أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - اخطاء اياد علاوي القاتلة!















المزيد.....

اخطاء اياد علاوي القاتلة!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 16:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الموضوع ليس اسهاما في الحملة التشهيرية، التي تتعرض لها القائمة العراقية من شريكها في الحكم، بل هو موضوع فكرت بكتابته منذ زمن بعيد. الحملة الحالية ضد علاوي، وقائمته، وصراع الكراسي، والكتل على السلطة، هو ما جعل الموضوع انيا ملحا. للتذكير، والدراسة، والتصرف، والتغيير!

الدكتوراياد علاوي سياسي متمرس، ومخضرم، وبعثي سابق. ترك حزب البعث في اوائل سبعينات القرن الماضي، وغادر العراق خوفا على حياته، بعد ان شعر ان صدام حسين، الذي كان يقود جهاز حنين سئ الصيت يصفي كل المعارضين حتى في صفوف حزبه. واياد علاوي من الاسماء المنافسة، التي يخشاها، ويحسب لها ذلك الشقي الف حساب. بسبب مكانته الاجتماعية وتاريخه الحزبي.القاتل الذي استولى على قيادة حزب البعث، والدولة، بعد ان صفى قياداته بشكل سري، وعلني، بل واعدم بعضهم بيده، مثل اقرب اصدقائه عدنان حسين.

باعتقادي، ان اول اخطاء اياد علاوي هو عدم انتقاده لاخطاء، وجرائم حزب البعث في العراق منذا التمزق، والاقتتال العبثي بين قوى جبهة الاتحاد الوطني، وخاصة بين الشيوعيين، والبعثيين، وتامر البعثيين على ثورة تموز، واصطفافهم مع قوى الاقطاع، والرجعية، والمخابرات الاجنبية في محاربة ثورة14 تموز1958 ثم اغتيالها بقطار امريكي يوم 8 شباط 1963. حمامات الدم، التي يتحمل وزرها قادة حزب البعث ومنهم الدكتور اياد علاوي، والحركات القومية الاخرى، التي ارتبطت بمؤامرات عبدالناصر، ورجعية المنطقة ضد ثورة العراق. لا زال علاوي، للاسف، يعتبر انقلابي8 شبط، و17تموز ثورتان. لازال يترحم على عفلق، ولم نسمعه يقول كلمة طيبة بحق عبدالكريم قاسم، ولو كلمة مرحوم. في حين يدعوا للمصالحة والتسامح. الشعب العراقي لن ينسى الجرائم، والحروب الداخلية والخارجية، التي ارتكبت باسم تلك "الثورتين"! لقد اعتذر عنصريو جنوب افريقيا، وحكام استراليا، وحكام كندا للسكان الاصليين، لكننا لم نسمع لحد الان اعتذارا، ولو خجولا، ممن شاركوا في تلك الجرائم، بل هناك من يبررها، بوقاحة، ويلقي اللوم على الاخرين. الخطأ الثاني كان مرافقة الاسلاميين، والوقوع في فخ احمد الچلبي، والطلب من امريكا باحتلال العراق. وقتها اعيد سيناريو ما بعد ثورة تموز حيث تحول المؤتمر الوطني الذي ضم كل القوى المعارضة لصدام الى عصابة الخمسة، التي استقدمت الامريكان لاحتلال بلادنا، وتمزيق وحدة شعبنا، وبث العنصرية، والطائفية، وتسليط الاسلام السياسي على رقاب شعبنا.
الخطأ الثالث الاستراتيجي، بنظري، هو موافقته على اجراء الانتخابات الاولى مع معرفته اليقينية بنتائجها، التي خططت لها ورسمتها ايران، وعملائها في العراق. كانت سذاجة سياسية، لازلنا نتحمل نتائجها الكارثية حتى الان. فوسط الشحن، والاقتتال الطائفي، والحرب الاهلية، والتدخل الايراني الصارخ وافق علاوي على اجراء الانتخابات. كان عليه ان يبقى رئيسا للوزراء حتى يعاد تنظيم الدولة على اسس جديدة ديمقراطية، وبناء مؤسساتها المختصة على اسس مهنية، بعيدا عن التاثير الحزبي، والطائفي، والديني، والعنصري. لقد رفض الجنرال ديغول اجراء انتخابات بعد طرد النازيين من فرنسا رغم اصرار، والحاح روزفلت على ذلك، وتهديده بعدم الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية، التي شاركت في مقاومة الاحتلال النازي، بسذاجة عدم العارف بظروف اوربا وقتها. كذلك كانت سلطة المستشار الالماني كونراد اديناور شبه مركزية لاعادة بناء المانيا، والتخلص من اثار الحكم النازي. لكن الدكتور اياد علاوي القادم من ديمقراطية مستقرة في لندن تصرف بسذاجة شديدة، ورومانسية ديمقراطية، وربما خطأ حسابات يعاني هو نفسه نتائجها حتى الان، من العزل، والتهميش، والمحاربة، ومحاولات التصفية. وضياع ثمان سنوات من عمر العملية السياسية، وبقاء، وتعقد، وتشعب مشاكل العراق، وبناء نظام المحاصصة اللاديمقراطي البغيض. سبقها خطأه العجيب الغريب بالموافقة على الدستور الطائفي المحاصصي التقسيمي المشوه، واقعا تحت خدعة التقية. رغم انه شيعي ويعرف اجادة زعماء الشيعة السياسيين لهذه اللعبة القذرة. ارتبط بذلك خطأ موافقته على الانتخابات الاخيرة دون ان يصر على تحقيق الاصلاحات، والتغييرات الدستورية قبل اجراء الانتخابات. واستسلم مرة اخرى لخدعة التقية. الخطأ الكبير في قبوله التحالف مع دولة القانون، وهو يعرف جيدا انه وقع خديعة الثعلب مسعود البرزاني، وتقية نوري المالكي. فلم يتحقق أي وعد، اوعهد، او اتفاق وظل الماكي يحكم، وحده. وهو رئيس الوزراء الوحيد في العالم، الذي يحكم دون اغلبية، ويتولى كل السلطات، والوزارات السيادية. ديكتاتورية باسم ديمقراطي. الخطا الاخر الفظيع هو موافقته على انضمام الثعلب حسن العلوي الى العراقية. ذلك الوصولي المولع بالاضواء الذي تصرف، وكانه حكيم العراق المختار يصرح، ويفاوض، ويتحدث، ويفصل كما يشاء. يعرف الدكتور علاوي، ان حسن العلوي ارسل برقية تهنئة لصدام، الذي قضى على قيادة الحزب والدولة، بشكل همجي، وهم اصدقاء، ورفاق علاوي نفسه، وكان مصيره سيكون مشابها، لو لم ينجو بجلده. وقد تعرض لمحاولات اغتيال كثيرة كادت احداها ان تودي بحياته. لازال حسب بيانات الوفاق، والعراقية يعاني من اثارها. حسن العلوي ابقاه صدام في الخارج ليكون عينه على كل المعارضين خاصة البعثيين، وهو لم يتعرض لمحاولة اغتيال واحدة. حسن العلوي وضع يده بيد ايران، والف لهم الكتب، التي ظنوها تهاجم صدام وتعريته، لكنها(الكتب) كانت تهدف في الواقع نشر الصورة التي ارادها صدام عنه. بحيث يرعب معارضيه، ومخالفيه. كان العلوي في الواقع يدس السم في العسل، وهو يحذر(يهدد) بشكل مبطن، ان هذا هو مصير من يعارض صدام. وراينا كيف بكى، ودافع عن صدام بعد اعدامه. كما راينا كيف خذل العراقية منذ اول جلسة للبرلمان. كما تخلى بامر من ايران عن دوره كرئيس للبرلمان كاكبر الاعضاء سنا، كي يتجنب امكانية دعوة عقد البرلمان، واحراج المالكي. حسن العلوي حصان طروادة داخل العراقية، ان كان لازال فيها. وان حصلت خلافات، او انشقاقات داخلها فستقود خطوط المؤامرة اليه.

