أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - التحالف الوطني العراقي الواسع ضرورة تكوين قائمة انتخابية موحدة















المزيد.....

التحالف الوطني العراقي الواسع ضرورة تكوين قائمة انتخابية موحدة


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 12:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يعد أمام العراقيين متسع من الوقت لبدأ أول ممارسة تشرعن آليات العملية الديمقراطية في العراق. فيوم الثلاثين من كانون الثاني من عام 2005 قادم، ليحتكم فيه الجميع الى شفافية الصندوق الأنتخابي الذي سيفرز الجمعية الوطنية العراقية الأنتقالية، التي ستخول لأول مرة، بأسم الشعب العراقي بكل أطيافه، تشريع الدستور العراقي الدائم الذي طالما حلم به العراقيون، فقد شبعوا من الدساتير المؤقتة التي أبتدعتها الأنظمة المتسلطة لتفتح الأبواب واسعتا أمام القوانين الأرادوية والتشريعات الكيفية التي تطيل من أمد حكمها الجائر، والتي تقاطعت مصالحها مع مصالح الشعب، فجعلته تحت رحمة قوانينها وتشريعاتها التي هي في المحصلة الأخيرة، تعبير عن أرادة الحاكم بأمره، بعد أن ركن على الرف ما كان قد شرع من تشريعات ـ على قلتها ـ لخدمة الأنسان العراقي

أن العقبات التي واجهت أول خطوات الأعداد للعملية الأنتخابية حتى الأن، على الصعيدين الداخلي والخارجي ، كانت كفيلة بأحباط وأجهاض العملية برمتها، لولا الأرادة الوطنية العراقية الواعية، التي لم ترضخ وتستكين لتلك العراقيل والعقبات ، رغم حدتها وقسوتها ، والمتمثلة بحمامات الدم اليومية، وتدمير ما تبقى من بنية تحتية ضعيفة أصلا، كان قد خلفها النظام البائد، وما خلفته حرب التحالف من دمار وتخريب بكل المقاييس، بالأضافة الى الضغوط السياسية التي مارستها دول الجوار وغير الجوار، لوقف الجهود التي تبذل لأنجاح العملية الأنتخابية، لقناعة تلك الأوساط، أقليمية ومحليا، بأن أي نجاح في العراق يتشارك في بناءة أبناء العراق بنسيجهم العام، يشكل خطرا جديا على مصائرهم ومصالحهم معاً.

فأقليميا ترى تلك الدول، بأن نجاح الأنتخابات في العراق، وبالطريقة التي يجري الأعداد بها، يعني فتح شهية شعوب تلك البلدان الى أجراء تجديدات في بلدانهم، شبيهة بتلك التي تحدث وستحدث في العراق، مما يعني زيادة هشاشة البَلاطات التي تقف فوقها كراسيهم المهتزة، مهما تشدقوا بديمقراطياتهم المفصلة على مقاساتهم، والتي لا يفهم منها كممارسة، غير كونها دكتاتوريات مطلقة، تسير على عجلات الأرهاب والعنف المنظم وغيرالمنظم .

أما محليا فأن ثالوث القوى الظلامية وبقايا فلول النظام المقبور والمجرمون واللصوص والقتلة والخارجون عن القانون، فليس لهم غير الأمل بعودة النظام البائد بكل سوءاته وجرائمه، لأنهم بدون ذلك النظام، سيكون مصيرهم مزابل التأريخ النتنة.

ويجب أن لاننسى وسط هذه الزحمة من المعرقلات، ما سببته وتسببه قوات الأحتلال من عراقيل بسبب الكثرة من الأخطاء، البسيطة والشنيعة التي مارستها منذ احتلالها العراق، ولعدم نجاحها في أقامة جسور آمنة وودية مع العرقيين، حيث كان هدفها ولا يزال، هو تكريس جهدها في الوسائل التي تطيل من امد وجودها العسكري والأقتصادي والسياسي، لتضمن لمصالحها الحيوية المستقبلية في العراق على وجه الخصوص وفي المنطقة على وجه العموم، جزءا من كيكته الدسمة التي طمع بها كل من هب ودب.

أن هذه البانوراما ذات المظهرالسلبي التي يقف أمامها المشهد العراقي، لا تخلوا من التعقد والألتباس الشديدين، ففي المقابل تقف امام ذات البانوراما، عدد من القوى السياسية والأجتماعية والدينية العراقية، التي تفترض نفسها معبرتاً ـ ولو نسبيا ـ عن الواقع العراقي المضطرم ، بكل تنوعاته واطيافه، ولم تكف هذه القوى من التنادي بكونها، وكل حسب ما يراه، ممثلا لطموح العراقيين في بناء عراقهم الجديد الخارج توا من نفق الدكتاتورية المظلم، والرازح الآن تحت خيمة الأحتلال التي لم تحميه لامن حر أو برد كما يقال.

مما يثير الغرابة أن عدد الأحزاب والحركات السياسية الموجودة أصلا، أوالتي تتوالد يوميا في العراق، قد فاق رقم 300 حزبا وحركة ومؤسسات مدنية وعشائرية وخلافه، ومن يدري فلربما لن يقف الرقم عند سقف محدد، فالشهية لدى العراقيين مفتوحة على آخرها. والأكثر دهشة وغرابة في هذه الولادات الطبيعة والقيصرية لهذه التشكيلات، أنها تدعي ، وكل على حدة، الحرص على العراق، وبانها الأكثر تمثيلا لطموح العراقيين في كيفية بناء عراقهم. في هذا اللوحة المشهدية الضاربة في التناقض، لم يلحض الشارع العراقي توجهات ملموسة من القوى التي تدعي الوطنية العراقية لترجمة خطاباتها عبر برامج محددة لأنتشال الوطن من محنة الضياع والتشتت التي تضرب أطنابها بقوة ، لدق الأسفين في ثناياه.

