أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - مقدمه لاعادة عرض الماديه التاريخيه ..ج6















المزيد.....


مقدمه لاعادة عرض الماديه التاريخيه ..ج6


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 00:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


• موجز عرض الماديه التاريخيه
1- حينما تنسحب الماديه الجدليه الى مستوى دراسة المجتمع الانساني فانها تعنى بدراسة الواقع بكونه (كائن) بما هو (كان) وتفسره وفق قوانينها الثلاثه وهي بذلك غير معنيه البته بتشكيل ما (سيكون) الا انها تتعرف عليه كمجرد ..
2- الماديه التاريخيه تكتفي الان بعرضها الملخص للمراحل الاربعه :مشاعه – (لا مشاعه) – عبوديه –(لاعبوديه)-اقطاعيه-(لااقطاعيه)-رأسماليه –(لارأسماليه)-
3- بين كل مرحله ومرحله كبيره هناك فتره تمثل الحد بين المرحلتين وهي عهد ال(لا) وتبدأ بالفوضى ثم الثورات وتنتهي باستقرار امكانيات الثوره ,كما ان الثوره لكي تكون كذلك من بين تلك الثورات فانها تمر بمراحل ثانويه تبدا بالاستنفار الثوري ثم بناء النموذج ثم التوسع والهيمنه
4- ان (اللا) هي عهد الظاهره المتكرره على الدوام الذي انتجه قانون التناقض بين علاقات الانتاج وقوى الانتاج
5- (اللا) و(الفوضى) و(الثوره) هي الحتم الاكيد .اما تشكيلة المرحله المقبله فهو قائم على ضرورة الامن الاجتماعي
6- في عهد (اللا) تهتز علاقات الانتاج التي تمثل الاساس الذي تتشكل عليه العلاقات الاجتماعيه وتؤول فيه الموؤسسات الفوقيه الى الانهيار لكي لا تنهار
ان التاكيد الاخير لعرض الماديه التاريخيه يجب ان يفهم منه بانها ليست نظريه فلسفيه تتناول بنزعه تامليه وثائقية الماضي الانساني فتتحول بذلك مثل ما سبقها من نظريات الى شكل من اشكال المعرفه بذاتها او ان ترسم مثل بعض سابقاتها صورا لمراحل تطور المجتمع الانساني دون ان تكون لها صفه تحليليه عقليه فتضع بذلك الباحثين عن التغيير واسبابه وادواته امام جدار اصم يردد صدى تساؤلاتهم..وهنا نجد من المفيد اقتباس بعض ما ذكرناه في مواضيع سابقه عن تلك النظريات(
كانت نظرية التطور الاجتماعــي قد بدأت قبل نظرية دارون البايلوجيه التطوريه التي عبر عنها في كتابه ( نشؤ الانواع /الانسان ) وفي الحقيقه ان هذه النظريـــه تضرب بعيدا بجذورها في اعماق تاريخ الفكر الانساني والتــــــي يمكن اجمالها ابتداءا بالفيلسوف هيراقليطس (540-475ق .م ) وانتهاءا بنتيجه قويه على يد دارون (1809-1882م) .. وبعد هذا ظهر من طبق استنتاجات نظرية التطور البايلوجيه بصورتها الخاصه على المجتمع ..الامـــــــــــر الذي انتقده الماركسيون بشده ...كانت البدايه كما قلنا مع هيراقليطس الذي مثل مدرســـــــة (التغيرالدائم ) بينما كان الفيلسوف بارميدس يمثل مدرسة (الثبوت ) فهو يقول ان الموجود موجود فـــي ذاته وهو كل ثابت وكامل ويمكننا ان نستنتج دائما وفي كل مجال وفي كل قضيه مقوله ثابـــــته ( لا جديد تحت الشمس ) ...بينما كان هيراقليطس يقول ان الوجود عباره عـــن موت يتلاشى وهذا الموت يزول ايضا ...ان الاشياء في تغير متصل دائم واليه تعود العباره الشهيره (اننا ننزل ولا ننزل النهر الواحد .. اننا نكون ولانكون )) ...