لقد استسلم اياد علاوي لللاسف لضغوط الادارة الامريكية، التي لاتريد الان الدخول في مواجهة مع ايران بسبب تحالفهما في افغانستان ضد طالبان، ومحاولة استيعاب ايران، اوسوريا، لعزل حزب الله في لبنان، وحماس في غزة. المالكي، الشخص الذي تريده ايران، وامريكا الان فولائه واضح للطرفين. مع هذا وافق علاوي على التسوية معه.

اعتقد ان على اياد علاوي، وقائمته العراقية التخلي عن دعم المالكي، وعدم الرضوخ للضغوط الامريكية. ليس هناك، من يصدق، ان المصلحة الوطنية هي السبب. فالمصلحة الوطنية تقتضي ترسيخ الديمقراطية، وحكم الاغلبية السياسية، واخراج المحتل من العراق، وتحقيق السيادة الكاملة. ان موافقة اياد علاوي، وقائمته على المعاهدة الامريكية العراقية خطا اخر، وخيانة لمشروع الوطنية الذي ترفعه العراقية. فالمعاهدة كرست الاحتلال الامريكي للعراق، ومنحت امريكا حق التواجد، والتدخل الابدي في العراق، والاحتفاظ بقواعد، وسجون سرية، وعلنية على الاراضي العراقية. من اخطاء اياد علاوي، والعراقية ايضا عدم الاصرار على الاستفتاء الشعبي الملزم على المعاهدة مع امريكا، التي هي اسوء بكثير من معاهدة بورتسمورث قياسا بظروف الوقت، الذي نعيش فيه ورفض الحماية، والوصاية، والاستعمار المباشر، وهذه كلها تتضمنها المعاهدة الخيانية.

