أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - -الوليه الفقيه-.. إلى أين؟














المزيد.....

-الوليه الفقيه-.. إلى أين؟


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 3303 - 2011 / 3 / 12 - 11:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو أن كل عراقي ـ كأي شرق أوسطي آخر ـ من مواليد السبعينات و أقدم، يقوم بمراجعة بسيطة لألبوم صور العائلة و الأقارب، سيجد أن الناس أنهم كانوا أكثر انفتاحا و تقبلا لحق كل فرد في اختيار نمط حياته الشخصية، فكنت تجد الفتيات يرتدين التنانير القصيرة و البناطيل الشارلستون و الشبان يقومون بارتداء السلاسل و يطيلون الشعر على طريقة "فرقة البيتلز" و الجميع يتحدث إلى الجميع بدون مشكلة و كان من الطبيعي تكوين صداقات بين الشبان و الشابات، بل إن بنات و أبناء رجال الدين لم يكونوا استثناء.
لكن مع بروز السعار "الخميني" و الهوس و الجنون الذي أصاب المنطقة ككل في "أسلمة كل شيء حتى الهواء، كانت الحركة الخمينية توجها فجّا و جافــّا لتشويه المذهب الشيعي الذي كان يمتلك خاصية عجيبة في التكيف مع الدولة المدنية، لكن الخمينية مثلت تشوها عضويا و بسبب هذا التشوه امتد السعار الخميني لكافة الجوار الإقليمي، و ليت هذا الجنون و الشعور بالنقص اقتصر على التدين كخيار شخصي و لكنه أصبح بمثابة اكتشاف "مصباح علاء الدين" الذي حسب كثيرون أنه سيحل كل المشاكل بجرّة قلم.
صحيح أن نظام الشاه في إيران كان فاسدا و قومي النزعة، لكن كان للمواطن الإيراني يمتلك حرية شخصية كان أبناء الدول الأخرى يحسدونه عليها، كنت أشاهد أفلاما إيرانية من الفترة السابقة "للثورة"!! و كنت أقارن بينها و بين منتج العاهات النفسية لجيل الثورة لأجد أن الإيراني كفرد خسر بفعل التشويه الخميني للتشيع أكثر مما ربح من الثورة، التشيع و منذ غيبة الإمام المعصوم الثاني عشر "حسب المذهب الشيعي" فإن مراجع الشيعة طوال ألف عام "بدءا من العلامة المفيد و حتى السيدين الخوئي و السيستاني قد أفتوا بحرمة "تطبيق الشريعة" بينما نظـّر الخميني لتخطئة مجمل الفقه الشيعي باتجاه تبني نظرية هي ترجمة لنظرية "سنية" متمثلة في "الخلافة"، الفارق الوحيد هنا بين النظريتين هو العنوان فقط "ولاية الفقيه".
كان لخطاب الخميني المليء بنظريات المؤامرة ــ راجع كتابه الحكومة الإسلامية لتجد أن العقل المريض بنظريات المؤامرة هو السائد ــ دور كبير في زيادة و تقوية ثقافة الكراهية إلى حدّ أصبح اللباس و تسريحة الشعر و سماع الموسيقى جزءا من "مؤامرة غربية صهيونية"، و بدلا من تحويل ثورة الشعب الإيراني إلى ثورة عقلية اجتماعية تفتح الباب أمام العقل لمراجعة التراث و نقد الذات المسلمة و ما يحيط بها من تقليد أعمى, و بدلا من ترسيخ الفرد و الحريات الشخصية و العامة فإن الثورة كانت بالفعل انتكاسة لأن الفقيه "السفيه" صار هو من يُنظـّر و يحلل و يحرّم الأفكار و النظريات، و نظام حديدي قمعي كهذا لا يختلف عمّا هو قائم في السّعودية التي تقطع الرؤوس بسبب ما فيها من عقول.
