أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الشرع - خوش ولد














المزيد.....

خوش ولد


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 3178 - 2010 / 11 / 7 - 22:56
المحور: كتابات ساخرة
    



فارقته منذ تخرجنا في الجامعة في منتصف سبعينات القرن الماضي حيث ذهب لدراسة الدكتوراه في فرنسا لكنني رايته بعد خمس سنوات بطلَته المحبوبة وكلماته الساخرة ،كان في رحلة لزيارة اهله في الكوفة وفي بغداد ،كان ذلك اللقاء في نادي النقابة حيث كان يحيط به اصدقاؤه مستمتعين بكلامه الجميل ،أذكر انه قال لي حينها انه يعزم على كتابة اطروحته باللغة التركية التي لا يعرف منا كلمة واحدة ،قال مبررا ذلك انه ذهب يوما الى القاموس ليبحث عن كلمة انكليزية فوجدها (احد عشر) ،الفرنسية صعبة جدا بالنسبة له اما الفارسية فلا يمكن ، فالبلاد في حالة حرب مع ايران ‘لم يبق له غير التركية ‘قال ذلك وهو يسخر من الامور جميعها ،ثم كان اللقاء الثاني قبل شهر واحد فقط حيث كنت مشاركا في احد مؤتمرات جامعة الكوفة التي يعمل به استاذا.قال لي هل علمت بوفاة الدكتور كريم ؟ قلت: نعم وهل علمت بذلك في حينه .قال: كنت في مجلس الفاتحة فجلست الى جانب الدكتور باسم الذي كان يجلس الى جنبه شاب وسيم لقد قال لي باسم والكلام لصديقي ،اتعرف هذا الشاب ؟قلت :اتشرف بمعرفته .قال: انه( خوش ولد)..في الحقيقة انه الطالب الذي كان يشرف على بحثه لنيل الماجستير الفقيد( رحمه الله ).خوش ولد..يقول صاحبي انه توجه لذلك الشاب مواسيا له ولنفسه واضاف قائلا:الهمك الله الصبر والسلوان..فكرر باسم قوله انه (خوش ولد).ثم استمر صاحبي بقوله :لقد سالني الدكتور باسم هل تعرف من الذي كان يتولى مهمة الاشراف على بحث هذا الشاب قبل ان يتولاها المرحوم ؟قلت لا فانا في جامعة الكوفة ،قال:انه المرحوم جاسم .قلت لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم،رحم الله كبراءنا وزملاءنا وسائر موتانا.صمت باسم وقال :لكن لاباس فهو (خوش ولد).لكنه( اي باسم ) اضاف ماكرا:مارأيك ان نيتم بنات الدكتور سعد به مع علمنا انه خوش ولد؟!.كدت اخرج من لياقة مجالس العزاء لولا ان يدعو احد المعزين باعادة سورة الفاتحة هذا مانقله لي بعد ربع قرن من اخر مرة رأيته فيها.
لا اريد ان اشتت انتباه القاريء الكريم الى ما يمكن ان يحصل لو روى احداث هذه القصة ذلك الشاب ومن وجهة نظره هو ، فمن المؤكد انه سيكو ن ضحية لسوء الطالع ،فدانيال ديفو روى لنا احداث روبنسن كروزو من وجة نظر السيد كروزو وليس خادمه السيد فرايدي..وربما كان ذلك لا يمثل العدالة الاخلاقية في الرواية.
قبل اسبوع ترأـست لجنة جامعية لمناقشة احد طلبة الدكتوراه .اعلن ان ذلك الطالب كان مثابرا ومجتهدا فضلا عن دماثة خلقه ..كان (خوش ولد )بحق،لكنه لم يكن موفقا في عمله الاكاديمي البحثي فهنالك الكثير من المثالب والاخطاء المنهجية والعلمية التي كانت تمس جوهر موضوع البحث وكما اشر الى ذلك زملائي الاساتذة الافاضل في اللجنة،عندما اختلت اللجنة لاتخاذ القرار انبرى احدهم فقال : ان الطالب ورغم عدم تمكنه من الدفاع عن اطروحته الا انه يستحق ان تمنح له الدرجة لانه (خوش ولد)،من البديهي القول ان هذه المناقشة لمن تكن الاولى ولن تكون الاخيرة من نوعها في معظم جامعاتنا،المشكلة بمجملها اخطاء فادحة يرتكبها من لا نريد له ان يتعثر انه ببساطة كبيرة (خوش ولد)،لا اظنني بحاجة الى سرد الكثير من القصص لابين ماأريد ان اصله فالقضية تمتد الى الخدمات غير المُرْضية للطبيب الذي يفشل في اداء واجبة بالتشخيص او العلاج وتمتد الى المدرس الذي تعجزه الحيله في شرح المادة العلمية لتلاميذه وغيرهما ممن نطلق عليهم النعت الشعبي المشهور (خوش ولد).
لابد لي من الاشارة هنا الى قضية النوايا التي قد يتضمنها النعت ، ان صحة نية المنعوت وسلامة توجهه ونقاء سريرته لا تعد جميعا وباي حال من الاحوال تبرأة له من الخطأ بما يحملنا على المساومة ثم القبول به (اي الخطأ) حتى وان نظرنا للامر من وجهة نظر هذا المنعوت الذي هو (خوش ولد).
ماذا لو صدق وصف (خوش ولد) على بعض سياسيينا ونوابنا ومسؤولينا ؟ فهل نملك ان نغفر لهم خطيئاتهم، كبائرها وصغائرها ،بعض هذه الكبائر يستحق مرتكبوها العقوبة الصارمة والشديدة وليس الصفح والغفران،فالقضية هنا لا تشبه قضية شاب سيء الطالع أوالفأل مات المشرف على بحثه او طبيب اخفق او مدرس لم يوفق ،صحيح ان الجانب الاخلاقي للمسأله هو نفسه ،لكن الصجيح ايضا هو شمولية أخطاء السياسيين بما يجعلها كارثية في كثير من الاحيان ، وإذن فمن غير المقبول ان يخطأ السياسي وهو يمتلك العناصر كلها التي تجعله لا يخطي الى حد بعيد .يقال ان الرسول (ص)قال (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين)،فاي خطأ وأي توبة يتحدث عنها(ص)...من المؤكد انه لا يتحدث عن اخطاء سياسييينا ولا عن عدم اقرارهم بها او توبتهم منها،هذا ان كانوا من أبناء آدم ،ربما كان من ابناء الجن غير الصالح الذين يستمعون القول فلا يتبعون احسنه رغم انه من وجهة نظر الكثيرين منا (خوش ولِد)



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحماك بول يرحمك الله
- ماذا لو صح الصحيح
- العملية السياسية ومعتزلة كوبنهاكن
- حسب الطول
- رسالة الى اهل النار
- السياسيون بين المهنة والمهانة
- الحر لا تكفيه الاشارة
- ثورة في عالم الفلسفة
- أليس هذا قليل بحقهم
- خوجه علي ...ملاّ علي
- ديرة عفج
- جدول الضرب وحجر الضب الخرب
- الجلزون ومثقف السماوة: سياحة في الفساد
- الحكومة الافتراضية(3)
- لمناسبة اليوم العالمي لغسل اليدين!
- الحكومة الافتراضية(2)
- الحكومة الافتراضية
- إحذروا التقليد
- انفلونزا الطراطير (2)
- شيش عوازة ...إشكالية الفاضل والمفضول


المزيد.....




- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...
- حديث عن الاندماج والانصهار والذوبان اللغوي… والترياق المطلوب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الشرع - خوش ولد