أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - صدام حسين والإسلام فوبيا.















المزيد.....

صدام حسين والإسلام فوبيا.


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 3183 - 2010 / 11 / 12 - 08:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أن ندخل إلى لب المسألة، لابد لنا أن نؤكد أن اهتمامنا بهذه المسألة، لا يعني بأي حال من الأحوال، عدم المواجهة النقدية مع تيارات الإسلام السياسي أينما كانت، لكن هذه المواجهة النقدية لا تعفينا أبدا من التعرض للتيارات الحداثية وأدواتها النقدية، وأساليب تعاملها مع ظاهرة الإسلام السياسي، وبالتالي كيفية تعاملها مع كافة قضايانا في المنطقة. في حروبه التي مارسها الرئيس الراحل صدام حسين، حاول كغيره من قادة العالم عندما يدخلون مواجهة ما، أن يستنفروا كل الحواس والمشاعر والغرائز أحيانا من أجل خدمة أهدافهم السياسيــــة، وبهذا تبادل الأمر مع القيادة الإيرانية أثناء حربهما، فاستخدم الطرفان شعارات دينية وقومية، وكذلك التحالف الدولي الذي حرر الكويت واسقط صدام لاحقا، حاول استنفار بعض المشاعر الدينية والتاريخية لدى الرأي العام في الغرب. والتاريخ كذلك يعطينا أمثلة كثيرة، منها استخدام ستالين - الجورجي الأصل- للمشاعر القومية الروسية من أجل الانتصار في الحرب العالمية الثانية، وكذلك كان مقابله يفعل هتلر بألمانيا ومشاعر العرق الآري كونه عرقا نقيا، وكما استخدم الرئيس الراحل حافظ الأسد شعارات إسلامية وقومية وبقيت حتى اللحظة، لمواجهة المد الديمقراطي والحقوقي الذي حدث في العالم بعد انهيار السوفييت، وقرر هو عدم الاستجابة له، فبت تجد مكاتب لكل التنظيمات الإسلامية العربية في دمشق، وعلت نبرة الحديث عن الخصوصيات الثقافية والقومية التي تشكل متراسا يمنع الديمقراطية من أن تجد لها تربة في سورية. هذا الأمر يطرح علينا سؤالا هل أصبح ستالين وهو الشيوعي والجورجي قوميا روسيا؟ وهل أصبح صدام حسين إسلاميا؟ وهل تحول الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى قومي إسلامي؟ أم أن الموضوع لا يتعدى استخدام سياسيين غير إسلاميين لورقة الإسلام السياسي وورقة النزعات القومجية المعادية للآخر؟ ما كان يمكن لهذا الاستخدام للورقة الدينية والطائفية إلا أن تستنفر كل ما في النصوص الدينية من عداء للآخر، سواء كانت هذه النصوص تعيد أمجاد الحروب الصليبية أو تعيد أمجاد القادسية، لأن النقطة الوحيدة التي تمكن الساسة هؤلاء من استخدام الورقة الدينية والطائفية هي استنفار النص الديني المتمركز حول ذاته، وحول انه أصلح الأديان وان معتنقيه أخير الناس، وقتلاه شهداء... وكذلك الأمر ينطبق على الاستخدام الشوفيني للقومية ومشاعرها من خلال تهييج اللغة التي من شأنها وضع المتاريس بين القوميات المتناحرة لأسباب سياسية، كالحرب العراقية الإيرانية، وكيف استنفر الطرفان المشاعر القومية المعادية للآخر. والآن نعود لصدام حسين الذي أعدم ولازالت عائلته أو من تبقى من عائلته، لا يلاحظ المرء عليها كما كانت في عهده أية رموز إسلامية، بل كان الرجل لا يخفي عداءه لكل الإسلام السياسي العراقي التنظيمي بشقيه الشيعي والسني. وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس