أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله خليفة - اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية














المزيد.....

اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 10:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحكومة المركزية العراقية التابعة للسياسة الإيرانية تعبر عن طابع الطائفيين اليمينيين غير الوطنيين العاجزين عن الارتفاع للمهام النضالية الوطنية العراقية.
مع انفصام هذه السياسة عن الجماهير العراقية عامة، والتحاقها بطائفة، فإنها انساقتْ وراءَ قواها العليا، خاصة في الأجهزةِ السياسية والمذهبية المستفيدة من هذه الهيمنة واشتغلتْ معاً على سياسةِ الغنائم وسط المذابح وتمزيق خريطة العراق الوطنية.
سياساتُ الطوائفِ لا تقودُ إلا إلى التداخل مع قوى الهيمنة الخارجية وتفتيت الشعب، وتعريض أمنه للخطر، وإدخاله الحرب الأهلية في خاتمة المطاف.
لكن اليسار العراقي اتخذ سياسةً مغايرة «جريئة» مقاتلة، ويعود هذا لتجذر صفوفه في أوساط الشعب المختلفة، من دون أن يجعل مستويات تطوره المختلفة شعبيا، واتساع صفوفه في إقليم من دون الآخر، إلى الغوص في المستنقع الطائفي واستغلال أعداده، فقد بقي وفيا لأطروحاته الوطنية الديمقراطية، وارتكازه على قوى العاملين والمثقفين الشعبيين والرأسمالية الوطنية، ولم يتخل عن تراثه الكفاحي الطويل في الانتماء إلى اليسار والعلمانية، وهذا أهله لأن يقود المعركة التوحيدية الوطنية من دون نسيان مطالب الشعب اليومية في الأجور والغذاء والسكن أو الانسياق وراء القوى الطائفية المتعددة المرتشية التي تدفع الرشا لحرف الطريق الوطني النضالي الواحد.
هذا لا يعني عدم ظهور انتهازيين يساريين استغلوا قومياتهم وطوائفهم ليركبوا الموجات المختلفة المؤشرة على أكل اللحم الشعبي نيئاً، لكنهم يتساقطون بفضل الصلابة الموجودة في تنظيمات لم تنحرف أو أن الانحرافات لم تستطع أن تدخل في عظامها المؤسِّسة وهي تلفظها باستمرار مع تقدمها في التعبير عن الشعب العراقي وليس عن الطوائف.
لقد قامت هذه القوى الطائفية المحافظة على تراث ديني وإرث قومي محافظين، جعلا من القومية الكردية أو الطوائف الإسلامية قوى متجوهرة مطلقة خارج التاريخ، وخارج الصراع الاجتماعي.
إن المذهبيةَ الشيعية المُسيَّسة المحافظة ترفضُ العصرنةَ والديمقراطية والصراع الاجتماعي داخل الطائفة، وهو ذاتهُ التراث السياسي الدموي الذي كرسهُ نظامُ البعث السابق في طائفة أخرى، والذي غدا حجر الزاوية لنظام ولاية الفقيه في إيران، وتنامت على جحافلهِ العامية الأمية لغة العساكرِ الدكتاتورية المُهَّددة للدول الأخرى الزاحفة في داخل أنظمتها المستقلة.
فيما الأكراد يريدون بناء نظام قومي شمولي ويقتطعون من الدول الأخرى أجساماً سياسية يشكلونَ بها دولتَهم الشمولية الشوفينية، وهذا الحلمُ يغدو كابوساً لغيرهم من الأمم ذات الحدود المعترف بها.
