أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - سلطة الاستبداد وحزبها الفاشي














المزيد.....

سلطة الاستبداد وحزبها الفاشي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 20:03
المحور: المجتمع المدني
    


لا تكتفي سلطة الاستبداد بأجهزة الدولة العنفية لاخضاع المجتمع، وإنما تعمل على خلق أجهزتها القمعية الخاصة غير الخاضعة لقوانين الدولة وتستقطب في صفوفها حثالات قاع المجتمع وعتاة المجرمين لاستخدامهم كلاب مسعورة لقمع الاحتجاجات الشعبية ضدها. وتصور الأمر على أنه حرباً أهلية بين فئات اجتماعية متناحرة يعمل الجيش والأجهزة الأمنية الحفاظ على السلم الاجتماعي بعدّها طرفاً محايداً في النزاع بين مكونات قومية وطائفية متناحرة.
يستند حزب سلطة الاستبداد على منظومة فكرية فاشية يوفر الحماية لمنتسبيه من الحثالات والمجرمين لارتكاب الجرائم البشعة ضد المعارضين، ففي منعطفات حياة الشعوب الكبرى يكشف الحزب الفاشي عن حقيقة منطلقاته الفكرية المستورة وعن المستوى المتدني لمنتسبيه الذي يختبر ولاؤهم بعمليات اغتيال المعارضين لترويع المجتمع.
كلما أوغل منتسب الحزب الفاشي بدماء المعارضين لسلطة الاستبداد زاد رصيده الحزبي وعلا شأنه عند قادة حزبه بعدّه مدافعاً عن مبادى الحزب وسلطته، وفي حقيقة الأمر أنه يعبر عن ذاته المحقونة بالحقد والكراهية ضد المجتمع بانتسابه الى الحزب الفاشي للتخلص من حالة الدونية التي تنخر ذاته.
يقول (( نيتشه )) : " إن دعاة المبادئ غالباً ما تكون مأربهم متباينة، فمنهم من يستخدمها لاضطهاد المجتمع ومنهم من يستخدمها لعبادة الفرد ".
هذا لا ينفي وجود المُغيبين من منتسبي الحزب الفاشي الذين يرقصون طرباً للشعارات الوطنية الزائفة لتحقيق رغباتهم الحالمة، فينتمون إلى الجماعة للتستر على حالة العجز التي تنخر ذواتهم ما يكسبهم الشجاعة الزائفة لاستخدامها ستار لحجب جبنهم الكامن.
إن الحزب الفاشي بحاجة على نحو دائم إلى الحثالات والمُغيبين لزجهم في حروبه الدائمة مع الأحزاب المنافسة والمجتمع فيعمل على حقن مفهوم الشهادة في ذواتهم لتحقيق مبادئ الحزب وتحريض رواسبهم الشريرة وحقدهم ضد المجتمع، فمن يقتل منهم يعدّه الحزب شهيداً ومن ينجو يزجه بمعارك أخرى لتوريطه على نحو أكبر بدماء أبناء المجتمع ليصعب عليه التخلي عن الحزب الفاشي خشية أن يطاله الانتقام من المجتمع.
يعتقد (( نيتشه )) " أن دور الحزب والراعي متشابهان، فكل منهما يحتاج إلى كبش يقود قطيعه وإلا عليهما لعب دور الكبش ".
تتبنى الأحزاب الفاشية أساليب العنف والقتل لفرض هيمنتها على المجتمع سواءاً كانت أحزاباً في السلطة أو المعارضة حيث تعمل قياداتها على حقن وجدان منتسبيها بالتضحية بالنفس لتنعم هي بالسلطة وملذات الحياة، لذلك تفتعل الأزمات والمعارك بين منتسبيها ومنتسبي الأحزاب المنافسة لزجهم في معارك طاحنة لتحقيق مصالحها الخاصة.
كلما زاد عدد شهداء الحزب تفاخرت القيادة أكثر بعدّها تمثل حزب الشهداء شريطة أن تكون الشهادة مقتصرة على منتسبيها فقط ولا يطال ذواتها وعائلاتها لأن مهمتها الأساس تحريض الحثالات والمغيبين من منتسبيها على التضحية بالنفس لأجل مبادئ الحزب والوطن، وتعدّ رصيد حزبها النضالي تعاظم عدد الشهداء من دون أن تهتم بذوي الضحايا ومستقبل أطفالهم.
يعتقد (( ناصر الدين النشاشبي )) " أن أحزاب كثيرة متناقضة تعرف كيف تتفق على المعارضة ؟. وكيف تحمل معاول الهدم ؟. لكنها لا تعرف كيف تتفق على الحكم وتقاسم المسؤولية ؟ ".
إن سياقات الحزب الفاشي التنظيمية تشابه التنظيم المافوي وتوجهاته حيث تقوده عصابة تستولي على السلطة، وتجير مقدرات الدولة لخدمة مصالحها الخاصة، لذلك ليس سهلاً الوصول إلى حلول توافقية مع الحزب الفاشي القابض على السلطة للخروج من الأزمة السياسية وتجنب الحرب الأهلية لأنه لا يؤمن بالحوار وإنما باستخدام العنف لاخضاع المعارضين والتشبث بالسلطة لأمد غير محدود.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة المستبدة وأزمتها السياسية
- تحدي سلطة الاستبداد
- خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف
- تقويض شرعية سلطة الاستبداد
- تحديات السلطة والمعارضة
- لغة الحوار السياسي
- انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد
- سلوك سلطة الاستبداد مع المعارضين
- أزلام سلطة الاستبداد وسلوكهم
- عنف الحاكم واستبداده
- اهانة الشعوب وخداعها
- معنى الوطن
- أهداف التعليم الرئيسة
- قابلية التعلم ومؤشراته
- أنماط التعليم وتوجهاته المتباينة
- أساليب التدريس في النظام التعليمي
- النظام التعليمي وأساليبه المتباينة
- نظام التكوين التربوي
- صدر كتاب مشترك عن المياه لمجموعة من خبراء القانون والمياه ال ...
- تنمية الاستقلالية الفردية والمهنية


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - سلطة الاستبداد وحزبها الفاشي