أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - ((يكفي ان نقول ناظم حتى نقول الإنسان)) -ناظم حكمت شاعر الحب والثورة والسلام















المزيد.....

((يكفي ان نقول ناظم حتى نقول الإنسان)) -ناظم حكمت شاعر الحب والثورة والسلام


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 3391 - 2011 / 6 / 9 - 01:33
المحور: الادب والفن
    


((يكفي ان نقول ناظم حتى نقول الإنسان))
حنا مينه

ألشاعر ناظــــم حكمت


شاعر الحب والثورة والسلام في الذكرى الثامنة والأربعين لرحيله

حميد الحريزي

ناظم حكمت نبض حياة ،وسحر جذب ومحبة ،وحميمية وجمال أخاذ تسري في عروقي منذ ان تعرفت على قدر من حياة ونضال وكفاح هذا الشاعر الكبير ،هذا القلب والإنسان الخالد الذي لا يموت وهو ينبض بالمحبة والمودة للإنسانية جميعا دون استثناء، ،الذي نذر نفسه وشعره وكل تفاصيل حياته من اجل قضية عادلة وهدف سامي إلا وهو تحقيق حرية وانعتاق وسلام العالم عبر تحقيق الاشتراكية حلم الشعوب.
ولابد للعالم العربي عموما بكل فئاته وشرائحه وبالأخص مثقفيه كما إني ممتنا للروائي والمناضل الكبير حنا مينه لما بذله من جهد ودراسات مفصلة تغطي الكثير من شخصية ونضال وإبداع ناظم حكمت في الشعر والرواية والنقد والمسرح. حتى أصبحت لاستطيع ان أراهما أقوالا وصورا ومنتج أدبي علمين من إعلام الفكر والنضال والشعر والأدب تجمعهما وحدة المنهج الفكري وحب الإنسان.
وفاءا مني لروحي وبهجتي ومتعتي بسمو وإنسانية وثراء ناظم حكمت في ذكرى رحيله الثامنة والأربعين إلا ان أضع مع كل الأحرار في العالم أكاليل الزهور على ضريح ناظم حكمت واذكر المطلع و من يطلع على بعض النماذج والمختارات من رياض ما قاله وأشعاره وعظيم أفعاله..... وبعض مما قيل بحقه وهو كثير شاعرا ومناضلا وإنسانا
وبمناسبة ذكرى الرحيل استذكر قول الشاعر الكبير الراحل رسول حمزاتوف في حتمية الموت وخلود ما يتركه من اثر بعده حيث يقول:-
(( كلنا سنموت لن نعيش الى الأبد
وذلك معروف وهو ليس بجديد لكننا نحيى ليبقى بعدنا اثر
بيت أو شجرة أو كلمة أو ممر)).
ومما قاله ناظم بخصوص الموت
((أمنا الطبيعة ستعلن ساعة الانصراف ذات يوم
قائلة:-
لقد انتهى الضحك والبكاء يا ولدي
وستعاود الحياة التي لا ترى ولا تتكلم ولا تفكر دورتها اللا محدودة)).
وتنفيذا لمقولة أمنا الطبيعة ودع ناظم حكمت الحياة وتوقف قلبه عن الخفقان في 3-6-1963 توقف قلب الشاعر الذي قال عنه حنا مينه ((يكفي ان نقول ناظم حتى نقول الإنسان)) وفي سبب موته يقول حنا مينة:-
(( الذي يقرؤون رسائل ناظم حكمت وهو في السجن أو قصائده المكتوبة في تلك الحقبة رسائله المكتوبة الى كل واحد منا وكذلك قصائده المكتوبة من اجل كل واحد منا لن يتساءلوا مم مات ناظم بعد ذلك في الثالث من حزيران 1963 انه لم يمت إلا من الحب حب الإنسانية العظيم))
فما ألذي سيفعله شهيد الحب الإنساني لو بقي على قيد الحياة حيث يجيب عن هذا التساؤل قائلا:-
((إذا بقيت سالما سأكتب على الجدران وفوق الأرصفة في الساحات العامة اشعري وسأعزف على الكمان في ليالي العيد لمن يبقون من المعركة الأخيرة وكذلك سأعزف على الأرصفة المغمورة بضياء ليلة رائعة للذين يغنون أغاني جديدة للناس الجدد والخطوات الجدد)).
وشرط ناظم على الموت لكي يكون عادلا يجب ان تكون الحياة عادلة يعنى ان يحيى الإنسان حياة مليئة بالسعادة والحرية والرفاه والمحبة حيث يقول:-
((حتى يكون الموت عادلا لابد للحياة ان تكون عادلة)).
فلأجل عدالة الحياة لأجل غد الإنسانية المشرق يعزف ناظم ألحانه ويكتب أشعاره بعد ان تخلع الإنسانية رداء الحروب والاستغلال والعبودية حيث الخلاص وتجاوز وحشية الرأسمالية بالغد الاشتراكي السعيد حتى يرى الإنسان ما لم يراه ويقول ما لم يقوله بعد حيث يقول
(( أجمل البحار: ذلك الذي لم يزره احد بعد
أجمل الأطفال: ذلك الذي لم يكبر بعد
أجمل أيامنا: تلك التي لم نعشها بعد
أجمل الكلمات: التي وددت قولها لك
هي تلك التي لم اقلها بعد)).
وناظم يعرف تماما هدفه وكذلك يعرف عدوه وعدو الفقراء والمعدمين الذين تبنى قضيتهم حيث يدعوا لوحدة وتماسك وتكافل قوى البناء والكفاح من اجل الحرية والعدالة والسلام حيث يقول
((البرجوازية قتلت اثنين منا
أماتت اثنين لن يموتا منا
البرجوازية دعتنا للمعركة
وقد قبلنا الدعوة
فنحن كما نعرف ان نضحك بفم واحد
نعرف ان نحيا ونموت كواحد
كلنا من اجل واحدنا
واحدنا من اجل كلنا)).
وهو يصف أعداء الحياة لحبيبته ولزوجته ويدعوها للتفاؤل والكبرياء والعنفوان الإنساني والأمل واثقة بالنصر حيث يقول:
(( أنهم أعداء الأمل يا حبيبتي
نعم أعداء
المياه الجارية
والأشجار المثمرة اليانعة