كان السيد محمد خاتمي يدرك الأزمة التي تسبب بها رجال الدين و حاجة الشّعب، خصوصا الشّباب، للحريات و لبناء مستقبل بلد عريق الحضارة، لكن الحركة الإصلاحية تعرضت للقمع و المنع و تمّ شل حركتها من قبل "الولي الفقيه" و جماعته من المحافظين، ثم جاءت انتخابات 2009 لتفجر غضب الشارع الإيراني الذي أدرك أن أصواته صودرت من قبل النظام، و هذا ليس بغريب على نظام يعتبر أن إرادة الشعب يجب أن لا تتناقض مع "إرادة الله"!! فإذا ما حصل هذا التناقض المزعوم أمكن لـ"الولي الفقيه و هو وكيل الله على الأرض" أن يلغي إرادة الشعب بأكمله، و هذه العقلية يمكن لنا أن نجد لها مثيلا في ألأحزاب و المنظمات الإسلامية الموجودة في العراق، و المشكلة هنا تكمن في أن النّص الدّيني المقدس قابل للتأويل و بمطاطية تتناسب و رغبة الفقهاء الّذين يستمدون شرعيتهم من النص.
و أخيرا و بعد أن كانت الحركة الخضراء التي يقودها مرشحا الرئاسة مير حسين موسوي و مهدي كروبي تتقدمان بشكل مضطرد، فقد مثّل تراجع رفسنجاني، الذي لم يتراجع فقط عن منعه من الترشيح لرئاسة مجلس الخبراء بل و مدح "علي خامنئي" و نعته بالحكيم، مثل هذا طعنة في ظهر الإصلاح و الإصلاحيين و هو ما كان متوقعا بنظري من قبل شخصية كانت طوال تاريخها تبحث عن المركز السياسي و النفوذ.
إيران الآن على مفترق الطرق بين التقدم باتجاه الإصلاح و الحريات و تمثيل إرادة الشعب أو توجيه البلد نحو مخاطر حرب مدمرة للمنطقة ليس لأنّ المجتمع الدّولي يريد ذلك لكن لأنّ الولي الفقيه يدرك تماما أنه في غياب الصراع الخارجي ـ خطاب المواجهة مع إسرائيل و أمريكا ـ فإن أنظار المواطنين ستتجه إلى المشاكل الدّاخلية، تدهور الخدمات، الفساد و المحسوبية و الافتقار للحريات، لذلك يسعى النظام إلى استخدام خطاب عصابي متشنج و يتبع سياسة شديدة المراوغة خصوصا في الملف النووي و دعم الفصائل الفلسطينية حماس و الجهاد ـ التنظيمين الوهابيين ـ أو أحزاب الله في المنطقة، كذلك يتبع النظام سياسة سلبية في العراق.
إن ولاية الفقيه تفتقر بالفعل إلى أي جذر فقهي جعفري أثني عشري، هذا النظام بحد ذاته هو إقرار بأن المذهب الشيعي الجعفري كان على خطأ طوال 1200 مضت و ذلك أن الشيعة عطلوا الشريعة "حسب النظرية الخمينية" طوال تلك القرون و النتيجة هنا أننا أمام احتمالين، فإما أن الشيعة كانوا ضالين في ترك الشريعة و عدم تطبيقها أو أنهم استندوا إلى أسس فقهية صحيحة و بالتالي بطلت ولاية الفقهاء، هنالك ثغرات فكرية تستند إلى معطيات فقهية و سياسة تشكك في شرعية هذه الولاية الفقهية المطلقة و الصلاحيات الواسعة لعمامة قد يكون صاحبها أجهل النّاس و أكثرهم غفلة عن مصلحة الشّعب.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادّة و المسألة الأخلاقيّة
- إسقاط آل حمد فرصة تاريخية!!
- المسيري ... تجسيد العقل المريض
- حسني... اسم صنم سيسقط قريبا
- الإنسان و الوثنيّة!!
- الدين و الفردوس الأرضي
- العقل بين المادّي و الرّوحي
- الجالية العراقية في المهجر.. عقدة ثقافية
- الإنسان و المسؤولية الكاملة
- في النمطيّة الدّينيّة و القوميّة
- المالكي و ... قائمة المنتحرين!!
- الإنسان ذلك الكائن الخلاق!!
- نقاش.. في ماهيّة النمطية !!
- لماذا يكرهون المالكي.. و النجاشي؟
- الهولوكوست الخامنئي..
- قراءة جديدة في الدين و العقلانية (2)
- قراءة جديدة للدين و العقلانية
- ما لم يكتشفه كولومبوس في أمريكا
- العلمانية و القوالب الفكرية
- المتديّنون يبنون العلمانية


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهيل أحمد بهجت - -الوليه الفقيه-.. إلى أين؟