أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أسبابُ الحراكِ العربي














المزيد.....

أسبابُ الحراكِ العربي


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظراً لتدفق الأحداث بصورةٍ رهيبةٍ بعد سكونٍ طال حتى يئس الناسُ من التغيير والأمل، فقد تسارعتْ كذلك التفسيراتُ لهذا الطوفان الذي لا يتوقف من الأحداث، وتلمستْ الأصابعُ التحليليةُ ظواهرَ الأشياء وغاصَ بعضُها للباطن، وحددت آراءٌ ستةَ أو سبعةَ أسباب لهذه الأحداث، منها: توجه الجمهوريات للتوريث، وتحللُ الفئاتِ الوسطى لمستوياتٍ دنيا، فيُقال إن ابناءَ العائلاتِ الميسورة في زمان عبدالناصر على سبيل المثال لا يجدُ أبناؤها فرصةَ عمل وهم حملة الشهادات العليا، وأن ثمة تدهوراً عاماً في الدخول، فقد وصلتْ نسبةٌ كبيرةٌ من سكان مصر تُقدر بـ40 % حسب هذه الآراء إلى أن يكون دخلها اليومي لا يتجاوز الدولارين في اليوم!
وقال أحدُ الباحثين التونسيين لأحد المواقع إن من أسباب الفيضان التونسي أن الفساد الذي كان منتشراً ومتسماً بالسرية في الزمن الماضي غدا في الوقت الراهن واضحاً جلياً صادماً لعامة الشعب، فهناك عائلات محددة رهيبة الغنى تجاوزت كل حد في المال وبغرور إعلاني، كذلك فإن انتشار وسائل الإعلام الجماهيرية ونقلها صور الثراء والبؤس، ساهمت في رأيه بتفجير الموقف.
كذلك فإن تزايد معدلات المواليد في بلدان ومناطق معينة كانت من أهم الأسباب في تصورهم لهذه الانفجارات، فتُذكر مصر واليمن وتونس والمناطق الريفية العديدة في الوطن العربي المتسمة بالفقر الشديد وكثرة الانجاب، كانت من بؤرِ الحراك الكبيرة، وخاصة أن هؤلاء المواليد المتحولين لشباب لم يكونوا خارج أدوات المعرفة والاتصالات الحديثة والتأثيرات والتدخلات الأجنبية، وكانت أبوابُ المستقبل مغلقةً أمامهم.
كذلك فإن أدوات التنظيم والتحشيد القديمة تبدلت، ولم تعد الخطب والأحزاب والاجتماعات فاعلة، واستُبدلت بوسائل الاتصال الحديثة والتنظيمات الإلكترونية والخلايا الضوئية البرقية الهاتفة عبر المدن والملايين والبلدان.
ولابد أن نضيف إلى هذه الأسباب التي يعددها الكتابُ أن هذه الظاهرات الاجتماعية الثقافية جرتْ في زمنيةٍ خاصة من تدهور العلاقات الرأسمالية العالمية في مناطق السيطرة الكبرى، التي ألحقت البلدان العربية بها. فمنذ أزمة رهون العقارات في أمريكا والأزمة النقدية العالمية الواسعة تداعى العديدُ من الدول الرأسمالية المهمة في الأطراف خاصة كاليونان وإسبانيا، وتجسد ذلك في الوطن العربي عبر الانخفاض المستمر لأسعار النفط، فمن 150 دولاراً في سنوات2007 وما بعدها حتى المستوى السعري الراهن حوالي (100 دولار)، هذا أدى كله إلى انكماش الاقتصادات العربية وإلى خسائر مالية جسيمة في المدخرات العربية التي تصل إلى 2.4 تريليون دولار الموجودة في الغرب والتي تضررت كذلك بالأزمة العقارية والأزمة النقدية، مما أدى إلى انكماش في الاقتصادات المختلفة.
وقد توجهت الحكومات العربية في السنوات الأولى للأزمة المتحركة في الأجسام العربية الاجتماعية بأشكال متنوعة، إلى تحميل الجمهور هذه الخسائر والأعباء رغم هبوط الأجور المستمر عبر سنوات والتضخم المتزايد. فراحت تقلص الميزانيات وتحدث تقشفات في الانفاق العام وتضررت الصناديق العامة التي تصرف على التأمينات والخدمات المختلفة.
لكن الحراك الواسع لم يكن بغرض المطالب المعيشية الحيوية بدرجة أساسية، بل كان بسبب عجز الأنظمة عن ملاحقة مستويات الحريات في العالم، وتحول الاقتصادات في العديد من الدول إلى اقتصادات مافيا، في وقت عمت الأنظمة البرلمانية التداولية العلمانية مختلف البقاع.
ستؤدي الثورات العربية إلى مزيد من الحريات العامة والخاصة، وتغيير طابع الأنظمة الشمولية والمحافظة، فالأمة العربية وشعوبها المختلفة تستحق أفضل من هذين التخلف والعجز حتى عن مقاربة شعوب في العالم الثالث كالهند ذات الأنظمة الديمقراطية.
كذلك فإن هياكل الدول والأحزاب غدت قديمة وأغلبية العرب هم من الشباب، ولم يعودوا قابلين بهذه الأنماط القديمة من الأحزاب والهياكل، وآن لكثير من الأحزاب التي كانت مجرد وريقات صحيفة أو مقر أن تحيل نفسها للتقاعد. غدا من الصعب الآن العودة للطرق الأمنية في إدارة المجتمعات، واصبحت الأنظمة تبحث عن طرق مختلفة ذات شفافية حقيقية، وتطلق حرية تكون الأحزاب اللادينية واللامذهبية، وتبدأ وزارات جديدة في البحث عن الأسباب الحقيقية لتدهور حياة المواطنين العرب، وليبدأ زمن التداولية والديمقراطية الحقيقية في البلدان العربية الرائدة الذي سوف ينعكس على بقية الأقطار العربية.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إصلاحات ضرورية
- إشكاليات فكرية لما بعد الثورة
- ديمقراطية غير علمانية .. أهي ممكنة؟
- عبدالله خليفة في حوار استثنائي مفتوح حول: الحراك الاجتماعي ف ...
- الأزمة العميقة في البحرين
- الثورية الزائفة لمحطة الجزيرة
- إلى أين قادتهم ولاية الفقيه؟
- العمال وتطوير الرأسمالية
- انتصار للحداثة
- تونس الجميلة
- الرأسمالياتُ الحكومية العربية في طور الأزمة
- مذاهب تتباين وتتكامل
- لكل بلدٍ خرابه الخاص
- الخروجُ الأيديولوجي من الطوائف
- حيرة عمالية
- حين يأكل النقدُ الجيوبَ
- البذخ الشرقي
- علمانية لتطورِ الدين
- ويكيليكس: حرية الإعلام
- إيران بين الحصارِ والتراث


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - أسبابُ الحراكِ العربي