أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - مكافحة الفساد قبل دم حوران أم بعده؟














المزيد.....

مكافحة الفساد قبل دم حوران أم بعده؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 10:43
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بعد أن تحولت مدينة درعا، لؤلؤة سورية الجنوبية وسهل وجبل حوران، إلى حماة ثانية ووصل عدد القتلى إلى مئات في الشوارع التي امتلأت بدماء شباب حوران، وانتقلت الجبهة من حدود الجولان إلى محاصرة الجيش الأشم لقرى ومدن حوران، أصلا هذه مهمة جيوشنا عموما في المنطقة ما عدا إسرائيل، الوحيدة جيشها لحماية حدود دولتها المفترضة والقائمة على الأرض، كنا نتوقع من جيشنا الباسل أن يرفض الأوامر بقتل أبناء بلده، لكن من قال اننا أبناء بلد واحد، هنالك في سورية بلدان، الأول للسلطة الفاسدة والثاني للشعب المغلوب على أمره، والذي حاول شباب درعا أن يردوا فيه الروح، من خلال نزولهم إلى الشارع ومطالبتهم بإصلاح النظام ومكافحة الفساد، لكن النظام يدرك أنه بالفساد باق، وبالفساد على كل المستويات سيبقى. في حوار سابق أجرته وسيلة إعلامية مع الباحث الأمريكي جوشوا لانديس المقرب من السلطة السورية بعد ثورتي تونس ومصر، سألوه عن سورية، باعتبار ان ميله معروف للنظام في دمشق، وعن توقعاته بعد الثورتين، فأجاب الرجل كأكاديمي وبحيادية مفرطة في سورية لا يمكن أن يحدث ما حدث في مصر وتونس، لأن الجيش السوري اصبح جيشا طائفيا أي انه متماسك طائفيا على حد تعبيره. نحن لا نجرؤ كسوريين على هذا القول، لأننا سنتهم بأننا طائفيون، فهل نحن كذلك؟
وهل حقا جيشنا الباسل هو كما قال عنه جوشوا لانديس؟ بالمناسبة جوشوا لانديس من أشد المدافعين عن النظام في المحافل الأمريكية، لأنه يخاف في حال سقوط هذا النظام أن يأتي الإسلاميون إلى السلطة، وعداؤه واضح لهم.
لكن يبدو أن الأمور وصلت إلى هذا الحد في تركيبة الجيش السوري.. والموضوع ليس هنا الآن، ما حصل قد حصل وأصبح الجيش جيش السلطة ومدافعا عن بلد السلطة وليس عن سورية، عزيزي القارئ من يرى رجال الأمن في أشرطة بثتها كل وسائل الإعلام العالمية والعربية، كيف يطلقون النار ويعتقلون شباب درعا، يعتقد اننا أعداء منذ قدم التاريخ، إنهم فرحون وأصواتهم مسموعة، إلى درجة تدعو للتساؤل هل نحن فعلا أبناء بلد واحد، هل يجمعنا انتماء لبلد واحد؟ المفارقة أن الجيوش في البلدان التي حدثت فيها الثورات انشقت أو وقفت مع الشعب، إلا جيشنا الباسل، كل ما تسرب أن عسكريا من درعا من آل المصري رفض الأوامر، وكيف يطلق النار على أبناء مدينته العزل، وقيل انه أعدم، ونتمنى ألا تكون هذه الرواية صحيحة، الشعب السوري بكل طوائفه واديانه واثنياته، أظهر تعاطفا مع سكان درعا، لكن أغلب فعاليات هذا الشعب كانت مع النظام وليذبح أهالي درعا، وليس الفعاليات الدينية والطائفية، بل حتى الأحزاب السياسية ومنها التي تدعي المعارضة!
مرة أخرى أجد نفسي أذكر بالكاتب الصديق والرفيق السابق، حزبا وسجنا، لؤي حسين الذي عبر فقط تعبيرا صريحا أن ما يحدث في حوران هو مجزرة، وحذر وسائل الإعلام من أن تتحدث بغير ذلك فاقتيد إلى السجن، في هذه الفترة تم اعتقال المئات لا بل أكثر من ذلك، لأنه كما هو معروف لدينا في سورية عندما تصلك أرقام مئات عبر وسائل الإعلام هذا يعني أن ألوفا قد اعتقلت..