والحياة المتدفقة المتطورة ذلك لان الموت طبع بصماته
على جباههم:-هم مثل الأسنان المنخورة هم مثل اللحم المتهرئ
إنهم محكومون بالانهيار الى غير رجعة
عندئذ يا حبيبتي سوف ترين بكل تأكيد
ملائكة الحرية تحوم في أجواء
بلادنا
مرتدية أحلى أزيائها متلفعة ثياب العمال)).
ان ناظم حكمت لا يرى الحرية الا وهي مرتدية ثياب الطبقة العاملة انطلاقا من منهجه الماركسي باعتبار ان تحرر الطبقة العاملة وحريتها ستحرر الإنسانية جميعا من التعسف والقهر والديكتاتورية والاستغلال .
فما أحوجنا في عراق اليوم لمثل هذه الرؤية الصادقة لخلاص الشعب العراقي من نير الإرهاب والاحتلال والقهر والاستغلال الداخلي والمستورد وما هو أحرى بطبقتنا العاملة وكل أحرار العراق ان يمزقوا عصائب التضليل والزيف الطائفي والعرقي وحمل راية الكفاح الوطني والطبقي من اجل عراق حر ديمقراطي مستقل ملتحمة ومتكاتفة مع كل القوى المناهضة للعولمة الرأسمالية المسلحة المتوحشة لبناء عالم الأمن والسعادة والسلام لكل الشعوب.
ان شاعرنا الكبير يدعو كافة نساء العالم وخصوصا نساء المناضلين والمكافحين من اجل غد الحرية والسلام ان يكن رايات للثورة فخورات فرحات غير حزينات ولا منكسرات متفائلات وجميلات بجمال بيرق الثورة والمبادئ السامية التي من اجلها عذب وسجن وتشرد أزواجهن وأحبائهن حيث يقول مخاطبا زوجته بأرق وأسمى وأكثر العبارات وثوقا بالنصر وتحدي قوى الظلم والظلام :-
((اخرجي من الصندوق ذلك الفستان
الذي كنت ترتدينه حيث التقينا أول مرة
ارتديه ومري كوني مثل أشجار الربيع
أشكلي القرنفلة التي أرسلتها في الرسالة من السجن
في شعرك
ارفعي جبهتك العريضة
تلك الجبهة البيضاء المختلطة بالتجاعيد الجاذبة
للقبل
في مثل هذا اليوم
لا يجوز لزوجة ناظم حكمت ان تكون حزينة مهيضة
الجناح
لذلك مستحيل
في مثل هذا اليوم
ينبغي لزوجة ناظم حكمت ان تكون رائعة الجمال
كواحدة من بيارق الثورة)).
وهو يخاطب الإنسان في كل مكان وكل زمان مبشرا وواعدا ومؤكدا بزوال الظلم والاستبداد كما سينقضي فصل الخريف وإمكانية ان يخلق الإنسان الواعي ربيع الحرية والرفاه والسلام الدائم للبشر:-
(( الخريف سينقضي مرة بعد مرة
والربيع سيعود مرة بعد مرة
ونحن سنقضي شتاءا أخر
متدفئين بنار غضبنا الأكبر
ورجائنا الأقدس)).
وبذلك فشاعرنا الكبير يدعو المكافحين والمناضلين من اجل الحرية ان يتحصنوا بوعيهم، وعدالة قضيتهم، وسمو مبادئهم ضد كل أساليب القهر والحرمان الموصوف بقسوة وشح الشتاء فليتحصن بدفء مبادئه وعدالة قضيته مما يتدفأ الإنسان بالنار ليتقي أذى البرد ألشتائي القارس حيث تخلد الحياة للسكون.
وناظم حكمت لا يغفل دور وسائل الاتصالات والتقنية الحديثة في عصره في تضليل وتكبيل المعذبين والمظلومين من عمال وفلاحين وعموم الكادحين وحرف وعيهم وجرهم لمعارك جانبية لإدامة وتأبيد استغلالهم .وها نحن نرى ما يحدث الآن في عموم العالم والعراق بالخصوص نتيجة امتلاك قوى الظلام والرأسمال المسلح واذرعه من القوى الإرهابية والفاشية والمليشيات الطائفية للقنوات الفضائية ووسائل الاتصالات المتقدمة في المساهمة الفعالة في إدامة غياب الوعي الوطني والطبقي لدى الجماهير المسحوقة واستنزاف طاقاتها في الشعائر والطقوس البالية والغير منتجة لغرض ديمومة السلب والنهب لحرية وحياة وثروات الشعوب وفي هذا يقول ناظم وهو يخاطب أولئك ((المتلاعبون)) بالعقول محتكري وسائل الثقافة والإعلام.:-
((عصافير الدوري على أسلاك الهاتف
يا لها من مخلوقات مسكينة لا تعرف شيئا عن الهاتف
ليتني أرى أجسادكم ملفوفة كالأكفان
فقد جعلتم أبناء قومي
مكفوفين وعيونهم مفتوحة)).
ولشاعرنا الكبير الكثير الكثير في معنى المحبة والوفاء والقيم النبيلة وهو بحق شهيد الحب الإنساني النبيل كما وصف أسباب موته الأديب حنا مينه ومنها الصداقة الصادقة النزيه بين أبناء البشر ودعوته لرعايتها من قبل الأصدقاء كما يرعى الفلاح الشجرة فكلما كانت أرضها خصبة خالية من الأعشاب الطفيلية الضارة وماؤها وفير ، سمادها التواصل ألحميمي متمتعة بشمس الحرية والنماء كلما كان عمرها طويلا وثمرها وفيرا وخضرتها دائمة فان ماتت الشجرة لن تحيى مرة ثانية حيث يقول.
((الصداقة كالشجرة إذا يبست لن تخضر ثانية)).
ماذا عسانا ان نغترف من بحر ناظم حكمت المترامي الأطراف في مثل هذه العجالة، ولكنها وقفة إجلال وإكبار وحب واستذكار لهذا الشاعر المناضل الإنسان في ذكرى رحيله من على الأرض ليسكن القلوب المحبة للعدل والجمال
وهاهم كل أحرار العالم ومثقفيه من أدباء وشعراء وكتاب يضعون كل عام أكاليل الزهور على ضريح الشاعر الخالد ناظم حكمت..الذي سيظل حيا في ذاكرة المناضلين في كل أرجاء العالم.
حزيران 2011



