أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - إنصاف الأكراد الفيلية مهمة وطنية عظمى !














المزيد.....

إنصاف الأكراد الفيلية مهمة وطنية عظمى !


أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 13:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان عدنان شابآ لطيفآ ٠٠ أنيقآ٠٠ ذكيآ وخاصةً في المواد العلمية٠٠ كان يدرس معي في الصف الثاني في متوسطة سومر للبنين في الناصرية عام ١٩٧٠ ٠٠ وكنت أعتبره من أصدقائي المقربين الذين أرتاح إليهم كثيرآ ٠٠ في أحد أشهر السنة الدراسية الأخيرة أحسست أن حالته بدأت بالتغيّر وكما يقال :لم يكن على مايرام٠٠ كنت أشاهده يتمشى منفردآ في ساحة المدرسة !!٠٠ وتبدو على محياه الكاٌبة والحزن ٠٠ وكان ساهيآ يتحدث مع نفسه!! فكرت بوضعه وقلت لنفسي:لأتكلم معه بصراحة لمعرفة أسباب ذلك! لوحت له بيدي صائحآ بإسمه من بعيد٠٠ أجابني ولكن دون إبتسامته المعهودة هذه المرة ! إقتربت منه قليلآ سائلآ إياه : ماذا بك ؟! وهل من شيء!٠٠ هل أنت مريض؟٠٠الخ٠٠ صمت بألم وتلفت بذهول وحذر الى الخلف،ثم قال لي بصوت واهن منكسر تخنقه العبرات: سوف يرحلوننا الى إيران!! لم أفهم حينها أي شيء عن الموضوع، لكنه إسترسل بشرحه لي ولو بشكل متقطع ،حيث كان لا يقوى على إخراج الحروف بسهولة! موضحآ :أن أجهزة ألأمن أبلغوا والده بأمر التسفير الى إيران! قائلين لهم: عليكم الأستعجال بالتنفيذ !! لأنهم وحسب ما ذكروا لهم [من التبعية] أي بمعنى أنهم إيرانيون !! ثم أردف بأسى قائلآ:أنا ولدت في الناصرية وأحبكم ولا أعرف فارسي!، ولا يمكن أن أتصور بأنني يمكنني العيش في بلد غير العراق!!٠٠ شعرت بألم عظيم إنتابني برهة وأنا أستمع إليه ولم تطرأ على بالي حينها أية أفكار أساعده بها لكي أنتشله من مصابه الأليم! وذلك لصغر سني ومحدودية إمكانياتي قياسآ مع جبروت السلطة وفقدانها الرحمة والأنسانية والشعور بالمسؤولية٠

أتذكر أنني سألته : هل أن أباك إيراني لكي يبعدوكم إليها!؟ فقال: نحن في الأصل أكراد فيلية ، وأن أبي وأمي وإخوتي ولدوا جميعآ هنا! وليست لدينا أية صلة قرابة مع أحد في إيران! ولا أتذكر أن أحدآ من أفراد عائلتنا سبق له إن سافر إلى إيران ! ٠٠٠٠ ومنذ ذلك التاريخ الحزين لم أعد أرى زميلي وصديقي عدنان الذي إنقطع قسرآ عن مواصلة الدراسة ! ولازلت أتذكر ملامح وجهه للآن !٠٠ ومنذ ذلك اليوم وتلك الحقبة المأساوية إشتد حقد النظام المقبور على الأكراد الفيلية ،حيث جرى إضطهادهم بقسوة ليس لها نظير ،وسلبت منهم وثائقهم الثبوتية وصودرت أملاكهم من بيوت ومحلات ومقتنيات شخصية! وبعد أن أعدم النظام منهم اٌلوف الشباب بدون أن توجه لهم أية تهمة سوى أنهم أكراد من جانب وشيعة من جانب اٌخر! بالأضافة إلى أن ألوفآ منهم كانوا ومازالوا مع أو قريبين للحزب الشيوعي العراقي ويساندون قوى اليسار والديمقراطية في مجتمعنا العراقي ٠٠ وهذه هي التهم الحقيقية الموجهة ضدهم!! والتي تتعلق بالهوية الوطنية والطبقية والقومية والطائفية!٠٠ والتي يتشرفون بحملها برأسٍ مرفوع ،لأنها تمثل لهم شخصيتهم العراقية الأصيلة،والتي لايمكنهم الأنسلاخ عنها أبدا٠٠ وحينما شبت نيران الحرب بين العراق وإيران في الثلث الأخير من عام ١٩٨٠ بدأ النظام ذاته بشن حملة واسعة ومنظمة عليهم هذه المرة وكانت أبشع من سابقاتها! حيث جرى تشريدهم من أماكن عملهم ودراستهم وسكناهم ولم يراعي أزلام النظام شيخآ أو طفلآ أو إمرأةً حامل أو مريض،ولم تكن حرمات دخول البيوت دون إستئذان من أصحابها -من ضمن طباعهم- لذلك كانوا يقومون بحشرهم بالشاحنات التي تقوم برميهم على الحدود مع إيران لملاقات مصيرهم المجهول!! مما تسبب في موت عدد منهم وفقدان بعضهم للصلة بأسرهم..

