المثقف والوضع الراهن ... ندوة

عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 3382 - 2011 / 5 / 31 - 06:36
المحور: المجتمع المدني
    

على سبيل التقديم الجزء الأول



في إطار الحركات الاحتجاجية الممتدة من المحيط إلى الخليج في شكل ثورات شعبية أو مسيرات أو وقفات احتجاجية سلمية شبابية على الخصوص ، وفي إطار النقاش الوطني المفتوح اجتماعيا وثقافيا وسياسيا من أجل إقامة مجتمع العدالة الاجتماعية والكرامة والمواطنة والحرية ، مجتمع المدنية والمعرفة .. وفي إطار الاحتفاء أيضا باليوم العالمي للكتاب ، نظمت جمعية خطوة للثقافة والفن بتيكوين أنشطة ثقافية أيام 13 ـ 14 ـ 15 . بتنسيق مع المجلس الجماعي لأكادير ـحت شعار : من أجل مجتمع الكرامة والقراءة والإبداع . وقد نظمت الأنشطة بالمركب المتعدد الخدمات ـ بئر أنزران بتيكوين ..

في اليوم الأول ـ صباحا ـ أقيمت ندوة حول : دور القراءة والإبداع في بناء الشخصية .. ـ ومساء : لقاء مفتوح حول : الشباب والعمل الثقافي والسياسي ...

في اليوم الثاني ـ مساء : ندوة حول : المثقف والوضع الراهن ..
في اليوم الثالث ـ صباحا : صبيحة تربوية ـ فنية
والمساء كان مقررا لورشات حول : الحرية والتنمية لفائدة الشباب .. وإقامة احتفال فني موسيقي ...

وبموازاة هذه الأنشطة أقيم معرض للكتاب ، وآخر للإبداعات النسوية خاص بالمستفيدات من برنامج جمعية خطوة في محو الأمية والتأهيل الحرفي لهذا الموسم ...

[email protected] // للاتصال : البريد الإلكتروني :
الهاتف : 0666019173 / 0671866340
الفاكس : 0528285858

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


... المثقف والوضع الراهن


إدارة الندوة : عبد العاطي جميل

تقرير الندوة : رئيس الجمعية محمد نافع

الأساتذة الباحثون : ـ أحمد عصيد
ـ رشيد برقان


استهل عبد العاطي جميل الندوة بتقديم التحية الثقافية لجمعية خطوة للثقافة والفن التي عودت الفضاء الجمعوي والثقافي بأنشطتها الوازنة ، وبإثارة الإشكاليات الحيوية والجوهرية الراهنة . وبتحية المحبة للجمهور الفاعل المراهن عليه ، والذي شرف الندوة بالحضور والمتابعة . كما وجه تحيته المائزة إلى الأستاذين الباحثين : أحمد عصيد و رشيد برقان .
ثم مهد لموضوع الندوة الإشكالي والمتميز مشيرا إلى أن الموضوع قديم ظل مثار خلاف وجدل حادين . فموضوع المثقف والوضع الراهن قد قيل فيه الكثير وعقدت حوله ندوات في ظروف وأمكنة مختلفة ، وتداولت حوله شعارات تحت عناوين متباينة عدة : كعلاقة المثقف بالسلطة ـ دور المثقف في المجتمع ـ المثقف والسياسي أية علاقة ؟ ـ المثقف بين الاستقلالية والتبعية ـ علاقة المثقف بالمؤسسات ـ المثقف : المواجهة ، الحياد ، الولاء ـ المثقف والقضايا الوطنية ـ المثقف والهوية الوطنية ... وغيرها من العناوين ، لكن موضوع المثقف والوضع الراهن الآن ، يطرح في سياق مختلف يستدعي بالضرورة تحريك المفاهيم ، وإعادة النظر في صياغة الإشكاليات المطروحة ، وتجديد الأسئلة بكل جرأة و وضوح ، خصوصا وأن المثقف ذو علاقة جدلية بالمحيط الوطني والإقليمي والكوني .. وما يجري الآن في مختلف البلدان من المحيط إلى الخليج من احتجاجات وثورات شعبية ، يستدعي تحديد دور المثقف في ظل هذا الحراك الاجتماعي والسياسي وموقفه مما يجري هنا والآن .. ولمقاربة هذه القضايا ، خصصت الندوة لمداخلتين :

