أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - السلفيون ومليونية اطلاق اللحى!!














المزيد.....

السلفيون ومليونية اطلاق اللحى!!


صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3398 - 2011 / 6 / 16 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعد السلفيون من أكثر الفئات الاجتماعية التي ظهرت بكثافة بعد الثورة في مصر، وهو أمر مفهوم في ضوء القمع الهائل الذي مارسته القوى الأمنية ضدهم في قبل الثورة. وعلى ما يبدو أن السنوات الماضية مثلت بالنسبة للكثيرين من هؤلاء فترة كمون طويلة، انزووا خلالها عن العيون والنظام والقوى الأمنية؛ البعض لجأ للسفر إلى الخارج ضمن سياقات أكثر محافظة وجمودا وتخلفا، والبعض انزوى داخل الوطن وآثر العزلة ضمن العشوائيات والزوايا الدينية، والبعض الآخر اختلط بالمجتمع وفرض قيودا على التواصل مع المحيطين به وكأنهم من كوكب آخر. فلقد مثلت الجماعات الدينية والأفراد المنتمين لها جزرا منعزلة تماما عن باقي هيئات المجتمع، ومن الغريب واللافت للنظر هنا أن قطاعات واسعة من أقباط مصر اكتسبوا أيضا السمات الانعزالية نفسها خلال العقود الماضية واحتموا بالكنيسة ليشكلوا جزيرتهم النائية الأخرى بعيدا عن المجتمع.
وعبر كافة هذه الممارسات نظر معظم هؤلاء السلفيين إلى المجتمع نظاما وحكومة وربما أفراد نظرة رفض مرتبطة بالنقد والتكفير وإلقاء التهم شمالا ويمينا. واللافت للنظر أن هؤلاء السلفيين لم يكن لهم حس ولا خبر طوال العقود الماضية، وبشكل خاص منذ منتصف التسعينيات في أعقاب الحملات الأمنية المتواصلة ضدهم، وفي ضوء الحملات الإعلامية الفجة التي وضعت كل الإسلاميين في سلة واحدة بغض النظر عن ممارساتهم ضد النظام وما يقوم به البعض من تغيير عنيف.
ويمكن القول أن الوضع الذي آل إليه السلفيون، وربما يمكن القول الإسلاميون ككل، من ناحية التطرف الفكري والعناد السلوكي والمواجهات المجتمعية العنيفة، يتحمل تبعاته كل من السلفيين أنفسهم والنظم السياسية المتعاقبة على الحكم في مصر. فالنظم الحاكمة تعاملت مع السلفيين، وباقي التنظيمات الدينية الأخرى، من خلال تعامل خطي واحدي التوجه تمثل في المواجهة الأمنية العنيفة التي تمثلت في التعذيب المنظم والمقنن الموجه ضدهم ناهيك عن التصفية التي ارتبطت بالقتل المنظم. وعبر كافة هذه المواجهات الأمنية العنيفة لم تتجه الدولة ولا أي من أجهزتها الأمنية أو الدينية إلى التواصل مع هذه الجماعات الدينية ومحاولة استيعابها في المجتمع وإدماجها في ممارساته المختلفة. والواقع أن الدولة ذاتها لم يكن في مكنتها القيام بذلك في ضوء الممارسات الأمنية العامة والشائعة التي وجهتها ضد باقي القوى السياسية المجتمعية المختلفة؛ فلم يكن في أجندة الدولة ولا في نواياها القيام بأي حوار ديمقراطي حقيقي مع أى قوى سياسية في المجتمع والسماح لها بالممارسة الفعلية عبر البرلمان والأحزاب السياسية الفعلية لا الشكلية.
