أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي - الملحق رقم 3 - الثورة الثقافية و التحالف -















المزيد.....


المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي - الملحق رقم 3 - الثورة الثقافية و التحالف -


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 20:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي ـ الملحق رقم 3
ـ الثورة الثقافية و التحالف ـ

الدياليكتيك الماركسي الأعلى على مستوى السياسة

تتجلى مهمة دولة ديكتاتورية البروليتاريا في إدارة المسائل الإقتصادية بالدرجة الأولى ، المسائل الإقتصادية عكس ربط الإدارة بالنشاط السياسي فقط ، و ذلك نظرا لما تتطلبة المرحلة الإنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية أي الإشتراكية بالإنتقال من المجتمع الرأسمالي إلى المجتمع الإشتراكي ، و هكذا "تخضع المهام السياسية للمهام الإقتصادية" بعد معاناة الحرب الأهلية من أجل بعث القوى المنتجة الإشتراكية ، أي إعادة تنظيم الإقتصاد وفق المنهج الإشتراكي .
و قد حصر لينين هذه المهمة في نقطتين رئيسيتين :

ـ الحساب و الرقابة على إنتاج و توزيع المنتجات ، بأوسع و أعم و أشمل أشكال هذا الحساب و هذه الرقابة.
ـ زيادة إنتاجية العمل .

و يقول لينين عن تنفيذ هاتين المهمتين :

"و هاتان المهمتان لا يمكن أن تقوم بهما أي جماعة كانت أو أي دولة كانت تنتقل إلى الإشتراكية ، إلا إذا كانت الرأسمالية قد خلقت بدرجة كافية المقدمات الأساسية لهذا ، الإقتصادية منها و الإجتماعية و الثقافية و السياسية .فبدون الإنتاج الآلي الكبير ، بدون شبكة متطورة إلى هذا الحد أو ذاك من السكك الحديدية و المواصلات البريدية و البرقية ، بدون شبكة متطورة إلى هذا الحد أو ذاك من مؤسسات التعليم العام ، لا يمكن بكل تأكيد ، لا تنفيذ المهمة الأولى و لا تنفيذ المهمة الأخرى ، بصورة ذائبة منظمة و على صعيد الشعب كله". كتاب : في الثقافة و الثورة الثقافية ، موضوع : المهام المباشرة أمام السلطة السوفييتية.

و هكذا يتطلب البناء الإشتراكي الإعتماد على المقدمات التي خلفها النظام القديم أي الرأسمالية ، و لئن كانت روسيا لم تتوفر بشكل كامل على مثل هذه المقدمات إلا أن ديكتاتورية البروليتاريا قادرة على الإستفادة من تجارب الدول المتقدمة بأوربا الغربية ، كما أنه لا يمكن بناء الإشتراكية بدون "عناصر ثقافة الرأسمالية الكبيرة" و على رأسها الإستفادة من "المثقفين الديمقراطيين البورجوازيين الصغار" ، الذين يشكلون الدعامة الأساسية للبناء الإشتراكي رغم إجبار دكتاتورية البروليتاريا على محاربة الديمقراطية البورجوازية الصغيرة نظرا لما تتطلبه سيادة الديمقراطية البروليتارية الإشتراكية.

يقول لينين :

" أما الآن فقد ظهرت إمكانية الإستفادة من هؤلاء المثقفين في صالح الإشتراكية ، هؤلاء المثقفين الذين ليسوا اشتراكيي الميل و لن يكونوا أبدا شيوعيي الميل ، و لكن الذين يحملهم الآن سير الأحداث و العلاقات الموضوعي على التزام موقف الحياد إزاءنا ، موقف الجار من الجار . و إننا لن نستند أبدا إلى المثقفين ، بل سنستند فقط إلى طليعة البروليتاريا التي تجر وراءها جميع البروليتاريين و جميع الفلاحين الفقراء . و لا يمكن أن يكون لحزب الشيوعيين سند آخر . و لكن الإستناد إلى طبقة تمثل الديكتاتورية شيء ، و السيادة على الطبقات شيء آخر". نفس المرجع ، موضوع : تقرير عن موقف البروليتاريا من الديمقراطية البورجوازية الصغيرة في اجتماع المناضلين الحزبيين في موسكو.

