أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - لكل بلدٍ خرابه الخاص














المزيد.....

لكل بلدٍ خرابه الخاص


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3239 - 2011 / 1 / 7 - 08:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


ما يجري في دولة الكويت الشقيقة محير وغريب لكنه ليس غامضاً، أو استثنائياً مطلقاً.
ليست هناك مؤامرةٌ محبوكة كلية، لكن هناك أطرافاً تستثمر التناقضات العربية وتجعل بعض الدول العربية في حالاتٍ من الذوبان المفككِ السياسي العاجز عن الفعلِ النهضوي التوحيدي.

في الكويت ثمة قوى تتكرسُ في المجلس المنتخب عاجزةً عن تشكيل سياسة ديمقراطية نضالية وطنية عصرية توحيدية للشعب، ولا تجد في سبيل تجديد ذاتها في المؤسسة المنتخبة والمجتمع سوى استثمار ما هو سطحي سواءً بدغدغةِ عواطف الشعب ومصالحه المباشرة بإزالة فوائد ديونه الاستهلاكية، ولو ضحت في سبيل ذلك بالنظام الاقتصادي بمجمله، أو بمصارعة الحكم بشكل طفولي عبر عقودٍ وتعطيل مؤسسته الدستورية وإيجاد معارك جانبية مفتعلة فقط لأنها لا تملك ثقافةً عصرية ديمقراطية.

إن تعطيلَ المؤسسات الدستورية حلاً أو بمعارك وقيام حرب أعصاب سياسية أثخنتْ المجتمعَ بالجراح خلال عقود هو تعبيرٌ عن مراهقةٍ مزمنة، نظراً لعدم قدرة القوى الاجتماعية على تكوين ثقافة ديمقراطية تنويرية حديثة، واستمرار المذهبية السياسية المحافظة في الهيمنة على العقول السياسية الكويتية.

بعد ثراء تجاري طويل وتكون فئات وسطى واسعة لم تقدرْ الكويتُ على إنتاجِ طبقةٍ وسطى حرةٍ ديمقراطيةٍ علمانية، فالفوائض تتجه لتوسيع حضورِ الرعاةِ الصحراويين في المجتمع، وهو أمرٌ جرى لضرب اليسار(المسكين) دائماً، ونتائجه الوخيمة انه لا يمكن عودة الرعاةِ لمضاربِهم بعد انتفاخِ أوداجهم السياسية بالمال النفطي.

إن ثقافةَ الصحراءِ المُجذرةِ من قبل المال الزيتي تكرستْ أكثر بعد الغزو، وتوجهتْ للغيبياتِ والحدةِ المذهبية وحدث انهيارٌ عقلاني في بنيةِ الكويتِ الثقافية الفكرية، فوجدتْ نفسَها خلال سنوات أنها في طريق مسدود، بعد أن كانت تنمو باتجاه عقلاني ديمقراطي وطني وفي بنيةٍ متماسكة اجتماعية وجاء الغزو وخلخلها، فلم تستعدْ تلك اللحظة ودخلتْ في ردودِ أفعالٍ حادةٍ ضد الحداثة القومية العربية واليسار، حيث لم تر من صيغها سوى البعث الغازي الإجرامي، كما استمر الضخُ المالي وتصعيد فئات الكسل الاجتماعي، ووجدتْ الجماعاتُ الطائفيةُ المحافظة زمنَها السعيد الحافل بإنتاجِ كلِ أدوات الخرافة والتسطيح الشعبي، فراحتْ تدغدغُ كلَ ما هو متخلف لدى الناس، عاجزة عن إنتاج برنامج ديمقراطي تحويلي، متصيدة أخطاء خاصة مضخمة إياها حتى سدت بها عين الشمس.

لا تريد هذه الجماعات إعادة الكويت لسكة الحداثة والاقتصاد الحر المتطور والعقلانية السياسية بكل أدواتها المعاصرة وأن تترك التجارة بالدين، وهي التجارة السطحية التي لا تملك غيرها، محولة ذلك لأزمةٍ وطنية بلا أي أبعاد تحولية حقيقية.

كانت الكويتُ واعدةً ولاتزالُ بكلِ أمطارِ الحداثةِ فهي التي أسستْ السينما عبر(بس يا بحر) وهي التي نشرتْ المسرح الساخر ونافست فيه قمم الدول العربية، وجعلتْ من الفكر مادةً يوميةً منشورةً على الأرصفةِ لكل العمال، وهي التي نشرت الصناعات الأولى، ولكن الغولَ الطائفي دخلها، وافترسَ وعيها، وصار الكسلَ الاجتماعي غولاً آخر وغدت الملايين موجهة للبرك والخدم والملابس والطاولات المتخمة بالمأكولات وللسفريات المجنونة، ولم تُنتجْ من هذه الملايين ثورةٌ صناعية أو سينمائية، أو مسرحية، وقد تحولتْ أصغرُ بلدان شرق آسيا بخضراواتِها وماعزِها ودجاجِها إلى دولٍ صناعية كبرى، ولكن الكويت ظلتْ بدويةً منافحةً عن معارك داحس والغبراء، تنامُ في الشتاء وتسافرُ في الصيف، ولم يقلْ الناسُ فيها بس يا خرافة بس يا طائفية بس يا معارك جانبية فارغة!

ليست الكويت في هذا وحيدةً فالتعطيلُ السياسي والتأزيم يمضيان في بلدان عربية عديدة، وكل بلد له غوله الخاص وأشكال تجلياته (السعيدة)، فالجماعاتُ الطائفيةُ السياسية العسكرية المغامرة بمصير الشعب اللبناني تجمدُ الحكومةَ في لبنان، وتخطف سوريا من عالم الحداثة الديمقراطية العلمانية وتسلمها للمجهول الطائفي، وتحول العراقَ لفسيفساء طائفية وتشق فلسطين إلى جناحين ذابلين متهاويين يحصلُ شبحُهما على اعتراف دولي بوجوده وهو يختفي عن الأنظار غائصاً تحت ركام الفساد، ويحرقُ هذا الغولُ بل الغيلانُ اليمنَ كلها من الجنوب حتى الشمال، وتجعل هذه الغيلان خريطة السودان نارية مشتعلة، كل يوم يُختطف إقليم حتى يتبخر البلد في ملكوت العسكر الذي لا يشبع من الخراب.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروجُ الأيديولوجي من الطوائف
- حيرة عمالية
- حين يأكل النقدُ الجيوبَ
- البذخ الشرقي
- علمانية لتطورِ الدين
- ويكيليكس: حرية الإعلام
- إيران بين الحصارِ والتراث
- مقاربةُ الغربِ للشرق
- بطل ويكيليكس
- قيادة الرأسمالية الحكومية
- الدعمُ وأبعادهُ السياسية
- مستقلون عن ماذا؟
- العروبة والعقلانية
- المقاومة الناقصة
- رؤيتان للدين
- الحداثة القومية والديمقراطية
- مجلس النواب الجديد
- رأسماليات كهلات ورأسماليات شبابية
- انفصال السودان
- زيارة نجاد للبنان


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبدالله خليفة - لكل بلدٍ خرابه الخاص