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة الفساد في العراق -دراسة في الاسباب ومقترحات حلول
- ((اللعنة المستدامة)) - قصة قصيرة
- عامل انا - نص شعري
- مصابيح الطريق - نص شعري للشعب المصري الثائر
- بيارق الجياع - نص شعري
- نبيا من ورق - نص شعري
- اوراق عام آفل
- لماذا لاتذهبون ((للفريضه))
- مطر الدولار -نص شعري
- شرك الشراكة في حكم العراق
- شراك المشاركه في حكم العراق
- حملة ((تضامن)) مع لصوص ماقبل العولمة!!!!
- فخاخ الجنان – قصة قصيرة
- الظاهرة الطائفية وإشكالية بناء لدولة المدنية-دراسه
- ضوء على نتائج الانتخابات البرلمانيه العراقيه 2010
- الديمقراطية المثلية!!
- النتائج الانتخابية بين ((مفردات)) المفوضية ومفردات التموينية
- صيد الاوهام وصراع الارقام
- اعلان...نصائح بالمجان لحيازة كراسي البرلمان
- ((حي السعد)) ماض مفقود وحاضر مؤلم ومستقبل مجهول


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد الحريزي - ((يكفي ان نقول ناظم حتى نقول الإنسان)) -ناظم حكمت شاعر الحب والثورة والسلام