أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الإخوان المسلمون بين التمثيل الديني والتمثيل السياسي. حوار مع الطاهر إبراهيم..3















المزيد.....

الإخوان المسلمون بين التمثيل الديني والتمثيل السياسي. حوار مع الطاهر إبراهيم..3


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3254 - 2011 / 1 / 22 - 10:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لدينا في منطقتنا العربية نظريات كثيرة تشتق منها شعارات سياسية أيضا تستخدم في معاركنا مع المختلف، كنظرية المؤامرة وما تستوجبه بالتالي من شعارات واتهامات بالعمالة لهذا الفصيل أو ذاك لهذا الطرف الدولي أو ذاك، في تناولي عبر مقالاتي عن جماعة الإخوان المسلمين في سورية في جريدة النهار وغيرها أو عن أي تيار سياسي، لم ترد في هذه المقالات ولا في غيرها اتهام بالعمالة لأي طرف سياسي، وعندما تحدثت عن تاريخية نشوء الجماعة في مصر، تحدثت بوصفه نشوء سياسيا بغض النظر عن الغلاف الديني، وهو حقيقي وليس مزيف، وبغض النظر عن التسمية، والتي هي اشتقاق سياسي راهن بتلك المرحلة، وليس اشتقاق ديني كما يوحي الاسم بذلك، وبالتالي هم يطمحون إلى تمثيل كل الإسلام السني دينيا وسياسيا، ومن أجل ذلك يعملون، ويضعون الخطط والبرامج الدعوية والسياسية، أم أنا مخطأ في هذه النقطة يا صديقي؟
مع ذلك تحاول دوما جر الحديث باتجاه مفاهيمك عن العلاقات السياسية بالغرب أو بالشرق سابقا، إنها كره وحب، أو عمالة ووطنية، ولتصحيح معلومة شخصية، أنا لم أكن من اليسار المدعوم من السوفيييت، بل العكس تماما حتى قبل انضمامي لحزب العمل الشيوعي المعروفة مواقفه من السوفييت ومواقف السوفييت منه، وتبريرهم لاعتقالنا من قبل النظام السياسي السوري، كنت ضد السياسة السوفييتة وضد ديكتاتوريتها الداخلية. كل ما أردت البرهنة عليه هو أن الجماعة تنظيم سياسي في كل مراحل نشوءها وممارساتها، هكذا تعامل معها العالم ولا يزال، وهي ليست امتدادا لتاريخ ديني ولا ترميزا معاصرا له، بل هي نتاج دخول الاستعمار الإنكليزي تأثرا بحداثته السياسية، وما خلقته في مصر، أفي هذه شتيمة؟
لهذا أية علاقة سياسية بالنسبة لي أنظر إليها من زاوية برنامجها المؤطر لها وأهداف هذا البرنامج من أجل تحقيق مصالح سياسية معينة، وهذه النقطة هي التي تحكم تفكيري وحكمت تناولي للجماعة، واستندت إلى مصادر تاريخية مصرية وغير مصرية ذكرت بعضها في سياق المقال الأول، وبالتالي إذا كانت هذه المصادر مرفوضة وغير صحيحة، فأقله انت لم تقدم مصادر بديلة، مع أنني قرأت كل ما رد به الشيخ المؤسس حسن البنا على كل من اتهمه بالعلاقة مع ألمانيا النازية أو الإنكليز، ولكن كل ذلك أكد أنكم طرف سياسي! وحاولت تفنيد كل مقولات الغرب حول الإسلام، وكي لا نبقى ندور في حلقة مفرغة، ساعتبر مصادري كلها عن أية علاقة بين الإخوان وأمريكا والغرب عموما كلها كاذبة، مع ذلك يا صديقي سؤال، ينهي الخلاف بيننا حول هذه النقطة" هل علاقة الإخوان المسلمين السوريين مع النظام العراقي السابق، بوصفه نظاما يساريا قوميا وفق منطق تلك الأيام، رغم ديكتاتوريته المشخصنة والمفرطة ، هل هي علاقة دينية أم سياسية؟ هل تمت بناء على تبادل المصالح بين الطرفين أم لا؟ أليس إسقاط النظام السوري آنذاك هو ما حكم العلاقة مع النظام العراقي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي؟ لم أشك لحظة لا في السابق ولا حاليا أن الجماعة كانت عميلة للنظام العراقي آنذاك. ولو كنت أشك لكنت كتبت عن هذا الأمر بوضوح، لهذا أنا تناولت العلاقة مع الغرب بوصفها تبادل مصالح في ذلك السياق، ولم تجب أيضا عن نقطة، كيف أعاد المرحوم الرئيس السادات الجماعة إلى العمل العلني ولماذا؟ ولماذا قبلت الجماعة بذلك؟ هل قبلت ذلك بمبررات دينية أم مبررات ودوافع مصلحية سياسية؟
