أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فؤاد ابو لبدة - حكومة حماس الجديدة تفتتح اعمالها بقمع منظم















المزيد.....

حكومة حماس الجديدة تفتتح اعمالها بقمع منظم


فؤاد ابو لبدة

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 08:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما أن انفكت حكومة حماس الجديدة الموسعة من أداء اليمين الدستوري للقيام بأعمالها , ليسجل لها التاريخ بداية سوداء وتنذر بصورة قاتمة لطبيعة هذه الحكومة التي لم يمر علي تشكيلها سوي أيام قليلة لم تتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة , حيث توجت أولي أعمالها بحملة قمعية وحشية نفذتها الأجهزة الأمنية والشرطية التابعة لها تجاه الاعتصام السلمي للجماهير الشعبية المطالبة بإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني والمتماشية مع طبيعة الحراك الشعبي العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص متأثرة تماما برياح التغيير والديمقراطية التي أطاحت بأنظمة دكتاتورية وشكلت حالة ثورية عربية نزعت حالة الخوف والجمود التي كانت مسيطرة علي الواقع العربي لعدة عقود مضت .
استجابة للحملات الشبابية التي أطلقت علي شبكات التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتوتير بعد أن تم توحيد جميع الروابط الاجتماعية وتنسيق المواقف فيما بينها , وبعد أن قامت بخطوات تمهيدية مسبقة بتنظيم مسيرات جزئية الهدف منها كسر حاجز الخوف والرهبة ورفع الحالة المعنوية , نزل الآلاف من الشباب للشارع الفلسطيني في معظم محافظات الوطن بشكل سلمي وحضاري يرفع شعارات موحدة مطالبة بإعادة اللحمة وإنهاء حالة الانقسام والتشرذم كخطوة أساسية لإنهاء الاحتلال الذي ازدادت شراسته أكثر انغرست أنيابه الاستيطانية بشكل جنوني بعد هذا الانقسام , رافعين الأعلام الفلسطينية فقط في مظهر جديد من نوعه غاب عن الساحة لفترة طويلة , بعد أن كان يغلب ظهور الأعلام الحزبية الخاصة بالفصائل الفلسطينية بنسبة كبيرة جدا علي طبيعة المسيرات الاحتجاجية في فلسطين .
حاولت حكومة حماس جاهدة لاحتواء حالة الحراك الشعبي في محافظات غزة عبر محاولات التفافية لتتجنب بقدر كبير الضغط الجماهيري عليها للهروب من إنهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة ولا سيما أنها استفادت من الحالة الثورية المصرية وتراهن علي تأثير قوة الإخوان المسلمين بمصر وقدرتها للعب دور أساسي في السياسة المصرية لفك الحصار عن غزة وفتح معبر رفح وفك العزلة السياسية عن حكومة حماس لتعزيز مواقعها التفاوضية مع حكومة رام الله , تحاول المماطلة قدر الإمكان في إنهاء هذا الملف لحين الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة بمصر كون أي مرشح قادم لا يرفع شعار التقارب مع القضية الفلسطينية لن يتسنى له النجاح , كما أن الرئيس المصري المرتقب بغض النظر عن تسميته سيحاول إعادة الوزن والثقل الإقليمي لمصر الذي تراجع نسبي ملموس بفعل عجزه علي تحقيق أي تقدم في الملف اللبناني والفلسطيني وبعض القضايا الإفريقية .
سارعت حكومة حماس باتخاذ إجراءات اجهاضية لحالة الحراك الشعبي الذي اختار من ساحة الجندي المجهول وسط غزة بما له من رمزية سيادية للنضال الوطني الفلسطيني وتحديد موعد الخامس عشر من آذار كموعد لانطلاق الحملة وفق مبادئ القانون , حيث أن قانون الاجتماعات العامة رقم 12 لسنة 1998 يوفر حماية خاصة وتدابير تضمن حق المواطنين في تنظيم الاجتماعات العامة , دون اشتراط الحصول علي ترخيص مسبق , حيث تقتصر الإجراءات علي توجيه إشعار كتابي بذلك للمحافظ أو مدير الشرطة قبل 48 ساعة علي الأقل من موعد عقد الاجتماع وعلي الشرطة أن تبدي ملاحظاتها علي تفاصيل التجمع السلمي لغرض حماية وضمان سلامة المشاركين ودون المساس بالحق في حرية التجمع السلمي , وما لمسناه من إغماض شرطة حماس المكلفة بحراسة مكان الاعتصام العين عشية تنفيذ الفعاليات ليعلن صباحا عن فقدان أجهزة الإذاعة التي اجتهد الشباب وبمشقة كبيرة للحصول عليها في أولي المحاولات الاجهاضية , وما أن شق الفجر ضوئه بدأت التحركات الشبابية للوصول لساحة الجندي المجهول , لتبدأ حكومة حماس بمسلسل المناكفات وتعطي الأوامر لحركتها وطلاب الجامعة الإسلامية بالتحرك وتنظيم مسيرة لنفس المكان وتحمل رايات وأعلام حزبية في محاولة منها لتضليل وسائل الإعلام وإضفاء لون الحراك الشعبي باللون الحمساوي , وعملت علي احتواء المسيرة عبر مكبرات الصوت والأجهزة المحمولة علي السيارات في خطوة لا يفهم منها إلا السيطرة علي الحراك الشعبي الرافض لحالة الانقسام .
وضمن الخطط البديلة التي كانت بحوزة شباب 15 آذار التوجه لساحة الكتيبة التي لا تبتعد كثيرا عن ساحة الجندي المجهول لإقامة خيم الاعتصام فيها , وإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام حتي يرضخ طرفي الصراع للمصالحة الوطنية وفق برنامج توافقي يمهد الطريق لانتخابات رئاسية وتشريعية في الفترة المقبلة , لم تمر أكثر من 4 ساعات حتى امتلأت ساحة الكتيبة بكافة شرائح وفئات المجتمع من طلاب ومثقفين ومهنيين وعمال وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لفتوا انتباه الجميع حينما حضروا للتجمع بشكل جماعي ومنظم علي كراسيهم المتحركة يهتفون الشعب يريد إنهاء الانقسام , وكان للمرأة دور بارز في الحضور وتوشحن جميعهن بشارات سوداء علي أكتافهن كتبت عليها باللون الأبيض المرأة تريد إنهاء الانقسام , وفي خطوة حضارية وداعمة لترسيخ وحدة الشعب الفلسطيني جهزت بعض النسوة المشاركات في الاعتصام باقات من الورود البيضاء لتقديمها للشرطة الفلسطينية ظنا منهن أن الشرطة التي تلف المكان هدفهم حمايتهن وحماية الآخرين بناء علي التصريحات المطمئنة التي أطلقها إسماعيل هنية رئيس الحكومة الجديدة حين نادي بدعمه لآراء الشباب وتحركهم وسعيه الجاد لتحقيق المصالحة , وسرعان ما تبددت تلك الأوهام حين انطلقت جموع الشرطة وبعض أعضاء جهاز الأمن الداخلي يفضون التجمع السلمي بقوة الهراوات والعصي الكهربائية وبضرب مبرح طال أطفال وشيوخ وشباب , وحتى النسوة لم تشفع لهن أنوثتهن من تلقي بعض الهراوات ونعتن بألفاظ قاسية غريبة عن الواقع الفلسطيني والعربي والمسلم واقل ما يقال عنها أنها تقشعر لها الأبدان .
إن ما حدث اليوم يدلل وبالملموس علي الفرق الشاسع ما بين الإطار النظري الذي تزينت به حكومة حماس الجديدة وما بين فعلها القمعي علي ارض الواقع , ويدلل أيضا علي الاستفادة من الإبقاء علي حالة التشرذم والانقسام قائمة ,فمن يدعي الديمقراطية لا يواجهها بالهراوات الكهربائية , شتان ما بين من يحمل الورود لنثرها ومن يحمل العصي لرميها , ويتوجب علي الحراك الشعبي أن يتواصل بالاستمرار قدما نحو تحقيق الهدف المنشود بتحقيق المصالحة وإنهاء حالة الانقسام .