الراحل حافظ الأسد أو بالنسبة للسيد الرئيس بشار الأسد. الإسلام السياسي واستنفار مشاعر الأديان والطوائف على بعضها وعلى الخارج ليست سوى ورقة سياسية لأهداف سياسية تخص أهداف النظام السياسي لا أكثر ولا أقل. كانت غالبية المعارضة العراقية ومثقفيها من شماله حتى جنوبه، تتحدث أن سبب مشاكل العراق هو نظام صدام حسين البعثي. جاء الأمريكان وسقط النظام وجاءت المعارضة العراقية بكل رموزها، المعروفة وغير المعروفة، وأصبحت تحتل المشهد السياسي العراقي، الذي سرعان ما تحول إلى مشهد تتوزع فيه هذه القوى وكالات إقليمية ودولية، أصبحت كل قوة من هذه القوى العراقية وكيلا لدولة إقليمية أو غير إقليمية، فتجد وكلاء لإيران من جنوب العراق وحتى كردستانه، ووكلاء لسورية أيضا وتركيا والسعودية ولأمريكا وهذه ليست آخر المطاف. كتبت منذ الانتخابات العراقية أن النظام في دمشق وبدعم سعودي يريد إقامة نظام طائف عراقي، على غرار لبنان والطائف اللبناني، وهذا ما يحدث الآن وليست دعوة خادم الحرمين الشريفين للقوى العراقية إلى المملكة لتشكيل الحكومة العراقية هناك خارج هذا السياق، وبتآلف سوري إيراني تتغير اللوحة الآن، السعودية ربما ضد إيران في كثير من الملفات ولكنها قريبة منها في الملف العراقي، وأمريكا ليست خارج اللوحة بالطبع، وهذا سيكون موضوع مقالة خاصة. هذا هو اختصار مرير ومأساوي للوضع العراقي الآن. الحـــــرية في العراق الآن هــــي الوحــــيدة التي يمكن أن تكون رهــــانا حقيــــقيا ولكنها تحتاج الى قوى عراقــــية تمثلها، ولا تحتاج إلى وكلاء لمصالح إقليمية أو دولية. نحن ندرك أن كل هذه القوى سياسيا يمكن أن تقلب ظهر المجن لحلفائها، ولكن بات الأمر الآن صعبا عليها بعد انسحاب الجيش الأمريكي. ما يهمنا من هذا الأمر هو لوحة المثقفين العراقيين المحسوبين على العلمانية أصبح الآن الإسلام عدوهم الأول، في الواقع ليس الإسلام بل المسلمون، والتحقوا بقضية الإسلام فوبيا، لهذا تجد تركيزهم الآن على الإسلام، وتجدهم في المقابل يدافعون عن تيارات سياسية موالية لإيران أو لأي طرف آخر. تجد لغة مشحونة بعداء قل نظيره، وكأن مشاكل العراق لم تعد صدام حسين كما كانوا يقولون بل اكتشفوا أن الإسلام هو السبب أقصد المسلمين. غالبيتهم يتحدثون في مجالسهم الخاصة أنه لولا النظام السوري والسعودي والإيراني وبعضهم يحمل أمريكا - حسب موقع كل مثقف- لما كان هنالك إرهاب في العراق، وعندما تقرأ لهم، تجد أن الارهاب لأن في العراق مسلمين، ويجب التخلص منهم وهجوما على الإسلام بطريقة تجعلهم وكأنهم جزء من اللوحة اليمينية في دول الغرب التي جعلت من الإسلام فوبيا شعارا انتخابيا. ولأن غالبيتهم تعيش في أوروبا وأمريكا واستراليا وكندا، فقد اصبحوا يعرفون الدخول الى المشهد الانتخابي الأوروبي. القوى اليسارية والنقابات المهنية في أوروبا ليس لديها مثل هذه العقدة وإن كانت تخاف الإرهاب وتدعو إلى مواجهته، ولكنها تعرف أن سبب المشاكل الأوروبية الأصلي هو سياسات اليمين التقليدي الأوروبي. ووصل الأمر عند بعضهم للتغني بالديمقراطية الإسرائيلية وشتم الفلسطينيين مع أنهم يمكن لهم أن يسألوا أنفسهم سؤالا عراقيا بسيطا: لماذا لا يوجد إرهاب في كردستان العراق؟ وهل الارهاب بالتالي ظاهرة دينية تخص الإسلام والمسلمين أم هو ظاهرة سياسية ولأهداف سياسية تختار مناطقها؟ ومن هذه العينات تجد من هو علماني متشدد يريد القضاء على الإسلام ولكن الشيعي، وبالمقابل تجد منهم من هو علماني أكثر تشددا ويريد القضاء على الإسلام السني. وتساندهم في ذلك منابر إعلامية خليجية وإيرانية وغيرها، بينما المثقفون العراقيون الذين يريدون فعلا عراقا ديمقراطيا حقيقيا ودولة عراقية ذات سيادة عراقية، أصبحوا الآن خارج اللوحة. لأن المشهد تحول من صدام حسين إلى إسلام فوبيا في هذه المنابر. ويلحق بهم مثقفون من كل البلدان العربية، وسورية خاصة لأنها جارة ومستفيدة من استمرار الوضع العراقي لكي تعقد برعاية سعودية إيرانية أمريكية طائفا عراقيا في دمشق. ويدخل العراق النفق اللبناني، هذا إن لم يكن قد دخل فعلا.. تنمية الحرية والدولة والقانون هي الأولوية بالنسبة للعراق الآن، وليس حمل راية الإسلام فوبيا، بلغة يعتقد كثير منهم أنها نقدية، بينما هي تحمل بعدا استئصاليا يذكرنا بلغة من استخدموها من الرؤساء الذين ذكرتهم وغيرهم من الملوك، واستخدموها لأساب سياسية وبشكل معكوس. المواطن العراقي لن يغير دينه ولن يغير طائفته، بل يمكن أن يقبل بأن تصون حقوقه دولة عراقية ديمقراطية ذات سيادة عراقية، لا تقبل القسمة إلا على العــــراق ذاته وللعراق كله. وبهذه المناسبة الحزينة وهـــي الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة الكاثوليكية في بغداد من قبل متشـــددين وارهابيين لم نعرف هويتهم بعد، ومن هــــي الجهـــة التي دفعتهم لهذا الاعتداء أو أشارت عليــــهم، وذهب ضحية هذا الحادث الاجرامي العشرات، على مشايخ الاسلام السياسي وتنظيماته إدانة هذا العمل. الارهاب خطر ولا يمكننا القضاء عليه إلا بالتعامل معه كظاهرة سياسية وليست دينية. تنظيم القاعدة وغيره من هذه التنظيمات يزدهر في دول يحتاج فيها المستوى السياسي كي تزدهر لديه، واليمن نموذج لذلك. من جهة أخرى لا يمكن فصل الارهاب عن اللعبة الاستخباراتية العربية وغير العربية.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السجن السياسي سلعة أم قداسة؟
- حول ما حدث في مجلس إعلان دمشق في المهجر.الانصاف ميزان النقد.
- إعلان دمشق في الخارج.
- المزايدات العقلانية في الإسلاموفوبيا.
- ضرورة القانون المدني وظاهرة الدعارة في سورية.
- جريمة الشرف أم شرف الجريمة؟
- التنوير والمعيار التنويري.
- سورية بين التمثيل الديني والتمثيل السياسي.
- غياب الدولة الأمة، الطائفية السياسة برانية.
- المثقف ورجل السلطة تبادل شخصاني.
- مساهمة في الحوار بين إبراهامي وكيلة-أية أمة يهودية وأية مارك ...
- إيران شر أم خير لا بد منها.
- إعلان دمشق في ذكراه الخامسة..
- في تركيا ربحت الحرية والباقي ضمنا...
- الحرية بين الديني والسياسي.
- سورية اليأس والأمل.
- إسرائيل التمسك دينيا نقصا بالشرعية الدنيوية.
- الفتنة المشرقية إبعاد هذه السياسة عن الدين والطائفة!
- إيران والثلاثي العربي لبنانيا.
- زيارة نجاد لبنان لتتويج السيد نصرالله.


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - صدام حسين والإسلام فوبيا.