إذا الموضوع الأساس الذي أردت ان يهتم به الصديق الطاهر إبراهيم القيادي في الجماعة، هو" الإخوان المسلمون بين التمثيل الديني وبين التمثيل السياسي" للإسلام كما تراها الجماعة وتمارسها، أعتقد لم يعد بوارد الجماعة أنهم يمثلون الإسلام دينيا، أو أنهم كهنوت الإسلام السني، هم يقولون دوما في تصريحاتهم أنهم يمثلون الإسلام المعتدل الوسطي، الاعتدال والوسطية هنا ليست كل الإسلام من جهة، وربما يراها مسلمون آخرين أنها ليست وسطية، وليست معتدلة، التنافس بين التيارات الإسلامية هو سياسة ونتاج سياسي ومحكوم بالسياسة في مفعولها التاريخي المتحرك، ولن أذهب بعيدا، أليس المشروع السياسي لمستقبل سورية كما طرحته الجماعة هو سياسة أم دين؟ هو تعبير عن رؤية الجماعة لنفسها بوصفها قوة سياسية أم بوصفها قوة دينية؟ هذا الخلط في أذهان الناس بين النظر للجماعة بوصفهم تمثيلا دينيا أم بوصفهم تمثيلا سياسيا؟ وأيضا نظرة الجماعة لنفسها؟ أحيلك أيضا على مقالين لي في القدس العربي الأول" سورية بين التمثيل الديني والتمثيل السياسي 2010-10-24" والثاني"الحرية بين الديني والسياسي 2010-10-13"
وإذا كانت قوة سياسية يترتب على ذلك مترتبات مختلفة عن كونها قوة دينية، والعكس أيضا، أما ما نراه في الواقع أن الجماعة تتعامل مع نفسها بوصفها قوة دينية سياسية، وليس أدل على ذلك شعار دستورها في مصر" الإسلام هو الحل" وكأن غير المسلمين هم خارج تاريخها السياسي وتصورها. أما الجماعة في سورية فيتنازعها الإطار الإخواني المصري وما يمثله موقع المرشد العام بوصفه حامل شعار" الإسلام هو الحل"، وبين ما تمثله تجربة حزب العدالة والتنمية التركي الآن، كما ألحظ.
وقضية التمثيل الديني والسياسي، يجب النظر إليها في إطار التمثيل على المستوى الوطني في كل بلد، وعلاقة هذا التمثيل بالدولة والمجتمع وتعايشه، وفي سورية عدم قدرة أي مواطن سوري، غير سني على الانخراط بالجماعة كحامل لمشروع سورية المستقبل، هو منع ديني أم سياسي أم كلاهما معا، وبذلك تحجب هذه المعادلة أن يكون الإخوان حزبا عابرا للإديان والطوائف، بينما حزب العدالة والتنمية التركي تحول إلى حزبا عابرا لكل المكونات التركية.
هذا الحد الفاصل بين تحول الجماعة إلى حزب على المستوى الوطني وبين بقاءها ممثلة لما تراه هي أنه الإسلام السني، ألا يترك بقية المكونات تتعامل مع الأمر بوصفه حدا طائفيا؟ هل هذه القضية دين أم سياسة؟
مثال آخر استخدام دائم لمفهوم الأمة، هل هي الأمة الإسلامية دينيا والتي تتعامل مع بقية الأديان بوصف اتباعها ذميين؟ أم هي الأمة بمفهومها السياسي المعاصر؟
في حواري أيضا أردت التأكيد على أن الغرب الآن وفق منطق هذه اللحظة والإسلام فوبيا المنتشرة، بعداء مع التنظيمات السياسية الإسلامية عموما ومنها الجماعة خصوصا، وهذا ما لم يكن من قبل في سلوك الغرب، بل بالعكس كان الغرب يريد لهذه الجماعات دورا سياسيا في محاربة ما يمكننا تسميته اليسار المحسوب على المعسكر الشرقي وضربت أمثلة على ذلك، لهذا قلت أن المصطلحات تستخدم في حقل المصالح والقوى والصراع، وخارجها لا قيمة لها، تماما كما رفض مصطلح الصحوة الإسلامية الذي كان الغرب يتعامل معه في تلك الأيام، والذي لم يعد يدخل قواميس الغرب السياسية والإعلامية الآن!
ثمة نقطة أخيرة أردت من خلال كل هذه الحوارات أن نصل إليها، أن توجد مؤسسة تحتكر التمثيل الديني أمر مشروع لكل مكون ديني، كأن نقول دولة الفاتيكان، ويتعلق بالحرية الدينية ومأسستها بعيدا عن السياسة والحرية السياسية، لكن السنة أبدا لم يكونوا بوارد هذا الأمر تاريخيا، فليس لديهم كهنوت كما أعلم، هل تنوي الجماعة احتكار التمثيل الديني؟ إذا كان الموضوع كذلك فله متعلقاته، أما أن يترافق ذلك مع احتكار سياسي أيضا، وتبرير كل سلوك سياسي للجماعة بأن منبعه ديني هنا تكمن الخطورة، وهنا لب المسألة تشريع السياسة بالدين! الجماعة لا تتعدى كونها تنظيم سياسي يتعامل مع الدين كما تتعامل كل النظم التي تخلط الدين بالسياسة، أو أن الجماعة تنظيم ديني يريد اللعب بالسياسة لأهداف دينية؟ وفي كلا الحالتين، الأمر خطير على أي مجتمع معاصر.
بالتأكيد الحوار لم ينتهي، ولكن صديقي الطاهر إيراهيم أنا كنيتي" المفلح" وليس" مفلح" بتحفظ غامز أو لامز...! لنخرج من التناول الشخصي إذا أردت الاستمرار في الحوار بنفس الحرص...وحتى يكون الحوار أكثر جدوى...



