أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الخوازيق والخطوات فى القضاء على الثورات















المزيد.....

الخوازيق والخطوات فى القضاء على الثورات


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العمل السياسى عند ارقى درجاته هو : الاستعداد لاستيعاب آمال الناس والقدرة على التعبير عنها .... والبحث عن الوسائل الممكنة لادارة مواردهم الانسانية والعملية لتحقيق تنفيذها .... اى ان السياسة شىء لايتصل بالضرورة بالدرجات العلمية ..ولا بالقدرة على الابداع الثقافى ... ولا بطول مدة التمرس الادارى ... وبالطبع فان تنفيذ مطالب العمل السياسى يحتاج الى الثلاثة ...لكن الارادة السياسية هى التى تحدد المطالب اصلا ... وعلى طول التاريخ كله فان الساسة وبناة الدول والامبراطوريات لم يكونوا من اعلام الفلسفة او الفكر او الخبرة الادارية .... ففرانكلين روزفلت بدأ محاميا ... وستالين بدأ عامل صلب .... وتشرشل بدأ صحفيا ... وريجان بدأ ممثلا ... وتاتشر بدأت كيميائية ... وجورباتشوف بدأ زراعيا ... هذه المقدمة توضح بجلاء ازمة فقر الدم السياسى والمعرفى لدى النخبة الحاكمة فى مصر الآن او مستقبلا ....

لقد قام الشعب المصرى بثورة سلمية تعتبر من ارقى الثورات على مر التاريخ راح ضحيتها شهداء وجرحى بالمئات ... حتى تم خلع مبارك رأس النظام الحاكم فى مصر ... وفوضت الثورة المجلس العسكرى لادارة شئون البلاد حتى يتم انتخاب رئيس مدنى جديد يحكم مصر ...ولكن للاسف ظن المجلس العسكرى الحاكم انه يحكم وليس يدير مصر .. ومع مرور الايام ظهرت العقبات امام المجلس العسكرى ....وبدأ الاهتمام من الكافة ...كيف سيتصرف المجلس العسكرى فى تلك العقبة ؟ ... ومع كل قرار خطأ كان الشعب يبلع للمجلس العسكرى عملا بشعار ( الشعب والجيش ايد واحدة ) ... و السياسة كما قلنا هى الاستعداد لاستيعاب آمال الناس والقدرة على التعبير عنها .... والبحث عن الوسائل الممكنة لادارة مواردهم الانسانية والعملية لتحقيق تنفيذها ... لكن المجلس العسكرى خيب امال الثوار فى الكثير من القرارات الصادرة منه .... وكأنه يعاند الثورة ... وبدأت خطوات القضاء على الثورة تطفو على السطح ... فهناك قواعد لو قام الحاكم لاى شعب بعد ثورة بتطبيقها يكون باستطاعته القضاء على الثورة نهائيا هى :


الأولى : الاحتفال بالخطوة الثورية ، ولعن الديكتاتور المخلوع " ، الجدير بالذكر انه يجب هنا أن يعلن الحاكم إدانته الكاملة للعصر البائد والنظام العفن ..... ولعن الدكتاتور على الملأ ..... وأن تهتف بحياة الثورة ..... سوف يصدقك الشعب فورا ...... ولكن قف بالمرصاد فى وجه اى محاولات من قبل الثورة لتحقيق اهدافها !!!

الخطوة الثانية : احتفظ بالنظام القديم كاملا ، وإياك أن تخضع لمطالب الثوار ، قاوم كل الضغوط ....... وأنتظر حتى تصل ضغوطهم إلى ذورتها ..... ثم قم بتغيير بسيط شكلي لا يمس قواعد النظام القديم إطلاقا ....... بسياسة ذبح النعاج المريضة وليس من اجل تطهير الثورة من فلول وبقايا النظام التى تعمل من اجل اعاقة العمل الثورى والقضاء على الثورة ....وقم باختيار شخصيات مكروهة من النظام ونظم لها محاكمات بطيئة ومعقدة لا تنتهي حتى تنسى الناس الغرض من المحاكمة ..... وأجعل السجون مكان للمعيشة أفضل من القصور التي كان يعيش فيها هؤلاء الذين ترغب في محاكماتهم ...... وإياك أن تفرط في النظام القديم لأنه سندك ....

الخطوة الثالثة : أترك أحوال البلد تتدهور حتى تصل إلى حافة الانهيار فى كل شىء ، لأن المستفيدين في البلد ينقسمون إلى ثلاثة أقسام قسم المستفيدين من النظام القديم وقسم الثوريين وقسم الناس العاديين في البلد المتضررين من النظام القديم وليس لديهم الشجاعة للمواجهة ....ولكي يقضي الحاكم على الثورة يجب أن يدق الأسافين بين الثوريين والناس العاديين ..... وهناك نماذج مثلا : أقطع مياه الري عن الفلاحون وإخفي الأسمدة حتى يفسد المحصول ... سرح العمال وإغلق المصانع .... أخر صرف المرتبات الغي العلاوات التي وعد بها الموظفين ...إخفي الشرطة تماما ، حتي تنتشر السرقات والاعتداءات وأعمال البلطجة , مارس كل الاعيب الحواة وبتوع الثلاث ورقات حتى يلعن الناس الثورة وسنين الثوار !!!! مع الوضع فى الحسبان أن يندس عملاء الأمن وامن الدولة المنحل بين المتظاهرين ليعطلوا المرافق ويقطعوا السكك الحديدية ويقوم عملاء التلفزيون بقيادة حملة لترويع الناس ويلصقوا كل المشاكل بالثورة حتى تترسخ في أذهان الناس فكرة أن البلد تقترب من المجاعة والفوضى بسبب الثورة ....


