أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - سلمى بلحاج مبروك ...امرأة خارج نطاق المألوف فى ارض الجدب















المزيد.....

سلمى بلحاج مبروك ...امرأة خارج نطاق المألوف فى ارض الجدب


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرأة هى نصف الجنس البشرى ... وكثيرون يدعونها النصف ( الافضل ) ...كانت لآلاف من السنين مستعبدة ... عندما نقرأ فى الشريعة ( المانوية) نجد انها تقول : ان النساء يجب ان يبقين ليل نهار عبدات رقيقات تحت سيطرة رجالهن وسلطانهم ... وفى ظل القانون الرومانى القديم ... كان بوسع الزوج ان يقتل زوجته , والاب ابنته بتهمة الزنا ... وحتى بعد اعلان ( الماغنا كارتا) او الوثيقة العظمى ( دستور الانجليز 1215 ) وبعد ذلك بقرون عدة ...لم يكن بوسع المرأة اتهام رجل بجريمة القتل ....

وفى فرنسا القرن الثامن عشر كان المفكر الكبير ( جان جاك روسو) ينظر بارتياح الى تحرر النصف المذكر من البشرية , لا النصف المؤنث ...وهو القائل : ( النساء خلقن لارضاء الرجال ... ولما كن عاجزات عن اتخاذ المقررات والاحكام بانفسهن وجب عليهن اطاعة احكام آبائهن وازواجهن ومقرراتهم ....) ... وفى العديد من ارجاء الولايات المتحدة الامريكية وحتى زمن الثورة .. كانت النساء اللواتى يتحدثن فى المجتمع يعاقبن بدفع غرامات مالية او بالسجن ... ولكن تهديد امهات الثورة الامريكية بالعصيان ...أكره آباء الثورة على الاعتراف بأن النساء لسن ماشية ... فقد كتبت (آبيغل آدامز) الى زوجها ( دجون آدامز ) ...وكان يحضر احد المؤتمرات السياسية , تقول : ( ارغب فى ان تذكروا النساء ,وتكونوا اكثر تسامحا معهن وعطفا عليهن من اسلافكم ... فاذا لم تمنح النساء عناية واهتماما خاصين ...فاننا لعلى استعداد لاشعال نار العصيان ...) .... ولكن الرجال مع ذلك لم يعترفوا بأن النساء يساوينهم الابعد قرن ونصف من الزمن ...

وهكذا حتى الجيل الحاضر ... كانت المرأة التى اعتبرت الزوجة ونصف الرجل , تعيش فى وسط عوائق ... الا انها على الرغم مكن هذه العوائق ...قدمت من المنجزات مالا يقل روعة عما قدمه نصفها الجائر الباغى .... ففى زمن كليوباترا وثيودورا , عندما كان الرجال العظام انصاف وحوش , لم تكن النساء العظيمات اكثر من رجالهن وحشية ....واليوم عندما يحاول الرجال العظام ان يكونوا انصاف آلهة ...فان النساء العظيمات لسن اقل ألوهية من رجالهن ... هذه المقدمة كان لابد منها وانا اقدم المبدعة التونسية( سلمى بلحاج مبروك) المبدعة والثائرة والشاعرة في ذات الوقت....فهى امرأة تجعلك تفتح فمك من الدهشة عندما تعرف انها شاعرة وكاتبة تونسية وأستاذة فلسفة وعضو الإتحاد العالمي للشعراء ورئيسة تحرير مجلة ابن خلدون للعلوم والفلسفة والأدب و أمين عام الثقافة العربية على الفيس بوك و عضو الإتحاد العالمي للشعراء
وعضوة في التجمع العالمي شعراء من أجل حقوق الإنسان.... فهى امرأة تحمل تحت جلدها جينات العظمة الفكرية والثقافية ... الى جانب شغف من الأنوثة التي تنطق، ومن أعماقها تنبع الفلسفة التنويرية والعقلانية كسيل جارف لمبدعة تقدم الفكر العقلاني وتمزجه بنفحات شاعرية.... وهى تقدم نفسها دائما حيث تقول : ( أني امرأة تونسية عربية تعشق الإبداع إنتاجا و إستهلاكا مهما كان نوعه من الفلسفة إلى الأدب إلى الموسيقى و الرسم و النحت يعني كل الفنون بصفة عامة كما أعشق دهاليز السياسة الغامضة و لذلك تجدينني أمارس الكتابة في شتى المجالات شعرا و قصة و مقالات في السياسة وبعض من الفلسفة بحكم أني في الأصل أستاذة فلسفة ) ....