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث مواقف في حرية تونس.
- استهداف إمكانية مستقبل آخر وليس المسيحيين.
- السياسة والحفاظ على السلطة.
- مجزرة ورأس سنة حزين للإقباط في العالم..
- بين أركون وأبي زيد.. انحياز المعنى.
- من الماركسية إلى عفلق مرورا بالناصرية
- الإخوان المسلمون بين الإرهاب والسلطة. استكمالا للموضوع- رد ع ...
- المسلمون العرب للتيه والإسلام للإصلاح.
- مصريون أم عرب مع عدالة النقد.
- عن الإعلان وأشياء أخرى.
- إيران والمحكمة الدولية.
- السلطة فاعلة أم منفعلة؟
- الإخوان المسلمون والإرهاب والإسلام السياسي.
- مركزة السلطة انتقاص للحقوق الاقتصادية.
- إعلان دمشق في مشهد المعارضة السورية.
- مؤتمر البعث القادم في دمشق.
- صدام حسين والإسلام فوبيا.
- السجن السياسي سلعة أم قداسة؟
- حول ما حدث في مجلس إعلان دمشق في المهجر.الانصاف ميزان النقد.
- إعلان دمشق في الخارج.


المزيد.....




- المسجد الأقصى على موعد مع استفزاز إسرائيلي جديد من نوعه في ذ ...
- رئيس وزراء اليونان إلى تركيا.. ويفتح ملف -الكنيسة التي تحولت ...
- متى يكون المسلمون أغلبية في أوروبا؟
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
- فيديو خاص: نداء عاجل من طلاب موريتانيا إلى الأمة الإسلامية؟ ...
- خطة مدغشقر.. يوم قررت ألمانيا النازية ترحيل اليهود إلى مستعم ...
- بالفيديو.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تسهدف قاعدة -رام ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- اجعل أطفالك يمرحون… اضبطها الآن || تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- التردد الجديد.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 على عرب سات و ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - الإخوان المسلمون بين التمثيل الديني والتمثيل السياسي. حوار مع الطاهر إبراهيم..3