في بداية الثورة الإشتراكية بروسيا سلك لينين أسلوب المفاهمة مع الديمقراطية البورجوازية الصغيرة انطلاقا من امكانية الإستفادة منها على أساس تنفيذ قرارات ديكتاتورية البروليتاريا ، الطبقة السائدة بعد ثورة أكتوبر ، إلا أن شعار المفاهمة هذا لم يدم طويلا و اضطر لينين لتغييره بعدما عمد الديمقراطيين البورجوازيين الصغار إلى محاربة ديكتاتورية البروليتاريا خلال الحرب الأهلية ، فالبناء الإشتراكي تطلب في أول الأمر الإعتماد على مخلفات النظام البائد الرأسمالي الذي يشكل فيه المثقفون العنصر الأساس ، و الذي يجب التعامل معه بحذر و صرامة تامتين من أجل الإستفادة من إمكانياتهم و مؤهلاتهم الثقافية ، هذه العناصر التي أفسدتها الرأسمالية و التي يجب استثمارها في تنفيذ الخطط التي ترسمها "البروليتاريا المدربة و المحولة إلى قوة كفاحية قادرة على تحطيم البورجوازظية" كما قال لينين.
و أكد لينين على أنه يتوجب على البروليتاريا أن تحسن اختيار المثقفين الجديرين بالإستفادة منهم و التعهد إليهم بمهام واضحة و معينة ، و مراقبتهم للتثبت من تنفيذها بكل دقة و معاملتهم حسب ما قال ماركس بصدد موظفي كومنة باريس :

"كل رب عمل بمفرده يعرف كيف يختار لنفسه المعاونين الصالحين ، المحاسبين الصالحين ، و يعرف ، عندما يخطئون ، كيف يصلح أخطاءهم ، و يعرف ، إذا لم ينفعوا ، كيف يستعيض عنهم بجدد ، صالحين". عن ماركس : "الحرب الأهلية في فرنسا".

و هكذا يوضح لينين أنه لا يمكن بناء الإشتراكية دون القدرة على استخدام إرث من الثقافة الرأسمالية و على رأسه المثقفون ، مما يتطلب معاملتهم ك"الجار مع الجار" مع إخضاعهم لرقابة صارمة أثناء تنفيذ مهامهم الموكولة إليهم من طرف البروليتاريا ، حيث أنه لا يمكن للبروليتاريا وحدها بحكم سلطة ديكتاتوريتها أن تقوم بجميع مهام دولة ديكتاتورية البروليتاريا ، و لأن الديمقراطيين البورجوازيين الصغار متذبذبين ، و سيظلون متذبذبين " طالما لم تنتصر الثورة الإشتراكية العالمية كليا " كما يقول لينين ، يحب مراقبتهم ، و لأن المهمة الرئيسية التي تواجه البروليتاريا هي مواجهة الإمبريالية ، فلا بد من استعمال كل هذه العناصر المتذبذبة التي تستغلها الإمبريالية لاستمالتها إلى صفوف البروليتاريا.

يقول لينين :

" ينبغي لنا أن نستخدم تلك العناصر من المتذبذبين الذين تدفعهم وحشية الإمبريالية نحونا . و هذا ما سنفعله . و أنتم تعرفون بروعة أنه لا يجوز في الحرب إهمال أي مساندة ، حتى و إن جاءت بصورة غير مباشرة . بل إن وضع الطبقات المتذبذبة ذاته يتسم في زمن الحرب بأهمية هائلة . و بقدر ما تتفاقم الحرب حدة ، يترتب علينا أن نكسب مزيدا من النفوذ على العناصر المتذبذبة التي تأتي إلينا . و من هنا ينجم أن التاكتيك الذي اتبعناه طيلة نصف سنة إنما يجب تعديله وفق المهام الجديدة حيال مختلف فئات الديمقراطية البورجوازية الصغيرة." نفس المرجع.

و قد طرحت أهمية استخدام المادة التي خلفها العالم الرأسمالي القديم في مستوى الجيش الأحمر حيث اعتماده على الضباط السابقين في الجيش القيصري ، هؤلاء الضباط الذين يتموقعون في قمة الجيش الأحمر جعل هذه المسألة تشكل هاجسا لدى بعض البلاشفة ، و تخوفهم من انقلابهم على الثورة ، و هم لا يعرفون أن تنظيم الجيش الأحمر لا يمكن أن يقوم به أناس جدد ، و أن الإستفادة من الأخصائيين من الضباط القدامى ضرورية في إعداد هذا الجيش بإعداد هؤلاء الضباط الأخصائيين البورجوازيين إعدادا علما .

