أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مكطوف الوادي - مقبرة الكتب المدرسية














المزيد.....

مقبرة الكتب المدرسية


احمد مكطوف الوادي

الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للكتاب أهمية كبيرة في حياة الشعوب ووجودها الإنساني والتاريخي والديني والمعرفي والأخلاقي والجمالي ، وقد اكتسب اهميته وقدسيته واحترامه لتلك الابعاد و بما يحتويه من تلك المكنونات والرمزيات والإيحاءات ولما يمثله في ذاته كذلك باعتباره مصدرا أساسيا ومهما في التشريعات و نشر العلوم والمعارف والثقافات وبابا للحضارات وعاملا للتقارب بين المجتمعات والمناطق المختلفة في اللغة والثقافة والسلوك والأديان .
والكتاب المدرسي لا يمكن أن يخلو من هذه الثيمات والرمزيات والتي يضاف إليها قدسيته المستمدة من محراب الحياة وصناعتها واقصد بها (المدرسة) لما تلعبه من دور جوهري وكبير في صناعة الإنسان و تنوير مسيرته وإعداده وحقنه بالعلم وتجهيزه معرفيا ونفسيا وأخلاقيا .
وأنا أشاهد عملية تسليم الكتب المدرسية إلى إدارات المدارس بعد نهاية عام حافل ، أثار انتباهي منظر الكتب الممزقة ، تلك الكتب التي تطبع في خارج الوطن وتكلف الدولة ملايين الدولارات ، منظرها الجميل وألوانها الزاهية تحولت في فترة قصيرة إلى أوراق موحشة وميته و لا يمكن أن تنفع ثانية أبدا ، كتب توزع في سنتها الأولى وتتلف بشكل رهيب من قبل الطالب؟!
هل يمثل هذا الإتلاف لملايين النسخ نوعا من الإهمال والفساد الإداري ؟
فساد يشترك في المسؤولية عنه إدارات المدارس وكوادرها ووزارة التربية بشكل عام وكذلك الطلبة وأولياء أمورهم بالدرجة الأولى .
إن ثقافة اللامبالاة وهدر الأموال العامة وإهمال الأشياء العينية التي تكلف الكثير وفي هذا الوقت العصيب يجب إن تنتهي، هذه الثقافة البائسة والمدمرة يجب أن تنتهي وتموت ، نحن بحاجة لثقافة ووعي وإدراك جديد ، إدراك نشعر فيه بوطننا وأملاكنا وأموالناويجب علينا ان نعيد التفكير بثقافاتنا وفهمنا للحياة !
كيف نعلم الطالب ان يعشق الكتاب ويحب المعرفة ونحن لا نحرك ساكنا امام تمزيقه للكتاب !!! ملايين النسخ الممزقة تملأ مدارسنا !!!
كيف نعلم الطالب ان يحافظ على المال العام وننمي فيه ثقافة التعاون وحب الخير للأخرين ، كيف ؟
ونحن نتهاون في استلام كتبه الممزقة التي سيستلمها عراقي اخر وربما لا يمكنه الاستفادة منها كما الطالب الأول ؟
كيف نشيع ثقافة القراءة واحترام المعرفة وقدسية الكتاب والقلم ونحن نشترك في اغتيالها جميعا ؟
اليس في ذلك تحقيرا للعلم وللمدرسة وللكتاب والقلم؟
أليس في الحفاظ على الكتاب وتجليده ومتابعة الطالب من قبل الأهل والمدرسة خدمة وطنية جليلة وواجب أخلاقي لما سيوفره من أموال طائلة تقدر بملايين الدولارات ؟
لماذا نتكلم عن الفساد ونذمه ونحن نشترك فيه جميعا على اختلاف أنواعه وأحجامه وخطورته ؟
كم من الكتب المعادة لهذا العام تصلح في أن تكون جاهزة في العام القادم ؟
في منهج اللغة الانجليزية 2008-2009 تم إلغاء الطبعة وبشكل مفاجئ والتي مازال معظمها في المخازن والسبب في ذلك من اجل تبديل بعض الصور لفتيات بدون الحجاب الكامل ، كم تكلمت الأوساط التربوية والشعبية عن هذا الهدر المالي الكبير وسخرت منه ونحن كذلك ، ولكن هل انتبه هؤلاء الساخرون لإتلاف وتمزيق الكتب بشكل دوري ومزمن بسبب تهاونهم وبسبب اولادهم وبسببهم هم بشكل مباشر او غير مباشر ؟
إن الطالب الذي يمزق كتابه يتحمل وأسرته ومرشد صفه والإدارة والمشرف التربوي ووزارة التربية مسؤولية كبيرة عن هذا الهدر المالي الكبير ، دعوة صادقة إلى أن ننتبه لهذه الثقافة العمياء وان نشعر بأهمية الكتاب أولا ومهما كان نوعه وكيفية المحافظة عليه وإعطاء الكتاب المدرسي اهتماما واسعا و إعطائه قيمة حقيقية واثر كبير في نفوس التلاميذ والكادر التربوي ، والتأكيد على الاهتمام بالكتاب وربما وضع مبالغ مالية كغرامات على تمزيق الكتب للحد من تفشي هذه الظاهرة .
لنعلم الطالب ونجبره على الاهتمام بكتابه ، وفي حالة ان مواردنا تكفي لتكون كل الكتب جديدة دائما ، فلنترك الكتاب عند الطالب لما يمثله ذلك من ذكرى طيبة لديه وعامل اضافي يستدرجة للابداع والتعلم .
دعوة للاهتمام بالقطاع التربوي والتعليمي لما يلعبه من دور كبير وخطير في بناء المجتمعات والأوطان .