النظام السوري هذه المرة رغم مسرحيته الباهتة التي عرضها تلفزيونه، من أنه وجد أسلحة وأموالا في الجامع العمري في درعا، إلا أنه لعب الأمر دمويا على المكشوف، وقيل انه طمأن إسرائيل بان تحركات الجيش ليست موجهة ضدها، والقول هنا يمكن أن نورده على سبيل الطرفة السوداء، لأنني أعتقد انه غير صحيح... لكن ما حدث في درعا يجعل الكوميديا السوداء آخر أسلحة المقاومة لكل هذا العسف.
لم يعد الأمر يحتاج منا بعد درعا الى أن نحلل طبيعة النظام، وهل هو دولة سلطانية محدثة أم سلطة غاشمة؟
الأمر أبسط من ذلك بكثير إننا أمام لوثيان فردي عائلي وطائفي وما فوق طائفي منضد ولائيا بطريقة استخباراتية متمرسة حقا، خلقه الفساد على مدار أربعة عقود. لوثيان لديه كامل الاستعداد لأي دم مقابل نهمه نحو السلطة.
مع كل هذا خرجت علينا السيدة بثينة شعبان وزيرة إعلام القصر الجمهوري، لتقول ان قيادة البعث، واستجابة لمطالب المواطنين، قررت تشكيل لجنة لمكافحة الفساد، وتشكيل لجنة لوضع مسودة قانون أحزاب... أليست هذه كوميديا أكثر من سوداء؟ الآن بعد كل هذا الدم؟ رغم ذلك إن هذه المسرحية التي قدمتها بثينة شعبان في تصريحها هذا، تدل على أن النظام اقترف في درعا مجزرة تحتاج سورية إلى عقود أخرى لكي تنساها، وليس كما فهمها بعضنا ان النظام تنازل لمطالب الناس والشباب .
من يرى دماء الشباب في الشوارع، ومن يرى كيف اقتحموا الجامع الأموي وما فعلوه مع المحتجين السلميين في داخله، يعرف جيدا ماذا اقترف النظام في درعا، ولهذا هو أقدم على هذه التمثيلية، كعادته. كيف يمكن لنظام فرداني أن يكافح نفسه؟
هذا السؤال يطرح فقط في سورية والسبب بسيط أيضا: أن النظام السوري الحالي بوصفه وريثا، فهو حاز ارثه هذا من الفساد، الفساد هو من ورث هذا النظام السلطة.. فكيف له أن يكافح نفسه؟
أيضا مع ذلك لنضحك على عقولنا قليلا ونقول التالي: كيف يمكن أن تدلل السلطة على نيتها بالقرائن والأدلة؟ أطرف ما في الحكاية هو أن قيادة البعث هي من قررت هذه القرارات؟
أي بعث هذا؟ ومن لا يعرف درعا أقول له شبه جازم، أن أكثرية من خرجوا من الشباب في التظاهرات السلمية وبمطالبهم غير التعجيزية، لمن لا يحمل سوء طوية وطنية، هم من منتسبي حزب البعث الحاكم.
أعتقد المطلوب الآن هو أن تأتي لجنة محايدة، لترى ماذا فعل النظام في درعا؟ وحتى لو كان فيها مندوبون عن إيران وحزب الله وقطر وساركوزي. وفيما بعد ليكافح النظام الفساد ولينظم قانونا للأحزاب.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية تغلي حول نقطة اللاعودة. المسجد منطلق المواطنة.
- عن الخطاب السياسي ونبرته..
- من بدأ بالدم في سورية 18آذار2011؟
- ضرب وتهديدات واعتقال..الاصلاح السوري.
- الثورات التحررية العربية والغرب
- عن النظام الطارئ وقانونه.
- الحوار الملغم بالمصالح، الموقف الأمريكي مما يجري في ليبيا..
- تركيا سوريا...كيف؟
- ساركوزي- برلسكوني كل هذا العار
- ليبيا والمستحيل فهل سورية لغز؟
- إنه المجتمع المدني والطبقات الوسطى..
- تحية للشعب الليبي يواجه المستحيل..
- الطائفية صناعة، فمن يصنع مثقفها؟
- رحل مبارك..ماذا بعد؟
- تحية لنساء مصر وتونس..حجاب وسفور جاهزية الحرية..
- نجيب ميقاتي مفروضا إقليمياعلى لبنان.
- السياسي مصري..المثقف عربي.
- نعم في سورية شعب ولديها مثقفون عرب..
- الورثة والفساد هم خلف مجازر مصر الآن..
- المعارضة السورية ومواقع النت.


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - مكافحة الفساد قبل دم حوران أم بعده؟