ومن ناحية أخرى فإن السلفيين أنفسهم وغيرهم من الجماعات الدينية لم يقدموا نموذجا توافقيا يحرص على السلم الاجتماعي والتواصل مع الفئات الاجتماعية الأخرى، فلقد خلقت لديهم المواجهات الأمنية العنيفة والتواطؤ المجتمعي العام، ناهيك عن التواطؤ الكوني، حالة من الرفض العنيف للسياقات المحيطة بهم، وأجبرتهم على تفضيل العزلة والتقية على الاختلاط بالمجتمع الكافر، من وجهة نظرهم، المحيط بهم.
إن هذه المواجهات العنيفة بين السلفيين وبين الدولة لعبت دورا كبيرا أيضا في جمود الفكر الإسلامي، خصوصا من ناحية الممارسات السياسية والاندماج في متطلبات هذه الممارسات بتوجات وأطر جديدة. فالملاحظ أن الفكر السلفي مرتبط بالأساس بأطر ماضوية، كما أنه مرتبط بتفسيرات محدودة لمجموعة من الشيوخ الذين يتعامل معهم باقي الأعضاء بنهج تقديسي أقرب للممارسات المسيحية الأرثوذكسية. إن هذه الوضعية التي وجد السلفيون أنفسهم عليها هى التي تفسر بدرجة كبيرة تلك السلوكيات الغريبة الي يحاولون ممارستها الآن؛ فمن هدم للأضرحة وتدمير للتماثيل مرورا بالتأكيد على النقاب وإطالة اللحى إلى رفض للالتحاق بكليات الحقوق...إلخ من تلك الممارسات التي تشبه منع النساء من قيادة السيارات.
ومن أغرب الحملات التي قادها السلفيون حديثا، واستخدموا من خلالها الإنترنت، الدعوة لمليونية إطالة اللحى قبل رمضان. فهل من المعقول تصور إطلاق حملة بهذا الحجم في ظل مجتمع يعاني من مستويات غير مسبوقة من الفقر والعشوائيات والجريمة وتراجع مستوى التعليم والصحة. وإذا كان السلفيون يتحدثون عما قام به السلف الصالح، فكيف يستخدمون الإنترنت والفيس بوك من أجل اطلاق حملتهم؟ وهل انتهت المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية حتى يتفرغ المجتمع لإطلاق اللحى؟
أغلب الظن أن المواجهات الأمنية الطويلة والعمل السري والخفي قد أوصل الفكر السلفي للتخندق ببعض المقولات الجوفاء التي لا تسمن ولا تغني من جوع في زماننا هذا. ففي الوقت الذي يصدعنا فيه السلفيون وشيوخهم بمثل هذه المهاترات التافهة، يعجز المرء أن يجد في التاريخ الإسلامي الأول زمن الرسول والصحابة الأجلاء أي تناول لمثل هذه التفاهات والقضايا الجوفاء. اللهم ارزقنا بسلفيين حقيقيين على شاكلة السلف الصالح الذين جمعوا بين الدين وبين راحة الإنسان وسعادته الدنيوية.



#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهمي هويدي، حينما تكون الكتابة عن التدليس تدليسا
- قراءة متعارضة لمقالة عبد الرحمن الراشد،عنوان المقالة المتعار ...
- شباب الإخوان المسلمين
- بين التحرش بخادمة وبين اغتصاب شعب، حاكموا حسني مبارك وأسرته
- حاكموا مبارك بأسرع ما يمكن
- الثورة المصرية وانكشاف الممثلين
- نص حوار بين على الدين هلال وطالب دكتوراه بعد الثورة!!
- لماذا التهرب من محاكمة مبارك؟!!
- أحفاد عمر المختار فعلوها
- نوارة الثورة المصرية
- مشتركات الثورات العربية
- الحفاظ على مكاسب الثورة
- أعداء الثورة في مصر
- خرج المصريون
- هلع الظالمين!!
- حرب القراء عبر الإنترنت
- الفرق بين المجاملة والابتذال
- أبوية العلاقات السياسية العربية
- تصاعد العنصرية ضد المسلمين في أوروبا
- فوبيا عبدالناصر في الإعلام العربي


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح سليمان عبدالعظيم - السلفيون ومليونية اطلاق اللحى!!