أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الياس المدني - البعث الديمقراطي: متى يحمل الشيوعيون السوريون الشماسي؟















المزيد.....

البعث الديمقراطي: متى يحمل الشيوعيون السوريون الشماسي؟


الياس المدني

الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 12:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ فترة وانا اتابع باهتمام كل ما يجري على الساحة السورية من تغيرات وتجديد واحاول من خلالها ان اقرأ توجهات حزب البعث العربي الاشتراكي.
ومهما كانت الاسباب او الدوافع وراء محاولات الانفتاح تحت قيادة الاسد الشاب، الا انني اثني على كل ما هو ايجابي في هذا الاتجاه وانتقد ما اراه سلبيا او مخفيا وراء الستار. واطالب حركة المعارضة السورية باستغلال هذه النافذة وتطويرها في معركتها من اجل حرية الوطن والمواطن. اذا اعتقد انه من الضروري التفاعل مع هذا التغيير وتأطيره لخدمة الاهداف العليا للمجتمع السوري وفي بدايتها دمقرطة الحياة السياسية والنهوض بالاقتصاد الوطني باتجاه التقدم الاجتماعي المنشود، من منطلق الحرص المشترك على المصالح الوطنية العليا.
غير ان ما يؤرقني فعلا هي التصريحات العديدة التي قرأتها في الايام الاخيرة والواردة على لسان قادة الحزبين الشيوعيين المتحالفين مع حزب البعث العربي الاشتراكي في اطار ما يسمى الجبهة الوطنية التقدمية، يوسف الفيصل ووصال فرحة بكداش. واذا اكن لهما ولتاريخ الحزب الشيوعي السوري الحافل بالنضال كل الاحترام الا ان هذا لا يمنع من مناقشة بعض الطروحات التي اوردتها مؤخرا وسائل الاعلام العربية من ثناء ومديح على حزب البعث العربي الاشتراكي "حليف" (؟) الحزب الشيوعي السوري بطرفيه المذكورين في اطار الجبهة الوطنية التقدمية منذ العام 1971، والذي يحكم سوريا بيد من حديد منذ 1963.
عندما اثنيت على التوجهات الايجابية للنظام السوري في مقالات سابقة لم احاول بشكل من الاشكال الدفاع عن سياسة هذا النظام ولا اعطائه شهادة حسن سلوك. حتى انني اعتبرت ولا ازال ان هذا الحزب لم يبدأ بعد بالخطو نحو الديمقراطية ناهيك عن مسألة مهمة جدا الا وهي قدرته الفعلية على التعامل الديمقراطي سواءا تحت قيادة الرئيس الشاب او تحت قيادة الحرس الحديدي. حين اثنيت على توجهاته طالبت القوى المعارضة باستغلال الفرصة وتطويرها لما فيه المصلحة الوطنية العليا، ولم اقل باي مكان ان البعث السوري قادر على تفعيل العملية الديمقراطية او تفعيل مؤسسات المجتمع المدني.
غير ان شهادة حسن السلوك اخذها البعث السوري من فرعي الحزب الشيوعي السوري.
فبعد اجتماعات الجبهة الوطنية التقدمية بهدف تعدل ميثاقها ونظامها الاساسي تطالعنا الرفيقة وصال فرحة بكداش بقولها: "ان صيغة التعديل اكدت على ترسيخ التعددية السياسية والديمقراطية" وايضا "تعزيز الدور الرقابي لمؤسسات الجبهة". ثم يأتي الرفيق يوسف الفيصل ايضا الامين العام لنتفاجئ بالقول ان "الميثاق الجديد تمت صياغته بشكل ديمقراطي، مشيرا الى أن كل حزب تقدم بأفكاره ومقترحاته التي جرى ادخالها في المشروع".
عندما يقرأ الانسان البسيط مثلي هذه العبارات الرنانة عن العمل الديمقراطي والحياة الحزبية المفتوحة في سوريا وعن التعامل الديمقراطي لحزب البعث مع حلفائه في الجبهة الوطنية التقدمية قد يشعر بحنقة على المعارضة وعلى المطالب التي تنادي بها الاحزاب الاخرى. فاذا كانت هناك ديمقراطية في سوريا لماذا كل هذا الضجيج وكل هذه الثرثرة من قوى ما في الخارج والداخل تنادي بالانفتاح وبالحرية؟
