أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مهند البراك - الفيدرالية كضمان للتعايش الأخوي في عراق موحّد ! 1 من 2















المزيد.....

الفيدرالية كضمان للتعايش الأخوي في عراق موحّد ! 1 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 995 - 2004 / 10 / 23 - 14:50
المحور: القضية الكردية
    


شهد العالم ومنذ العقود الأخيرة من القرن الماضي تصاعد وتزايد استخدام القوى السياسية والأقتصادية الكبرى لموضوعة " أحتواء الأزمات" ، حيث لم يجرِ التعايش مع الأزمات الأقليمية فحسب وانما جرى ويجري تحقيق الكثير من المصالح من خلالها، الأمر الذي دفع بعدد من القوى الدولية الى محاولات اطالة تلك الأزمات، والى محاولات اشعالها وافتعالها ايضاً، لتحقيق مصالح وارباح جديدة، اضافة الى بذل الجهود للتحكم بها وحلّها اوانهائها ( الدائم اوالمؤقت) فيما لو تجاوزت الخطوط المرسومة او هددت الطرف او الأطراف المقررة او هددت اهداف وغايات جميع الأطراف المعنية بالصراع الأقليمي الملموس .
وفيما يصف البعض موضوعة " احتواء الأزمات " بكونها آلية لحصر نطاق الأزمات الأقليمية ومنعها من التوسع وبالتالي فأنها آلية من آليات التعايش السلمي الدولي، يرى فيها آخرون انها اسلوب لتحقيق المصالح بالعنف المحدود بعد ان استحال تحقيقها بالحروب العالمية كالسابق، التي ان اشتعلت اليوم فانها قد تهدد الجميع بما فيهم الأقوى بخطر الفناء، جراّء تطور السلاح وتحوّله الى اداة للتدمير والفناء الشاملين .
يصفها آخرون بأنه اسلوب جديد لتحقيق المصالح والأهداف المتجددة الدولية والأقليمية وبالتالي الوطنية، بطريقة المراحل والتوصل الى توازن مرحلي ما (متحرّك) مفيد للجميع، يؤدي الى تأسيس توازن جديد أعلى ان نجحت الأطراف المعنية، وفي مقدمتها الأطراف الوطنية في احراز تقدم سياسي اقتصادي واجتماعي، بالحوار والتوافق وعلى طريق الأهداف المعيّنة، في الأستقلال الوطني وتحقيق رفاه افضل وتضييق دائرة استخدام العنف وانشاء وتطوير، وبالتالي الأحتكام الى المؤسسات التمثيلية المنتخبة ذات الصلاحية، لتنظيم الأختلاف والتناقض الداخلي الطبيعي وبالتالي صياغة القرار الذي يمثّل ارادة القطب الوطني ويقويّه ويمكّنه من الحصول على مكاسب في الصراع والتناقض المعني في المنطقة ومع العالم .
و من جهة اخرى قد يكون من الضروري التذكير، بان آلية التعايش والتوافق ان صح التعبير في المنطقة ليست امرا فريدا او جديداً فيها، رغم تنوّع الموضوعات والأطراف عن السابق . انها تتكرر بشكل جديد في الظرف الراهن ضمن مستجدات المناخ الدولي ، الجديد فيها انها اصبحت اكثر علنية، في ظروف اخذت تفرض ذلك . . ويمكن تلمّس ذلك بوضوح في الواقع العراقي، بعد ان سقط الطاغية
ـ رغم آليّة السقوط المعقدة وتركاتها ـ بعد ان شلّ الشعب وارعبه وكان عامل تهديد في المنطقة من جهة ، وفي وقت ازدادت فيه وتيرة تداخل وتفاعل ـ اضافة الى التناقض ـ بين الوطني والأقليمي والدولي وازدادت فيه استحالة فصلها، من جهة أخرى .
فلقد (تعايشت) دول المنطقة رغم تبعات حروب الدكتاتورية الوحشية الخارجية، في واقع كان ملتهباً متفجّراً مليئاً بالفتن والدسائس طيلة اكثر من العقد الذي سبق سقوط الدكتاتور، وتعايشت اجزاء الوطن المتنوعة الواقع آنذاك معاً، فيما كانت معارضة الدكتاتورية مستمرة رغم اختلاف تناغم وايقاع مسيرتها ووتيرتها ، رغم تبعات وديمومة سياسة الحديد والنار ومآسي القتل الجماعي الداخلي .
لقد جرى ذلك التعايش الأقليمي، على حساب الشعب العراقي بكلّ مكوّناته وان باشكال متنوعة ، الى حين اضطرار قوات الدكتاتور الى الأنسحاب من كردستان العراق بقوة القرارات الدولية وعلى اساس الواقع الدامي الأكثر تعقيداً فيها آنذاك، وقد سحبت معها مؤسسات الدولة بما فيها الخدمات والبلدية من المنطقة وفرضت الحصار عليها، في محاولة لأشاعة الفوضى والضعف فيها من جهة ، وفي محاولة منافقة لتصوير عدم خضوع الدكتاتور للقرارات الدولية عام 1991 . وكان ان شرعت الأحزاب والجماهير الكردستانية رغم الحصار المزدوج ـ بعد اوقع الدكتاتور بمغامراته كلّ البلاد تحت طائلة الحصار ـ . . شرعت ببناء تجربتها الديمقراطية فيما واصلت معارضتها للدكتاتورية ودعمها لأطراف معارضة الدكتاتورية الأخرى من وطنية وديمقراطية واسلامية وقومية عربية تقدمية، وكانت موقعها المتقدّم، رغم تهديدات الدكتاتورية وتحشيداتها وافتعالها الصدامات من جهة، والخلافات والأزمات التي كانت تثيرها بوجهها اطراف وقوى اقليمية، من جهة أخرى .