لقد مضى على سقوط النظام المقبور أكثر من ثمانية سنوات ولا زالت قضاياهم معلقة حتى الآن دون حل جذري كمعالجة صادقة وحقيقية لمشكلتهم لذلك أرى أن الوقت الآن مناسب جدآ لكي تتخذ الحكومة الحالية خطوات إنسانية عاجلة لرفع الحيف الذي لحق بالأكراد الفيلية وتقديم الأعتذار لهم بإسم الشعب العراقي وإعادة وثائقهم وممتلكاتهم التي سلبت منهم عنوة، وتعويضهم المادي والمعنوي عن الخسائر الجسيمة التي لحقت بهم وإ نصاف عوائل شهدائهم إسوة ببقية شهداء الشعب العراقي، ويجب على ألإعلام العراقي أن يهتم بهذه المعانات الإنسانية لكي يساهم بفاعلية تساعد على رفع الحيف والمظلومية عنهم٠ إنهم أناس بسطاء يحبون وطنهم العراق بشغف وإنصافهم إسوة ببقية المظلومين من جرائم النظام السابق تحقق العدالة الإنسانية لجميع العراقيين بغض النظر عن أية إعتبارات خاصة..! وليس بعض الخطوات البسيطة التي قامت بها الحكومة والتي لا تتناسب مع عمق المشكلة والمعانات الإنسانية التي قاسوها ولا زالوا..وعلى حكومة كردستان أن تأخذ المشكلة على عاتقها هي أيضاً وتقوم بمتابعتها كأحد أهم المشاكل لا سيما وأن الأكراد الفيلية هم شريحة مهمة وفعالة من التكوين الكردي العراقي ولا يمكن ترك قضيتهم فقط بيد الحكومة المركزية..يجب أن يتحرك الجميع بوعي وطني صادق لرفع الحيف عنهم بجميع الوانه دون مماطلة وإبطاء .



#أمير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى إستشهاد سكرتير محلية الناصرية مزهر هول راشد
- الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم باني مدينة الثورة ببغداد !
- الشهيدة موناليزا- ستون عام على ميلادها..ربع قرن على الرحيل !
- نقاط متفرقة لمؤتمر الشيوعيين العراقيين التاسع ٠٠ ...
- في ذكرى إستشهاد النصير الشيوعي جبّار...
- الربع دينار ..أقبّل جبينك !
- دكيت بابك يا وطن وانة غريب ببابك !
- ذكرياتي مع إتحاد الطلبة العام في الناصرية !
- هنا إذاعة صوت الشعب العراقي !
- سجل الشيوعيين العراقيين حافل بالتهميش والمضايقات !
- هل كان الشاعر بدر شاكر السياب شيوعياً !!!
- المرأة العراقية وثقل الحجاب على رأسها
- ذكريات عن معلمي الناصرية في عيدهم الأغر
- المنحرفون وعروسهم أغرقوا مدن العراق بدماء الأبرياء !
- مارياقو لا تحزن..سيبزغ الفجر..
- ما الذي حدث لأنصارالحزب الشيوعي في قرية سينا اليزيدية !
- ربع قرن على إستشهاد الرفيق أسعد لعيبي
- وأخيراً تحدث السكرتير الأول السابق للحزب الشيوعي العراقي
- لا تغرس مسماراً في الحائط..القي السترة فوق الكرسي !
- مئة عام على تبني النشيد الأممي في كوبنهاكن !


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - إنصاف الأكراد الفيلية مهمة وطنية عظمى !