وفي سبيل ذلك يقيمون دكتاتوريةً قومية داخل مناطقهم ويحجّمون القوى الأخرى ويقزمونها ويتحالفون مع الطائفيين اليمينيين الشيعة للسيطرة على الأموال العامة ومقدرات الشعب في المركز بغداد، لتصعيد مثل هذه الفئات البيروقراطية السياسية القَبلية القومية الشوفينية الاستغلالية التي تعتاشُ على الجرائم والفساد والعداوات بين البشر والأمم والأديان وغير القادرة على إنتاج وعي عقلاني أو سياسة نضالية.
وفي هذا يدفعون العراق كبلدٍ إلى التمزق، والخراب، بدلاً من أن يناضلوا من أجل سياسة ديمقراطية وطنية عراقية، ويحشدوا قوى الفئات والطبقات المستنيرة لهيكل وطني توحيدي ديمقراطي معاً، يوزع الخيرات الكثيرة على الجميع ويصنع تنمية متوازنة بين المناطق المختلفة، ويجتث الأسسَ الإقطاعية وطفيليات العصور الوسطى التي لاتزال تأكلُ بنهم الجسدَ العراقي المذبوح الممزق.
اليسارُ العراقي يقومُ بذلك في خطوط عريضة عامة، ويدفعُ الشعبَ إلى التوحد ورفض المحاصصات الطائفية ويقوم بالدفاع عن حقوق الجماهير الشعبية الضائعة وسط الانتهازيات الطائفية المختلفة.
وقام في الفترة الأخيرة بنضال صلب واسع من أجل حياة معيشية جيدة للجمهور العام، ومن أجل ديمقراطية ووطنية عراقيتين متجددتين، ومن أجل ثقافة حرة لا يكتم أصواتها الأولياءُ الفاسدون والبيروقراطيون المتحكمون الذين نصبوا أنفسهم إقطاعيين سياسيين إداريين على العراق من خلال التلاعب بديمقراطية شكلانية وهي دكتاتورية طائفية ناقعة في الرجعية.
وهذه الهبة التي قام بها اليسار والليبراليون والوطنيون وراحت تتنامى وسط القمع والمذابح الإرهابية من قبل القاعدة ومن يحركها، أزعجت السلطة اللقيطة المكونة من مجموعات متحدة ومتنازعة من اللصوص، فراحت تقتل أبرز المثقفين العراقيين الذين ناضلوا على مدار عقود لوحدة العراق وتقدمه.
قبل أيام اغتالوا فنانا مسرحيا صبيحة الجمعة 9 سبتمبر اسمه هادي المهدي فهل كان يحمل رشاشاً؟ بل لأنه كان من أبرز القيادات التي تقود الاحتجاجات على سرقة المال العام والمحاصصة الطائفية وغلاء المعيشة. لم يكن سوى شخصية ثقافية فهل وصلت زمر الطائفيين إلى خنق أي صوت معارض؟
إذا كانوا يغتالون المسرحيين والأدباء فماذا يفعلون في القوى السياسية؟ إن المنطقةَ في خطر بسبب القوى الطائفية الفاشية المتصاعدة من إيران والعراق.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروعان لا ثالثَ لهما في البحرين
- الأنواعُ الأدبية والفنية والديمقراطية
- سمة الثقافة الايرانية الرسمية
- الثورة السورية وغروب ولاية الفقيه
- المذهبيون بلا جذور طبقية
- الرأسمالية الحكومية والعلمانية
- الجمهورُ و(الغوغاء)
- منعطفٌ تاريخي للعرب
- الوعي البحريني وإشكاليات التقدم
- العمالُ أكبرُ الخاسرين
- التطورُ الاجتماعي السياسي في سوريا
- تقلبات غريبة لسياسيين
- حراكُ المذاهبِ والثورات
- الخسارة للجميع
- إشكالياتُ تحركات فبراير 2011
- أسبابُ الحراكِ العربي
- إصلاحات ضرورية
- إشكاليات فكرية لما بعد الثورة
- ديمقراطية غير علمانية .. أهي ممكنة؟
- عبدالله خليفة في حوار استثنائي مفتوح حول: الحراك الاجتماعي ف ...


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله خليفة - اليسارُ العراقي يناضلُ بوطنيةٍ ديمقراطية