وهكذا كان الفلاسفه على مدرستيهما (الثبوتيه ) و(التغيريه ) يتجددون في كل عصر .. الى ان اقترب اصحاب المدرسه الثانيه من الوصول الى مرحلة تفسير ارائهم ودعمها بمعطيات علميه أو بالادق نصف العلمـــــــيه .. حتى اكتملت عند ماركس بصورتها التطوريه الماديه التاريخيه .. لقد قال جان جاك روسو (1712- 1778) ان الاصل في الانسان او حال الطبيعه ان الانسان كان متوحدا في الغاب .. لا يعرف اهله ولعله لا يعرف اولاده ولا لغه ولا صناعه ولا فضيله ولا رذيله من حيث انه لم يكن له مع افراد نوعـــه اية علاقه يمكن ان تصير علاقه خلقيه .. ولقد خرج الانسان من هذه الحاله بعد ان عرضت له اولا ولاسباب طبيعيه كالجدب والبرد القارس والقيظ المحرق ...اضطرته الى التعاون مــع غيره من ابناء نوعه تعاونا مؤقتا كان الغرض منه الصيد برا وبحرا وتربية الحيوان لتوفير القوت ...ثم اضطرتهم الفيضانات والزلازل الى الاجتماع بصفه مستديمـــه ...فاخترعت اللغه .. وتغير السلوك وبرز الحسد ونشبت الخصومه ....ثم ينتهي بتفسير ظهور المجتمع المدنـــــــي وقيام الدوله التي بدورها تطورت عبر مراحل من الاستبداديه الى التعاقديه ....وهنا علينا ان ننتبه الى ان الدافع الذي كان وراء كل تلك المسيره الاجتماعيه في ذات عرض نظرية جاك روسو يمكن الاستدلال عليه بكونه معلول لنشاط الانسان الانتاجي الطبيعي وليس تطورا نابعا من رؤيه ذاتيه او اراده فكريه.. ان هذا المفكر بالرغم من اكتفائه بحالة الوصف والسرديه فانه في النهايه طرح رؤيه جنينيه للحركه الثوريه حينما اعتبر ان بحلول عهد التعاقديه صار بامكان المجتمع من ان يبدل سلطته ويفسخ عقده معها اذا ما اخلت هذه السلطه بواجباتها وفق معيار المنفعه الاجتماعيه وكان هذا الطرح في وقته يمثل دعوه ثوريه تخلع عن السلطه قداستها ومصدرها العلوي المؤطر بدعم الاراده الغيبيه لكن ولان نصف المعرفه لا ينقض الا نصف اللاحقيقي فان نظرية جان جاك روسو التعاقديه لم تفلح الا ان تمتلك قيمتها التقدميه في مرحله محدده ما لبثت بعدها ان تحولت الى اداة سيئه بيد سلطه الاستبداديه الجديده .. اما المركيز دي كوندرسيه (1743-1794) وهو رائد من رواد نظرية التقدم والتطور في المجال الاجتماعي ...فانه راى ان الحياة الاجتماعيـــه تطورت من حالة البداوه الاولى –الى الاشتغال بتربية الحيوان والزراعه ...ثم اخترع الحروف الهجائيه ...حتى وصل المجتمع الانساني اخيرا الى عصر التنوير ((القرن الثامن عشر ) ) وقد حدد مراحل التغير الاجتماعي بتسع مراحل تمثل خطا مستقيما يتصاعد نحو الرقي كمــــا تصور مرحله عاشره واخيره ينتهي اليها تغير وتقدم البشريه (..وهذه المراحل هي 1- مرحلة الصيد 2- مرحلة الرعي 3- مرحلة الزراعـــه 4- مرحلة العلوم والفلسفه اليونانيه 5- مرحلة الحضاره الرومانيه 6- مرحلة الجمود العلمـــي 7- مرحلة اختراع الطباعه 8- مرحلة التحرر الفكري والاصلاح الديني 9- مرحلــــــــــــــة الثوره الفرنسيه 10- مرحلة المجتمع السعيد )...الا ان أوغست كونت (1798-1857) ذهب الى ابعد من ذلك حيث اقام مجموعه من الارتباطات بين المراحل العقلـــيه الاساسيه ومراحل تقدم الحياة الماديه الانسانيه ونموها واشكال الوحدات الاجتماعيه والمشاعر وعلى ثلاث مراحل هـــــــــــي
المرحله اللاهوتيه ومادتها العسكريه ونموذجها الاسره ونظام انتاجها منزلــــــــــــــــي