فالموقف الوطني يجب أن يكون واضحا وصريحا، موقفا يتشارك به كل العراقيين في الأنتخابات المنتظرة في كانون الثاني القادم. أن يتشاركوا على تنوع مذاهبهم الفكرية والسياسية ، وعلى تنوع قومياتهم، وعلى تنوع مواقفهم أزاء الوضع . فهذه المشاركة تمثل أرقى أشكال التعبير عن الرأي، سواء أكانت مؤيدة أومخالفة، مساندة او معارضة.

أن الخروج عن هذا الموقف الوطني، وتحت أي ذريعة او حجة لن يكون ذا جدوى، بل أنه سوف يزيد الوضع تعقيدا أكثر مما هو عليه، ولا يجلب أي نفع للذين يبشرون بعدم المشاركة في الأنتخابات.

أن نتائج الأنتخابات ستعطي الشرعية للمؤسسات الوطنية الديمقراطية التي ستشكلها الجمعية الوطنية المنتخبة، حيث ستتمخض عن هذه الشرعية كل الأجراءات الوطنية التي سترسم للعراق مستقبله السياسي والأقتصادي والأجتماعي ، بدأً من أنتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونوابهم الى لآليات اعداد مسودة الدستور العراقي الدائم، الى الطرائق والآليات التي سيتم بموجبها معالجة وجود القوات الأجنبية في الوطن. أن عكس هذه المشاركة ستتوفر الفرص تحت العديد من الذرائع، لبقاء هذه القوات فترات طويلة، وطويلة جدا، كما أنها ستعين أعداء العراق في الداخل والخارج على امرار مخططاتهم الرامية الى تدمير العراق وجعلة ميدانا فسيحا لتصفية الحسابات.

أن الأنتخابات القادمة أستحقاق وطني عراقي تأريخي، معني به جميع العراقيينن بلا أستثناء، إلا أولئك المخربين والقتلة واللصوص والفئات الأنانية التي تدفعها المصالحه الذاتية الضيقة والمشاريعه السياسية المشبوهة، الممولة داخليا وخارجيا، والساعية الى خراب ودمار العراق أرضا وشعباً.

أن هذا الأستحقاق الوطني لا يقف عند حدود المشاركة وحسب، بل يجب أن يتعداه الى توجهات عامة تتبناها وتطرحها القوى السياسية المختلفة انطلاقا من الواقع العراقي الحالي الملتبس، والظروف الأستثنائية التي تنحر الوطن بالمجان، لاسيما الظروف الأمنية وجملة التحديات الأخرى التي تفرضها ألتباسات الوضع. وانطلاقا أيضا من الضعف العام في ثقافتنا الديمقراطية والأنتخابية، بسبب ما كان محرم من ممارسات للعملية الديمقراطية الطبيعية والصحيحة التي كرسها النظام المقبور.

أن هذه التوجهات يجب أن تتبلور في مساع جدية وحثيثة لبناء تحالف وطني واسع في قائمة موحدة تستقطب كل مكونات المجتمع العراقي، لاسيما القوى والحركات السياسية والأجتماعية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني الناهضة. فبهذا التحالف الوطني يمكن الأجابة على الكثير من تطلبات العراقيين الحالية واللاحقة، عطفا على أنه أداة للتعبيرعن الأرادة الوطنية العامة المتأتية من المكانة والثقل الذي تشكله تلك الأطياف المكونة لذلك التحالف.

أن مجمل الحركة السياسية العراقية مطالبة الآن اكثر من أي وقت مضى، ببذل جهود حقيقية وصادقة لمواجهة الأنفلات الذي تسببه القوى المضادة لمصالح الشعب العراقي، وذلك بأقامة التحالف الوطني الواسع للدخول بقوة الى صنوق الأقتراع عبر قائمة وطنية موحدة.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الـمُـعـــــــــــــادِلاتْ - القسم الأخير
- الـمُـعــــــــــــــادِلاتْ 5
- حين تُرهب الكنائس ، تُرهب المساجد
- الـمُــعــــــــــادِلاتْ 4
- الـمُـعـــــــــــادِلاتْ 3
- المُعـــــــــــادِلاتْ 2
- المعادلات ( رؤية تسجيليةعن أستشهاد النصير أبو كريم في العملي ...
- طابا التي تأن، من يان لها؟!
- لم ترحل أيها الشفيف سلمان شمسه
- لفت انتباه للسيد صلاح عمر العلي
- رحلة المهام النبيلة للمجلس الوطني العراقي
- أسئلة غير محرمة للمناضلة الرفيقة سعاد خيري
- سكاكين مثلومة؟! تضامنا مع الكاتب يوسف أبو الفوز
- مكاييل عربية!؟ القوات السورية في لبنان والقوات متعددة الجنسي ...
- مكاييل عربية؟! حسين الحوتي ومقتدى الصدر نموذجا
- عراقيامطلوب أشراك الجماهير الشعبية في أدانة سارقي قوتها وأمن ...
- خرف العمر يا سعدي يوسف أم جفاف القريحة؟!
- هل سيكون الأول من تموز ميلاد جديد للعراقيين؟
- - يا رفاق الفكر والدم ناضلو....أحنه وأنتوا بدرب فرج الله الح ...
- الشهيد الشيوعي الفنان التشكيلي العراقي معتصم عبد الكريم


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - التحالف الوطني العراقي الواسع ضرورة تكوين قائمة انتخابية موحدة