يقول لينين :

"نحن لسنا طوباويين يظنون بأن قضية بناء روسيا الإشتراكية يمكن أن يقوم بها أناس جدد ، فنحن نستخدم المادة التي خلفها لنا العالم الرأسمالي القديم . و الناس القدماء نضعهم في ظروف جديدة ، و نحيطهم برقابة مناسبة ، و نخضهم لإشراف البروليتاريا اليقظ ، و نجبرهم على تنفيذ العمل اللازم لنا . هكذا فقط يمكن البناء . فإذا كنتم لا تستطيعون أن تبنوا بناية من المادة التي خلفها لنا العالم البورجوازي ، فإنكم لن تبنوا أبدا ، و أنتم لستم شيوعيين بل منمقي جمل فارغة . فلأجل البناء الإشتراكي لا بد لنا من أن نستعمل كليا العلم و التكنيك و على العموم كل ما خلفته لنا روسيا الرأسمالية . يقينا أننا سنواجه في هذا الطريق مصاعب جمة . و لا مناص من الأخطاء . و في كل مكان يوجد خونة و يوجد مخربون غدارون . هنا لا بد لنا من العنف في المقام الأول . و لكنه ينبغي لنا أن نلجأ بعد إلى العنف ، إلى نفوذ البروليتاريا المعنوي ، إلى التنظيم القوي و الإنضباط الشديد . و لا داعي إطلاقا إلى نبذ الأخصائيين المفيدين لنا". نفس المرجع.

و أكد لينين على أهمية الريف في بناء الثقافة البروليتارية مما جعل البلاشفة يولونها اهتماما خاصا في سياساتهم ، و ذلك بربط علاقات متينة بين البروليتاريين بالمدن مع الفلاحين الفقراء بالريف رغم وجود مصاعب في علاقات الإنتاج ، لكون الفلاحين يتمسكون بملكيتهم الخاصة للأرض و التحكم في إنتاجهم الفلاحي مما يضع عوائق جمة أمام البناء الإشتراكي ، الشيؤ الذي وضع أمام البروليتاريا مهمة إقناعهم بأن تجاوز مخلفات الحرب يتطلب التضحية من طرف الفلاحين من أجل البناء الإشتراكي ، و هنا تكمن أهمية الإقناع في التعامل مع الفلاحين لإقناعهم للسير في طريق البناء الإشتراكي بالتنازل عن الملكية الخاصة .

يقول لينين :

" كان يترتب علينا أن نقيم صلة بين بروليتاري المدن و فقراء الريف ، و هذا ما فعلناه . فالآن تقوم صلة في منتهى الوثوق بفضل آلاف الخيوط غير المرئية . و هنا ، كما في كل مكان ، نصطدم بمصاعب جمة ، لأن الفلاحين إعتادوا أن يشعروا بأنهم مالكون مستقلون . إنهم إعتادوا أن يبيعوا حبوبهم بحرية ، و كان كل فلاح يعتبر أن هذا حق له يستحيل انتزاعه منه . و الآن ينبغي القيام بعمل هائل من أجل لإقناعهم نهائيا بأنه لا يمكن التغلب على هذا الخراب الذي خلفته لنا الحرب إلا بتنظيم الإقتصاد تنظيما شيوعيا . و هنا لم يعد ينبغي اللجوء إلى العنف ، بل إلى الإقناع فقط ". نفس المرجع.

لقد أكد لينين على أن العنف وحد لا يمكن ان يحل مسألة بناء الإشتراكية في ضرورة استعمال المادة التي خلفتها الرأسمالية ، إنما كذلك التأثير المعنوي على الديمقراطيين البورجوازيين الصغار ، مما له أهمية قصوى في استثمار المثقفين و الأخصائيين البورجوازيين بالمدن و فقراء الفلاحين بالريف ، فبعد سحق الرأسمالية يجب على البروليتاريا الإستفادة من كل الثقافة التي خلفتها البورجوازية و بناء الإشتراكية منها ، و هذا العمل هو نصف المهمة التي يجب القيام بها ليس بالعنف فقط و لكن كذلك بالتأثير المعنوى أيضا.