الميتافيزيقيه ومادتها التشريعيه السياسيه ونموذجها الدوله ونظام انتاجها جمعـــــــــي
الوصفيه ومادتها الصناعه ونموذجها الجنس الانساني ونظام انتاجها عالمــــــــــــــــي
ورغم ان الامريكي مورغان (1818- 1881) قد انطلق في تصنيف مراحل تطور المجتمــــــع الانساني من منطلق قياس حضاري انثربولوجي بحت الا اننا نلاحظ مـــدى تاثير الانتاج المادي في تقسيمه لتلك المراحل وهي
الوحشيه : الفتره التي يملك فيها الانسان للمنتجات الطبيعيه الجاهزه للاستعمال امــــــا الاشياء التي التي كان ينتجها فقد كانت بالدرجه الاولى ادوات تساعد علـــى هذا التملك
البربريه: وهي الفتره تربية المواشي والزراعه علـــى نطاق واسع وكذلك تعلم اساليب لزيادة انتاج المنتوجات الطبيعيه بفضل العمل
الحضاره : وهي الفتره التي تعلم فيها الانسان تحويل المنتجات الطبيعيه الى منتوجات جديده
ثم قسم مورغان كل من هذه المراحل الثلاثه بدورها الـــــــى مراحل ثلاث مستويات تبدأ بالدنيا ..وسطى .. عليا ...وهنا لابد ان نلفت الانتباه الى ان مستوى (عليا) في مرحله حضاريه معينه يمثل امتدادا وتداخلا لمستوى (دنيا) لمرحله لاحقه ... ان سيطرة المذهب التطوري علــــى علم الاجتماع في القرن التاسع عشر تجسد في ظهور علم الاجتماع البايلوجي وانتج مـــــن مدارس مختلفه من المذهب العضوي ,علم الاجتماع الحيواني , علم الاجتماع السلالي , ثم الداروينيـــه الاجتماعيه ...وتلك المذاهب كلها تلتقي في الايمان بامكانية اشتقلق القوانين الاجتماعيه مـــــن القوانين البيلوجيه التي جاءت الداروينيه لتمثل اساس توجهاتها بالاضافه الــــى النجاحات التي حققها علم الخليه وعلم الوراثه ,ويتفق غالبية علماء الاجتماع القائلين بالمذهب العضوي فـــي النقاط الاساسيه التاليه
ان المجتمع نوع من الكائنات المتعضيه (درجه من العضويه ) بالمعنى البايلوجي للكائن الحي
ان تركيب ووظائف المجتمع الانساني تشبـــه بالتالي تركيب ووظائف الكائن الحي
ان القوانين الخاصه في مجال البيولجيا يمكن استعارتها الى المجال السيوسولوجي وفق هذا التطور والذي لابد وان يكون تابعا لعلم الحياة
ويعتبر الفيلسوف هربرت سبنسر 1820-1903 خير ممثل للمذهب العضوي وهو يرى انه يجب ان ينظر الى المجتمع بوصفه جهازا عضويا لسببين
بالنظرالى نموه المتواصل كالجسم
بالنظر الى تقسيم العمل فيه كالجسم
وهو يرى ان كلا من الجسم الحي والمجتمع يكونان في البدايه عباره عــــــن وحدة آليات يكون تركيبها بسيطا في البدايه ثم تاخذ في التعقيد على حساب تمايز الاجزاء وبنفس الوقت تكاملـــها ..ويصف التطور وتكامل الماده تشتت مصاحب للحركه حيث تتحول الماده مــــــــن تجانس غير محدد ومفكك الى لا تجانس مترابط ومحدد وتمر الحركه الباقيه بتحول مواز مـــــن خلاله ايضا ..والتطور حسب سبنسر بذلك يتحرك من الشكل الموحد الى المتعدد فهو تطور تقدمـــي والتقدم برايه هو قدر الانسانيه وعملية التطور هذه تسير على خطين هما
الخط الاول : ويتمثل في الحركه من المجتمعات البسيطه الى مستويات مختلفـــــه ..من مجتمعات مركبه حيث ينبثق عـــــــن البسيط ومركب عن المركب وهكذا ..فبينما يتكون المجتمع البسيط من الاسر تتحد في عشائر ويتكون مركب من المركب عشائر تتحد في مجتمعات ويتكون اخيرا المركب المركب من قبائل تتحدد في مجتمعات اي امـــــم ودول