ان معالجة كل هذه الاخطاء، وغيرها، هو بالنزول الى ساحة التحرير، والانضمام الى الشعب، الى الجماهير،الى الشباب لتحقيق المطالب المشروعة للعراقيين. اذا كانت كل، وساطات مسعود، وسوريا، وامريكا لم تنفع في تثبيت حق العراقية الانتخابي، فان الشارع سيعيده لها سواء بسقوط الحكومة الطائفية، او باقامة انتخابات مبكرة بقانون انتخابي ديمقراطي عصري يضمن استقرار العملية الديمقراطية، وكتابة دستور عصري يرفض الطائفية، وتقسيم العراق، واقامة حكومة مركزية قوية تتولى اعادة البناء، وتوفير الاحتياجات الاساسية للجماهير. هذا مافعلته كل الدول التي مرت بظروف مشابهة لظروف العراق. والا فان الدكتور اياد علاوي سيرتكب الخطأ القاتل، والحاسم الذي سيمحي دوره، ونضاله، لاسقاط صدام، وبناء دولة عصرية مدنية، لا مكان فيها للدين السياسي. والعودة للتحالفات القديمة، والقريبة من مشروع العراقية الوطنية تحت اية تسمية كانت.

مرة اخرة اؤكد ان الموضوع ليس مساهمة في الحملة الشرسة ضد العراقية الشريك في الحكم وتتحمل كل اخطائه اذا لم تخرج منه وعنه. بل دعوة للعراقية وقادتها الى اختيار الاصطفاف الى جانب المتظاهرين المطالبين بالاصلاح، والتغيير، ومحاربة الفساد، والمفسدين، ووقف التداعيات الامنية، واعادة الحقوق المهضومة لاصحابها. وهي مطالب مشروعة، طالبت بها العراقية في برنامجها الانتخابي. ذلك هو الطريق الوحيد لاستعادة حقهم الانتخابي المسلوب. عليها ان تختار بين الشعب، والمناصب الشكلية. بين ان تشارك في الحكم لاضطهاد الشعب، او تحكم لخدمة الشعب. ولا يوجد خيار اخر يجنب علاوي وقائمته من اخطاء اخرى!



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضخامة الرئيس طالباني حامي حمى القاعدة في العراق!
- الوضع في اليونان اسئلة واجوبة بسيطة لازمة معقدة!
- من الدكتور بشار الاسد الى الجلاد بشار الشبيحه
- صدام المالكي على خطى صدام التكريتي!
- لماذا تقصف ليبيا النفطية، وتهادن سوريا البعثفاشية؟!
- عبدالجبار عبدالله ابن الشيخ الديني الذي صار شيخا للعلماء
- سوريا الاسود تتحدى بشار الفأر
- مستشارة الرئيس السوري تستنكف من ذكر الاكراد
- حماية المدنيين الليبيين، ام الحفاظ على عرش السعوديين؟!
- صدام اليمن، هل يواجه مصير صدام العراق؟!
- مجلس التآمر الخليجي يحتل البحرين!
- الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي هجوما على الديمقراطية في ال ...
- لماذا منع التجوال يانوري الدجال؟!
- الشعب يريد اسقاط نظام الفساد!
- القذافي السفاح -ملك مرتزقة افريقيا- يذبح شعبه على طريقة الفا ...
- زين الطائفيين صالح حسني معمر المالكي يكشر عن انيابه الديكتات ...
- جماهيرية القذافي تطلق النار على جماهيرها
- متى يزيح احفاد عمر المختار، طاغية ليبيا، معمر العار؟!
- متى تثور بغداد لتلحق نوري الايراني بنوري البريطاني؟!
- ام الدنيا تهز الدنيا، من ثورة الياسمين، الى ثورة الفل!!


المزيد.....




- البنتاغون: انتصار روسيا في الصراع الأوكراني سيكلف الولايات ا ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر ملخص عملياته في رفح (فيديو)
- زخارف ذهبية وعرش خشبي.. مقاطع مسربة من -قصر بوتين- تكشف عن ...
- ممثلة إباحية تدلي بشهادتها عن علاقتها الجنسية بترامب في المح ...
- غموض يحيط بمقتل رجل أعمال إسرائيلي في مصر، ما الذي نعرفه عن ...
- محيطات العالم تعاني من -ارتفاع قياسي- في درجات الحرارة هذا ا ...
- بعد أشهر من المماطلة.. اتهامات تطال فون دير لاين بتجاهل وعرق ...
- اتفاق أوروبي على استخدام الأموال الروسية المجمدة لتسليح أوكر ...
- وزير مصري سابق يوضح سبب عدم تحرك جيش بلاده بعد دخول إسرائيل ...
- كيم جونغ أون يودع -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - اخطاء اياد علاوي القاتلة!