#فؤاد_ابو_لبدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في يوم عيدها كيف نقيم دورها
- حكومة غزة والهروب الي الامام
- تكتيك ناجح وتوصيف سيئ
- الفيس بوك وحده ليس بديلا عن الشارع
- حكومتي غزة ورام الله من لم يأتي منكم بخطيئة فليرمي الأخر بحج ...
- اليسار الفلسطيني وتعميم التجربة المصرية
- سيناريو امريكي غير مستبعد
- سيف القذافي بعصا غليظة وقطعة جزرة
- الاخوان المسلمين بمصر من السلفية الدينية الي العلمانية
- الثورة المصرية دروس وعبر
- الثورة ومبارك وسياسة عض الاصبع
- سيناريوهات مرتقبة للقاء ال نهيان ومبارك
- يا شيخ امام جاءوك بالبشارة
- بلاشفة التحرير ومناشفة مبارك
- خطابي اوباما ومبارك غزل عفيف وصريح
- اوباما واعادة رسم المنطقة العربية
- مبارك:تغيرات جديدة بمذاقات امنية وعسكرية
- خطاب مبارك مفرغ من محتواه
- هل سيكون شهر يناير قدر التغيير في مصر ؟؟؟
- افضل طريقة للدفاع عن النفس هي الجوم


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فؤاد ابو لبدة - حكومة حماس الجديدة تفتتح اعمالها بقمع منظم