التحالف الحزبي:
كما يعرف الكثيرون يوجد في سوريا مؤسسة رسمية هي "الجبهة الوطنية التقدمية" ونظريا فهي الائتلاف الحاكم في سوريا.
يكون التحالف عادة بين حزبين او اكثر من اجل تحقيق اهداف مشتركة، ويتحمل اطراف هذا الائتلاف كامل المسؤولية عن ادارة السياسة العامة لتحقيق هذه الاهداف. وعادة يكون لجميع الاطراف بما فيها الاطراف الاضعف امكانية تحقيق بعض الرغبات الحزبية، واذا كان الائتلاف يخص ادارة الدولة أي الائتلاف الحاكم يكون لهذه الاحزاب ممثلون في الحكومة ولهم تأثير على سياسة الدولة. طبعا كل هذا في الدول التي تنتهج المنهج الديمقراطي. حيث اصوات الاحزاب المتحالفة في البرلمان تلعب الورقة الكبرى في أي تصويت على المسائل التي تخص السلطة التشريعية. أي انها تقرر السياسية العامة للدولة بدءا من ابسط القوانين وصولا الى اقرار الميزانية وقبول او رفض الحكومة او اسقاطها في أي لحظة.
وفي الجبهة الوطنية التقدمية (واما من خارجها فهو ليس وطني وليس تقدمي ولا يحق له العمل السياسي) نرى ان الاحزاب السياسية المتحالفة مع حزب البعث لا تقوم باي دور كان سوى اعطاء ورقة التين من وقت لاخر للنظام من خلال اصدار التصريحات عن ديمقراطية الحياة في سوريا، لنكتشف بعد قليل ان هذه الديمقراطية هي غير الديمقراطية التي نفهمها انها ديمقراطية ديكتاتورية والعن من الديمقراطية المركزية التي تعودت عليها احزابنا المجيدة خلال القرن الماضي. انها ديمقراطية هنري فورد مؤسس شركة السيارات المعروفة اذ قال "ان جميع السيارات جيدة بشرط ان تكون من نوع فورد وان تكون سوداء اللون".
في التصريحات المذكورة للرفيقة وصال نقلا عن موقع ايلاف نتفاجئ بالقول انه "لا يوجد أي تغيير للعمل الحزبي بين الطلاب والشيبة" وبقيت امكانية "العمل الحزبي بين افراد القوات المسلحة محصورة بحزب البعث" ولا يحق لاي حزب باستثناء الحزب القائد العمل في اطار القوات المسلحة بما فيها الجيش العربي السوري والشرطة والامن وما اكثر القوات المسلحة في سوريا.
فاذا كانت هناك ديمقراطية فلي سؤالين كإنسان بسيط في هذا المكان:
اولا: اذا كان يحق لاحد اطراف التحالف الحاكم (الجبهة الوطنية التقدمية) العمل الديمقراطي بين كل فئات المجتمع فلماذا لا يحق هذا للاخرين. أليست الديمقراطية تعني المساواة في الحقوق والواجبات؟
ثانيا: ان القوات المسلحة وخاصة الجيش وجدت للدفاع عن الوطن وللحفاظ على امن المواطن، أي انها قوى تقع مهمتها فوق المصالح الحزبية لهذا الحزب او ذاك، ولا يجوز لاي من الاحزاب استخدام هذه القوى في معركته ضد الاحزاب الاخرى لهذا ارى ان الديمقراطية التي تتحدث عنها الرفيقة وصال لا تختلف باي حال من الاحوال عن مفاهيم البعث ذاته للديمقراطية.
من هنا ايضا لابد من التذكير بهيكلية الجبهة الوطنية التقدمية التي يتخذها البعث الحاكم في سوريا واجهة لستر عورته في كثير من الاحيان للرد على الديمقراطية التي يطلقها الرفيق يوسف فيصل على طريقة اتخاذ القرارات في الجبهة.