ـ الأولى للباحث أحمد عصيد بعنوان : المثقف أنواعه و أدواره في الوضع الراهن .. وقبل الشروع في المداخلة قدم عبد العاطي جميل بعض المعطيات الثقافية حول الباحث أحمد عصيد فهو : أستاذ الفلسفة ، شاعر ، جمعوي ، باحث في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية . عضو سابق في المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب . عضو بالمرصد أصدر كتبا منها : أسئلة الثقافة والهوية في المغرب المعاصر ـ رسائل إلى النخبة المغربية ـ سياسة تدبير الشأن الأمازيغي بالمغرب ـ كما له كتابات في
مختلف الجرائد والمجلات الأمازيغية والعربية ...
بعد هذا التقديم الموجز ، استهل الباحث أحمد عصيد مشاركته بتوجيه التحية والشكر لجمعية خطوة للثقافة والفن بتيكوين ، وللحضور المتتبع ، مؤكدا على أهمية الموضوع والنقاش الدائر اليوم في المغرب ، نظرا لتميزه بالشمولية حول إشكالية السياسي والاقتصادي والإصلاح الدستوري ، وتناول قضايا حول : اللغة ـ التقاليد ـ المرأة ـ الدين ... فاعتبر أنه لأول مرة في هذه المرحلة المهمة تفرز نقاشا شاملا ، هدفه بناء الديمقراطية من خلال الوثيقة الدستورية ... ثم قسم مشاركته إلى محاور أهمها : 1 ـ الثقافة والمثقف ودوره . 2 ـ المثقف في الوضع الراهن . 3 ـ وظائف المثقف بعد 20 فبراير . 4 ـ عوائق المثقف ...
ففي تعريف المثقف شعبيا ، ارتبط مفهوم المثقف بالقراءة والفهم ، فللدلالة العامية صلة بشخص منشغل ومشتغل بالفكر أي بما هو رمزي . و بالأمور الخفية ، وبالكشف عن آليات الواقع بالتفكيك والوصف والتغيير والتأويل . من أجل بناء المستقبل انطلاقا من الواقع المعيش ... ثم أجرى الباحث مقارنة و موازنة بين المثقف والسياسي ، فأكد على تميز المثقف عن السياسي الذي يرتبط بتسيير المؤسسات انطلاقا مما هو قائم وكائن . أما المثقف فمهمته استشراف المستقبل نحو الأفضل ، مع التركيز على أن الهدف المقصود هو الإنسان ذو الكرامة كقيمة عليا .. ومن مميزات المثقف خاصية النقد . فالمثقف ناقد للواقع المعيش غير الكامل ، والمتسم بالنسبية في نظره . وثمة خاصية أخرى هي الاستقلالية ويقصد بها الحرية في التفكير للتوصل إلى الحقيقة دون محاباة و دون مساومة ودون مراعاة لمصالح الرأسمال أو النقابة و المؤسسات أو المصالح الخاصة .. لذلك فالمثقف هو من يقول ما يعتبره حقيقة ...
ـ وعن المثقف في الوضع الراهن ، أكد الباحث أحمد عصيد على أنه بعد الاستقلال كان الانشغال العام بالتحرير الوطني ، ومحاولة إعطاء مدلول للاستقلال ، لكن البلد ـ للأسف ـ اتجه في غير الاتجاه الديمقراطي من خلال دستور 1962 .. فكان المجتمع برمته في خدمة الدولة لتكريس الحكم المطلق ، وتفريغ الاستقلال من مدلوله ، وقتل الحياة السياسية ، وإضعاف الأحزاب المغربية ... ومن ثمة كان الركود والتشردم المؤدي إلى انقسام المثقفين إلى أربعة أنماط :
أ ـ نمط المثقف الخبير : وهو الأجير ، الذي لا يحمل مشروعا .. يقدم خدماته مقابل أجر معين .. ب ـ نمط المثقف الأكاديمي : وهو المثقف غير المنشغل بما يجري ، ويتميز بالانغلاق في تخصصه ، لا يوظف المعرفة في الرقي الاجتماعي ، لأنه دون مشروع كذلك ... ج ـ نمط المثقف الحزبي : قد كان المثقف في اليسار يلعب دور المعارضة حتى حدود تجربة " التناوب " عام 1998 . فكان المثقف أمام اختيارين : اختيار الاستقلال أو اختيار الصمت . فكان خيار العديد من المثقفين البحث عن مناصب إدارية في ديوان وزارة ما . والبحث عن مواقع تجلب منافع خاصة ... د ـ نمط المثقف المستقل والمشاغب ـ وهذا النوع يمثل القلة من المثقفين ـ .. ويتميز المثقف المشاغب بإثارة الأسئلة الحارقة والمحرجة من أجل التغيير . وقد كان المثقف المشاغب ولا يزال محاصرا إعلاميا ، ورغم ذلك كان مزعجا للأحزاب كما للسلطة حين ينشر في الصحافة المستقلة أو يصرح في القنوات الفضائية فاضحا الواقع وحالما بالتطور .. وقد كان المثقف المستقل قلقا منحازا إلى الإنسان كقيمة عليا كما سبق القول . لا منحازا إلى المال أو السلطة وما يجري مجراهما ...

