أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - عنفوان تحت الرماد














المزيد.....

عنفوان تحت الرماد


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 3448 - 2011 / 8 / 5 - 18:42
المحور: الادب والفن
    


ذاك الغراب الذي حط فوق الصخرة
ذاك الذي ينتقل بين صخرة الحربيلي و مومن وبروان(1)
ذاك الغراب الذي يتسلل بين عرين الأشجار
حط في قلعة شاردة مشوشة الأمال
جاء ليحول الرماد إلى تراب
جاء ليحول التراب إلى أعشاب
جاء ليسكب الأمطار
جاء ليوقظ العقول والأذهان
جاء ليوقظ أهلها من السبات
سوف يحمل من البادية وإلى البادية العلم والأخبار
سيقطف الحمص والتفاح
سيأكل التين والإجاص
من جنان القرشي وعباس(2)
من بلاد رزوق وبروان(3)
سينعق نعيقا صغيرا كالسهام
سيحرر الأطفال والنساء
سيسمو بالرجال
سيكتب أملهم على صفحات متينة
سيفتح الآفاق على أمال عتيدة
سيشهد على ذلك الغربان والعقبان
سيشهد على ذلك الدوم وشقائق النعمان
سيشهد على ذلك الأغصان الميادة
والأسماك الغواصة
سيشهد على ذلك حقوق القرويين المبثورة
سيشهد على ذلك حقوق الفتيات القرويات الموؤدة
سيشهد على ذلك الغراب بنفسه
سيشهد بقلبه
وبعيونه
سيشهد بأماله
التي جاء من أجلها قصد التحرير
لإخراج البطالي والفقير
من "البراكة" واليأس المرير
من الوهن والتفقير
من الظلم والتعذيب
جاء ليخرج المرأة من كوة الجهل العبوس
من النمذجة والتنميط الميؤوس
جاء ليهدي إليها مصباحا لينقذها من الغبش المغبوش
أكثر من هذا،آه،نعم
يمكن للغربان المظلومين أن يصمتوا أكثر من هذا!
لساعات طويلة
ولعشرات القرون
وما أكثرهم!
يمكن لهم أن يلقوا نظراتهم الميتة
وأن يعاينوا أعقاب السجائر
على مدارج الحانوت
وتحت القنطرة
ويمكن للنساء أن يسكتن
ويمكن للأطفال ألا يتكلموا
ويمكن للخياطي أن يشعل السيجارة
وأن يتحرش بالفتيات المارات
ولكن الغراب يمكن أن يتكلم
أن ينفذ من تحت الرماد
وأن يبول على النار
ويطفىء الأعواد
فيثور على الأفكار
ويحرر المسلوبين من الأغلال
بصوت جلي الكذب جلي الإغراب
يمكن للغراب أن ينظف نقاء الكلام
وأن يدافع عن جميع الأصوات
وأن يفسح المجال لجميع الكلمات
ويمكن للغراب أن يعاين النفاق برأسه المنخفض
أمام ضريح بارد لولي
أمام قبر جعل غير منسي
للركوب على الأحداث
والقفز فوق الأزمان
وتضليل الناس
لبقاء الاوضاع
دون ترميم جذري بغية الإصلاح
ويمكن للغراب أن يعاين ضحكات الناس وسط الحشود
ويمكنه أن يعاين ضحكات الرجل المتنفذ فوق المنصة على الذقون
ويمكن للغراب فوق الصخرة المقدسة أن ينشد التغييرات
ويمكن له نقد عفونة الحجرات
حجرات المدارس والإدارات والمستشفيات
عديمة الرحمة والإنسانيات
كقارىء مسن يتلو أدعية الزيارات
من أجل جمع بعض الدريهمات
كالصفر في الطرح والجمع والضرب وهو يقوم بالعمليات
يا أيها الناس
يا أيها القرويون
يا أيها الأطفال
يا أيتها النساء
يا أيها الرجال
يا أيها الشباب
إن الغراب الماكث فوق الصخرة –فوق الآفاق
يعلم أنه عنفوان تحت الرماد
جاء ليبشر بالخير والسلام
جاء لينادي بالتغيير والآن
جاء لينتقد الجور والعدوان
إنه هواء دينامي يحمل نجمة حمراءا
من جفون ملؤها الإرتعاش
من حركة ملؤها العنفوان
ومنذ نعومة الأظافر يحلم بهذه النجمة الحمراء
في الصحوة والمنام
يحلم أنها قادمة تحمل مشعل الأمان
لكل الأصناف والأجيال
لكل الرجال والنساء
أساسها التقدير والإحترام
العدالة والمساواة
نقد الآخر والذات
هذه النجمة
ليست كأبيه
ولا كجنسه
ولا حتى أمه
هي أطول من الأشجار
تنفذ إلى كل البنيان
وتأخد من العقلانية كمرصاد
وتأخد من نقد الذات كانطلاق
في سيرورة المكان والزمان
هذا هو العنفوان جاء لينفذ من تحت الرماد
29/07/2011
عبد الله عنتار
بني كرزاز
.....................................
-(1)أسماء لصخور توجد بدواربني كرزاز،وهي تسميات من نتاج النسق المعرفي المحلي
-(2)-(3) جنان وحقول حافلة بالتين والحمص وعدة فواكه أخرى،البعض منها مازال باقيا،والبعض الآخر اضمحل



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تنهض المرأة الكرزازية؟*
- آيروستي
- الإسلام و قيود التاريخ(1)
- سقطت الكفاءة وانتصرت الإنتهازية والتملقية
- مدينة خضراء التي قيل أنها مدينة خضراء؟!!!!
- الثورة المنسية
- أية تنشئة نريدها لمغرب اليوم؟
- نقد الإنتخابات المحلية(1)
- دور الجنس في تغيير الشروط الإجتماعية
- قراءة في الإنتخابات المغربية
- القانون في المجتمع المحلي!(1)
- البذرة المسوسة
- الروائح الكريهة تجوب الأطراف والسلطات المحلية تغط في السهاد
- ملاحظات ماقبل الإستفتاء


المزيد.....




- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - عنفوان تحت الرماد