أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أدب الظلّ














المزيد.....

أدب الظلّ


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 20:32
المحور: الادب والفن
    


“يعجبني في الرجل إذا سيم الذل أن يقول “لا” بملء فيه”

“عثمان بن عفان رضي الله عنه”

إذا كان الأدب الرسمي في سوريا، قد استطاع أن يكوّن ملامحه، بجهود مبدعيه، على امتداد عقود، ليقدّم نفسه إلى متلقيه، عبر قنوات المؤسسات الرسمية، مثل: اتحاد الكتاب، أو وزارة الثقافة، وغيرهما من المؤسسات المماثلة- الأقلّ حضوراً على صعيد طباعة الكتاب-أو على صعيد مؤسسات القطاع الخاص التي لا يمكن أن يصدر عنها أي إنتاج أدبي، لم تتمّ الموافقة عليه، من قبل اللجان المختصة في وزارة الإعلام، فإن هناك في المقابل مؤلفات جدّ كثيرة، لمؤلفين مهمّشين، كثيرين، لما يكتب لها أن تطبع، حتى الآن، أو طبعت خارج حدود البلاد، وذلك لأنه كان يتم اعتبارها خارجة عن سياسات النشر المفروضة منذ عقود، وحتى الآن، رغم سقوط الرقابة في كل مكان، بفضل ثورة الاتصالات الهائلة .

ومن هنا، فإنه على الدوام كان هناك صوت مغيب، يتمّ إبعاده بكل الوسائل الممكنة، ويواجه صاحبه شتى وسائل التضييق عليه، لمجرد أنه يقارب، ويشير إلى قضايا حساسة، في ما يتعلق بالاضطهاد الذي يتعرّض له المواطن، وما أكثر صنوف الاعتداء عليه، مادام أنه يريد النظر إلى الأمور بعينيه، ولا يقبل أن يصادر رأيه، فيعبر عمّا يراه بطريقته الخاصة، وهذا ما تسبب في أن يدفع مبدعون كثيرون ضريبة ذلك غالية، بل إن أصواتاً كثيرة، آثرت الانزواء، مادامت لم تعد مسموعة، ويتم منعها من نشر إبداعها، وإقصاؤها حتى في المهرجانات، والفعاليات الأدبية المتعددة، ولقد تمّ وضع قوائم بأسماء بعض المبدعين الذين تمنع مشاركاتهم، وظهورهم، وهم من أكثر الكتّاب الوطنيين الذين كانوا يضعون أصابعهم على مواطن الخلل، والفساد، والقمع، ويشيرون إليها، بروح وطنية، وإنسانية، يحدوهم إلى ذلك حبهم لوطنهم، وإدراكهم أهمية رسالة المبدع، في مجتمعه، وكان من الضروري سماع أصواتهم، التي اعتبرت نشازاً، وفق التفسير الرسمي، الرّصين،لا التعتيم عليهم، والوقوف في وجوههم، والبطش، والتنكيل بمن لم يخرج عما هو مرسوم له، و الإقدام على محاربتهم بلقمة أبنائهم، ومصادرة حرية بعضهم، وممارسة شتى صنوف التضييق بحقهم، ما جعل كتّاباً ومبدعين كثيرين، يضطرون للهجرة، ليشكل غيابهم خسارة فادحة لبلدهم، ونكون أمام شكل أليم من “هجرة العقول والأدمغة” .

وضمن عقلية إلغاء الرأي الآخر- بل والآخر نفسه، ما لم يكن بببغاوياً، فإنه قد تم حرمان الأدب الوطني السوري، من روافد أدب أشكال الفسيفساء السوري، المتعددة، التي تشكله، وتغذيه، وتعدّ عامل قوة وإثراء بالنسبة إليه، كما هو بالنسبة للحالة الوطنية، نفسها، ولاسيما في ما يتعلق بالأدب الكردي، وهو أدب وطني أصيل، لجزء عريق من المكون السوري، فلم تتمّ طباعة كتاب واحد، عن مؤسستي الدولة الثقافيتين، البارزتين، بهذه اللغة، ولم تتم ترجمة قصيدة واحدة من هذا الأدب، الغني، ذي الخصوصية، حتى وإن كانت هذه القصيدة تتغنى بالقضية الفلسطينية- وما أكثر الكتّاب الكرد الذين كتبوا عن قضية فلسطين بدءاً من جكرخوين، وسليم بركات، وإبراهيم محمود، وحتى الجيل الجديد الذي لا يزال يواصل الكتابة ضمن سقف الوطن، ولم تتم ترجمة ونشر أية قصيدة لمن كتب من هؤلاء بلغته الأم، في الوقت الذي كان يتم فيه ترجمة الأدب العبري نفسه، في بعض المنابر، ولقد وصلت الأمور إلى درجة أن ضبط قصيدة مكتوبة بالكردية، يؤدي إلى اعتقال صاحبها، وهكذا بالنسبة لمن يقرأ قصيدة بهذه اللغة، ضمن مجرد سهرة، وهو ما يستمر حتى الآن .

وتأسيساً على ما سبق، فإن المشهد الأدبي الرسمي، كان على الدوام منقوصاً، غير كامل، وغير معبر عمن هم خارج حظيرة المؤسسة الرسمية، حتى وإن استطاع بعضهم إيصال صوته لمتلقيه، بوسائله الخاصة، من خلال المغامرة الذاتية، وهذا مارتّب بالتالي أن نكون أمام مشهد ثقافي ناقص، بل وأمام نقد ناقص، وثقافة ناقصة، وهوما لابد من تداركه أمام أية رؤية موضوعية، مسؤولة، شاملة، للمكون الثقافي السوري، العام، متعدد الروافد، والألوان الطيفية، والذي يشبه سورية هذا الوطن الأبي، والشامخ، بإنسانه، وتاريخه المجيد .
ملحق الخليج-25-6-2011



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء-2-
- بين جمعتين: جامعة وجامع ودماء -1-
- بين الكلمة والصورة
- سوريا ليست بخير سيادة الرئيس*
- ما الذي لدى الأسد ليقوله غداً؟
- العنف في الأدب والفن
- الكاتب والصمت
- خريطة طريق أم خريطة قتل؟
- سوريا: جرح نازف وضميرمتفرج معطوب
- الشاعر و-عمى الألوان-
- الرئيس -خارج التغطية-
- الإعلام التضليلي الرسمي في أدواته البائسة
- أمير سلفي جديد وإمارة جديدة
- صدى الكلمة
- في انتظار- الدخان الأبيض- الكردي
- المثقف الكردي: مهمات عاجلة لا بد منها
- -لا تصالح-..!
- تحولات هائلة في الحياة والأدب
- ابراهيم اليوسف: إن أي حوار مع النظام- وأنا أرفضه- يجب ألا يك ...
- وجبة شهداء يوم «جمعة أطفال الحرية» على مائدة تلفزيون الدنيا. ...


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أدب الظلّ