أما عن وظائف المثقف بعد 20 فبراير ، فأشار الباحث أحمد عصيد إلى أن المثقف مطالب أولا بمهمة تفسير بعض المفاهيم الأساسية للناس : كمعنى الحريات ـ والدستور .. وتبسيط هذه المفاهيم من أجل أن يتم التواصل الجيد مع الناس ، لأن الدولة لا تتواصل مع الشعب .. السلطة تبغي أن تتكلم لوحدها، وأن يسمع الناس لها فقط ، وينخرطوا فيما تمليه عليهم السلطة .. بينما المثقف على عكس ذلك يعمل على التحسيس والتوعية ... وهذا في الحقيقة دور المثقف والسياسي أيضا . لكن السياسي لا يتحرك إلا موسميا فيما يتحرك المثقف طيلة السنة لإفهام الناس ما يجري ... أما المهمة الثانية حسب الباحث فهي : ـ الدفاع عن الحريات التي تخنقها السلطة .. فالحريات هي التي تفتح للناس آفاق التعبير عن الرغبات والطموحات ... ومنها : ـ مبدأ الحرية وهو الأساس بالنسبة للمثقف .. ومبدأ المساواة .. ومبدأ العدل المتمثل في فصل السلط واستقلالية القضاء قصد تحقيق وضمان الكرامة ...

ومن الوظائف الأساسية للمثقف بالنسبة للعمل على مستوى النخبة وعلى مستوى العامة وهو تقويم المفاهيم التي يتم تحريف دلالتها قصد التشويه عن قصد .. ويضرب الباحث مثالا صارخا للعمدة المغربي الذي فسر مفهوم العقلانية بكونها هي إنكار الغيب ...
ثم انتقل الباحث أحمد عصيد لتبيان العوائق التي تحول دون تحقيق المثقف لدوره المنوط به . فاعتبر السلطة عائقا مادامت تضع لوائح سوداء لمنع المثقف من الإدلاء بآرائه في القضايا الشائكة ، الماسة بالحريات العامة والخاصة والانتهاكات الجسيمة ...وساق مثالا لذلك ما تعرض له الباحث نفسه حين أراد التعبير عن وجهة نظره في لا جدوى الغرفة الثانية ، لما انتقدها تعرض للمنع من المشاركة في وسائل الإعلام ... فمن العوائق إذن عرقلة مرور المواقف المستقلة .. فأكد على أن مرحلة الكرامة تستدعي إسقاط الفساد وإسقاط الاستبداد .. ذلك أن الاستقرار لا يكون بالعنف ـ كما يعتقد البعض ـ بل يكون بالديموقراطية والعدالة الاجتماعية .. كما أن الشرعية لا تكون بالتاريخ .. ولا تكون بالمقدسات وإنما يكون الاستقرار بالتعاقد ـ التعاقد ..
والآن يجب مخاطبة الشعب ومصارحته بأن التغيير يكون بميزان القوى الشعبية لا بالأحزاب و لا بالقصر ...
ف " الشعب يريد " . " الشعب يتكلم " . فهذا هو شعار المرحلة . والسلام ...

البقية تأتي : مشاركة الأستاذ رشيد برقان

#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات