أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد علاونه - السلاح السري















المزيد.....

السلاح السري


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 16:34
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعض الصناعات تكون في بداياتها من أجل الاستخدام المدني والبعض من أجل الاستخدامات العسكرية وغالبية المخترعات تكون نهايتها استعمالات مدنية في المطابخ والبيوت والمصانع الصغيرة والمتوسطة والعملاقة, مثل الديناميت الذي كان من أجل الاستخدام المدني ومثل الذرة التي لم يكن المقصود منها ضرب اليابان , ولكن الإنترنت كان في بدايته استعمالا عسكريا ونقطة اتصال بين الناتو والبنتاجون وبعد ذلك تحول إلى استعمالات مدنية فأصبح أهم نسيج من أنسجة التواصل الاجتماعي بين الشعوب.

ودائما هنالك سلاح سري يخبئه الأعداء وحتى الأصدقاء لبعضهم, كما أن هنالك ضربات سرية يخبأها أبطال الملاكمة والمصارعة لبعضهم مثل (الضربة المزدوجة) أو (الضربة اللفافة) أو (الضربة الخارقة) أو (ضربة في الظلام) , وفي هذه المرة كان (الموبايل) وخصوصا (موبايل نوكيا) هو السلاح السري الخطير الذي أسقط الزعماء العرب هو والإنترنت بمساعدة شبكة الفيس بوك.

وهكذا على مر العصور بدءا من الحجر في العصور البدائية وانتهاءً إلى الرمح وإلى القوس السهمي مرورا بالذهب كعملة نقدية وكسلاح بدء الإنسان استعماله من أجل شراء القوى العضلية وتسخير العمال والعبيد في مصر السفلى, فالحصان الذي استأنسه أهلنا في الأردن وإسرائيل والشام قديما هو الذي قضى على سلاح الذهب والفضة وكان الحصان في وقتها سلاحا جديدا أول من استعمله (الهكسوس-الإخلامو-العبرانيون) أي (نحن) وعدوه الذهب والفضة, وحتى تستعيد البشرية المغلوبة قوتها القديمة وهيمنتها على القوى العضلية بدء المصريون في مصر العُليا باستخدام العربة التي يجرها الحصان والحصانين وكان ذلك في مصر الفرعونية لأول مرة في التاريخ.
هذا معناه أننا نحنُ وأنت بدون سلاح سري تخبئه لعدوك وتفاجئه فيه لا يمكن أن تنتصر عليه, وهذا ما حصل في الدول العربية حيث ظهر سلاحهم السري فجأة وبدون سابق إنذار وكان من قبل يُنظر إلى سلاحهم السري على أنه لعبة يلعبُ فيها الأطفال والمراهقون في الشوارع فيرسلون لبعضهم صورا جنسية أو لقطات أو مشاهد جنسية وكان يستعمل سلاحهم في الأغراض المدنية ولأول مرة يُستعمل كأداة عسكرية خطيرة تصور فيها ثلاثة أفراد –مثلاً- من الشرطة الأردنية وهم يضربون مواطنا أردنيا ويهينونه بأحذيتهم وبساطيرهم العسكرية فتصبح بعد عشرة دقائق أو ساعة أو يوم أو يومين تلك الصورة شاهدا على انتهاكات حقوق الإنسان والمواطنة وفي النهاية بان سلاحهم السري مثل حصان طروادة الذي خرج من أحشاءه الفرسان ليفتحوا أسوار المدينة الخيالية التي كانت كل الإشارات والدلائل تقول بأن المدينة لن تنهزم فهزمها الحصان الخشبي وكذلك زوال الأنظمة العربية حيث كان يقال بأن الأنظمة العربية لن تتغير إلا حين يُنوّرْ الصوان والحجارة أو حين يُنوّرُ الملح وكانت تشير الدراسات بأن مبيعات شركة (نوكيا) في الوطن العربي أو في العالم الثالث أكثر بكثير من مبيعاتهم في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وبريطانيا, وكانت الدراسات تشير إلى أن السبب في ذلك تخلف المواطن العربي بحيث يبحث عن جهاز محمول (موبايل) من أجل اللعب أو الاستهتار بالوقت, وكان يقال بأن الدول المتخلفة تستهلك مبيعات أو منتوجات (نوكيا للاتصالات) بينما الدول المتقدمة تستخدم (موتورولا) فهو قليل الإضافات ولا يصلح للترفيه كما هو الحال في أجهزة نوكيا التي بانت في النهاية كأنها سلاح سري مخبأ تحت سترة وقميص المواطن العربي , أو أن الدول المتقدمة تستعمل أجهزة أخرى مثل سيمنز أو سامسونق) لأنهم شعوب متخلفة فالعربي أو المواطن العربي يريد جهازا يصور وفيه (ابلوتوث) وغيره من الإضافات كالحاضنات وسعة الذاكرة وغيرها, وجاء اليوم الذي ظهر فيه جهاز نوكيا للاتصالات على أنه سلاح سري جديد كان مخبئا في جيوب الشباب العرب وفي بناطيلهم فيوم اشتعلت الثورة في تونس ومصر واليمن وليبيا أخرج الشباب العرب سلاحهم السري والخطير جدا واستعملوه كأداة تصوير صحفية وصار بذلك كل مواطن تونسي مراسل صحفي وكل مواطن مصري مراسل صحفي وكل مواطن يمني مراسل صحفي يصور أعتا لقطات الإجرام التي تكشف نوايا الزعماء العرب وتفضحهم .

