أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - إشكالية التدخُّل العسكري الدولي














المزيد.....

إشكالية التدخُّل العسكري الدولي


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحدِّيات ومشكلات جديدة وعلى درجة عالية من الأهمية والخطورة تطرحها وتثيرها موجة الثورات العربية؛ ولا بدَّ، من ثمَّ، من مواجهتها والتعامل معها بطرائق وأساليب جديدة.

ولعل أبرزها وأخطرها الآن هو كيفية تدخُّل المجتمع الدولي، أو الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، لحماية المدنيين في ليبيا من جرائم بشعة وكثيرة يرتكبها في حقِّهم نظام حكم العقيد معمر القذافي، وعبر كتائبه الأمنية على وجه الخصوص، والتي هي قوى مسلَّحة تسليحاً حديثاً، ومنظَّمة جيِّداً، وذات امتيازات تجعلها في ولاء مطلق للعقيد وأبنائه وأقربائه، وعلى استعداد تام لفعل كل ما تُؤمَر به ضد ثورة الشعب الليبي.

إنَّ الواجب النظري والأخلاقي والإنساني للمجتمع الدولي الذي تمثِّله الأمم المتحدة هو اتِّخاذ كل ما يلزم من إجراءات وتدابير عملية (منها التدخُّل العسكري الدولي) لحماية المدنيين العزَّل من جرائم كالجرائم التي يرتكبها نظام حكم القذافي (المنفصل تماماً عن الشعب والمعزول والمكروه شعبياً) في حقِّ المدنيين الليبيين الثائرين عليه، والمحتضنين لثورة السابع عشر من فبراير.

والمعايير التي تُوْجِب تدخُّلاً دولياً من هذا القبيل تشمل استخدام (والإفراط في استخدام) نظام الحكم (المعزول شعبياً) في قمعه للمدنيين وسائل من قبيل الذخيرة الحية، والمدافع والدبابات والمدرعات وسلاحي الجو والبحر، وأسلحة محرَّمة دولياً كالأسلحة الكيميائية، ومنع الغذاء والدواء والوقود من الوصول إلى السكَّان توصُّلاً إلى إخضاعهم، مع تسبُّب استخدام هذه الأسلحة والوسائل بقتل وموت (وجرح) المئات والآلاف من المدنيين العزَّل.

الآن، تتَّجِه النيَّة، ولو في ظاهر المواقف الإعلامية والدبلوماسية لقوى دولية وإقليمية، إلى استصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي يُفْرَض بموجبه حظراً عسكرياً دولياً على استخدام نظام حكم القذافي لسلاحه الجوي في ضرب المدنيين والثوَّار، ويُجرِّده، من ثمَّ، من أهم الأسلحة والوسائل التي يستخدمها في ارتكاب جرائمه في حق الشعب الليبي.

ووسائل هذا الحظر تشمل كل وسيلة عسكرية أو تكنولوجية من شأنها إصابة سلاح الجو الليبي بالعجز عن القيام بأي عمل عسكري ضدَّ المدنيين والثوَّار، على ألاَّ يكون من عدادها نشر قوى عسكرية دولية أو أجنبية في أيِّ جزء من الأراضي الليبية، ومهما كانت الدواعي والذرائع، فقيادة الثورة الليبية أعلنت وأكَّدت، غير مرَّة، أنَّها لن تطلب، ولن تؤيِّد، هذا النوع من التدخُّل العسكري الدولي، في أيِّ حال أو ظرف.

وربَّما لا يُسْتثْنى من تلك الوسائل توجيه ضربات عسكرية من الجو والبحر إلى القواعد الجوية وأسلحة الدفاع الجوي الليبية، وإلى بعض المواقع ذات الأهمية لعمل الطيران الحربي الليبي.