يقول لينين :

" سيقولون : عوضا عن العنف ، يوصي لينين بالتأثير المعنوي ! و لكنه من الغباوة تصور أنه من الممكن بالعنف وحده حل مسألة تنظيم علم جديد و تكنيك جديد في مضمار بناء المجتمع الشيوعي ... إن استخدام كل جهاز المجتمع البورجوازي ، الرأسمالي ، إن هذه المهمة لا تتطلب العنف المظفر فحسب ، بل تتطلب ، علاوة على هذا ، التنظيم و الإنضباط و الإنضباط الرفاقي وسط الجماهير ، و تنظيم التأثير البروليتاري في جميع السكان الآخرين ، و خلق وضع جديد بين الجماهير يرى فيه الأخصائي البورجوازي أن لا مخرج له و أنه تستحيل العودة إلى المجتمع القديم ، و أنه لا يسعه أن يقوم بعمله إلا مع الشيوعيين الذين يقفون بقربه و يقودون الجماهير و يتمتعون بمطلق ثقة الجماهير و يعملون على أن لا تعود ثمار العلم و التكنيك البورجوازي ، ثمار تطور المدينة خلال آلاف السنين ، إلى حفنة من الأفراد يستغلونها لكي يبرزوا و يثروا ، بل أن تعود إلى جميع الشغيلة بلا استثناء." نفس المرجع.

إنه لا يمكن القضاء على الطبقية دفعة واحدة في فجر الثورة الإشتراكية لأنه لا يمكن أن ننتظر حتى يصبح كل الناس بروليتاريين لنقوم بالثورة ، و "الرأسمالية لا تكون رأسمالية إذا لم تكن البروليتاريا "الصرفة" محاطة بجمهرة من النماذج المتنوعة تنوعا خارقا" كما يقول لينين ، من أشباه البروليتاريا و الفلاحين الصغار و الحرفي الصغير و صاحب الملكية الصغيرة و الفلاح المتوسط ... و "إذا لم تكن البروليتاريا نفسها منقسمة في داخلها إلى فئات أكثر تطورا و أقل تطورا" كما يقول لينين.
في ظل هذه الظروف يكون على البروليتاريا الواعية ، الطليعة الثورية ، أي الحزب البروليتاري اللجوء إلى "المناورة و التوافق و المساومات مع مختلف فئات البروليتاريين ، و مع مختلف أحزاب العمال و صغار أصحاب الملكية" ، و لن يتم ذلك إلا ب"معرفة كيفية تطبيق هذا التكتيك" انسجاما مع هدف الحزب في الرفع من مستوى الوعي لدى البروليتاريا و "مستوى ثوريتها و قدرتها على النضال و على الإنتصار" كما يقول لاينين.
فهذا التاكتيك (المناورة و التوافق و المساومات) وفق هذه الشروط أمر لا مفر منه لأي حزب بروليتاري يسعى لبناء سلطة ديكتاتورية البروليتاريا ، شريطة أن تخدم هذه المساومة المصالح الطبقية للبروليتاريا ، و انتصار البلاشفة على المناشفة تطلب تطبيق هذا التاكتيك ، ليس فقط قبل ثورة أكتوبر بل كذلك بعدها ، بحكم تذبذب الديمقراطيين البورجوازيين الصغار.

يقول لينين :

" إن الديمقراطيين البورجوازيين الصغار (و المناشفة في عدادهم) يتأرجحون ، و لا مناص ، بين البورجوازية و البروليتاريا ، بين الديمقراطية البورجوازية و النظام السوفييتي ، بين الإصلاحية و الثورية ، بين حب العمال و الخوف من الديكتاتورية البروليتارية و هلمجرا . يجب أن يكون التاكتيك الصحيح للشيوعيين الإستفادة من هذه التأرجحات و أن لا يكونوا مهملين لها أبدا . و هذه الإستفادة تستلزم التساهلات مع تلك العناصر التي تنعطف نحو البروليتاريا ، و ذلك عندما تنعطف ، و بمقدار ما تنعطف ، نحو البروليتاريا ، و تستلزم إلى جانب ذلك النضال ضد أولئك الذين ينعطفون نحو البورجوازية." كتاب : مختارات الجزء الرابع ، موضوع : لا مساومة أبدا ؟