ومن الناحية العلمية والعسكرية لا يمكن أن تظهر قوة جديدة منتصرة على قوة قديمة تحكمها وتسيطر عليها وتذلها وتهينها لترد لها الإهانة والصفعة بصفعتين دون أن تمتلك سلاحاً جديدا يكون قادرا على إنهاء الحالة القديمة من الذل والإهانة ووضع حدٍ لها, وهذا يحدث أو حدث تقريبا في كل الحضارات كان آخرها السلاح النووي الذي وضع حدا للحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء ودول المحور, ولكن أمامنا اليوم سلاح عربي جديد وخطير جدا على الأنظمة العربية هو الذي وضع حداً لطغيان الحكام العرب وتجبرهم وتسلطهم ألا وهو (الموبايل, الإنترنت) أو بعبارة أكثر جدية سلاح الاتصالات أو التواصل الاجتماعي الجديد والذي يندرج تحت وسائل جميع أدوات الاتصال ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أنه أظهر هذا السلاح مفاجئة أخرى وهي أن الحكام العرب قد أعدوا التدابير للاحتياط من الشعوب التي يحكمونها بل وأظهرت النتائج والتحاليل المخبرية في أجهزة الاتصال والتواصل الاجتماعي بأننا كنا في نظرهم وما زلنا أعداء حقيقيين ولم تكن إسرائيل عدوة لهم ولم تكن أمريكيا أو أي دولة أخرى عدوة لهم بل كانت شعوبهم هي العدو الطبيعي لهم على حقيقتهم وهي الحقيقة التي لم يكن أحد قبل ذلك يصدقها ألا وهي أن شعوبهم هي عدوهم الأول والأخير, وهذا الذي لم يكن أحد منا يحسب حسابه فمعقول مثلا أن يكون الشعب المصري العدو الأول للرئيس المصري السابق؟ هذا يفسر لنا لماذا مثلا الرؤساء السابقون يحافظون على التخلف وعلى تشرذم المجتمع وانهياره وجوعه وعطشه, وفعلا تظهر كل الدراسات والنتائج بأن الشعب اليمني هو العدو رقم واحد للرئيس اليمني, وحتى تنتهي هذه الحالة يظهرُ أمامنا السلاح الجديد أقوى من السلاح القديم ويضع حدا لتصرفات الحكام العرب , وكان السلاح من ذي قبل يتسرب من بين أرجل الحكومات العربية وهم لا يدرون ما نوعه فمثلا كان يُنظر إلى كمرة التصوير في أجهزة نوكيا على أنها ترف وبذخ حتى المثقفون أنفسهم كانوا يقولون (هذه كماليات).





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مش معقول الفساد في السعودية
- نقد الاسلام السياسي
- آخر ما توصل إليه العلم
- مطلوب طبالين
- جاسوس حارتنا
- مطلوب مرتزقة
- وأخيرا أصبحت خطيرا
- أنا أمام المرآة
- فطرني جبنه وزيتونه وعشيني بطاطه
- من فوق فوق فوق فوق
- انحرافي
- طعم الحرية
- تحرير العبيد2
- الرأسمال الإسلامي
- سياسة التشليح
- الجمعة القادمة
- يدك منذ اليوم
- الأردن وطن الأحرار
- المرأة دائما مريضة
- الرجل العربي الليبرالي


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد علاونه - السلاح السري