أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - إمبراطورية الحفيد الأكبر














المزيد.....

إمبراطورية الحفيد الأكبر


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 08:44
المحور: الادب والفن
    




لن تكون كتابة الرواية سهلةً البتّة، إلا بتوافر دوافعَ عديدة، يأتي في مقدمِها قوةُ الموهبة، والحماس، ناهيك عن تبلور الفكرة على نحو واضح، كي تبقى الأدوات الأخرى، مجرد خيوط جديدة، لابد من أن تكون ضمن دائرة التحكم من قبل النوال، في ما إذ أوتي بروح العبقرية، والإبداع، حيث تترجم أصابعه ببهلوانية رؤاه وروحه، وهي تخلق أشكالاً أقرب منها إلى الخلق من الحرفية، وهو ما يمكن أن يشبه في هذا المقام عالم الرواية نفسها .

أسئلةٌ كثيرة، تترى أمام ناظري الكاتب، وهو في مقام استئناف بوصلة الحبر الإلكتروني، في نقلة تالية، كي يروي حيوات سلالة يضعها تحت مجهرالمعاينة، يتناولها عبر شريط زماني لها، في بضعة عقود متتالية، لتتواشج السيرة، بالحلم، بالانكسار، وعودة الروح، في دورة جد مدهشة، تترى كواكب مدماة، وهي تتدحرج منفلتة من مساراتها القسرية، طافحة بالتوق، ورائحة الاستشفاف الخالد .

تلك هي الخطوط الأولى، اللغة، الفضاءُ، الزمانُ، المكانُ، الشخوصُ، البيئةُ، وما يتبع ذلك مما يلزم، وما لا يلزم .

نوى الحكايات الصغيرة، لا تبرح مخيال النوال نفسه، شرساً، على امتداد هسيس الخطوات المستيقظة على البياض، يلتهمه الخلق، طفلاً على مقربة من عمارة رواية، يفتح الطفل كلتا عينيه، موثوقاً إلى سنة التتابع، هكذا، كي تليه الرواية عينها، تكبر قبله، وهي تتوقف عند دفاتره المفتوحة على الوقت، راكضاً إليه، تاركة خلفها السلالة قارئاً تلو آخر، في صورة جد وأب، كي يواصل الوليد “شيا” بين اللحظة، وآدم، النبي الأول، الأب الأول، والطفل الأخير، في السلالة، يدحرج الدقائق السبعين من عمره، أمامه، في صرخة واصلها، منذ تشرب البؤبؤين بالومضة الأرضية الأولى، يطلقها الكوكب الأكثر حضوراً، موسوماً بلقبه الشمسي، كي يترى أمام ناظريه المشهدان، في تداخل، وانفصام، يرسم كل حدوده، وتخومه، وخطوط ملامحه، وإن كان-في الجوهر - شتان ما بين مشهد وآخر، شتان ما بين من هو مُقترَح الغياب، ومن يدون أول الحضور، ما بين الرامة انفتحت ذاكرتها، على الجيف، والكوابيس، تنتجها الواحد منها تلو الآخر، ومن دون ورع من مقام الدم، تهدره، رخيصاً، استجابة لداع من رعونة، وجبروت، وانبتات عن ملكة الضمير، بيد أن النقيض، كاتب الحضور، لا يفتأ يطلق أسراب بشائره، تعيد رسم الخريطة، وطناً للضوء، والماء، أشبه بالكرنفال، يئد تراتبية الرهبة، والهلع، ويفتح أبواب بساتينه المقبلة في هيئة فراديس أرضية .

تلك خيوط الرواية الأولى، لايتردد النوال، يستعرض بهلوانياته، وهو يهندس خيوطها الأولى، مندساً صغيراً، منادياً التفاصيل، كي تلي ظل الإصبع، في انتظار ثغاء الطفل، ودندنات الجدة: واحفيداه . .!، في أولى غيبة للابن أباً، أو ابناً، وللجد ابناً، يتعلم حكمة الصغار، مثلي، تاركين الغرفة، مطبقة على أحاديث لم تنته، وشخوص جدد، ينهضون من الحبر، أطياراً، وأوادم، يحتلون الأرائك في غبار الانتظار، يواصل كل نشيده، كي يردد الطفل أنشودة نزارية:
أعطني حريتي، أطلق يديا . . . . . إنني أعطيت، ما استبقيت “شيا” .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يكسر شرنقة الصمت؟
- محمود درويش بعد ثلاث سنوات على غيابه:لايريد لحياته ولقصيدته ...
- بهلوانيَّات جاهلية :ردَّاً على ترَّهات رشاد أبي شاور
- رئيس منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف (إبراهيم اليوسف): الج ...
- عبود سلمان يعمد عرائسه في نهر الفرات
- دموع -السيد الرئيس-
- في عيده السادسة والستين: الجيش السوري- على مفترق الطرق-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-5-
- زمكانية الكلمة
- مالم يقله الشاعر
- طاحونة الاستبداد:وفيصل القاسم: من نصف الحقيقة إلى تزويرها:
- هجاءُ الخطابِ الأنويِّ
- الحوار تحت -درجة الصفر-:رداً على تخرُّصات رشاد أبي شاور وآخر ...
- -دفاعاً عن الجنون-
- دراجة الجنرال:في رثاء هوارو
- بوصلة الرؤى
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء4
- صلاة دمشقية:إلى قاسيون وبردى وكواكب صديقي-ع-
- كيف تطهِّر روسيا يدها من الدم السوري؟: رد هادىء على د. إينا ...
- في -نقد الثورة-:نحو ميثاقِِ وطنيِِّ لمستقبل سوريا


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - إمبراطورية الحفيد الأكبر