#احمد_مكطوف_الوادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة ... الملازم فلاح الأنوري
- طائرة الاباتشي ودبابة أسامة بن لادن
- الفيس بوك ونهاية العالم !!!
- صرخة بوجه كواتم الصوت...رسالة الى قاتلي
- تدوير النفايات السامة
- شهقات عراقية من وحي الألم
- العته العربي
- تعديلات دستورية
- العلماني طائفي ايضا !
- العراق يتجه نحو انتخابات مبكرة
- الشعب يريد إسقاط النظام ... شعار الثورة من الخليفة الشهيد عث ...
- ظل الله
- القطيعة بين (المثقف) و(المجتمع) ...محاولة للفهم ودعوة للإصلا ...
- عراقيون في حضرة القذافي
- أيام العراقيين ، بين يوم الثورة ونهب الثروة
- العصافير تطوق الغابة
- شعار بغداد لن تكون قندهار ،، هل هو شعار عنصري؟!
- عن أي دين تتكلمون ؟!!!
- حكومة بلا جنوب ..وجنوب بلا خدمات !!!
- السيد وزير التربية الأخ محمد تميم هل ستكون كأسلافك الوزراء ؟ ...


المزيد.....




- شاهد محاولة بطولية لإنقاذ نسر جريح في أعماق غابة.. هل نجحت؟ ...
- وزارة الصحة الفلسطينية تعلن حصيلة قتلى السبت بنيران إسرائيلي ...
- غزة: خان يونس ودير البلح تحت النار.. وحصيلة ثقيلة للقتلى
- ترامب يؤجج -حرب الرسوم- والاتحاد الأوروبي يراهن على المفاوضا ...
- تعرّف على الأمين العام الجديد للمنظمة الدولية للحماية المدني ...
- مسؤول أممي يرجح عودة ملايين الأفغان لبلادهم ويحذر من التداعي ...
- خبير عسكري: إستراتيجية المقاومة تقضي بنقل المعركة لشمال غزة ...
- شاهد.. برشلونة يتم صفقة جديدة ووجهة أخرى لستيفانو بيولي
- الى الامام العدد 252
- عراقجي: أمريكا خانت الدبلوماسية.. وتعاون إيران مع الوكالة ال ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مكطوف الوادي - مقبرة الكتب المدرسية