وضع الميثاق الاساسي للجبهة الوطنية التقدمية في سوريا في العام 1971 وتم التوقيع عليه في العام 1972 من قبل خمسة احزاب من بينها البعث والحزب الشيوعي السوري (قبل انقسامه الثاني) وقد جاء تقسيم الاصوات في الجبهة ليحفظ لحزب البعث العربي الاشتراكي الرأي الاخير اذ ان قرارات الجبهة تؤخذ بشكل ديمقراطي بمعنى النصف + 1 ولحزب البعث 51% من الاصوات فقط.
كما انه من الجدير ذكره ان الجبهة الوطنية التقدمية اقرت الدستور السوري بعد انقلاب الاسد الاب على رفاقه الحزبيين وجاءت موافقة احزاب الجبهة على اضافة المادة الثامنة على الدستور التي تقول ان حزب البعث يقود الدولة والمجتمع ويقود الجبهة الوطنية. بمعنى ان هذه الاحزاب بارادتها تنازلت عن حقها بل وواجبها ومهمتها الاساسية في النضال من اجل قيادة الدولة والمجتمع. ويعلل الرفيق فيصل هذه الموافقة اثناء مقابلة له مع صحيفة الوطن القطرية بقوله: "حزب البعث كان هو القوة الاساسية التي اجرت التحول الجذري في البلاد فهو الذي قام بثورة مارس وحركة 23 فبراير وهو من فجر الحركة التصحيحية عام 1970 والذي ما يزال يلعب دورا أساسيا في حياة البلاد".
فعن أية ثورة يتحدث الرفيق يوسف فيصل وعن أي تصحيح واي حركة شعبية؟ هل نسي الرفيق يوسف فيصل ان صلاح جديد كان اقرب الى الشيوعيين فكرا وممارسة الحكم من حافظ الاسد قائد الحركة التصحيحية؟ولماذا لا يعلب الحزب الشيوعي السوري هذا الدور الاساسي او حتى الدور الواضح في حياة البلاد؟ هل اصبح الحزب الشيوعي رجلا وصل سن الثمانين فهرم وخرفن وفقد بصره ولم يعد يرى ما يراه الاخرون ام انه حزب له تاريخه العريق ونضالاته المميزة وتجاربه الفذة على مدى الثمانين سنة الماضية؟
انا لا اتناقض مع طروحاتي في بداية هذا الموضوع عن ضرورة استغلال المرحلة واستغلال الفرصة، ولا اتهم الحزب الشيوعي السوري بطرفيه المؤتلفين في الجبهة، بل من الضروري عدم التقوقع في الاطار التنظيمي المستمر منذ 32 سنة من اجل البصم على قرارات القيادة القطرية لحزب البعث او قيادته القومية. بل اطالب بقليل من الموضوعية وبقليل من النقد الذاتي وبقليل من المراجعة للاقوال والافعال كيلا يقال يوميا اذا غيمت في البرامكة حمل الشيوعيون الشماسي في كل مكان.



#الياس_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نـــــداء من الفالوجة
- تمنع القوافي - الى سعدي يوسف
- العراق منكم براء والاديان منكم براء وحضارتكم منكم براء
- نص مداخلةبعنوان الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
- البيروسترويكا السورية
- حرية الاعلام السوري بلا حرية التعبير
- الفصل الثاني من الحلقة الثانية من كتاب: الحرب على العراق: ال ...
- الفرق اللغوي بين سعدي يوسف والمدعو جورج المصري
- صحافة حزبية ام جماهيرية - وقفة نقدية لصحافة المعارضة العربية
- المقاومة العراقية: ارهاب ام مقاومة شرعية؟
- حوار حول مسؤولية المعارضة عن الوطن والمواطن - النظر الى المس ...
- الحلقة الثانية من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية ل ...
- قائمة الممنوعات - الى الحوار المتمدن بمناسبة حجبه في السعودي ...
- من الاستبداد الى الديمقراطية
- الحلقة الاولى من كتاب -الحرب على العراق: الاسباب الحقيقية لل ...
- كانت لهم اسماء - قصة قصيرة


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الياس المدني - البعث الديمقراطي: متى يحمل الشيوعيون السوريون الشماسي؟