فهى ترى ان الفلسفة شجرة لا تنمو إلا في حديقة الحرية ذلك أن جوهر الفكر الفلسفي التفكير خارج نطاق المألوف و العادة بالتحرر من كل السلطات مهما علا شأنها إنها بما هي نقد و حرية قد تلامس فضاء اللامعقول و تفكر في مسائل قد تبدو خطوطا حمراء في الوعي العامي وما أكثر الخطوط الحمراء في ثقافتنا بدءا بالمحظورات الدينية و السياسية و القائمة تطول هنا و لكنها تركزعلى الديني والسياسي لأنهما أكثر السلطات تمارس قمعها الشديد على المثقف ببتر أفكاره ومطاردتها و حتى استئصالها لأنها تمثل تهديدا لها و من هنا صعوبة المهمة الموكولة للمفكر العربي و ضرورة التمسك بحقه في التفكير بحرية و العمل على تربية جيل يؤمن بالنقد و الحرية و حقه في صياغة مستقبله دون وصاية و هذا طبعا يتطلب تشكل مشروع فكري تنويري و حتى تربوي كامل ذلك أن كل شيء يبدأ من المدرسة و المؤسسات التعليمية خاصة و يكون ذلك بتعاون النخب المفكرة مع بعضها و تضافر جهودهم لتأسيس لمثل هذا المشروع الحضاري التربوي الذي يجب أن يعمل على ترسيخ مفهوم الثقافة المختلفة التي تحترم التنوع الثقافي و تعطي العلم و المعرفة و الفلسفة المكانة الهامة التي تليق بها والتشجيع على ثقافة الخلق و الإبداع لا الاستهلاك و التبعية ..... الم اقل لكم انها امرأة من كوكب اخر تنظر بعين غير عيوننا الى الاشياء .... فتخلف ورائها زخم وجدل لا ينتهى ...

اما عن تجربتها مع الثورة التونسية فهى كمواطنة تونسية مثقفة و تؤمن بأن تونس تستحق مستقبلا أفضل مما هي عليه الآن ، كما يستحق المواطن التونسي و الإنسان العربي عامة حياة إنسانية أجمل تضمن حقوقه كأي إنسان في العالم ، فقد ساهمت من موقعها في إنجاح هذه الثورة عبر إيصال صوت التوانسة إلى العالم الذي يؤمن بالكرامة و الحرية للإنسان حتى تحشد دعما إعلاميا عالميا لثورة تونس الخضراء ، و خرجت في مسيرات شعبية تحت لواء منظمة إتحاد الشغل الذي أنتمت إليه بل كانت منذ عهد المخلوع بن علي تعلم مع درس الفلسفة لتلامذتها في القسم ،أن الدرس الحقيقي الذي يجب الخروج به من درس الفلسفة ،هو أن يتعلموا الثورة على كل ظلم و اضطهاد ،و أن يتسلحوا بجرأة الموقف الفلسفي لمحاربة الطغيان و الاستبداد ،و تبديلها بثقافة الحرية وحقوق الإنسان ،و تعليمهم أن ليس هناك أقدس من الإنسان على هذه الأرض ، وكان وقتها تلاميذها يشعرون باندهاش شديد، من هذه الجرأة الفلسفية ،في ظل نظام بوليسي قمعى مرعب، و كانت في كل مرة تحثهم على التخلص من الخوف، و السلبية ،وتحمل المسؤولية و التفاؤل ،لأن دوام الأحوال من المحال فآمنت بالتغيير و الثورة قبل أن تحدث وهو درس الفلسفة الأعظم الذي آمنت به و علمته لمن مرّ بها من شباب تونس الحى ....

كما ترى سلمى بلحاج مبروك ان الفكر العربي المعاصر، يشهد اليوم انفتاحا متزايدا على فضاء الفكر الفلسفي الإنساني و ذلك يعود ربما لثقافة العولمة التي رغم ما يقال عنها من انتقادات شديدة ،و ما تحمله من انفلات أخلاقي بسبب جشع الرأسمالية، و تحميلها مسؤولية ما يحدث في العالم من الاضطهاد الاقتصادي، و الاجتماعي و الثقافي لدول الأطراف... وترى أن العولمة في جوهرها و حقيقتها ليست سوى مشروع استعماري مقنع ظاهره الرحمة و نقل العلم و ثقافة الأنوار و حقوق الإنسان للعالم النامي من أجل النهوض به و جوهرها فتنة و عذاب و تهديد لأمن الأوطان و نهب لهويتها فإني أعتبر أن الفكر العربي المعاصر في ظل الهزات التي مر بها و يمر بها اليوم وجد نفسه في قلب هذا الصخب العالمي الإيديولوجي.....

