الحكّام الجدد من سيكولوجيا الخليفة..وترف السلطنة!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم نعد وحدنا..علي بابا!
- النفاق..والمسلمون!
- السيكولوجيا أصدق أنباءا من السياسة!
- اليأس ..يستوطن الأرامل
- ثقافة نفسية(45):الهستريا..والحرمان العاطفي
- واحسرتاه..على بغداد
- ثقافة نفسية(44): اساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية(43): الشخصية الاحتوائية
- سيكولوجيا الخوف من الموت
- حمادي العلوجي..أبو عقلين!
- البرلمان ..وعلم العراق
- ثقافة نفسية (42): على الحب السلام!
- ثقافة نفسية(41): أسرار النساء
- ثقافة نفسية (40):قصة جميلة
- ثقافة نفسية(39): دماغ المرأة أفضل من دماغ الرجل!
- ظاهرة أردوغان
- تناقض الأضداد في الشخصية العراقية
- اسطنبول تتكلم..تركي!
- الابداع..عالميا وعربيا (تقرير عن مؤتمر اسطنبول)
- ثقافة نفسية (38):الشعر الشعبي..مازوشيا ممتعة!


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - سيكولوجيا الفرهود بين بغداد وطرابلس