أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن الشرع - كركوشات حديدات














المزيد.....

كركوشات حديدات


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 18:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



رغم كونهم صفويون بنظر بني جلدتهم دما ولسانا فان غالبية العراقيين المطلقة لا يعرفون الفارسية رغم إنها تكتب بنفس حروف لغتهم العربية بل وحتى الكردية ....الكثير من العراقيين مغرم بالمسبحة التي يسمونها هنا في العراق (سبحة)،حتى انك تجد كثير من أعضاء الحكومة والبرلمان والقضاة وغيرهم من كبار الموظفين وصغارهم يحملون المسبحات ،بل إن السيد رئيس الجمهورية ونائبه يحرص على التسبيح في المناسبات التي يظهر فيها عبر وسائل الإعلام ،تسمى الخرزة الكبرى وهى ر؟أس المسبحة ( الشاهود) باللهجة العراقية الشعبية،وتسمى مجموعة الخيوط الراسية عند أعلى الشاهود (كركوشة) .
في إحدى الزيارات الرسمية لإيران رغب بعض من أعضاء وفد رسمي جامعي عراقي بشراء بعض الهدايا الى أهليهم وأصدقائهم ومعارفهم في العراق كما جرى عليه أمر العادة عندهم فتوقفوا عند محل يبيع المسابح بألوانها وأشكالها وحجومها وأحجارها المتباينة. فاستوقفتهم مسبحة أنيقة بكركوشة مصنوعة من معدن بلون الفضة (ولعله من الفضة حقيقة) لكنهم فضلوا أن يمضوا بتجوالهم بحثا عن نوع أفضل وأجمل ،ولما لم يجدوا ذلك فإنهم حاولوا العودة لكنهم ضلوا طريق ذلك المحل فدخلوا محلا آخر يشبهه .قال قائل منهم لنسالمرام. فلعلنا نجد عنده ما نبغ قالوا سل قال (حجي :سبحة كركوشتها مال حديد) بمعنى يا حاج ااجد عندك مسبحة خيوط رأسها معدنية؟ قال لا !يبدو انه لم يفهم المرام.تدخل الآخرون الذين انهمك بعض منهم في الفرجة على المعرض فراحوا يحاولون إفهامه مقصدهم لكن دون جدوى هنا تصدى احدهم للأمر فقال اتركوني أنا سأفهمه فوافقه الآخرون قال :أغا ...أغا كركوشات حديدات؟ قالها بصيغة استفهامية وربما استنكارية أجاب: بلى موجود.لكن الأمر لم ينته إلى هذا الحد فقد تبين بعد حين وعند المساومة والدفع إن صاحب المحل يتكلم العربية!
لا اعرف إن كان هذا الأمر مما نطلق عليه حوار الطرشان أو الخرسان ولا أريد احد ا يتوهم أن الخرسان لها علاقة بخراسان وان الطرشان ربما اتصلت بطهران فالأمر لا يعدو كونه مقاربات لفظية ليس إلا ! فكثيرون من أهلنا العرب يستدلون استدلالات تتصل بظواهر الأمور ضاربة بجواهرها عرض الجدار.
وربما اتصل الأمر بالمثل الشعبي المصري المشهور نقول له ثور يقول احلبوه، فما زالت اللغة بين كثير من الحكام العرب وشعوبهم قاصرة فالشعب يريد إسقاط النظام عند هؤلاء الحكام ينتهي ببيان يعد الناس بالإصلاح السياسي أو الاقتصادي أو الإداري لكن الشعب على ما يبدو لا يريد حلب الثيران وإنما يريد تبديل الشاهود والكركوشة وسائر الخرزات الأخرى لترتبط بخيط متين من الشعور الإنساني بمشاكله وهمومه التي وصلت منتهاها.لا احد يعلن صراحة عن رغبته بإسقاط النظام في العراق رغم فشله في تحقيق ابسط الطلبات الشعبية الضرورية بل إن كثير من الناس يتفهمون طبيعة التعقيد في النسيج السياسي العراقي الرث رغم حداثة خيوطه