هذا الشكل من التَّدخُل العسكري الدولي (الضروري أخلاقياً وإنسانياً) والذي تمارسه وتقوده قوى غربية في مقدَّمها الولايات المتحدة، سيخلق، مع الأسباب الموجبة له، إشكالية دولية كبرى، نقف على بعضٍ من أبعادها وجوانبها، إذا ما افترضنا أنَّ عدوى الثورات العربية قد انتقلت إلى دولة كالصين، فلجأت حكومتها إلى قمعها، وقمع المدنيين العزَّل، بوسائل وأساليب مشابهة لتلك التي استخدمها نظام حكم العقيد القذافي؛ فهل يواجه المجتمع الدولي، أو الأمم المتحدة، "الأزمة الصينية" كما واجه من قبل "الأزمة الليبية"، ويقيم منطقة حظر جوِّي هناك، أمْ يعود إلى سياسة الكيل بمكيالين، أو المعايير المزدوجة، معتبراً أنَّ ما يجوز ليبيَّاً لا يجوز صينياً، وأنَّ "الفيتو" الصيني قد منع مجلس الأمن الدولي من استصدار قرار في هذا الشأن؟!

"الهدف"، وعلى ما بدا واضحاً، في قرار وزراء خارجية الدول العربية، هو "حماية المدنيين (الليبيين العزَّل)"؛ لكنَّ المخاطر العسكرية لنظام حكم القذافي يمكن أنْ تظل محدقة بالمدنيين الليبيين على الرغم من إخراج سلاح الجو الليبي من المعركة، فإنَّ تفوُّق "الكتائب الأمنية" في قوَّة النيران (المدافع والصواريخ والدبابات والمدرعات) قد يسمح لها بارتكاب مزيد من الجرائم نفسها في حق الشعب الليبي وثورته؛ وهذا إنَّما يعني، إذا ما أراد المجتمع الدولي العمل من أجل الهدف نفسه، أنْ تصبح تلك الأسلحة والقوى العسكرية عرضة لضربات عسكرية دولية من بُعْد، أي من الجوِّ والبحر.

هذه الإشكالية الدولية تقترن بإشكالية أخرى لا تقل أهمية أو خطورة؛ فإنَّ لجوء الأمم المتحدة إلى وسائل وأساليب تُظْهِر من خلالها وتؤكِّد عجزها عن فعل أي شيء من شأنه حماية المدنيين الليبيين العزَّل قد يغري أنظمة حكم عربية أخرى مهدَّدة بالسقوط باستخدام الوسائل والأساليب القذَّافية في قمع ثورات شعوبها عليها، فنظام حكم العقيد القذافي كما نراه الآن في قمعه لشعبه يمكن أن يتكرَّر في أنظمة حكم عربية أخرى، منفصلة عن شعوبها ومجتمعاتها، وتملك من قوى القمع والإرهاب الموالية لها ولاءً مطلقاً ما يزيِّن لها الدفاع عن وجودها في الطريقة القذَّافية، ومهما كانت العواقب المترتبة على اللجوء إلى هذه الطريقة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنسان جديد خلقته الثورة!
- شياطين في هيئة شيوخ السلاطين!
- أين انتفاضة الفلسطينيين؟!
- والقَلَمِ وما يَسْطُرُون
- ما الذي يريده الشعب حقَّاً؟
- من وحي اعتصام -الرأي- الأردنية!
- جهاز -أمن الدولة-.. كان يجب أن يسقط فسقط!
- القذافي الخَطِر!
- الْغوا عقولكم حتى تصدِّقوهم!
- كما أصبحنا يجب أنْ يُولَّى علينا!
- الدستور!
- حصانة دولية للثورات العربية!
- مصر.. أكثر من -انتفاضة- وأقل من -ثورة-!
- الطاغية المُطْلَق!
- البحرين.. سؤال ديمقراطي آخر!
- -نصف انقلاب-.. و-نصف ثورة-!
- شباب اكتشفوا الطريق.. واخترعوا الوسيلة!
- -الثورة الناقصة- هي الطريق إلى -الثورة المضادة-!
- انتصرنا!
- لِنَعُدْ إلى جريمة -كنيسة القديسين-!


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - إشكالية التدخُّل العسكري الدولي