لقد تعايشت دول المنطقة لأكثر من عقد مضى قبل سقوط الدكتاتورية، رغم معاناة العراقيين من الحصار الدولي الذي فرض عليهم والذي كان يبدو لانهائياً، ورغم التركات الثقيلة والخراب والجراحات التي خلّفتها حروب الدكتاتور في تلك الدول ورغم استمرار وجوده كطاغية لم يكن يتورّع عن القيام بانواع الحماقات، ورغم الخلافات والأزمات الحادة التي كانت تتفجّر معه بين آن وآخر وتنتهي بقتلى وجرحى ولم تعرف او تعلن فيه اسبابها . بل لقد بلغ ذلك التعايش رغم الصراعات والتهديدات المتبادلة بالحرب، وعلى ضفاف بحيرة نفط العالم حداً، ان استطاع ان يذيب حتى جليد العداء الصلب بين نظامي الفكر الواحد وان يتعايشا في السنتين الأخيرتين قبيل سقوط صدام رغم العداء الشرس المستمر!
لقد استمر ذلك التعايش رغم الصراعات الحادة والخلافات، الأمر الذي كان يمكن ان يمضي الى مشاريع ابعد واكبر سواء كانت بيضاء اوسوداء، بعيدا عن التفكير بآفاق ومصير الشعب العراقي بعربه وكورده وكلّ اطيافه، لولم يسقط وينفتح الباب لشعب العراق ليواصل الحياة .
ولماّ كان التعايش والتوازن الأقليمي امراً مُعاشاً في المنطقة منذ السابق وليس تجربة اقليمية جديدة فيها، وفي ظروف تزايد الترابط والتفاعل بين الدولي والأقليمي، والوطني الذي كان يشكّل معارضة الدكتاتورية آنذاك والذي هو في الحكم اليوم (1)، فلماذا اذن يستكثر البعض امكانية التعايش والتوافق بين مكونات الشعب العراقي الذي تشكّل الفدرالية الدستورية البرلمانية حجر زاويته المنظّم والضامن لعراق موحد قوي، يستطيع اعادة بناء نفسه ويساهم بفاعلية من اجل التوازن الأقليمي .
وفي الوقت الذي تثير فيه بيانات الدول الأقليمية التي تبدي استعدادها لدعم الأمن والسلام في بلادنا الفرح، ينظر الكثيرون بألم للواقع على الأرض ويتساءل كثيرون عن سبب التباطئ الأقليمي بل والمخاطر التي تنبعث منه، آخرها البيان العلني لبقايا النظام السابق، ومن دولة مجاورة تهدد فيها بتصعيد التدمير والتخريب لأعاقة عملية الأنتخابات، وغيرها من الأعمال التي لم يذهب الاّ مئات المدنيين العراقيين نساءاً ورجالاً واطفالاً ضحايا لها .
فان كان السبب هو الوجود الأميركي في العراق، فأضافة لكون ذلك قضية عراقية يقررها الشعب العراقي بمؤسساته التمثيلية، فان ذلك الوجود ليس جديداً بل كان قائما منذ زمن الدكتاتور، وانه هو الذي استقدمهم بوحشيته وتهوّره بعدئذ، اضافة الى انكشاف طموحه ذلك منذ ان حاول زجّهم بحرب الخليج الأولى(2) وحثّهم لأستقدام قواّتهم حين اعطى الأوامر بقصف البارجة الأميركية ستارك في مياه الخليج في فصل الحرب الرهيب ـ حرب الناقلات ـ اثر انكساره في جبهة الحرب . ان الأدعاءات وذرف دموع التماسيح حول الوجود الأميركي في العراق يصبح لغوا لاقيمة له، حين يلاحظ المرء ان الوجود الأميركي قائما في كل الدول الأقليمية مهما اختلفت التسميات والواجهات والمصالح.
وان كان السبب هو الحشود العسكرية الأميركية والأجنبية الأخرى، فان اعمال الأرهاب الوافدة وارهاب بقايا الدكتاتورية من اجل مصالحها الضيّقة والنهب والتي تستهدف المدنيين، هي لاغيرها التي تطيل بقاء تلك الحشود، بل ان استمرارها قد يطول ويتعقّد ان استمرت اعمال الأرهاب، لعدم قدرة الحكومة العراقية الحالية لوحدها على صدّها . بل ان استمرار الأعمال الأرهابية الوحشية المجنونة اضافة الى انه لم يستطع (تطهير الأرض المقدسة)، فانه يعيق بناء المؤسسات الدستورية التي تستطيع بتنظيم الطاقات الوطنية وتعبئتها، بناء الموقف الوطني الذي يستطيع ان يقي البلاد من مخاطر العسكرة وزجّها في الأحلاف العسكرية وان يقويّ الجانب الوطني في ابرام عقود اعمار واستثمار مناسبة للصالح العراقي، ان الأرهاب يجعل اوساطاً عراقية متزايدة تريد استمرار بقاء القوات الأجنبية في الفترة المنظورة من اجل حماية حياتها واطفالها ومدارسهم، وتحقيق الأمن من اجل ان تمارس الناس حقها المشروع في الحياة ككل البشر !
ويشير آخرون الى وجود اطماع اقليمية (اضافة الى الأطماع الدولية)، تدفع عدد من الجهات الى الضغط باتجاه ابقاء العراق ضعيفاً، واخرى تسعى بنفس الوجهة وبدسائس متنوعة بطريق اعاقة حق ووجهة العراقيين في تكوين مؤسساتهم الدستورية بتأسيس تعايش فدرالي برلماني وفق الأصول الدستورية الحديثة، التي لاتأتي بضربة واحدة بعد موروث مؤلم من دكتاتورية شوفينية حتى النخاع، وبعد حروب وتدمير ومقابر جماعية لاتزال في طور الأكتشاف حتى اليوم، وبعد قتل جماعي وكيمياوي ومجاعات ومجازر، وبعد حصار واحتلال واعمال ارهاب قاسية شنيعة . . . من اجل حقهم في المواطنة المتساوية وحقهم بالحياة والحرية، بكل اطيافهم القومية والدينية والفكرية والسياسية . (يتبع)