الخط الثاني : يتمثل في التحول من المجتمع العسكري الى المجتمع الصناعــــــــي وهو بنفس الوقت يمثل تحول التعاون الاجباري الى تعاون اختياري
لكن تبعا لتأثر هوبز بمبدأ (البقاء للاصلح ) الدارويني فقد قرر ان الطبيعه خلال عملــية التطور تميل الى التخلص من الطالح واحتضان الصالح وهذه الطبيعه اذكى مـــن الانسان لذا يجب عدم معارضتها وعلى هذا فقد ناصر عدم التدخل في الحياة الاقتصاديه ونادى بشعار الليبراليـــــــــه المعروف ((دعه يعمل ...دعه يمر )) وراح يؤكد ان الوضع الطبيعي لاي نظام او جهاز بما فيه البنيان الاجتماعي هو (التوازن ) وان اختلال هذا التوازن هو وضـــع مؤقت وشذوذ لا يلبث ان يزول .. وبذلك فقد اعتبر الصراع الطبقي والثوره الاجتماعيه الناجمه عنه انما هي خروج على الوضع الطبيعي او مرضا يصيب البيئه الاجتماعيه ...وهنا يقع هذا الفيلسوف وبحكم منطقـــــه الغير متكامل في تناقض فاضح ...في ايمانه بالتطور وفي رفض آليته ... تماما كما فعل العبقري هيجل الذي فتح طريق واسع من خلال منهجيته وفكره الجدلي المثالي امام فلسفــــــــــة التطور والتغيير الاجتماعي ثم ما لبث ان أوصده حين اعتبر ان الدوله البروسيه تمثل خاتمــة
المطاف السياسي في المجتمع الالماني ) هنا يمكن تسجيل عدة ملاحظات عن هذه النظريات ولعل اهمها امكانية رصد علاقتها بتوجهات المرحله الراسماليه والرابطه الاكثر وضوحا هي تلك التي تقوم مابينها وما بين الثوره الفرنسيه حيث تمثل تعاقدية جان جاك روسو انعكاسا جليا لامكانيات هذه الثوره في مرحلة ((الاستنفار)) والتي تم من خلالها توفير شرط بناء القاعده النفسيه الاجتماعيه والانتقال بها الى حال بناء الاراده الثوريه وتمثل اراء المركيز دي كوندرسيه الخط الموازي لحال بناء (النموذج) الثوري بينما جاءت النظريات الاخرى كانعكاس معرفي لمحاولة الثوره في التوسع بماهيتها الخاصه ومقاومة الواقع الجديد الذي افرزته هي بذاتها ليس على صعيد النشاط المعرفي فقط بل على صعيد نشاط الانتاج المادي وما رافق ذلك من تناقضات هزت واقع النموذج واندفعت بوعي الاستنفار الى خارج محيطها الخاص فبينما كانت الثوره الفرنسيه قد استهلكت ثوريتها داخل محيطها الاجتماعي الفرنسي واكدت مبكرا عصبيتها الطبقيه ,كان نموذجها الفكري وبشكله السياسي لم يكف عن الاندفاع خارجها بطريقه تشابه شروط وصول ضوء الانفجارات الكونيه السحيقه الينا حيث تصلنا بعد ان يكون مصدرها قد اختفى لكننا نبصرها فقط الان ونتعامل معها ونسمي بعضها نجوم وفي الحقيقه ان هذه النجوم (كانت) وليست (كائنه) وهكذا بالنسبه للثوره الفرنسيه صارت ضؤ مبادىء كتبت على نسخه اصليه قد احترقت ولهذا فان المفكرين اللذين جاؤا بعد التعاقديه لم يكن باستطاعتهم الا التعبير عن هذه المعضله بالرغم من انهم كانوا من الناحيه التنظيريه اكثر تطورا من اراء جان جاك روسو الذي مازال ضؤ تعاقديته ينبثق هنا وهناك من هناك وهنا ..من مراكز تقدم المجتمع الانساني الى الاطراف المتخلفه عنها ..