أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - البصرة في عيون شبابها














المزيد.....

البصرة في عيون شبابها


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3458 - 2011 / 8 / 16 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حاضنة الحضاره ومهد اللغة والشعر والنحو , وارض السواد وباسقات النخيل ,أم الأنهار وخرير الجداول ,ثغر العراق وخاصرته الجنوبيه وشريانه الاقتصادي ,بطيبة اهلها ووداعتهم ونقاء سريرتهم وحسن معشرهم ودماثة اخلاقهم .
مرت عليها عاتيات الزمن بهمجيتها وشراستها وما خلفته من خواء ونكد وجحيم ,
فكانت نافذة الحروب وساحة لأوارها ومطحنة لحطامها.
فما انحنت لعواصفها الملتهبه والمثقله بدخان قيحها المسموم ,فلم تغير من طباعها وسحنة وجهها وصفاء معدنها .
ضلت صامدة مكابرة بصبر وجلادة وتحدي تنتظر الأتي من الايام لعل ثغرها الذابل يفتر عن ابتسامة مخضوضرة مورقة تحيل يبيس شوكها بريق امل وتفاؤل وحبور .
وما درت ان سنين حملها العسير تتمخض عن وليد اسود كالح يكشر عن أنياب موغلة بالغل والضغينة والحقد .. شره الطباع دنيئ النفس متبرقع بالخسة والرذيله والفساد .. فاغرا فاه لالتهام كل ما من حوله متطاولا حتى على لقمة الثاكل والعاجز واليتيم.
وها هي حصيلة الوعود والانتظار التي رفدتنا بها هذه الشلل والتكتلات البائسه التي اعتلت موج شطئان بصرتنا , تتجلى بكل صورها عن مدينة من الرمم والهياكل والاشباح الخاويه ..تتقاطع فيها شوارع وازقة وساحات ازليه مقفرة موحشة متشحة بظلام دامس كأن لمسات الترميم والصيانه فارقتها منذ عشرات السنين لتضحى مأوى للكلاب والقطط السائبه ..ولينام اهلها على ركام من الاوساخ والمزابل ..حيث استحالت انهارها وجداولها الرقراق الى برك ومستنقعات أسنة نتنه,, ومكانا سهلا لمكب الأنقاض والنفايات ,,وليهنئ اهلها وساكنيها بروائح مشبعة بجيف السنين وعذاباتها فتزكم ليلها البهيم عفونة وضجرا وخوار.
البصرة الام الرؤم التي ترضع من جوفها عموم ابناء عراقنا خيرا وعطاء وحياة ,,, تعيش الفقر والتهميش والاهمال بعد ان تنكر لجزالة فضلها وكرمها الكل حتى من ابنائها الاقربون الذين تربو بحضنها وصعدو على اكتافها متنعمين بالثروة والسلطة والجاه ادارو ظهورهم لها جحودا عند اول سلم للصعود..
الا يحق لها ان تسترد ولو جزئ يسيرا من الوفاء والعرفان لهذا السخاء والكرم المعطاء الذي كانت ولا زالت تغدقه من صميم جوفها واحقيتها بامتلاك ثروتها التي تطفو على سطحها دون ان ينازعها او ينافسها عليه احد ,,؟؟,,الا يعني هذا ازدراء واستصغارا وتقليلا من شئنها واهميتها من قبل قادة البلاد وسياسيه الجدد ؟؟؟ اومن القابعين على زمام امرها ظلما واللذين لاحول لهم ولا قوة الا ما ملكت إيمانهم وما تطال اليه اياديهم فهم اقوياء له ومتصدون؟؟؟ .
وبعد هذا اليأس والقنوط والخيبة والمراره من كل التصرفات والوعود الكاذبه والمغلفه بالخداع والغش الذي مارسته الحكومات المحليه التي تعاقبت على ادارة المدينه منذ السقوط الى يومنا هذا والتي لا تعرف الا مصالحها الشخصيه والفئويه اما الشعب البصري الساكت عن الضيم والقهر والغافي على يبيس الشوك والظمأ فسحقا له هذه المعاناة فلا امل ولا خير يرتجى مهما طال به الزمن والانتظار من هذه الشلل والاحزاب المترهله والخامله .
.ولكن من بين هذا الصراع والترقب والالم ,,يولد الامل والتفاؤل حين تتفتق من فيح اغصان بصرتنا براعم ندية بريئة خالية من كل دنس وقيح ورياء شباب تعلو جباههم النظره شعارات طافحة بالحب والولاء والاخلاص لمدينتهم دون ان تزوقها البهرجه والضجيج والادعآت الفارغه والمزيفه التي تبطن بداخلها اغراض ومنافع ومردودات شخصية وذاتيه .
هؤلاء الفتيه همهم مدينتهم المنكوبه التي عاشت سنين المحن والحيف والظلم تحت رحمة الحكام والمتسلطين والني اذاقوها خسفا وهوانننا .
اليوم ينتصرون لمدينتهم وهم يفترشون احدى الساحات اليتيمه في وسط بصرتنا وبليلها الرمضاني المشبع بالرطوبة والحرارة لتمتزج مع عرق اجسادهم فتمنحهم تدفقا و اندفاعا وحماس من اجل التغير .
هذا هو شعارهم الذي اعتصمو تحت يافطته .
ممتعضين ومستنكرين للواقع الفاسد الهزيل التي تعيشه بصرتهم تحت ظل الهيمنه والفساد المستشري في عروقها والذي لا يجدو له حلا سوى التغير .
-والتغير لا يتتاتى بالركون والانبطاح للامر الواقع وانما بالحركه والفعل والمثابره والمجاهره ورفع المطالب دون خوف او وجل واستحياء .
فالعراق لا يمكنه الخروج من هذا المأزق والواقع الفاسد الذي هو عليه والذي يستفحل ويتشظى بهذه السرعه الا بالتغير .
لايمكن لهذا العراق ان ينهض من كبوته وهو مسير من قبل هذه الرموز والاحزاب الهزيله والتي تفتقر الى ابسط مقومات الخبره والمهنيه في ادارة الدوله وشؤنها غير براعتها وتفننها في السرقه وملئ الارصده والجيوب .
العراق بحاجه الى كوادر وأناس وطنين مؤهلين كفؤين والى اياد نظيفة نزيهة مخلصه لشعبها ووطنها .
فمرحى لهذه النخب الفتيه من شباب التغير فالعزم معقودا عليكم فانتم امل الامه وتطلعاتها.



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطن بين الكهرباء والمسؤل
- تضارب التصريحات حول جاهزية القوات العراقيه بعد الانسحاب الام ...
- الادوار السياسيه للمرجعيه الشيعيه
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها... 8
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...7
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...6
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...5
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...4
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ..3
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...2 من 8
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...2
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ..1
- علي وياك علي...برميل الك تنكه الي
- حسجه
- الصداميون عائدون من تحت عباءت السلطه
- السمات الشخصيه للدكتاتور او الحاكم المسنتبد
- انتفاضة آذار في ذكراها العشرون دروس وعبر
- حديث الناس عن الحرمنه في عراقنا الزاهي الجديد
- حديث الناس في عراقنا الجديد
- ورقة عمل تسلط الصوء على انشاء وتجهيز غرفة عمليات لادارة الاز ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - البصرة في عيون شبابها