أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - تفجير انبوب غاز ام تفجير لتطبيع مرفوض شعبيا؟














المزيد.....

تفجير انبوب غاز ام تفجير لتطبيع مرفوض شعبيا؟


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3421 - 2011 / 7 / 9 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفجير أنبوب غاز أم تفجير لتطبيع مرفوض شعبياً ؟

محمود عبد الرحيم
تفجير أنبوب الغاز المصري الممتد للكيان الصهيوني للمرة الثالثة خلال أشهر معدودة رسالة قوية لها مغزاها على أكثر من مستوى، باتجاه الداخل والخارج.

ولا يبدو مقبولاً توصيف من قاموا بهذا الفعل الشجاع بـ"المخربين" سيراً على نهج التوصيفات الصهيونية؛ لأنه يجيء، بلا أدنى شك، في سياق الحالة الثورية المصرية، ومحاولة محو آثار العدوان الذي اقترفه نظام مبارك المتصهين ضد الشعب المصري، وتوريطه لقلب العروبة مصر في تطبيع ساخن مع الكيان الصهيوني، تكملة لمسار الخطيئة الذي بدأه غير المأسوف عليه السادات، الذي أضر بالمصلحة الوطنية المصرية سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا، وحمّل المصريين غصبا فاتورة رفاهية واستقرار عدو العرب الأول، الذي كان يراه الرئيس المخلوع بمهانة صديقا حميما، ويرون فيه كنزا استراتيجيا. فتكرار هذا التفجير للغاز رسالة للسلطة الحاكمة الجديدة في مصر التي حتى الآن لم تأخذ بعين الاعتبار ميراث الرفض الشعبي للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ولا النداءات المتكررة التي تتعالى قبل وبعد ثورة يناير المجيدة بضرورة فك الارتباط المشبوه بين القاهرة وكل من (تل أبيب) وواشنطن، ومراجعة اتفاقية العار المسماة بـ"كامب ديفيد"، وتجميدها على الأقل، ووقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، خاصة ما يتعلق بتقديم دعم اقتصادي للعدو في صورة غاز بسعر بخس، في وقت يعاني فيه المصريون من أزمات في الوقود، علاوة على ضرورة إعادة بناء التحالفات الإقليمية والدولية، وتحديد العدو بشكل حاسم لا يربك الأجيال الجديدة، ويردع المهرولين الانتهازيين من المثقفين ورجال الأعمال، وحتى السياسيين الذين باتوا يعتبرون (إسرائيل) رقما في المعادلة الداخلية لمصر. وأظن أن هذه الرسالة أيضا موجهة لـ(إسرائيل)، فإن كانت قد استطاعت أن تخترق النظام المصري وتوجه قراراته بمساعدة "الشيطان الأكبر" واشنطن منذ حقبة السادات، فإن مصر الثورة حتماً ستقلب هذه الوضعية، وتستعيد لمصر استقلال قرارها الوطني، وتحررها من عار التطبيع بكافة السبل، وبالإرادة الشعبية ذاتها التي أطاحت بحاكم فاسد مستبد جعل من الأعداء أصدقاء، ومكنهم من استباحة سيادة الوطن واستغلال ثرواته وإضعاف مكانته وقيمته. نعلم أن الضغوط متواصلة على السلطة الانتقالية في مصر، والحوارات الأمريكية مفتوحة مع القوى السياسية المحتمل صعودها للسلطة أو المشاركة فيها، ولو عبر السيطرة على البرلمان خاصة الإسلاميين، وذلك لتأمين المصالح المشتركة (لتل أبيب) وواشنطن في مصر، لكن هيهات هيهات، فلن يقبل أي مصري ينتمي لمصر العروبة ويبحث عن المصلحة الوطنية إعادة تقييد هذا البلد الكبير، باتفاقات و"بروتوكولات" وتفاهمات صهيونية أو أمريكية تدخله إلى خندق التبعية والانكفاء على الذات مرة أخرى، على العكس فإن كل الاتفاقيات السابقة ينبغي على البرلمان المقبل أن يقوم بمراجعتها على النحو الذي يبين مدى انسجامها مع المصالح العليا للوطن أم لا، وهذا ما أكدته مسودة "دستور الثورة" التي أصدرتها اللجنة الشعبية للدستور. وكلنا تابعنا عند فتح ملفات الفساد للنظام السابق حجم الجرم الذي تم اقترافه في حق مصر والمصريين، والتي كانت (إسرائيل) مع مبارك وأعوانه