وتعدد شواهيده ورغم تجاوز عدد خرزاته مقدار الحد المتيقن المعروف في أي مسبحة وطنية أم إقليمية أو حتى كونية.
ومع ذلك فان كلا الحكومة ومجلس النواب يتقاذفان المسؤولية فليقيها احدهما على الآخر فيؤول الأمر بينهم بما يقال انه تخفيض بالامتيازات لا احد يعرف قيمته أو أهميته أو تأثيره ثم ينتهي بإجازة في كردستان لبعضهم وسفرة (عمل )إلى الكويت وسفرة سياحية إلى ابعد من دول الجوار البعيد والقريب والتي لم تعد مناسبة في هذه الأيام لقضاء الإجازات فيها.
أما في مصر فيبدو إن الفصول المهمة في كتاب السقوط انتهت وبقي كتاب الإبدال أو الإحلال بانتظار الحسم بعد إن رحل مبارك ولم يعط الفرصة للقيام بالتغيير حتى وان أعلن صراحة انه (لا ينتوي الترشيح)..لا اعلم لماذا قال انه لا ينتوي ولم يقل لا أنوي...فربما المشكل كله في حرف التاء .فقد ورد على لسان عادل إمام مقطع من بيت شعر في إحدى مسرحياته...كما انتوى...يقال نهى وانتهى ..حمى واحتمى ..الفاعل مختلف مع بقاء جذر الفعل،لا بد انه يعرف العربية أفضل ممن تكلم بلغة كركوشات حديدات.
وفي ليبيا لم يبلغ الفرق حدا اكبر مما عليه الشأن في العراق أو في مصر مع فارق وجود دستور صنعه العراقيون وضاقوا ضرعا به ودستور يريد المصريون تغييره في حين لا وجود في ليبيا لدستور إلا كتاب لا اعلم مغزى خضرته ومدى قيمته ...زنقة.لعقيد إن العالم لا بد له في نهاية المطاف بالعمل به وبنظريته الثالثة، سالت احد أصدقائي ماذا يعني العقيد بقوله طاردهم بيت بيت....زنقة ..زنقة. في العراق نلفظها بالكاف الأعجمية ونكتبها بالكاف (زنكه) ونحن في هذا لا نخفي تأثرنا بتراث الجار الذي أثرنا في لغته فراح يستعمل حروفنا!قال صديقي :لا بد انه كان (يفشِّر) على الفيليبينيات باللغة الصومالية! والواقع إن الفيليبينيات لم يكن ليعرفن أكثر من نسائنا العربيات في شان الموز الصومالي الذي هو الأخر لم يعد من أشهى الفواكه عند العرب وغيرهم في فترة ما بعد الزنقة .
لا أجد كبير حاجة لذكرما هو حاصل في اليمن والبحرين وسوريا وغيرها قدر ما يخص صعوبة الفهم وإنقطاع اللغة رغم بلاغتها لكنني مضطر للقول بان على حكامنا أن يتعلموا لغات أخرى غير لهجاتهم القبلية والبدوية والمحلية ..لغات تتيح لهم فهم ما يريد شعوبهم قبل أن تريد شعوبهم إسقاط النظام لا سيما إن الشعوب العربية بدلت لغة كركوشات حديدات ولغة زنقة زنقة وإيماءات اللغة السواحيلية إلى لغة الفيس بووك فهل فهم من بقى أو ابتقى هذا الدرس



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ام المكارم
- المزغرفون في الوقت الضائع والجزاء الاوفى
- خوش ولد
- رحماك بول يرحمك الله
- ماذا لو صح الصحيح
- العملية السياسية ومعتزلة كوبنهاكن
- حسب الطول
- رسالة الى اهل النار
- السياسيون بين المهنة والمهانة
- الحر لا تكفيه الاشارة
- ثورة في عالم الفلسفة
- أليس هذا قليل بحقهم
- خوجه علي ...ملاّ علي
- ديرة عفج
- جدول الضرب وحجر الضب الخرب
- الجلزون ومثقف السماوة: سياحة في الفساد
- الحكومة الافتراضية(3)
- لمناسبة اليوم العالمي لغسل اليدين!
- الحكومة الافتراضية(2)
- الحكومة الافتراضية


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن الشرع - كركوشات حديدات