و هذا الجدل الذي يدور حول مشكل العولمة ،و كيفية التعامل معها ،و هل هي شر لا بد منه ؟و هل تمثل فعلا تهديدا للهويات؟ نجد هنا ظهور بعض المفكرين العرب من الجيل الجديد الذين بدؤوا فعليا في التفكير في هذه الأسئلة وأخذوا على عاتقهم الخوض في مشاكل الفكر الفلسفي المعاصر من مشكل الكونية و العولمة و الهوية و علاقتها بالهويات الأخرى و مشاكل السياسة و كيفية الحوار مع الآخر الثقافي و تحويل صدام الحضارات إلى حوار هادئ و خلاق و هي تقريبا نفس الهواجس التي بدأت تطرح نفسها حتى في الفلسفة الغربية بمختلف توجهاتها، و كوننا انخرطنا في التفكير في نفس المعضلات التي تحدث في الشرق و الغرب فذلك لتوحد الإنسانية جمعاء بسبب الفكر المعولم حول نفس المصير و تحول العالم من عالم تعيش كل ثقافة منطوية على ذاتها إلى الانفتاح على بعضها البعض و إحساس الإنسانية بأن هناك أخطار جدية تتهددها بسبب ما يحدث من كوارث طبيعية و حروب و مجاعات و حروب تعجز عن مجابهتها بمفردها هو الذي يجعل المفكر العربي ليس بمعزل عن مشاركة الإنسانية لنفس مشاعر الخوف يضاف إلى ذلك شعوره بالتهديد الحقيقي الذي يترصد مجتمعه إذا لم تواكب الثقافة الشعبية ثقافة النخبة حتى بدا بعض المفكرين ينعون ما يسمى بالثقافة العربية و أن العرب و ثقافتهم قد انقرضوا أو في أفضل الأحوال في الطريق نحو الانقراض خاصة و أن العولمة في جوهرها صراع درويني لا بقاء فيه إلا للأصلح و الأقوى ثقافيا و اقتصاديا وعلميا و عسكريا في مقابل ملاحظتهم عجزا في المجتمعات العربية عن استيعاب مكتسبات الحداثة التي ظلت في ثقافة العربي حداثة شكلية استهلاكية غيرت من سلوك الإنسان العربي الاستهلاكي دون أن تغير من بناءه الذهني و العقلي بمعنى أنها ظلت مجرد حداثة استهلاكية من هنا و بالتالي الفكر العربي يتفاعل مع مشكلات فكرية و ثقافية عالمية و يساهم بنقاشاته مع مختلف الثقافات الأخرى في طرح ما فرضته ثقافة العولمة من مشكلات كبيرة و لكن المشكل يظل في المسافة التي تفصل المفكر العربي عن مجتمعه و ليس في تواصله مع الفكر الإنساني....

سلمى بلحاج مبروك امرأة تفجر فى قلب ارض الجدب قضايا سياسية وفكرية وفلسفية توجع اهل الردة الفكرية والبهتان الفلسفى ...فيدعون انهم انصار الاخلاق واصدقاء القيم واولياء الله الصالحون ...مع ان الكل يعلم انهم باعوا افكارهم وعقولهم بالكيلو لمن يدفع اكثر ...وباعوا انفسهم مقابل منصب او اعلان او حفنة دراهم او دولارات ... لقد- حاربت سلمى بلحاج مبروك طيور الظلام وواجهت سطوة وجبروت من عارضها بقوة ايمانها بما تعتقد ...ودافعت عن قضايا الحرية حتى لخصومها فى وقت عجز فيه اعتى الرجال عن ذلك فى ظل نظام على زين الهاربين بتونس الخضراء ... فتلك المفكرة المبدعة مثل شقشقات الفجر وهى صوت الناى الحزين وسط ارض الجدب فهى تدافع عن المرأة العربية ووجوب حصولها على كامل حقوقها دون ابطاء او قيد او شرط ... ولسان حالها يقول :

انا قد اموت .....
لكن فكرى خالد كخلود توت .....
سيان دفنى فى التراب او تابوت .....
ساصوغ ذرات التراب افكارا ....
يتناقلها عنى من يفوت .....
احييتنى يارب عمرا هانئا ....
ووهبتنى فكرا جميلا لايموت ....

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوازيق والخطوات فى القضاء على الثورات
- سيادتنا الوطنية فى سيناء وكامب ديفيد
- علينا وعلى ثوارنا ألا نكون استثناء
- هل يتنازل الاخوان عن ملف توريثهم
- اطلالة على حزب العدالة والتنمية التركى وسياسة تغيير المجتمع ...
- لغتنا تتألم .... فهل من طبيب؟!!
- الامريكان وجماعات الاسلام السياسى وجائزة النفاق العالمى الرخ ...
- العلاقات السعودية الاسرائيلية الغامضة .. كشف المستور
- محمد نوح ... هرم مصر الرابع وراهب الموسيقى العربية
- لماذا لايتم فتح ملفات الخارجية المصرية فى عهد ابوالغيظ
- عزيزى القارىء انت تحمل جاسوسا فى يدك
- مفاجأة .. تركية مديونة لمصر ولاتريد ان تدفع
- وفاء الحب
- مع مشائخ السلفية مش هتقدر تغمض عينيك من النفاق السياسى
- على خلفية وقوف اردغان خلف الفضائج الجنسية لخصومه ! هذه هى مص ...
- عمرو موسى ... لايصلح رئيسا لمصر ... فوقوا بقى
- نحن بحاجة لزرع وعى لمحاربة المتأسلمين
- الاقباط بين مطرقة السلفية وسندان الاخوان
- الشائعة وخطورتها على امن واستقرار المجتمع
- مناظرة بين آدم وحواء


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - سلمى بلحاج مبروك ...امرأة خارج نطاق المألوف فى ارض الجدب