ولعنا في هذه الايام وبعد مضي ما يزيد عن 130 عام نشهد لاول مره ترجمه واقعيه لمعنى انعكاس وعي التعاقديه لكنه ليس وعيا متاخر فقط بل انه وعيا مشوها ومرتبك وبأداء سيء للغايه واعني بذلك اداء ما يسمى بالثورات العربيه الديمقراطيه وهنا اجد انه من الضروري التفريق بين صفة السيء وبين صفة الخاطىء وهو تفريق يتماثل مع حال كوننا نعبر عن مضمون الرقم 3 بصيغة 1+1+1=3 بعد ان صغنا 1+1=2 ..فصيغة التعبير عن 3 تصبح سيئه لانها توحي بتجاوز معرفة الصيغه التي سبقتها وهي ان 2=1+1 مما يستوجب ان نعبرعن الرقم 3 بصيغة 2+1=3 ...وهذا لا يعني الا ان اؤلئك الثوار تجاوزوا فهم حقيقة ان الديمقراطيه النيابيه المصاغه وفق النظره التعاقديه لم تكن هي علة الرفاه الاجتماعي الذي تنعم به مجتمعات الدول المتقدمه والتي يريدون ان يتاسوا بها ويحظون بدعم حكوماتها بل ان تطور النظام الراسمالي فيها ورسوخه والمشروط حتما بتفاوت التطور الاجتماعي العام بين مجتمعات المركز والاطراف هو الذي انتج النظام الديمقراطي النيابي بالتدريج وانضجه كحاله مستقره نسبيا في تلك المجتمعات ..ان تطور النظام الراسمالي لا يعني الا خلق متواصل ودؤوب لشروط الازمات الاقتصاديه التي تمثل امكانية اختفاء الحد الفاصل بين التناقض الطبقي وبين التناحر الطبقي والذي يحتم اولا حال الحوار والبحث عن البديل وفي ظل الامكانيات الموضويه لنقل الازمه والعوده بها الى البدايات بسبب التفاوت التطوري بين المركز وبين الاطراف يفرض البديل نفسه على طرفي العلاقه المتناقضه بهيئة مشروع سياسي ولهذا فان الرفاه النسبي وحالة الامن والاستقرار التي تشهدها مجتمعات المركز هي في ذاتها تعبيرا عن انعكاس الحاله السيئه لواقع مجتمعات الاطراف وتخلف قاعدتها الانتاجيه ..ان جوهر الحراك الديمقراطي الذي تشهده مناطق عده في العالم يكمن في محاولة الربط المحكم لتلك القواعد الانتاجيه المتخلفه بالنظام الاقتصادي للمركز ووفق صيغ محدده وبدقه لتجعل معنى هذا توافر امكانيات التوازن في وحده نشاطه الانتاجي التي باتت تشهد حالة تناقض حاده بين مكونات قوى الانتاج ذاتها (بين القوه العامله وادوات العمل ) من جهه وحالة تنافر متازم بين قوى الانتاج والملكيه الخاصه من جهة اخرى ..وهذا كله يتم من خلال رسوخ نمط النشاط الاقتصادي المصاغ بنسق (نقد - نقد )والمتحكم بنمط الانتاج المادي الضروري المصاغ ( نقد – سلعه – نقد) ان حالة التناقض الحاد بين مكونات قوى الانتاج ذاتها يتم تلطيفها بصياغة ميل الملكيه الخاصه نحو تحسين ادوات العمل بحيث يتوقف عند حدود انعكاسيه لا تجعل ذلك التناقض الذاتي من ان يصل الى ذروته المعبر عنها بالتناحر بين قوى الانتاج مجتمعة وبين علاقاته ...والعولمه هي شكل المتجلي لهذه الحركه وهي في اقوى صورها تمثل ذلك النشاط الاقتصادي المالي الهائل والمتنامي بدرجات كبيره وفوارق عن باقي مجالات الانتاج المادي باستثناء مجال انتاج الطاقه ..والخلاصه لكل ما تقدم تتمثل في ان دوافع التغيير واسس الحراك السياسي الذي يجتاح المفاصل الفاعله في محيط المجتمع الانساني لا يتمثل جوهره وهو (انعكاس الامكانيات الموضوعيه في خلق ارادة التغيير )بكونه اساسا فكريا او عقائدي ثقافي بل هو ما يمثل انعكاس صيرورة النتيجه التي ستؤول اليها ازمات النظام الاقتصادي الراسمالي المحكوم بالزوال ..