22 / 10 / 2004 ، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــ
(1) انه الطرف الوطني بدلالة فرح العراقيين الجماعي بسقوط الطاغية وعدم استعدادهم للدفاع عنه،
الطاغية الذي ناضلوا وقدموا التضحيات الجسام طيلة عقود من اجل اسقاطه .
(2) الحرب العراقية ـ الأيرانية .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور سلمان شمسة في ذمة الخلود !
- العراق : الأرهاب، الحدود، الأنتخابات !
- منع - الحوار المتمدن - ، المفاجأة ان لايكون !
- التوافق كبديل وطني للأنقاذ !2 من 2
- التوافق كبديل وطني للأنقاذ !1 من2
- ‎ـ 4 ـ‏‎ ‎ ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذج ...
- ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً !‏ ـ3 ـ‏
- ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً ! ـ 2 ـ ...
- ـ 1 ـ ‏ ضحايا جرائم التطهير العرقي، الكورد الفيليون نموذجاً ...
- الدكتاتور الأسطورة امام العدالة !‏
- ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري ! 2 من 2
- ملازم جمال ومضيق الموت في شاندري !‏‏ 1 من 2‏
- رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟!‏ ‏2 من 2‏
- ‏رغد، الرئاسة، مصير القرارات المتخذة والآفاق؟!‏ 1 من 2‏
- محاكمة صدام خطوة حاسمة نحو تحقيق الأمن!‏
- ‏ من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! ‏2 من 2‏
- من أجل درء خطر الدكتاتورية والحرب الأهلية ! ‏‏1 من 2‏
- حول الخصخصة في الحروب ‏2 من 2
- حول الخصخصة في الحروب 1 من 2‏
- تسليم السلطة وانهاء الأحتلال، ودور القوى الوطنية ـ 3


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مهند البراك - الفيدرالية كضمان للتعايش الأخوي في عراق موحّد ! 1 من 2