الخطوة الرابعة : أضرب وحدة الثوريين وفرق بينهم لأن الثوريين اتجاهاتهم مختلفة مثل الإسلاميين والليبراليين واشتراكيين فيجب على الحاكم اصطناع قضية .... شق صفوف الثوريين ، ثم تحالف مع فريق ضد فريق آخر .... تحالف مع القوي الفاشية لأنها تريد أن تطبق ما تريد تطبيقه بالقوة ...... إنهم لا يؤمون بالديمقراطية وسوف يؤيدون ما تريد تطبيقه ..... وسوف ينتقدون الثورة ويخططون للقضاء عليها من أجل السلطة والحصول على بعض المكاسب الآنية . وهنا يقارن الناس بين الفاشيين الدينيين أو الحاكم الديكتاتور وفي نفس الوقت تظهر مجموعات أخرى تؤيد الدكتاتور وتقوم بترتيب مسيرات مؤيدة ... كما يقومون بعمل بعض صفحات على الفيس بوك مثل (اسفين ياريس) لدق الاسافين بين الشعب والثوار فيصبح اسم الصفحة الحقيقى ( اسافين ياريس ) ....

الخطوة الخامسة : حاصر الثوريين وشوه سمعتهم ، وأنت تمتلك المؤيدين نتيجة الغياب الأمني ، ووقف عجلة العمل وحرك عملاء الشرطة وعملاء النظام السابق فى التلفزيون لان لديهم القدرة بالقيام بمهمة تشويه سمعة الثوريين , كما يجب أن يظهر الحاكم في هذا الوقت ويقول هل هذه الثورة فعلا وطنية أم أنها مدبرة من عناصر أجنبية!!! ....وأن يعلن المتحدث الرسمي بإجراء تحقيق موسع لمعرفة حجم الدور الأجنبي في التخطيط للثورة , هنا سوف يقوم الكثيرون من الناس بتصديق كلام المتحدث ويقولون أن هؤلاء الثوريون ما هم إلا عملاء خونة وسوف يضحك الحاكم عندما يرى نفسه وهو يلاحق الثوريين للتحقيق معهم ....

الخطوة السادسة : انتظر حتى تسوء الأحوال الاقتصادية والأمنية بشدة ثم وجه ضربتك القاضية لكي تقضي على الثورة نهائيا ، لأن الناس سيكونون كرهوا الثورة وافعال الثوار ....وعندها يخرج الحاكم للشعب ويقول بأن الأزمة طاحنة وأن الحالة ستزداد سوء ويجب فض المظاهرات والاعتصام , في هذه الحالة سوف يدرك الثوريون أن الحاكم قد سرق منهم الثورة لكنهم لم ولن يتوقفوا عن التظاهر وسوف يستمرون وينادون بسقوط حكم العسكر وعندئذ سوف تكون نهايتهم لأن الفاشيون والناس العاديون سوف يقومون بالاعتداء عليهم هنا يكون الحاكم قد أتم المهمة بنجاح وله الحق في الاحتفال بنجاحه الكبير في القضاء على الثورة..... وسلملى على الثورة والثوار ... مش هى دى نفس الخطوات المتبعة عندنا الآن ...مش كده ولا ايه !!!!



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادتنا الوطنية فى سيناء وكامب ديفيد
- علينا وعلى ثوارنا ألا نكون استثناء
- هل يتنازل الاخوان عن ملف توريثهم
- اطلالة على حزب العدالة والتنمية التركى وسياسة تغيير المجتمع ...
- لغتنا تتألم .... فهل من طبيب؟!!
- الامريكان وجماعات الاسلام السياسى وجائزة النفاق العالمى الرخ ...
- العلاقات السعودية الاسرائيلية الغامضة .. كشف المستور
- محمد نوح ... هرم مصر الرابع وراهب الموسيقى العربية
- لماذا لايتم فتح ملفات الخارجية المصرية فى عهد ابوالغيظ
- عزيزى القارىء انت تحمل جاسوسا فى يدك
- مفاجأة .. تركية مديونة لمصر ولاتريد ان تدفع
- وفاء الحب
- مع مشائخ السلفية مش هتقدر تغمض عينيك من النفاق السياسى
- على خلفية وقوف اردغان خلف الفضائج الجنسية لخصومه ! هذه هى مص ...
- عمرو موسى ... لايصلح رئيسا لمصر ... فوقوا بقى
- نحن بحاجة لزرع وعى لمحاربة المتأسلمين
- الاقباط بين مطرقة السلفية وسندان الاخوان
- الشائعة وخطورتها على امن واستقرار المجتمع
- مناظرة بين آدم وحواء
- ايران الخمينى دولة الغموض والتناقضات


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الخوازيق والخطوات فى القضاء على الثورات