شركاء فيه، وأتصور أن أحدا يهمه المصلحة الوطنية لن يرغب في إعادة هذا الوضع البائس، ومن يتجاهل هذه الحقيقة ويتصرف بانتهازية أو لا يأخذ في اعتباره الإرادة الشعبية مرة أخرى، سينال عقابه العاجل وليس الآجل. بالمناسبة، معركتنا مع التطبيع ليست فقط سياسية تتمثل في سحب السفير المصري من (تل أبيب)، وطرد سفير الكيان من القاهرة، وتجميد "كامب ديفيد"، وليست فقط اقتصادية تتمثل في وقف تصدير الغاز والانسحاب من اتفاقية "الكويز" وغيرها، ووقف التصدير والاستيراد واستقدام الخبراء الصهاينة، لكن الأخطر والأهم هو التطبيع الثقافي الذي يجب أن يحظى التصدي له بالأولوية في هذه المرحلة، خاصة أنه يومياً تتكشف حقائق مفزعة على صعيد اختراق الوسط الثقافي ومحاولات الاستقطاب وإسقاط حائط الصد الشعبي، آخرها اكتشاف ديوان شعر "إسرائيلي" يحمل عنوان"حليب سباع" تقوم دار نشر مصرية بطباعته بالتعاون مع السفارة "الإسرائيلية" بالقاهرة، وتقوم مؤسسة "دار التحرير" الحكومية بتوزيعه منذ مدة، الأخطر من هذا أن دار النشر التي تسمى "ابن لقمان" خارج القاهرة بالمنصورة، أي أن الاختراق وصل إلى أقاليم مصر، وبتعاون رسمي، متمثلا في المؤسسة الصحفية الحكومية، وبدعم مالي "إسرائيلي" بلا شك. ليس هذا فحسب، وإنما يتم إرسال نسخ من ديوان الشاعر "الإسرائيلي" روني سوميك، المترجم للعربية من قبل سلمان مصالحة ومراجعة حسين سراج (صحفي مصري متورط في النشاط التطبيعي من سنوات)، إلى الصحفيين بالمؤسسات الصحفية المختلفة، ومرفقاً معه رسالة من سفارة الكيان بالقاهرة تدعوهم للتعاون الثقافي وبناء جسور حوار، انطلاقاً من أن"الجهل عدو التقدم"، كما استهلت رسالتها التي أتيح لي أن اقرأها من خلال أحد الأصدقاء الصحفيين بمؤسسة الأهرام، التي كنا نظن أنها المؤسسة الصحفية الوحيدة المتورطة في ملف التطبيع، عبر مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بقيادة عبد المنعم سعيد الذي تم إسقاطه بسقوط نظام مبارك، إلى جانب عناصر بمجلة أكتوبر منها من قام بمراجعة هذا الديوان "الإسرائيلي". ما يعني أن الاختراق والاستهداف لمصر متواصلان على كافة الأصعدة، وما خفي كان أعظم، الأمر الذي يحتاج إلى وقفة صمود وتصدٍ واستعادة لزخم مقاومة التطبيع بكافة أشكاله، خاصة في هذه الأجواء الثورية التي توفر فرصة سانحة لتدمير كل مكتسبات الكيان في مصر، التي حصل عليها في ظل الرئيس المخلوع صديق الصهاينة وعدو المصريين.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -زنزانة 211-.. السجان حين يكون سجينا
- العربي ورابطة عمرو موسى للجوار
- الذاكرة الفلسطينية في مملكة النساء وعلى بعد خمس دقائق من بيت ...
- فتح معبر رفح والضربة المصرية الجديدة للكيان الصهيوني
- عنف عسكر ووعي ثوري ونضال مفتوح
- الجامعة العربية ورياح التغيير
- لوبي الديكتاتور مبارك وسيناريو هدم المعبد
- الحركات الاسلامية بين استغلال الديمقراطية ونسف الدولة المدني ...
- المثقف السوري واختبار ثورة الشعب
- اعادة سيناء الى حضن مصر الجديدة
- جمعة محاكمة المفسدين وسبت عقاب الثوار
- ثوار سوريا واليمن وليبيا والواجب الاخلاقي
- عودة الروح الثورية وفضيحة الاخوان السياسية
- جنرالات الاخوان والتآمر على الثورة
- ارفع رأسك... من ثورة يوليو الى ثورة يناير الشعبية
- جمع مليون توقيع لكتابة دستور مصري جديد لجمهورية برلمانية
- شعب التحرير وحرب نظام سقطت شرعيته
- صحوة مصر الشعبية وكلاب حراسة النظام
- حين تصنع الشعوب التاريخ وتُسقط الديكتاتورية
- فقه الاولويات الغائب عن النظام العربي


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - تفجير انبوب غاز ام تفجير لتطبيع مرفوض شعبيا؟