وهذه الخلاصه هي ما يمثل القيمه الواقعيه للماديه التاريخيه ويحدد في ذات الوقت صيغة عرضها والدعوة لها اما جوهرها النهائي فانه يبقى متجليا بكونه مرشدا ودليلا لعملية تمكين شروط التغيير واستقدامه التي ينهض بادائها قادة التغييرومركز الوعي الثوري واللذين يدركون مشروع الخلاص الاجتماعي بكونه يحمل معنى محاولة تلطيف حال وجودنا الاجتماعي في ظل انعكاس شروط اضمحلال الراسماليه وما يترتب عليها من ازمات اكيده ويدركون ان نشاطهم هذا انما هو مكون جوهري لحتم انهيار وتلاشي النظام الراسمالي ان الماديه التاريخيه اذ تكشف عورة التاريخيه الوثائقيه وتجرد المؤوسسات الاجتماعيه العليا التي تقوم على مبدا تقديسها فانها بذلك تحررالواقع الحاضر من اسر الماضي المتلاشي بكل قيمه واخلاقياته الموهومه وفي ذات الوقت تقدم للانسانيه ولاول مره في تاريخها نموذجا نقيا لمعنى الاخلاق والقيم التي تنبثق كحتم لتطبيقات وعي الحاضر فالاهتمام بالمستقبل والحرص على بناء واقع مشرق للاجيال والتمسك بقيم المحبه الانسانيه ...الخ لم تعد وفق التطبيقات المتعلقه بالماديه التاريخيه قيم مجرده ومحدده مسبقا لتوجهات النشاط الاجتماعي وبصوره مثاليه متعاليه بل انها تصبح نتاجا مباشرا لمعاجات الحاضر وواقعه ان القيم والاخلاق الاجتماعيه المثاليه تقف دوما حائلا بين حالة التوازن النفسي لمجموع الافراد بدعواتها للتضحيه والعمل من اجل الجميع ومن اجل مستقبل افضل لمن هو وجودهم في علم الغيب وكانها تضطرهم الى زراعة نخله كي يتفيء بظلها هؤلاء المفترضون ويتمتعوا بحلاوة ثمرها لاحقا.. بينما الاخلاق التي تساهم الماديه التاريخيه في صياغتها فانها تشابه تماما حال اصحاب الحاضر اللذين يجدون انهم بحاجه لان يزرعوا شتله الان كي يتمتعوا بثمارها اولا ثم انهم يدركون بان عملهم هذا انما سيساهم في الحفاظ على خصوبة الارض الى الدرجه التي تجعل اللذين ياتون بعدهم قادرين على الانتفاع منها بمقدار اكبر ..ان التاكيد على هذه الحقيقه والتوقف مليا عندها يمثل شرطا مهما وجوهري لفهم القاعده النفسيه للانسان والتعامل معها وتطويرها والانتقال بها الى حالتها الثوريه .. الانتقال بها من القسريه والشعور باضطهاد الذات الى الطوعيه والاحساس بالذات الحره في ارتباطها مع الغير



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمه لاعادة عرض الماديه التاريخيه..ج5
- مقدمه في اعادة عرض الماديه التاريخيه ...4
- مقدمه في اعادة عرض الماديه التاريخيه ...ج3
- عار المئة يوم السوداء..كيف نمحيه
- الاشتراكيه العراقيه (عنيفه ) بالحتم
- مقدمه في اعادة عرض (الماديه التاريخيه ) ..2
- وصايا لأختلاق (الذريعه الثوريه ) في العراق
- مقدمه لأعادة عرض (الماديه التاريخيه )
- الاشتراكيه بين الايمان والدين والتدين
- كشف حساب ((الثورات )) الديمقراطيه وثوارها
- مع الحزب الشيوعي العراقي ..من اول قطرة دم
- مقتدى (القاصر) ينصب نفسه وصيا
- الاعلام (اليساري) ومشروع الفوضى الايجابيه
- نحو الحريه لا الفوضويه
- الاشتراكيه ..نزوع النوع للبقاء
- (يوم الثأر) ..هو يومنا
- مصر..مقدمات ثوره ..وليست الثوره
- انقلابات برجوازيه أم غزوات اسلاميه
- نداء عاجل الى عمال مصر
- وثيقة (المشروع ) ..دعوه لجبهة اشتراكيه عراقيه


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - مقدمه لاعادة عرض الماديه التاريخيه ..ج6