لقد أثبتت الحرب الأهلية بعد ثورة أكتوبر أن الديمقراطية البورجوازية الصغير ما هي إلا أداة في أيدي الرأسماليين و الملاكين العقاريين ، و أن التحالف بين البروليتاريا و الفلاحين قد رسخ أسس النضال الطبقي بين هاتين الطبقتين ، و أن سبع سنوات من الحرب الإمبريالية و الأهلية قد علمت الفلاحين معنى النضال الطبقي إلى جانب البروليتاريا ، من أجل البناء الإشتراكي ، مما يضع على عاتق البروليتاريا وضع تدابير صحيحة لقيادة الفلاحين نحو البناء الإشتراكي ، الشيء الذي يضعها في المحك أمام اختياراتها السياسية إزاء الجماهير البورجوازية الصغيرة ، و خلال الحرب الأهلية تم وضع أسس العلاقات الصحيحة بين البروليتاريا و الفلاحين .

يقول لينين :

" إن حقبة 1917 ـ 1921 هي التي كونت أساس العلاقات الصحيحة بين البروليتاريا و الفلاحين في روسيا السوفييتية ، حقبة أدى فيه غزو الرأسماليين و الملاكين العقاريين ، بمساندة كل البورجوازية العالمية و جميع أحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة (الإشتراكيين ـ الثوريين و المناشفة) إلى إنشاء و توطيد و بلورة التحالف الحربي بين البروليتاريا و الفلاحين دفاعا عن سلطة السوفييتات . إن الحرب الأهلية هي أحد شكل من أشكل النضال الطبقي ، و الحال ، بقدر ما تشتد حدة هذا النضال ، بقدر ما تحرق في نارها بمزيد من السرعة جميع الأوهام و الخرافات البورجوازية الصغيرة ، و يبين الواقع ذاته بمزيد من الوضوح حتى لآشد فئات الفلاحين تأخرا ، أن ديكتاتورية البروليتاريا هي وحدها التي تستطيع أن تأتيها بالخلاص ، و أن الإشتراكيين ـ الثوريين و المناشفة ليسوا في الواقع سوى خدم الملاكين العقاريين و الرأسماليين". نفس المرجع.

و قد ساهم التحالف في الحرب بين البروليتاريا و الفلاحين في الإنتقال من المهام السياسية إلى المهام الإقتصادية ، إلى العلاقات الإقتصادية الصحيحة بين البروليتاريا و الفلاحين ، إلى تحالف اقتصادي متين في اتجاه البناء الإشتراكي.

يقول لينين :

"إن التحالف الحربي بين البروليتاريا و الفلاحين قد كان ـ و لم يكن بوسعه ألا يكون ـ الشكل الأول للتحالف الوطيد بين هاتين الطبقتين و لكنه ما كان في مقدوره أن يبقى حتى بضعة أسابيع دون تحالف اقتصادي معين بينهما . فمن دولة العمال ، تلقى الفلاحون كل الأرض و الحماية ضد الملاك العقاري و ضد الكولاك ، و من الفلاحين تلقى العمال قرضا من المنتجات الغذائية ، بانتظار بعث الصناعة الضخمة." نفس المرجع.

لقد أصبحت مسألة تحالف البروليتاريا مع الفلاحين في منظور اللينينية مسألة أساسية في اختبار الحلفاء الحقيقيين ، ليس من باب المناورة و التوافق و المساومة ، و لكن من باب المبدئية لكون كل من يسعى إلى تحقيق الثورة البروليتاريا لا بد و أن يحدد حلفاء البروليتاريا أثناء هده الثورة ، عكس ما تقوم به الديمقراطية البورجوازية الصغيرة من تجاهل الفلاحين و دورهم في تحقيق البناء الإشتراكي ، و قد أكد التحالف الحربي أثناء الحرب الأهلية أهمية التحالف بين البروليتاريا و الفلاحين في سحق الرأسماليين و الملاكين العقاريين ، و بالتالي سحق الرأسمالية ، بعد الإنتقال من المهام السياسية إلى تنفيذ المهام الإقتصادية ، من التحالف الحربي إلى التحالف الإقتصادي.

