أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - نعم في سورية شعب ولديها مثقفون عرب..














المزيد.....

نعم في سورية شعب ولديها مثقفون عرب..


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3271 - 2011 / 2 / 8 - 09:05
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



"كثير منا يتساءل ما هذه العلاقة الخفية بين الشعب السوري ونظامه. هذا الانسجام شبه المازوكي بين امرأة وبعلها. النظام السوري واضح في سياسته القمعية والتحطيمية جسميا واقتصاديا وفكريا، فساد أجهزته، سجونه اللا إنسانية على الإطلاق، بحيث مجتمع مبارك المصري جنة بالمقارنة. ومع هذا ليس هناك احتجاج شعبي واحد يذكر... انسجام فريد بين نظام وشعب. مادة دسمة لعلماء الاجتماع الماركسيين والوضعين ورجال الإنشاء. أمس الجمعة، كانت التلفزيونات، الفضائيات، القنوات، الصحافيون، أعضاء الفيسبوك والويترز، اليوتيوب، العالم كلّه (إلا قناة "الجزيرة") كان ينتظر أن تندلع، في الشارع السوري، شرارةُ احتجاجٍ حقيقية، ولو طفيفة كومضة. لم يحدث شيءٌ من هذا القبيل. هدوء تام... أهو، يا تُرى، هدوء ما قبل العاصفة؟ هل من المعقول انه ليس هناك حتى شريحة صغيرة، ثقافية؛ طائفية، تجارية... مستاءة من النظام؟ نعم، أعرف أن هناك معارضين بالمئات... لكن، كما أتذكر، عندما تم إخراج السوريين من لبنان بعد مقتل الحريري، لاحظت صمت المعارضين السوريين المطبق، بحيث اضطررت أن أسأل صديقنا الدكتور جورج طرابيشي، لماذا هذا الصمت... أجابني: هناك خط أحمر لا يمكن أن تتجاوزه المعارضة!! كيف؟ تعريف كلمة "معارضة" هو تجاوز الخط الأحمر. لابد أن يكون هناك بعد فينيقي في جواب طرابيشي يصعب علي فهمه. وصلني، قبل أيام، إيميل فيه بيان عنوانه: المثقفون السوريون يحيّون الشعب المصري"، فأجبت الذي أرسله: ومتى سيُحيَّى الشعب السوري؟ كنت أقلب بعض دفاتري القديمة، فوجدت ترجمة قديمة قمت بها لقصيدة نثرية كتبها الشاعر الالزاسي الدادائي هانز آرب. ربما تفسر سايكولوجية هذه "العلاقة" التي تبدو وكأنها "حميمية" بين نظام وشعبه.. وقد تنطوي على نقيض ينفجر ذات يوم" لن نورد القصيدة...
هذه لفتة سريعة من مثقف عراقي مرموق هو الأستاذ عبد القادر الجنابي، عن استغرابه لعدم تحرك الشعب السوري، كان من المفيد جدا لنا جميعا أن يسأل أستاذنا لماذا لم يتحرك الشعب العراقي طيلة فترة حكم صدام حسين عموما وخاصة قبل اجتياحه للكويت؟ أعتقد إجابة أستاذنا على هذا السؤال، تنفي أية نظرة أنثروبولوجية عن قراءته للوضع السوري...هذه بداية، وقبل أن نقول ما نريده، لا أعرف إن كان توجهك بالسؤال للمفكر جورج طرابيشي عن الوضع السوري صحيح أم لا؟ أعتقد أنه غير صحيح... نحن نشكر شعوب تونس ومصر، لأنها جعلت بعض المثقفين العرب يلتفتون إلى أن شعب سورية مسحوق تماما، إلى درجة وصلت أن في كل فرد فيه خائف، ورقيب ذاتي، ومصفق، وناقم بالآن معا، كيف تستوي هذه؟
خائف ورقيب ذاتي، مصفق وناقم، إنه تراكم البطش والعسف والتواطؤات الإقليمية والدولية لحماية النظام ومن الجملة المثقفين العرب، والحجة أن النظام ممانع، أو أن النظام سيكون بديله إسلامي، كما يوحي دوما مفكرنا الذي سألته عن الوضع السوري. ثم نحن على جبهة مع إسرائيل يا صديقي ولازلنا في حالة" اللاحرب واللاسلم" ويجب أن يكون لها كلمة!!! المعارضة السورية كلها زجت بالسجون ولازالت تزج..والزج في السجون هنا دروس ترسخت في ذاكرة المجتمع السوري لدرجة أن المواطن لم يعد يعرف، أين هو؟ أقصد أن المواطن السوري من شدة ما شاهد، لم يعد يتصور مستقبل سورية دون عائلة النظام..
الشعب السوري تحرك سابقا في نهاية السبيعينيات من القرن الماضي وقت كانت الحركة غائبة عن الشارع العربي، تحرك ودفع الثمن وتركت ذاكرته الحلبية والحموية والحمصية مشبعة بكل ما يخطر على بالك يا صديقي من عسف مطلق لا يحتمل النسبية أبدا قتل في الشارع، هكذا الأمر ببساطة قتل على الهوية، دمشق فتشت كل بيوتها بيتا بيتا، هل يصدق أحد هذا؟ عاصمة تفتش بيوتها بيتا بيتا...كيف يمكن أن يكون التفتيش برأيك؟
الشعوب لا تتحرك عفويا، هذه كذبة يسارية كذبناها ولازال بعضنا يصدقها ويروج لها..لايوجد رابط الآن يربط الشعب السوري ببعضه فرديا كانتماء...الرابط الوحيد أن سورية قدرها أن تحكمها إلى الأبد عائلة الأسد...حتى أن هنالك قسم من المعارضة والمفكرين والمثقفين باتوا يتبنون هذه المقولة صراحة أو ضمنا، لا يوجد عندنا مخرج كخالد يوسف أو ممثل كخالد الصاوي أو عمرو واكد أو ممثلة كشريهان أو تيسير فهمي...لماذا لم تتحرك الشعوب في المعسكر الشرقي بعدما استقر الأمر للمنظومة السلطوية الستالينية؟
انا اعرف أنك تعرف، ولأنك تعرف احببت أن أشكر غيرتك...



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورثة والفساد هم خلف مجازر مصر الآن..
- المعارضة السورية ومواقع النت.
- تونس تنجح ومصر تغضب..
- تونس كلمة لابد منها.
- عودة الشباب للسجن مجددا.
- الإخوان المسلمون بين التمثيل الديني والتمثيل السياسي. حوار م ...
- ثلاث مواقف في حرية تونس.
- استهداف إمكانية مستقبل آخر وليس المسيحيين.
- السياسة والحفاظ على السلطة.
- مجزرة ورأس سنة حزين للإقباط في العالم..
- بين أركون وأبي زيد.. انحياز المعنى.
- من الماركسية إلى عفلق مرورا بالناصرية
- الإخوان المسلمون بين الإرهاب والسلطة. استكمالا للموضوع- رد ع ...
- المسلمون العرب للتيه والإسلام للإصلاح.
- مصريون أم عرب مع عدالة النقد.
- عن الإعلان وأشياء أخرى.
- إيران والمحكمة الدولية.
- السلطة فاعلة أم منفعلة؟
- الإخوان المسلمون والإرهاب والإسلام السياسي.
- مركزة السلطة انتقاص للحقوق الاقتصادية.


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - غسان المفلح - نعم في سورية شعب ولديها مثقفون عرب..