يقول ستالين :

" هل الإمكانيات الثورية الكامنة لدى جماهير الفلاحين ، بفعل ظروف وجودهم الخاصة ، قد استنزفت أم لا ، وإذا كانت لم تستنزف ، فهل من أمل ، هل من أساس للاستفادة من هذه الإمكانيات في سبيل الثورة البروليتارية ، ولتحويل جماهير الفلاحين ، أي تحويل أكثريتهم المستثمَرة ، من احتياطي للبرجوازية كما كانوا في الثورات البرجوازية في الغرب ، وكما لا يزالون في الوقت الحاضر ، إلى احتياطي ، إلى حليف للبروليتاريا ؟ . إن اللينينية تجيب على هذا السؤال بالإيجاب ، أي أنها تعترف بوجود كفاءات ثورية في صفوف أكثرية الفلاحين ، وبإمكان الاستفادة من هذه الكفاءات لمصلحة دكتاتورية البروليتاريا . ويؤكد تاريخ الثورات الروسية الثلاث ، تأكيداً تاماً ، استنتاجات اللينينية في هذا الموضوع." كتاب : أسس اللينينية.

لقد اهتم لينين بدور الفلاحين في الثورة البروليتارية الإشتراكية باعتبارهم الحلفاء الأساسيين للبروليتاريا ، و تأكد من ذلك خلال الثورات الثلاث في روسيا في القرن 20 ، فمن تحالفهم في الثورة الديمقراطية البورجوازي إلى تحالفهم في الثورة الديمقراطية البروليتارية ، إلى البناء الإشتراكي ، فهذا التحالف خلال الثورة الديمقراطية البورجوازية قد أضعف البورجوازية بروسيا عكس الثورات الديمقراطية البورجوازية بالغرب الأوربي ، لكونها في روسيا تتسم بقيادة البروليتاريا التي حولتها إلى ثورة ديمقراطية بروليتارية ، ليس فقط على المستوى السياسي بل كذلك على المستوى الإقتصادي.
و كان ضروريا للخروج من الحرب الإمبريالية الأولى طرد الديمقراطية البورجوازية الصغيرة من الحكم عبر ثورة أكتوبر 1917 ، و الإنتقال مباشرة إلى الثورة الديمقراطية البروليتارية و الشروع في البناء الإشتراكي ، ذلك ما استنفر كل القوى المعادية للثورة من بورجوازية عالمية و رأسماليين و ملاكين عقاريين و اشتراكيين ـ ثوريين و مناشفة ضد تحالف البروليتاريا و الفلاحين ، مما أشعل نار الحرب الأهلية التي انتصر فيها البلاشفة ، و استخلص منها لينين الكثير حول التحالف الحربي بين البروليتاريا و الفلاحين ، الذي ساهم بشكل كبير في الإسراع بالتحالف الإقتصادي بين هاتين الطبقتين كشرط أساسي في بناء الإشتراكية بالإتحاد السوفييتي.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركس ...
- الحركة الماركسية اللينينية المغربية في مواجهة التحريفية الإن ...
- الثورات الشعبية المغاربية و العربية في القرن 21 في مواجهة دك ...
- المعركة الوطنية المفتوحة للمعطلين ترفع راية النضال الثوري با ...
- الثورة التونسية و الثورة المضادة
- جمهورية ديمقراطية أم ملكية برلمانية ؟
- النضال الطبقي العمالي من خلال تجربة المنجميين ب-إيمني- درس ...
- الحركة الشبيبية الثورية المغربية في علاقتها بحركة 20 فبراير
- الحركة الشبيبية في علاقتها بانتفاضة 23 مارس 1965
- الإنتفاضة الشعبية المغربية و مهام حركة 20 فبراير
- أهمية البناء الجماهيري لحركة 20 فبراير
- ما معنى -الشعب يريد إسقاط النظام- ؟
- بيان إلى الرأي العام بصدد اختطاف واعتقال الرفيق العياشي ألري ...
- نتائج الثورة المصرية : حكومة ثورية أم انقلاب عسكري ؟
- الثورة و الدولة و العنف الثوري في التجربة المصرية
- الثورة الشعبية المصرية المظفرة و تأسيس الدولة الوطنية الديمق ...
- الثورة الشعبية التونسية و الدولة
- درس في الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية التونسية المظفرة


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المذهب الماركسي اللينيني أعلى مراحل تطور الدياليكتيك الماركسي - الملحق رقم 3 - الثورة الثقافية و التحالف -